الجزء الثالث
ومما جاء في النشرة أيضا هذه العبارة :
*نبضاتي لك وحدك
قال متفائل :
ونقول قال الله تعالى
(( قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ))
عَنْ عَلِيّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ, عَنْ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم, أَنّهُ كَانَ إِذَا قَامَ إِلَى
الصّلاَةِ قَالَ: «وَجّهْتُ وَجْهِيَ لِلّذِي فَطَرَ السّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ.
إِنّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لله رَبّ الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ
الْمُسْلِمِينَ. اللّهُمّ أَنْتَ الْمَلِكُ لاَ إِلَهَ إِلاّ أَنْتَ. أَنْتَ رَبّي وَأَنَا عَبْدُكَ. ظَلَمْتُ نَفْسِي وَاعْتَرَفْتُ
بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعاً. إِنّهُ لاَ يَغْفِرُ الذّنُوبَ إِلاّ أَنْتَ. وَاهْدِنِي لأَحْسَنِ الأَخْلاَقِ. لاَ
يَهْدِي لأَحْسَنِهَا إِلاّ أَنْتَ. وَاصْرِفْ عَنّي سَيّئَهَا. لاَ يَصْرِفُ عَنّي سَيّئَهَا إِلاّ أَنْتَ. لَبّيْكَ.
وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ كُلّهُ فِي يَدَيْكَ. وَالشّرّ لَيْسَ إِلَيْكَ. أَنَا بِكَ وَإِلَيْكَ. تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ.
أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ». وَإِذَا رَكَعَ قَالَ: «اللّهُمّ لَكَ رَكَعْتُ. وَبِكَ آمَنْتُ. وَلَكَ أَسْلَمْتُ. خَشَعَ
لَكَ سَمْعِي وَبَصَرِي. وَمُخّي وَعَظْمِي وَعَصَبِي». وَإِذَا رَفَعَ قَالَ: «اللّهُمّ رَبّنَا لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ
السّمَاوَاتِ وَمِلْءَ الأَرْضِ وَمِلْءَ مَا بَيْنَهُمَا وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ». وَإِذَا سَجَدَ
قَالَ: «اللّهُمّ لَكَ سَجَدْتُ. وَبِكَ آمَنْتُ. وَلَكَ أَسْلَمْتُ. سَجَدَ وَجْهِي لِلّذِي خَلَقَهُ وَصَوّرَهُ,
وَشَقّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ. تَبَارَكَ الله أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ» ثُمّ يَكُونُ مِنْ آخِرِ مَا يَقُولُ بَيْنَ التّشَهّدِ
وَالتّسْلِيمِ «اللّهُمّ اغْفِرْ لِي مَا قَدّمْتُ وَمَا أَخّرْتُ. وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ. وَمَا أَسْرَفْتُ. وَمَا
أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنّي. أَنْتَ الْمُقَدّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخّرُ. لاَ إِلَهَ إِلاّ أَنْتَ».
رواه مسلم
والشاهد من الآية والحديث :
هو أن الصلاة والنسك والمحيا و الممات لله رب العالمين 0
وأيضا مما ورد في النشرة :
· حتى بمعرفتي أن حرقي رهين شفتيك
قال متفائل :
وفي هذه العبارة اثبات ما لم يرد بدليل وقياس باطل 000 ولنرى ولنقرأ ما قاله العلماء في مثل هذه المسائل
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في رسالته القيمة العقيدة الواسطية " :
( ومن الإيمان بالله الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه وبما وصفه به رسوله محمد
صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل بل يؤمنون بأن
الله سبحانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه ولا
يحرفون الكلم عن مواضعه ولا يلحدون في أسماء الله وآياته ولا يكيفون ولا يمثلون صفاته
بصفات خلقه لأنه سبحانه لا سمي له ولا كفو له ولا ند له ولا يقاس بخلقه سبحانه
وتعالى فإنه أعلم بنفسه وبغيره وأصدق قيلا وأحسن حديثا من خلقه 0
قال الإمام أحمد رحمه الله :
لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله ، لا يتجاوز القرآن والحديث 0
قال الشيخ ابن عثيمين في شرحه للعقيدة الواسطية :
سئل الإمام مالك رحمه الله عن قوله تعالى: ]الرحمن على العرش استوى[ [طه: 5]:
كيف استوى؟ فأطرق مالك برأسه حتى علاه العرق، ثم رفع رأسه وقال: "الاستواء غير
مجهول"، أي: من حيث المعنى معلوم، لأن اللغة العربية بين أيدينا، كل المواضع التي
وردت فيها ]استوى[ معداة بـ(على) معناها العلو فقال: "الاستواء غير مجهول والكيف
غير معقول" لأن العقل لا يدرك الكيف، فإذا انتفى الدليل السمعي والعقلي عن الكيفية،
وجب الكف عنها، "والإيمان به واجب"، لأن الله أخبر به عنه نفسه، فوجب
تصديقه، "والسؤال عن بدعة" السؤال عن الكيفية بدعة، لأن من أهم أحرص منا على
العلم ما سألوا عنها وهم الصحابة لما قال الله: ]استوى على العرش[ [الأعراف: 54]،
عرفوا عظمة الله عز وجل، ومعنى الاستواء على العرش، وأنه لا يمكن أن تسأل: كيف
استوى؟ لأنك لن تدرك ذلك فنحن إذا سئلنا، فنقول: هذا السؤال بدعة.
وكلام مالك رحمه الله ميزان لجميع الصفات، فإن قيل لك مثلاً: إن الله ينزل إلى السماء
الدنيا، كيف ينزل؟ فالنزول غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب والسؤال
عن بدعة والذين يسألون: كيف يمكن النزول وثلث الليل يتنقل؟! فنقول: السؤال هذا
بدعة كيف تسأل عن شيء ما سأل عنه الصحابة وهم أحرص منك على الخير وعلى
العلم بما يجب لله عز وجل، ولسنا بأعلم من الرسول عليه الصلاة والسلام، فهو لم
يعلمهم. فسؤالك هذا بدعة، ولولا أننا نحسن الظن بك، لقلنا ما يليق بك بأنك رجل مبتدع.
والإمام مالك رحمه الله قال: "ما أراك إلا مبتدعاً" ثم أمر به فأخرج، لأن السلف يكرهون
أهل البدع وكلامهم واعتراضاتهم وتقديراتهم ومجادلاتهم.
فأنت يا أخي عليك هذا الباب بالتسليم، فمن تمام الإسلام لله عز وجل ألا تبحث في
هذه الأمور، ولهذا أحذركم دائماً من البحث فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته على سبيل
التعنت والتنطع والشيء الذي ما سأل الصحابة عنه، لأننا إذا فتحنا على أنفسنا هذه
الأبواب، انفتحت علينا الأبواب، وتهدمت الأسوار، وعجزنا عن ضبط أنفسنا، فلذلك قل:
سمعنا وأطعنا وآمنا وصدقنا، آمنا وصدقنا بالخبر وأطعنا الطلب وسمعنا القول، حتى تسلم!
ومما قال أيضا :
وأهل السنة والجماعة يثبتون لله عز وجل الصفات بدون مماثلة، يقولون : إن الله عز وجل
له حياة وليست مثل حياتنا، له علم وليس مثل علمنا، له بصر، ليس مثل بصرنا، له وجه
وليس مثل وجوهنا له يد وليست مثل أيدينا.... وهكذا جميع الصفات، يقولون: إن الله عز
وجل لا يماثل خلقه فيما وصف به نفسه أبداً 0
قلت :
وهذا هو المنهج الحق كما جاء في قوله تعالى (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ))
وهو الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ، لا ند له ولا نظير ولا شبيه ولا مثيل ولا يقاس بخلقه 0
هذا مع تحفظنا على بعض من الألفاظ مما ورد في النشرة مما لا يليق في حق الله
تعالى من مثل :
* أتنهد بحرارة كلما ذكرت اسمك على لساني
* حبي لك محشو في شراييني
قلت :
و كأنني أجد في هذه الألفاظ شيئا من تخاريف الصوفية 000 وآهاتهم 000 وتنهداتهم
000 وكثير من عبادتهم الباطلة 000 فليحذر ولينتبه لمثل هذا 000
والحق أحق أن يتبع
اللهم أرنا الحق حقا وأرزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه 0
فما كان من صواب فمن الله وحده وله الفضل والمنة ومن كان خطأ أو تقصير أو نسيان
فمن نفسي والشيطان 0
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين 0
هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا وسلم
الفقير إلى عفو ربه
أخوكم / متفائل000 ناصح أمين في زمن اليأس