في إثبات الحمد كله لله عز وجل
ويجمع هذين الأصلين العظيمين أصل ثالث هو عقد نظامهما وجامع شملهما وبتحقيقه وإثباته على وجهه يتم بناء هذين الأصلين وهو إثبات الحمد كله لله رب العالمين فإنه المحمود على ما خلقه وأمر به ونهى عنه فهو المحمود على طاعات العباد ومعاصيهم وإيمانهم وكفرهم وهو المحمود على خلق الأبرار والفجار والملائكة والشياطين وعلى خلق الرسل وأعدائهم وهو المحمود على عدله في أعدائه كما هو المحمود على فضله وإنعامه على أوليائه فكل ذرة من ذرات الكون شاهدة بحمده ولهذا سبح بحمده السموات السبع الأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده وكان في قول النبي عند الاعتدال من الركوع ربنا ولك الحمد ملء السماء وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد فله سبحانه الحمد حمدا يملأ المخلوقات والفضاء الذي بين
كتاب طريق الهجرتين، الجزء 1، صفحة 192.