موقع الشيخ بن باز


 

  لتحميل حلقة الرقية الشرعية للشيخ أبو البراء اضغط هنا


ruqya

Icon36 صفحة المرئيات الخاصة بموقع الرقية الشرعية

الموقع الرسمي للشيخ خالد الحبشي | العلاج بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة

الأخوة و الأخوات الكرام أعضاء منتدنا الغالي نرحب بكم أجمل ترحيب و أنتم محل إهتمام و تقدير و محبة ..نعتذر عن أي تأخير في الرد على أسئلتكم و إستفساراتكم الكريمة و دائماً يكون حسب الأقدمية من تاريخ الكتابة و أي تأخر في الرد هو لأسباب خارجة عن إرادتنا نظراً للظروف و الإلتزامات المختلفة

 
العودة   منتدى الرقية الشرعية > أقسام المنابر الإسلامية > منبر الفقه الإسلامي

الملاحظات

صفحة الرقية الشرعية على الفيس بوك

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع
New Page 2
 
 

قديم 23-12-2005, 06:41 AM   #1
معلومات العضو
مسك الختام
اشراقة ادارة متجددة

Question ما حكم الإيقاعات والمؤثرات الصوتية المصاحبة للأناشيد ؟؟؟





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
الإخوة الأفاضل ... ... ... ... ... حفظكم الله ورعاكم .





أتمنى أن أعرف ماحكم الإيقاعات المصاحبة للأناشيد سواء كانت إيقاعات بشرية أو غيرها ...
وماحكم المؤثرات الصوتية التي لا يستخدم فيها المعازف والآلات الموسيقية ؟
وجزيتم خيرا .


    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 23-12-2005, 05:40 PM   #2
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي



الأخت الفاضلة والمشرفة القديرة ( القابضة على الجمر ) حفظها الله ورعاها

لقد وقفت على مقالة رائعة تتحدجث عن الغناء بشكل عام وسؤالكم المطروح بشكل خاص فألفيتها نافعة جامعة مفيدة ، وأنقلها لكم لمزيد من الفائدة للجميع :

( بسم الله الرحمن الرحيم )


( قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي ورزقني منه رزقا حسنا وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب )

الحمد لله وكفى، وصلى الله وسلم وبارك على نبيه المصطفى وآله المستكملين الشرفا ، ثم أما بعد :

يعيش أهل الإسلام في ظل هذا الدين حياة شريفة كريمة ، يجدون من خلالها حلاوة الإيمان ، وراحة اليقين والاطمئنان ، وأنس الطاعة ، ولذة العبادة ، وتقف تعاليم هذا الدين حصنا منيعا ضد نوازع الانحراف وأهواء المنحرفين ، تصون الإنسان عن نزواته ، وتحميه من شهواته ، وتقضي على همومه وأحزانه ، فما أغنى من والى دين الله وإن كان فقيرا، وما أفقر من عاداه وإن كان غنيا .

وإن مما يحزن المسلم الغيور على دينه أن يبحث بعض المسلمين عن السعادة في غيره ، ويبحثون عن البهجة فيما عداه ، يضعون السموم مواضع الدواء ، طالبين العافية والشفاء في الشهوات والأهواء . ومن ذلك عكوف كثير من الناس اليوم على استماع آلات الملاهي والغناء ، حتى صار ذلك سلواهم وديدنهم ، متعللين بعلل واهية وأقوال زائفة ، تبيح الغناء وليس لها مستند صحيح ، يقوم على ترويجها قوم فتنوا باتباع الشهوات واستماع المغنيات .

وكما نرى بعضهم يروج للموسيقى بأنها ترقق القلوب والشعور ، وتنمي العاطفة ، وهذا ليس صحيحا ، فهي مثيرة للشهوات والأهواء ، ولو كانت تفعل ما قالوا لرققت قلوب الموسيقيين وهذبت أخلاقهم ، وأكثرهم ممن نعلم انحرافهم وسوء سلوكهم .

عباد الله من كان في شك من تحريم الأغاني والمعازف ، فليزل الشك باليقين من قول رب العالمين ، ورسوله صلى الله عليه وسلم الأمين ، في تحريمها وبيان أضرارها ، فالنصوص كثيرة من الكتاب والسنة تدل على تحريم الأغاني والوعيد لمن استحل ذلك أو أصر عليه ، والمؤمن يكفيه دليل واحد من كتاب الله أو صحيح سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف إذا تكاثرت وتعاضدت الأدلة على ذلك. ولقد قال سبحانه و تعالى في كتابه العزيز : ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا ) 0

ونظرا لخطورة الأغاني ، وأنها سبب من أسباب فتنة الناس وإفسادهم وخاصة الشباب منهم ، أحببت أن أجمع لكم هذا البحث المختصر والذي يحتوي على موقف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأئمة أهل العلم من الغناء والموسيقى .

وهذه المادة هي محاولة أردت بها خدمة دين الله عز وجل ، ومنفعة المسلمين ، سائلا الله تبارك وتعالى أن ينفع بها وأن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم ، وهو حسبنا و نعم الوكيل .

* أدلة التحريم من القرآن الكريم :

قوله تعالى : ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين ) ( سورة لقمان - الآية 6 ) 0

قال حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنهما : ( هو الغناء ، وقال مجاهد رحمه الله : اللهو : الطبل ) ( تفسير الطبري ) 0

وقال الحسن البصري رحمه الله : ( نزلت هذه الآية في الغناء والمزامير ) ( تفسير ابن كثير ) 0

قال ابن القيم رحمه الله : ( ويكفي تفسير الصحابة والتابعين للهو الحديث بأنه الغناء فقد صح ذلك عن ابن عباس وابن مسعود، قال أبو الصهباء: سألت ابن مسعود عن قوله تعالى : ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ) ، فقال : والله الذي لا إله غيره هو الغناء - يرددها ثلاث مرات - ، وصح عن ابن عمر رضي الله عنهما أيضا أنه الغناء .. ) ( إغاثة اللهفان لابن القيم ) 0

وكذلك قال جابر وعكرمة وسعيد بن جبير ومكحول وميمون بن مهران وعمرو بن شعيب وعلي بن بديمة و غيرهم في تفسير هذه الآية الكريمة . قال الواحدي - رحمه الله - : ( وهذه الآية على هذا التفسير تدل على تحريم الغناء ) ( إغاثة اللهفان ) 0

ولقد قال الحاكم في مستدركه عن تفسير الصحابي : ( ليعلم طالب هذا العلم أن تفسير الصحابي الذي شهد الوحي والتنزيل عند الشيخين حديث مسند ) 0

وقال الإمام ابن القيم - رحمه الله - في كتابه إغاثة اللهفان معلقا على كلام الحاكم : ( وهذا وإن كان فيه نظر فلا ريب أنه أولى بالقبول من تفسير من بعدهم ، فهم أعلم الأمة بمراد الله من كتابه ، فعليهم نزل وهم أول من خوطب به من الأمة ، وقد شاهدوا تفسيره من الرسول علما وعملا ، وهم العرب الفصحاء على الحقيقة فلا يعدل عن تفسيرهم ما وجد إليه سبيل ) 0

وقال تعالى : ( واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا ) ( سورة الإسراء - الآية 64 ) 0

جاء في تفسير الجلالين : ( واستفزز ) : استخف ، ( صوتك ) : بدعائك بالغناء والمزامير وكل داع إلى المعصية و هذا أيضا ما ذكره ابن كثير والطبري عن مجاهد. وقال القرطبي في تفسيره : ( في الآية ما يدل على تحريم المزامير والغناء واللهو .. وما كان من صوت الشيطان أو فعله وما يستحسنه فواجب التنزه عنه ) 0

وقال الله عز وجل : ( والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما ) ( سورة الفرقان - الآية 72 ) 0

وقد ذكر ابن كثير في تفسيره ما جاء عن محمد بن الحنفية أنه قال : ( الزور هنا الغناء ) 0

وجاء عند القرطبي والطبري عن مجاهد في قوله تعالى : ( والذين لا يشهدون الزور ) قال : لا يسمعون الغناء 0

وجاء عن الطبري في تفسيره : ( قال أبو جعفر: وأصل الزور تحسين الشيء ، ووصفه بخلاف صفته ، حتى يخيل إلى من يسمعه أو يراه ، أنه خلاف ما هو به ، والشرك قد يدخل في ذلك لأنه محسن لأهله ، حتى قد ظنوا أنه حق وهو باطل ، ويدخل فيه الغناء لأنه أيضا مما يحسنه ترجيع الصوت حتى يستحلي سامعه سماعه ) ( تفسير الطبري ) 0

وفي قوله عز وجل : ( وإذا مروا باللغو مروا كراما )

قال الإمام الطبري في تفسيره : ( وإذا مروا بالباطل فسمعوه أو رأوه، مروا كراما . مرورهم كراما في بعض ذلك بأن لا يسمعوه ، وذلك كالغناء ) 0

* أدلة التحريم من السنة النبوية الشريفة :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ، ولينزلن أقوام إلى جنب علم ، يروح عليهم بسارحة لهم ، يأتيهم لحاجة، فيقولون : ارجع إلينا غدا ، فيبيتهم الله ، ويضع العلم ، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة ) ( رواه البخاري تعليقا برقم 5590، ووصله الطبراني والبيهقي، وراجع السلسلة الصحيحة للألباني 91 ) 0

وقد أقرّ بصحة هذا الحديث أكابر أهل العلم منهم الإمام ابن حبان ، والإسماعيلي ، وابن صلاح ، وابن حجر العسقلاني ، وشيخ الإسلام ابن تيمية ، والطحاوي ، وابن القيم ، والصنعاني ، وغيرهم كثير 0

وقال الإمام ابن القيم - رحمه الله - : ( ولم يصنع من قدح في صحة هذا الحديث شيئا كابن حزم نصرة لمذهبه الباطل في إباحة الملاهي ، وزعم أنه منقطع لأن البخاري لم يصل سنده به ) 0

وقال العلامة ابن صلاح - رحمه الله - : ( ولا التفات إليه ( أى ابن حزم ) في رده ذلك..وأخطأ في ذلك من وجوه .. والحديث صحيح معروف الاتصال بشرط الصحيح ) ( غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب لإمام السفاريني ) 0

وفي الحديث دليل على تحريم آلات العزف والطرب من وجهين :

أولاهما قوله صلى الله عليه وسلم : ( يستحلون ) ، فإنه صريح بأن المذكورات ومنها المعازف هي في الشرع محرمة ، فيستحلها أولئك القوم 0

ثانيا : قرن المعازف مع ما تم حرمته وهو الزنا والخمر والحرير، ولو لم تكن محرمة - أى المعازف - لما قرنها معها ) ( السلسلة الصحيحة للألباني 1/140-141 بتصرف ) 0

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : ( فدل هذا الحديث على تحريم المعازف ، والمعازف هي آلات اللهو عند أهل اللغة ، وهذا اسم يتناول هذه الآلات كلها ) ( لمجموع الفتاوى ) 0

وروى الترمذي في سننه عن جابر رضي الله عنه قال : ( خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عبد الرحمن بن عوف إلى النخيل ، فإذا ابنه إبراهيم يجود بنفسه ، فوضعه في حجره ففاضت عيناه ، فقال عبد الرحمن : أتبكي وأنت تنهى عن البكاء ؟ قال : إني لم أنه عن البكاء، وإنما نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين : صوت عند نغمة لهو ولعب ومزامير شيطان ، وصوت عند مصيبة : خمش وجوه وشق جيوب ورنة ) ( قال الترمذي: هذا الحديث حسن، وحسنه الألباني صحيح الجامع 5194 ) 0

وقال صلى الله عليه و سلم : ( صوتان ملعونان ، صوت مزمار عند نعمة ، و صوت ويل عند مصيبة ) ( إسناده حسن ، السلسلة الصحيحة 427 ) 0

وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( ليكونن في هذه الأمة خسف ، وقذف ، ومسخ ، وذلك إذا شربوا الخمور ، واتخذوا القينات ، وضربوا بالمعازف ) ( صحيح بمجموع طرقه ، السلسلة الصحيحة 2203 ) 0

قال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله حرم على أمتي الخمر ، والميسر ، والمزر ، والكوبة ، والقنين ، وزادني صلاة الوتر ) ( صحيح، صحيح الجامع 1708 ) 0 الكوبة هي الطبل ، أما القنين هو الطنبور بالحبشية ( غذاء الألباب ) 0

وروى أبي داوود في سننه عن نافع أنه قال : ( سمع ابن عمر مزمارا ، قال : فوضع أصبعيه على أذنيه ، ونأى عن الطريق ، وقال لي : يا نافع هل تسمع شيئا ؟ قال : فقلت : لا ! قال : فرفع أصبعيه من أذنيه ، وقال : كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فسمع مثل هذا ! فصنع مثل هذا ) ( حديث صحيح ، صحيح أبي داوود 4116 ) 0

و علق على هذا الحديث الإمام القرطبي قائلا : ( قال علماؤنا : إذا كان هذا فعلهم في حق صوت لا يخرج عن الاعتدال ، فكيف بغناء أهل هذا الزمان وزمرهم؟! ) ( الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ) 0

* أقوال أئمة أهل العلم :

قال الإمام عمر بن عبد العزيز - رضى الله عنه - : ( الغناء مبدؤه من الشيطان وعاقبته سخط الرحمن ) ( غذاء الألباب) 0

ولقد نقل الإجماع على حرمة الاستماع إلى الموسيقى والمعازف جمع من العلماء منهم : الإمام القرطبي وابن الصلاح وابن رجب الحنبلي 0

فقال الإمام أبو العباس القرطبي : ( الغناء ممنوع بالكتاب والسنة ) 0

وقال أيضا : ( أما المزامير والأوتار والكوبة ( الطبل ) فلا يختلف في تحريم استماعها ولم أسمع عن أحد ممن يعتبر قوله من السلف وأئمة الخلف من يبيح ذلك، وكيف لا يحرم وهو شعار أهل الخمور والفسوق ومهيج الشهوات والفساد والمجون ؟ وما كان كذلك لم يشك في تحريمه ولا تفسيق فاعله وتأثيمه ) ( الزواجر عن اقتراف الكبائر لابن حجر الهيثمي ) 0

وقال ابن الصلاح : ( الإجماع على تحريمه ولم يثبت عن أحد ممن يعتد بقوله في الإجماع والاختلاف أنه أباح الغناء .. ) 0

قال القاسم بن محمد - رحمه الله - : ( الغناء باطل ، والباطل في النار ) 0

وقال الحسن البصري - رحمه الله - : ( إن كان في الوليمة لهو – أى غناء و لعب - ، فلا دعوة لهم ( الجامع للقيرواني ) 0

قال النحاس - رحمه الله - : ( هو ممنوع بالكتاب والسنة ) 0

وقال الطبري : ( وقد أجمع علماء الأمصار على كراهة الغناء ، والمنع منه ) 0

ويقول الإمام الأوزاعي - رحمه الله - : ( لا تدخل وليمة فيها طبل ومعازف ) 0

قال ابن القيم - رحمه الله - في بيان مذهب الإمام أبي حنيفة : ( وقد صرح أصحابه بتحريم سماع الملاهي كلها كالمزمار والدف ، حتى الضرب بالقضيب ، وصرحوا بأنه معصية توجب الفسق وترد بها الشهادة ، وأبلغ من ذلك قالوا : إن السماع فسق والتلذذ به كفر ، وورد في ذلك حديث لا يصح رفعه ، قالوا ويجب عليه أن يجتهد في أن لا يسمعه إذا مر به أو كان في جواره ) ( إغاثة اللهفان ) 0

وروي عن الإمام أبي حنيفة أنه قال : ( الغناء من أكبر الذنوب التي يجب تركها فورا ) 0

وقد قال الإمام السفاريني في كتابه غذاء الألباب معلقا على مذهب الإمام أبو حنيفة : ( وأما أبو حنيفة فإنه يكره الغناء ويجعله من الذنوب ، وكذلك مذهب أهل الكوفة سفيان وحماد وإبراهيم والشعبي وغيرهم لا اختلاف بينهم في ذلك، ولا نعلم خلافا بين أهل البصرة في المنع منه ) 0

وقد قال القاضي أبو يوسف تلميذ الإمام أبى حنيفة حينما سئل عن رجل سمع صوت المزامير من داخل أحد البيوت : ( ادخل عليهم بغير إذنهم لأن النهي عن المنكر فرض ) 0

أما الإمام مالك فإنه نهى عن الغناء و عن استماعه ، وقال رحمه الله عندما سئل عن الغناء و الضرب على المعازف : ( هل من عاقل يقول بأن الغناء حق ؟ إنما يفعله عندنا الفساق ) ( تفسير القرطبي ) 0

والفاسق في حكم الإسلام لا تقبل له شهادة ولا يصلي عليه الأخيار إن مات، بل يصلي عليه غوغاء الناس وعامتهم 0

قال ابن القيم - رحمه الله - في بيان مذهب الإمام الشافعي رحمه الله : ( وصرح أصحابه - أى أصحاب الإمام الشافعى - العارفون بمذهبه بتحريمه وأنكروا على من نسب إليه حله كالقاضي أبي الطيب الطبري والشيخ أبي إسحاق وابن الصباغ ) ( إغاثة اللهفان ) 0

وسئل الشافعي - رضي الله عنه - عن هذا ؟ فقال : أول من أحدثه الزنادقة في العراق حتى يلهوا الناس عن الصلاة وعن الذكر ) ( الزواجر عن اقتراف الكبائر ) 0

قال ابن القيم - رحمه الله - : ( وأما مذهب الإمام أحمد فقال عبد الله ابنه: سألت أبي عن الغناء فقال: الغناء ينبت النفاق بالقلب ، لا يعجبني ، ثم ذكر قول مالك : إنما يفعله عندنا الفساق ) ( إغاثة اللهفان ) 0

وسئل - رضي الله عنه - عن رجل مات وخلف ولدا وجارية مغنية فاحتاج الصبي إلى بيعها فقال: تباع على أنها ساذجة لا على أنها مغنية ، فقيل له : إنها تساوي ثلاثين ألفا، ولعلها إن بيعت ساذجة تساوي عشرين ألفا ، فقال : لاتباع إلا أنها ساذجة ) 0

قال ابن الجوزي - رحمه الله - : ( وهذا دليل على أن الغناء محظور ، إذ لو لم يكن محظورا ما جاز تفويت المال على اليتيم ) ( الجامع لأحكام القرآن ) 0

ونص الإمام أحمد - رحمه الله - : ( على كسر آلات اللهو كالطنبور وغيره إذا رآها مكشوفة ، وأمكنه كسرها ) ( إغاثة اللهفان ) 0

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : ( مذهب الأئمة الأربعة أن آلات اللهو كلها حرام ... ولم يذكر أحد من أتباع الأئمة في آلات اللهو نزاعا ) ( مجموع الفتاوى ) 0

وقال أيضا : ( فاعلم أنه لم يكن في عنفوان القرون الثلاثة المفضلة لا بالحجاز ولا بالشام ولا باليمن ولا مصر ولا المغرب ولا العراق ولا خراسان من أهل الدين والصلاح والزهد والعبادة من يجتمع على مثل سماع المكاء والتصدية لا بدف ولا بكف ولا بقضيب وإنما أحدث هذا بعد ذلك في أواخر المائة الثانية فلما رآه الأئمة أنكروه ) 0

وقال في موضع آخر : ( المعازف خمر النفوس ، تفعل بالنفوس أعظم مما تفعل حميا الكؤوس ) ( مجموع الفتاوى ) 0

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في بيان حال من اعتاد سماع الغناء : ( ولهذا يوجد من اعتاده واغتذى به لا يحن على سماع القرآن ، ولا يفرح به ، ولا يجد في سماع الآيات كما يجد في سماع الأبيات ، بل إذا سمعوا القرآن سمعوه بقلوب لاهية وألسن لاغية ، وإذا سمعوا المكاء والتصدية خشعت الأصوات وسكنت الحركات وأصغت القلوب ) ( مجموع الفتاوى ) 0

قال العلامة الألباني - رحمه الله - : ( اتفقت المذاهب الأربعة على تحريم آلات الطرب كلها ) ( السلسلة الصحيحة 1/145) 0

قال الإمام ابن القيم - رحمه الله - : ( إنك لا تجد أحدا عني بالغناء وسماع آلاته إلا وفيه ضلال عن طريق الهدى علما وعملا ، وفيه رغبة عن استماع القرآن إلى استماع الغناء ) 0

وقال عن الغناء : ( فإنه رقية الزنا ، وشرك الشيطان ، وخمرة العقول ، ويصد عن القرآن أكثر من غيره من الكلام الباطل لشدة ميل النفوس إليه ورغبتها فيه ) 0

وقال - رحمه الله - :

حب القرآن وحب ألحان الغنا.....في قلب عبد ليس يجتمعان

والله ما سلم الذي هو دأبــــه..... أبدا من الإشراك بالرحمن

وإذا تعلق بالسماع أصـــــاره.....عبدا لكـل فـلانـــــــة وفلان


و بذلك يتبين لنا أقوال أئمة العلماء واقرارهم على حرمية الغناء والموسيقى والمنع منهما 0

* الاستثناء :

ويستثنى من ذلك الدف - بغير خلخال - في الأعياد والنكاح للنساء ، وقد دلت عليه الأدلة الصحيحة 0

قال شيخ الإسلام - رحمه الله - : ( ولكن رخص النبي صلى الله عليه وسلم في أنواع من اللهو في العرس ونحوه كما رخص للنساء أن يضربن بالدف في الأعراس والأفراح، وأما الرجال على عهده فلم يكن أحد على عهده يضرب بدف ولا يصفق بكف، بل ثبت عنه في الصحيح أنه قال : التصفيق للنساء والتسبيح للرجال، ولعن المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء ) ( مجموع الفتاوى ) 0

وأيضا من حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت : ( دخل علي أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت به الأنصار في يوم بعاث قالت وليستا بمغنيتين فقال أبو بكر أبمزمور الشيطان في بيت النبي صلى الله عليه وسلم وذلك في يوم عيد الفطر فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا ) ( صحيح - صحيح ابن ماجه 1540 ) 0

* الرد على من استدل بحديث الجاريتين في تحليل المعازف :

قال ابن القيم - رحمه الله - : ( وأعجب من هذا استدلالكم على إباحة السماع المركب مما ذكرنا من الهيئة الاجتماعية بغناء بنتين صغيرتين دون البلوغ عند امرأة صبية في يوم عيد وفرح بأبيات من أبيات العرب في وصف الشجاعة والحروب ومكارم الأخلاق والشيم ، فأين هذا من هذا ، والعجيب أن هذا الحديث من أكبر الحجج عليهم ، فإن الصديق الأكبر رضي الله عنه سمى ذلك مزمورا من مزامير الشيطان ، وأقره رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذه التسمية ، ورخص فيه لجويريتين غير مكلفتين ولا مفسدة في إنشادهما ولاستماعهما ، أفيدل هذا على إباحة ما تعملونه وتعلمونه من السماع المشتمل على ما لا يخفى ؟! فسبحان الله كيف ضلت العقول والأفهام ) ( مدارج السالكين ) 0

وقال ابن الجوزي - رحمه الله - : ( وقد كانت عائشة - رضي الله عنها - صغيرة في ذلك الوقت ، ولم ينقل عنها بعد بلوغها وتحصيلها إلا ذم الغناء ، قد كان ابن أخيها القاسم بن محمد يذم الغناء ويمنع من سماعه وقد أخذ العلم عنها ) ( تلبيس إبليس ) 0

* ابن حزم و إباحة الغناء :

من المعروف والمشهور أن ابن حزم - رحمه الله - يبيح الغناء ، كما هو مذكور في كتابه المحلى 0

لكن الذي نريد أن ننبه عليه أن الناس إذا سمعوا أن ابن حزم أو غيره من العلماء يحللون الغناء ، ذهب بالهم إلى الغناء الموجود اليوم في القنوات والإذاعات وعلى المسارح والفنادق وهذا من الخطأ الكبير. فمثل هذا الغناء لا يقول به مسلم ، فضلا عن عالم ؛ مثل الإمام الكبير ابن حزم . فالعلماء متفقون على تحريم كل غناء يشتمل على فحش أو فسق أو تحريض على معصية .

ونحن نعلم حال الغناء اليوم وما يحدث فيه من المحرمات القطعية ، كالتبرج والاختلاط الماجن والدعوة السافرة إلى الزنى والفجور وشرب الخمور ، تقف فيه المغنية عارية أو شبه عارية أمام العيون الوقحة والقلوب المريضة لتنعق بكلمات الحب والرومانسية . ويتمايل الجميع رجالا ونساء ويطربون في معصية الله وسخطه .

ولذلك نقول : إن على من يشيع في الناس أن ابن حزم يبيح الغناء ، أن يعرف إلى أين يؤدي كلامه هذا إذا أطلقه بدون ضوابط وقيود ، فليتق الله وليعرف إلى أين ينتهي كلامه ؟! وليتنبه إلى واقعه الذي يحيا فيه .

ثم أعلم كون ابن حزم أو غيره يبيح أمرا جاء النص الصريح عن النبي صلى الله عليه وسلم بتحريمه لا ينفعك عند الله 0

قال سليمان التيمي - رحمه الله - : ( لو أخذت برخصة كل عالم ، أو زلة كل عالم ، اجتمع فيك الشر كله . وقد قال الله جل وعلا : ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) ( سورة الحشر - الآية 7 ) ، وقال أيضا : ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ) ( سورة النور - الآية 63 ) 0

ولله در القائل :

العلم قال الله قال رسوله إن صح

والإجماع فاجهد فيه

وحذار من نصب الخلاف جهالة

بين الرسول وبين رأي فقيه


* أما حكم الأناشيد الإسلامية الخالية من الموسيقى فهو كالأتى :

صح أن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام رضوان الله عليهم قد سمعوا الشعر وأنشدوه واستنشدوه من غيرهم ، في سفرهم وحضرهم ، وفي مجالسهم وأعمالهم ، بأصوات فردية كما في إنشاد حسان بن ثابت وعامر بن الأكوع وأنجشة رضي الله عنهم ، وبأصوات جماعية كما في حديث أنس - رضي الله عنه - في قصة حفر الخندق ، قال : فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بنا من النصب والجوع قال : ( اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة ، فاغفر للأنصار والمهاجرة ) . فقالوا مجيبين : نحن الذين بايعوا محمدا ، على الجهاد ما بقينا أبدا ) ( رواه البخاري 3/1043 ) 0

وفي المجالس أيضا ؛ أخرج ابن أبي شيبة بسند حسن عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال : ( لم يكن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منحرفين ولا متماوتين ، كانوا يتناشدون الأشعار في مجالسهم ، وينكرون أمر جاهليتهم ، فإذا أريد أحدهم عن شيء من دينه دارت حماليق عينه ) ( مصنف ابن أبي شيبة - 8/711 ) 0

فهذه الأدلة تدل على أن الإنشاد جائز ، سواء كان بأصوات فردية أو جماعية ، والنشيد في اللغة العربية : رفع الصوت بالشعر مع تحسين وترقيق ( القاموس المحيط ) 0

وهناك ضوابط تراعى في هذا الأمر وضعها لنا أهل العلم وهي : عدم استعمال الآلات والمعازف المحرمة في النشيد ، عدم الإكثار منه وجعله ديدن المسلم وكل وقته وتضييع الواجبات والفرائض لأجله ، أن لا يكون بصوت النساء ، وأن لا يشتمل على كلام محرم أو فاحش ، وأن لا يشابه ألحان أهل الفسق والمجون ، وأن يخلو من المؤثرات الصوتية التي تنتج أصواتا مثل أصوات المعازف . وأيضا يراعى أن لا يكون ذا لحن يطرب به السامع ويفتنه كالذين يسمعون الأغاني .


وللاستزادة يمكن مراجعة : كتاب الإعلام بنقد كتاب الحلال والحرام للشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان ، وكتاب السماع لشيخ الإسلام ابن القيم ، وكتاب تحريم آلات الطرب للشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - 0

* وختاما :

قال الإمام ابن القيم - رحمه الله - في كتابه ( إغاثة اللهفان ) : ( اعلم أن للغناء خواص لها تأثير في صبغ القلب بالنفاق، ونباته فيه كنبات الزرع بالماء 0
فمن خواصه : أنه يلهي القلب ويصده عن فهم القرآن وتدبره ، والعمل بما فيه ، فإن الغناء والقرآن لا يجتمعان في القلب أبدا لما بينهما من التضاد ، فإن القرآن ينهى عن اتباع الهوى ، ويأمر بالعفة ، ومجانبة شهوات النفوس ، وأسباب الغي ، وينهى عن اتباع خطوات الشيطان ، والغناء يأمر بضد ذلك كله ، ويحسنه ، ويهيج النفوس إلى شهوات الغي فيثير كامنها ، ويزعج قاطنها ، ويحركها إلى كل قبيح ، ويسوقها إلى وصل كل مليحة ومليح ، فهو والخمر رضيعا لبان ، وفي تهييجهما على القبائح فرسا رهان ..إلخ ) 0

فيا أيها المسلمون : نزهوا أنفسكم وأسماعكم عن اللهو ومزامر الشيطان ، وأحلوها رياض الجنان ، حلق القرآن ، وحلق مدارسة سنة سيد الأنام ، عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام ، تنالوا ثمرتها ، إرشادا من غي ، وبصيرة من عمي ، وحثا على تقى ، وبعدا عن هوى ، وحياة القلب ، ودواء وشفاء ، ونجاة وبرهانا ، وكونوا ممن قال الله فيهم : ( والذين هم عن اللغو معرضون ) 0

وفق الله المسلمين للتمسك بدينهم والبصيرة في أمرهم إنه قريب مجيب.
و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

كتبه حامدا و مصليا ابن رجب السلفي
في تمام يوم الجمعة 13/12/1423هـ الموافق 14/02/2003م


يقول الشيخ محمد بن صالح المنجد : ( وغناء محرم كصوت المرأة الأجنبية بالغناء والغناء مع المؤثرات الصوتية التي تعطي نفس أداء الآلات الموسيقية وتنتجها الأجهزة الحديثة وتفعل فعلها في النفس لذة ونشوة وطربا )

( إسلام أون لاين )


ومن هنا أرى أن الأولى ترك استخدام المؤثرات الصوتية حتى لو توفرت الضوابط الشرعية في الإنشاد أو الغناء وذلك للأسباب التالية :

أولاً : لم يفعل ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم ولا والصحابة ولا الخلفاء الراشدين أو التابعين والسلف 0

أخرج ابن أبي شيبة بسند حسن عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال : ( لم يكن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منحرفين ولا متماوتين ، كانوا يتناشدون الأشعار في مجالسهم ، وينكرون أمر جاهليتهم ، فإذا أريد أحدهم عن شيء من دينه دارت حماليق عينه ) ( مصنف ابن أبي شيبة - 8/711 ) 0

فهذه الأدلة تدل على أن الإنشاد جائز ، سواء كان بأصوات فردية أو جماعية ، والنشيد في اللغة العربية : رفع الصوت بالشعر مع تحسين وترقيق ( القاموس المحيط ) 0

ثانياً : علة تحريم الغناء هو إثارة الغرائز والشهوات ، ولذلك نقل عن القرطبي - رحمه الله 0 أنه قال : ( أما المزامير والأوتار والكوبة ( الطبل ) فلا يختلف في تحريم استماعها ولم أسمع عن أحد ممن يعتبر قوله من السلف وأئمة الخلف من يبيح ذلك ، وكيف لا يحرم وهو شعار أهل الخمور والفسوق ومهيج الشهوات والفساد والمجون ؟ وما كان كذلك لم يشك في تحريمه ولا تفسيق فاعله وتأثيمه ) ( الزواجر عن اقتراف الكبائر لابن حجر الهيثمي ) 0

وعند ذلك أي كانت الوسيلة التي تثير الغرائز والشهوات سواء كانت مؤثرات ونحوها فلا يجوز استخدامها 0

ثالثاً : وأقل ما يقال فيها أنها شبهة ، ولا بد لسلامة العقيدة والتوجه الصحيح البعد عن المحرمات والمشتبهات لعموم الأحاديث الواردة في ذلك ، كما ثبت من حديث النعمان بن بشير – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الحلال بين ، والحرام بين ، وبينهما أمور مشتبهات ، لا يعلمها كثير من الناس ، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لعرضه ودينه ، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام ، كراع يرعى حول الحمى ، يوشك أن يواقعه ، ألا وإن لكل ملك حمى ، ألا وإن حمى الله تعالى في أرضه محارمه ، ألا وإن في الجسد مضغة ، إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب ) ( متفق عليه ) 0

قال المناوي : ( " الحلال " ضد الحرام لغة وشرعا " بين " أي ظاهر واضح لا يخفى حله وهو ما نص الله أو رسوله أو أجمع المسلمون على تحليله بعينه أو جنسه ، ومنه ما لم يرد فيه منع في أظهر الأقوال " والحرام بين " واضح لا تخفى حرمته وهو ما نص أو أجمع على تحريمه بعينه أو جنسه أو على أن فيه عقوبة أو وعيدا ، ثم التحريم إما لمفسدة أو مضرة خفية كالزنى ومذكى المجوس ، وإما لمفسدة أو مضرة واضحة كالسم والخمر وتفصيله لا يحتمله المقام 0 " وبينهما " أي الحلال والحرام الواضحين " أمور " أي شؤون وأحوال " مشتبهات " بغير ما لكونها غير واضحة الحل والحرمة لتجاذب الأدلة وتنازع المعاني والأسباب ، فبعضها يعضده دليل التحريم والبعض بالعكس ، ولا مرجح لأحدهما إلا خفاء ، ومن المشتبه معاملة من في ماله حرام ، فالورع تركه وإن حل " لا يعلمها كثير من الناس " أي من حيث الحل والحرمة لخفاء نص أو عدم صراحة أو تعارض نصين ، وإنما يؤخذ من عموم أو مفهوم أو قياس أو استصحاب أو لاحتمال الأمر فيه الوجوب والندب والنهي والكراهة والحرمة أو لغير ذلك ، إنما يعلمه قليل من الناس وهم الراسخون ، فإن تردد الراسخ في شيء لم يرد به نص ولا إجماع اجتهد بدليل شرعي فيصير مثله ، وقد يكون دليلا غير خال من الاحتمال فيكون الورع تركه كما قال " فمن اتقى " من التقوى وهي لغة :جعل النفس في وقاية مما يخاف 0 وشرعا : حفظ النفس عن الآثام وما يجر إليها " الشبهات " أي اجتنبها ووضع الظاهر موضع المضمر تفخيما لشأن اجتناب الشبهات ، والشبهة ما يخيل للناظر أنه حجة وليس كذلك ، وأريد هنا ما سبق في تعريف الشبهة " فقد استبرأ " بالهمزة وقد يخفف أي طلب البراءة " لدينه " من الذم الشرعي " وعرضه " بصونه عن الوقيعة فيه بترك الورع الذي أمر به ، فهو هنا الحسب 0 وقيل : النفس لأنها التي يتوجه إليها المدح والذم ، وعطف العرض على الدين ليفيد أن طلب براءته منظور إليه كالدين " ومن وقع في الشبهات " يعني فعلها وتعودها " وقع في الحرام " أي يوشك أن يقع فيه لأنه حام حول حريمه ، وقال : " وقع " دون يوشك أن يقع كما قال في المشبه به الآتي ، لأن من تعاطى المشبهات صادف الحرام وإن لم يتعمده إما لإثمه بسبب تقصيره في التحري أو لاعتياده التساهل وتجرئه على شبهة بعد أخرى ، إلى أن يقع في الحرام 0 أو تحقيقا لمداناة الوقوع كما يقال من اتبع هواه هلك ، وسره أن حمى الملوك محسوسة يحترز عنها كل بصير ، وحمى الله لا يدركه إلا ذوو البصائر ، ولما كان فيه نوع خفاء ضرب بالمحسوس بقوله : " كراع " أصله الحافظ بغيره ، ومنه قيل للوالي راعي والعامة رعية وللزوج راع ، ثم خص عرفا بحافظ الحيوان كما هنا " يرعى حول الحمى " أي الحمى وهو المحذور على غير مالكه " يوشك " يسرع " أن يواقعه " أي تأكل ماشيته منه فيعاقب ، شبه أخذ الشهوات بالراعي ، والمحارم بالحمى ، والشبهات بما حوله ، ثم أكد التحذير من حيث المعنى بقوله : " إلا " حرف افتتاح قصد به أمر السامع بالإصغاء لعظم موقع ما بعده " وإن لكل ملك " من ملوك العرب " حمى " يحميه عن الناس ويتوعد من قرب منه بأشد العقوبات " ألا وإن حمى الله " تعالى وهو ملك الملوك " في أرضه محارمه " أي المحارم التي حرمها ، وأريد بها هنا ما يشمل المنهيات وترك المأمور ، ومن دخل حمى الله بارتكاب شيء منها استحق العقاب ، ومن قاربه يوشك الوقوع فيه ، فالمحافظ لدينه لا يقرب مما يقرب إلى الخطيئة ، والقصد إقامة البرهان على تجنب الشبهات ، وأنه إذا كان حمى الملك يحترز منه خوف عقابه ، فحمى الحق أولى لكون عذابه أشق 0 ولما كان التورع يميل القلب إلى الصلاح وعدمه إلى الفجور أردف ذلك بقوله : " ألا وإن في الجسد " أي البدن " مضغة " قطعـة لحم بقدر ما يمضغ 0 لكنها وإن صغرت حجما عظمت قدرا ومن ثم كانت " إذا صلحت " انشرحت بالهداية " صلح الجسد كله " أي استعملت الجوارح في الطاعات لأنها متنوعة له وهي وإن صغرت صورة كبرت رتبة " وإذا فسدت " أي أظلمت بالضلالة " فسد الجسد كله " باستعمالها في المنكرات " ألا وهي القلب " سمي به لأنه محل الخواطر المختلفة الحاملة على الانقلاب ، أو لأنه خالص البدن وخالص كل شيء قلبه ، أو لأنه وضع في الجسد مقلوبا وذلك لأنه مبدأ الحركات البدنية والإرادات النفسانية ، فإن صدرت عنه إرادة صالحة تحرك البدن حركة صالحة أو إرادة فاسدة تحرك حركة فاسدة – فهو ملك والأعضاء رعيته ، وهي تصلح بصلاح الملك وتفسد بفساده ، وأوقع هذا عقب قوله " الحلال بين " إشعارا بأن أكل الحلال ينوره ويصلحه والشبه تقسيه وتظلمه ) ( فيض القدير – 3 / 423 ، 424 ) 0

وقد ثبت من حديث أنس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ) ( صحيح الجامع 3377 ) 0

قال المناوي : ( " دع ما يريبك " أي يوقعك في الشك ، والأمر للندب بما أن توقي الشبهات مندوب لا واجب على الأصح " إلى ما لا يريبك " أي اترك ما تشك فيه من الشبهات وأعدل إلى ما لا تشك فيه من الحلال البين ، لما سبق أن من اتقى الشبهات فقد استبرأ لعرضه ودينه ، قال القاضي : هذا الحديث من دلائل النبوة ومعجزات المصطفى صلى الله عليه وسلم فإنه أخبر عما في ضمير وابصة قبل أن يتكلم به والمعنى أن من أشكل عليـه شيء والتبس ولم يتبين أنه من أي القبيلين هو ، فليتأمل فيه - إن كان من أهل الاجتهاد - ويسأل المجتهدين إن كان من المقلدين ، فإن وجد ما تسكن إليه نفسه ، ويطمئن به قلبه ، وينشرح صدره فليأخذ به وإلا 00 فليدعه وليأخذ بما لا شبهة فيه ولا ريبة ، وهذا طريق الورع والاحتياط ) ( فيض القدير - 3 / 528 ) 0

هذا ما تيسر لي أخيتي الفاضلة ( القابضة على الجمر ) بارك الله فيكم وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 23-12-2005, 08:53 PM   #3
معلومات العضو
مسك الختام
اشراقة ادارة متجددة

افتراضي

شيخي الفاضل : أبو البراء
نقل قيم أزال الحيرة والشك
أسأل الله أن يجزيك أفضل ماجزى عباده الصالحين
ويغسل قلبك بماء اليقين ... وروحك بكوثر الدين
ويثلج صدرك بسكينة المؤمنين

وكل من قال : اللهم آمين .

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 24-01-2006, 11:16 AM   #4
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي



وإياكم أختي الفاضلة ومشرفتنا القديرة ( القابضة على الجمر ) ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 10-04-2006, 02:39 AM   #5
معلومات العضو
أسيل

افتراضي

شيخي الفاضل : أبو البراء
نقل قيم أزال الحيرة والشك
أسأل الله أن يجزيك أفضل ماجزى عباده الصالحين
ويغسل قلبك بماء اليقين ... وروحك بكوثر الدين
ويثلج صدرك بسكينة المؤمنين

وكل من قال : اللهم آمين .

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 28-06-2006, 01:58 PM   #6
معلومات العضو
أبو فهد
موقوف

افتراضي

... بسم الله الرحمن الرحيم ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في الجميع وجزاكم خيرا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
... معالج متمرس...
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 09-08-2006, 03:50 PM   #7
معلومات العضو
بهاء الدين
إشراقة إشراف متجددة

افتراضي

بوركت جهود الجميع
وأنار الطريق للجميع
قال تعالى :
**وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً **الإسراء81
وقال سبحانه :
**قُلْ جَاء الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ **سبأ49

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


بحث عن:


الساعة الآن 01:52 AM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com