حينما ترد كلمة ( الإدمان ) تتبادر إلى الأذهان تلك الأخطار
والسموم والآفات المحرمة كالمخدرات والمشروبات الكحولية والتدخين التي
تهدد شبابنا وتسوقهم إلى حتفهم وهلاكهم ..
لقد جرت العادة أن تستخدم كلمة ( الإدمان ) للإشارة والحديث عن أمور وخصائص
غير مناسبة كما في الأمثلة السابقة ..
ولكن يشير المعجم إلى أن إدمان الشيء هو التعود عليه وعدم الإقلاع عنه ..
من هذا المنطلق أدعوكم جميعا إلى إدمان جديد ولكنه ليس كسائر الأصناف التي ذكرت ..
إذا كانت أنواع الإدمان المذكورة تقودك وتدعوك إلى الإنصياع في طرق معوجة
ملتوية مظلمة شائكة .. فإن الإدمان الذي أدعو إليه يحث خطاك في صراط مستقيم منير ..
وإذا كانت أنواع الإدمان المذكورة يلهث أصحابها وراء سراب وسعادة زائفة ..
فإن الإدمان الذي أتمناه سوف يحقق لك سعادة الدارين ..
وإذا كان إنجرافك وراء أنواع الإدمان المذكورة يجعلك ضحية أو فريسة ..
فإن الإدمان الذي أدعو إليه سيجعلك تاجرا رابحا تجارته لا تبور ..
وإذا كانت أنواع الإدمان المذكورة مرضا يهدد حياتك .. إن ابتليت به لا بد لك
من علاج .. فإن الإدمان الذي أدعو إليه رحمة وشفاء ..
أحبتي في الله .. أدعوكم إلى إدمان ذكر الله تعالى ..
ألا يكفي أن نعلم أن الله عز وجل يقول : ( اذكروني أذكركم ) .. فمن ذكر الله
ذكره الله في الملأ الأعلى .. أليست هذه الآية بحد ذاتها أقوى وأوضح دعوة لنا لإدمان ذكر الله ..
ألا يكفي أن نعلم أن في ذكر الله أكثر من مائة فائدة تعود علينا إن نحن لازمنا ذكر الله ..
ألا يكفي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يذكر الله في كل أوقاته ، أليس
لنا في رسول الله أسوة حسنة ؟؟
ومن روائع الشعر في هذه القضية قول القائل :
والذكرُ أعظمُ بابٍ أنت داخلهُ ** لله ، فاجعل لهُ الأنفاس حُراسا
أتمنى أن تجد دعوتي طريقها إلى قلوبكم .. وأن يكون لها صدى في حياتكم ..
وكلي أمل أن تلبوا دعوتي ..
كل فكر لغير الله وسوسة *** وكل ذكر لغير الله نسيان
جزى الله خيرا من كانت كلمته البذرة التي أثمرت هذا الموضوع ..
اللهم إنا نسألك قلباً خاشعاً ولساناً ذاكرا وعلماً نافعاً وعملاً صالحاً ،اللهم اجعلنا
من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات إنك سميع مجيب الدعوات ..
منقول للفائدة ...