موقع الشيخ بن باز


 

  لتحميل حلقة الرقية الشرعية للشيخ أبو البراء اضغط هنا


ruqya

Icon36 صفحة المرئيات الخاصة بموقع الرقية الشرعية

الموقع الرسمي للشيخ خالد الحبشي | العلاج بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة

الأخوة و الأخوات الكرام أعضاء منتدنا الغالي نرحب بكم أجمل ترحيب و أنتم محل إهتمام و تقدير و محبة ..نعتذر عن أي تأخير في الرد على أسئلتكم و إستفساراتكم الكريمة و دائماً يكون حسب الأقدمية من تاريخ الكتابة و أي تأخر في الرد هو لأسباب خارجة عن إرادتنا نظراً للظروف و الإلتزامات المختلفة

 
العودة   منتدى الرقية الشرعية > أقسام المنابر الإسلامية > منبر العقيدة والتوحيد

الملاحظات

صفحة الرقية الشرعية على الفيس بوك

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع
New Page 2
 
 

قديم 13-06-2014, 08:37 PM   #1
معلومات العضو
حكيـــمة
مشرفة عامة لمنتدى الرقية الشرعية

Icon42 حقيقة اسم الله الأعظم

زعم كثيرون أن الاسم الأعظم سر مكنون وغيب مصون وأن خاصة الأولياء العارفين يعلمونه بالتلقي عن مشايخهم، وأن هذا الاسم من علِمه ودعا الله به فلا بد أن يستجاب له، بغض النظر عن كونه كافرا أو مؤمنا، وجعلوا لذلك هالة من التقديس في قلوب العامة خوفا من الدعاء بالاسم الأعظم الذي انفردوا بمعرفته .
وربما يتساءل بعض العامة عن العلة في إخفاء الاسم الأعظم؟ فالإجابة المشهورة عند هؤلاء أن العامة قد يدعون به دعوة باطلة فيستجاب لهم، أما العارفون فهم أمناء الله على سره وخلقه، ويستدلون بحديث ضعيف أو شبه موضوع يروى عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن عائشة سألت رسول الله أن يعلمها الاسم الأعظم؟ فقال لها: ( يا عائشة، نهينا عن تعليمه النساء والصبيان والسفهاء ) ([1]) .
ومما روى من هذه المبالغات أن إبراهيم بن أدهم كان من الأشراف، وكان أبوه كثير المال والخدم والمراكب، فبينما إبراهيم في الصيد على فرسه يركض، إذا هو بصوت من فوقه يناديه: يا إبراهيم ما هذا العبث؟ ألهذا خلقت؟ أم بهذا أمرت؟ ثم قرأ قول الله تعالى: ** أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ ** [المؤمنون:115]، وقال له اتق الله، عليك بالزاد ليوم الفاقة، فنزل عن دابته ورفض الدنيا، وصادف راعيا لأبيه فأخذ عباءته، وأعطاه فرسه وما معه ودخل البادية، فرأى فيها رجلا علمه الاسم الأعظم، فدعا به، فرأى الخضر وقال له: إنما علمك أخي داود ([2]) .
فهذه الرواية توحي بأن داود عليه السلام ما زال حيا، وأنه يعلم الناس الاسم الأعظم وأن من يدعو به يأتيه الخضر الذي علم موسى u مع أنه قد مات كسائر البشر ولا دليل على حياته، ولك أن تتصور بعد ذلك توالى الكرامات، وتأثير الاسم الأعظم في ظهور خوارق العادات وغير ذلك من الحكايات الواهية والمبالغات، لكن اسم الله الأعظم ليس كما يصوره هؤلاء أنه شيء مخفي غيبي هم فقط الذين يعلمون كيفية الوصول إليه فأسماء الله كلها حسنى وكلها عظمى، وقد وصف الله أسماءه بالحسنى في أربعة مواضع من القرآن، كما في قوله: ** ولله الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ** [الأعراف:180] .
ووجه الحسن في أسماء الله أنها دالة على أحسن وأعظم وأقدس مسمى وهو الله عز وجل، فذاته في حسنها وجلالها ليس كمثلها شيء، وأسماؤه في كمالها وجمالها تنزهت عن كل نقص وعيب، وقد قال الله تعالى: ** تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الجَلالِ والإكرام ** [الرحمن:78]، وهذا يسري على كل اسم تسمى به الله، سواء غابت عنا معرفته أو علمناه، فاسم الله الحي متضمن لكمال الحياة، وهي صفة أزلية أبدية، لم تسبق بعدم ولا يلحقها زوال، حياة لازمة لكمال الأسماء والصفات من العلم والقدرة والسمع والبصر والحكمة والملك والقوة والعزة .
وكذلك اسمه العليم متضمن لكمال العلم الذي لم يسبق بجهل، ولا يحاط بشيء منه إلا إذا شاء الموصوف به، فهو علم واسع أحاط بكل شيء جملة وتفصيلا، سواء ما يتعلق بأفعال الله وأقداره، أو ما يتعلق بأمور الخلق وشئونه .
قال تعالى: ** وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي البَرِّ وَالبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ وَهُوَ الذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِالليْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمّىً ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ** [الأنعام:59/60] .
وكذلك اسمه الرحمن فإنه يتضمن الرحمة العامة بجميع الخلائق، وهي رحمة واسعة شاملة، قال تعالى: ** وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُل شَيْءٍ ** [الأعراف:156]، وقال عن دعاء الملائكة للمؤمنين: ** رَبَّنَا وَسِعْتَ كُل شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلماً فَاغْفِرْ لِلذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الجَحِيمِ ** [غافر:7]، وعند البخاري من حديث عمر بن الخطاب t أنه قال: ( قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللهِ بِسَبْيٍ، فَإِذَا امْرَأَةٌ مِنَ السَّبْيِ تَبْتَغِي، إِذَا وَجَدَتْ صَبِيًّا فِي السَّبْيِ أَخَذَتْهُ فَأَلْصَقَتْهُ بِبَطْنِهَا وَأَرْضَعَتْهُ ([3])، فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ : أَتَرَوْنَ هَذِهِ الْمَرْأَةَ طَارِحَةً وَلَدَهَا فِي النَّارِ؟ قُلنَا: لاَ وَاللهِ، وَهِي تَقْدِرُ عَلَى أَنْ لاَ تَطْرَحَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ : للهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا ) ([4]) .
فأسماء الله تعالى كلها حسنى وعظمى على اعتبار ما يناسبها من أحوال العباد، ومن أجل ذلك تعرف الله إليهم بجملة منها تكفي لإظهار معاني الكمال في عبوديتهم، وتحقق كمال الحكمة في أفعال خالقهم، فاسم الله الأعظم الذي يناسب حال فقرهم المعطي الجواد المحسن الواسع الغني، واسمه الأعظم الذي يناسب حال ضعفهم القادر القدير المقتدر المهيمن القوي، وفي حال الذلة وقلة الحيلة يناسبهم الدعاء باسمه العزيز الجبار المتكبر الأعلى المتعالي العلي، وفي حال الندم بعد اقتراف الذنب يناسبهم الدعاء باسمه اللطيف التواب الغفور الغفار الحيي الستير، وفي حال السعي والكسب يدعون الرازق الرزاق المنان السميع البصير، وفي حال الجهل والبحث عن أسباب العلم والفهم يناسبهم الدعاء باسمه الحسيب الرقيب العليم الحكيم الخبير، وفي حال الحرب وقتال العدو فنعم المولى ونعم النصير، وهكذا كل اسم من الأسماء الحسنى هو الأعظم في موضعه وعلى حسب حال العبد وما ينفعه .
والله تعالى أسماؤه لا تحصى ولا تعد، وهو وحده الذي يعلم عددها، فعند أحمد من حديث ابن مسعود t مرفوعا أن النبي قال في دعاء الكرب: ( أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، سَمَّيتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ عَلمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ، أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ ) ([5]) .
لكن الله تعالى من حكمته أنه يعطي كل مرحلة من مراحل خلقه معرفة ما يناسبها من أسمائه وصفاته؛ بحيث تظهر فيها دلائل جلاله وكماله، ففي مرحلة الابتلاء وما في الدنيا من شهوات وأهواء، وحكمة الله في تكليفنا بالشرائع والأحكام، وتمييز الحلال من والحرام، في هذه المرحلة عرفنا الله بجملة من أسمائه تتناسب مع احتياجاتنا وتوحيدنا له، فقال : ( إِنَّ لِلّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمَا مِائَةً إِلاَّ وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ) ([6]) .
ومن ثم فإن المذنب إن أراد التوبة سيجد الله توابا رحيما عفوا غفورا، والمظلوم سيجد الله حقا مبينا حكما وليا نصيرا، والضعيف المقهور سيجد الله قويا قديرا عزيزا جبارا، والفقير سيجد الله رازقا رزاقا غنيا وكيلا، وهكذا سيجد العباد من الأسماء والصفات ما ينسب حاجتهم ومطلبهم، فالفطرة اقتضت أن تلجأ النفوس إلى قوة عليا عند ضعفها، وتطلب غينا أعلى عند فقرها، وتوابا رحيما عند ذنبها، وسميعا بصيرا قريبا مجيبا عند سؤالها، ومن هنا كانت لكل مرحلة من مراحل الخلق ما يناسبها من أسماء الله وصفاته، وقد سبق الإشارة إلى ذلك ([7]) .
وطالما أن الدنيا جعلت للابتلاء، فإن الله قد عرفنا بما يناسبهما ويناسبنا من الأسماء ومن ثم فإن أسماء الله كلها حسنى وكلها عظمى على اعتبار ما يناسبها من أحوال العباد، وذلك لابتلائهم في الاستعانة بالله، والصدق معه، والخوف منه، والرغبة إليه، والتوكل عليه، وغير ذلك من معاني توحيد العبودية لله، وكل ذلك أيضا ليعود النفع عليهم لا عليه، فهم المنتفعون بذكرهم وطاعتهم ومسارعتهم في الخيرات، فالاسم الأعظم ليس كما يصوره البعض حسب أهوائهم وأذواقهم سر مكنون وغيب مصون مقصور على أوليائهم، أو يأخذونه بالتلقي والسند عن قدماء الأولياء أو بلعام بن باعوراء .

1. انظر ميزان الاعتدال في نقد الرجال للذهبي 2/124، ولسان الميزان لابن حجر 2/104، والكامل في ضعفاء الرجال لأبي أحمد الجرجاني 2/169.

2. انظر حلية الأولياء وطبقات الأصفياء لأبي نعيم الأصبهاني 7/369، وسير أعلام النبلاء لشمس الدين الذهبي 7/388، وصفوة الصفوة لابن الجوزي 4/153 .

3. هذه المرأة كانت مرضعة، وعند الحرب فقدت طفلها وقد سبيت، ففعلت ذلك ليخفف عنها ألم اللبن في ثديها فأخذت تبحث عن طفلها حتى وجدته؛ فأخذته وضمته وأرضعته، انظر فتح الباري 10/430 .

4. البخاري في الأدب، باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته 5/2235 (5653) .

5. انظر ص 119 .

6. البخاري في الشروط، باب إن لله مائة اسم إلا واحدا 6/2691 (6957) .

7. انظر ص 33 .

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 13-06-2014, 08:44 PM   #2
معلومات العضو
حكيـــمة
مشرفة عامة لمنتدى الرقية الشرعية

Icon42 قصص واهية حول الاسم الأعظم .

· قصص واهية حول الاسم الأعظم
ومن الأهمية بمكان التنبيه على خطورة بعض القصص الواهية التي حيكت حول اسم الله الأعظم، والتي رويت في كتب السير والتاريخ وتناقلها العامة في أحاديثهم وهي باطلة لا أصل لها .
كالمبالغة في القصة التي ذكرت أن الملكين ببابل هاروت وماروت الذين يقال أنهما أهبطا إلى الأرض حين عمل بنو آدم المعاصي ليقضيا بين الناس بالحق، وأن الله ألقى في قلوبهما شهوة النساء، ونهاهما ربهما عن شرب الخمر والزنا وسفك الدماء، وأنهما كانا يعلمان الاسم الأعظم ليصعدا به إلى السماء، فجاءتهما امرأة في مسألة لها فأعجبتهما وروداها عن نفسها في البغي والفحشاء، فأبت عليهما حتى يعلماها الاسم الأعظم، ثم أبت مرة أخرى حتى يشربا الخمر، فشربا الخمر وزنيا بها، ثم خرجا فقتلا بريئا معصوما، فدعت المرأة بالاسم الأعظم؛ فصعدت إلى السماء ومسخت فتحولت إلى كوكب خناس هو كوكب الزهرة الذي نراه في السماء، وغضب الله على الملكين فسماهما هاروت وماروت وخيرهما بين عذاب الدنيا والآخرة فاختارا عذاب الدنيا ([1]) .
وهناك من بالغ وزعم أن كوكب الزهرة ما زال يعلم الشياطين الاسم الأعظم وهم بدورهم يعلمونه لأوليائهم مع السحر، فيتكلمون بكلام يجعل الواحد منهم يطير في الهواء أو يمشي على الماء أو غير ذلك مما تناقلته الدهماء .
قال ابن كثير: ( وقد روى في قصة هاروت وماروت عن جماعة من التابعين كمجاهد والسدي والحسن البصري وقتادة وأبي العالية والزهري والربيع بن أنس ومقاتل بن حيان وغيرهم، وقصها خلق من المفسرين من المتقدمين والمتأخرين وحاصلها راجع في تفصيلها إلى أخبار بني إسرائيل؛ إذ ليس فيها حديث مرفوع صحيح متصل الإسناد إلى الصادق المصدوق المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى، وظاهر سياق القرآن إجمال القصة من غير بسط ولا إطناب، فنحن نؤمن بما ورد في القرآن على ما أراده الله تعالى، والله أعلم بحقيقة الحال ) ([2]) .
والأعجب من ذلك ما انتشر بين العامة والخاصة من إسرائيليات ومبالغات في قصة بلعام بن باعوراء التي يذكرون فيها أن الله تعالى أمر بني إسرائيل بقتال الجبارين بقيادة يوشع النبي، فانطلق بلعام وهو رجل من قوم موسى عليه السلامكان يعلم الاسم الأعظم المكتوم فكفر وأتى الجبارين، فقال: لا ترهبوا بني إسرائيل، فإني إذا خرجتم تقاتلونهم أدعو عليهم دعوة فيهلكون، فكان عندهم فيما شاء من الأهواء، غير أنه كان لا يستطيع أن يأتي النساء؛ فكان ينكح أتانا له، وكان يلهث كما يلهث الكلب وخرج لسانه من فمه حتى نزل على صدره، فخرج يوشع النبي يقاتل الجبارين في الناس وخرج بلعام مع الجبارين على أتانه وهو يريد أن يلعن بني إسرائيل بالاسم الأعظم، فكلما أراد أن يدعو على بني إسرائيل تدور الأتان دون أن يدري فتأتي اللعنة على الجبارين، فقالوا له: إنك تدعو علينا يا بن باعوراء، فيقول لهم: إنما أردت بني إسرائيل، فأخذ ملك من ملوك الجبارين بذنب الأتان، وجعلها تتحرك، وأخذ بلعام يضربها ويكثر من ضربها، فتكلمت الأتان وقالت: ويلي منك يا بلعام أنت تنكحني بالليل وتضربني بالنهار ([3]) .
ومن القصص أيضا حول الاسم الأعظم خبر عبد الله بن الثامر، وهو كما ذكرت بعض كتب السيرة غلام أصحاب الأخدود الذي كان يذهب إلى ساحر في أحد القرى التابعة لنجران، وكان بينها وبين قرية الساحر رجل صالح على دين عيسى عليه السلام يعلم الاسم الأعظم، فكان عبد الله بن الثامر يتخلف إليه، فيعجبه ما يرى من صلاته وعبادته، فجعل يجلس إليه ويسمع منه حتى أسلم، فوحد الله وعبده وجعل يسأله عن شرائع الإسلام حتى إذا تفقه فيه جعل يسأله عن الاسم الأعظم، وكان يعلمه فكتمه إياه، وقال له: يا ابن أخي إنك لن تحمله، أخشى عليك ضعفك عنه، فلما رأى ابن الثامر أن صاحبه قد ضن به عنه عمد إلى قداح فجمعها ([4])، ثم لم يبق لله اسما يعلمه إلا كتبه في قدح، حتى إذا أحصاها أوقد لها نارا ثم جعل يقذفها فيها قدحا قدحا، حتى إذا مر بالاسم الأعظم قذف فيها بقدحه، فوثب القدح حتى خرج منها ولم تضره النار شيئا، فأخذه ثم أتى صاحبه، فأخبره بأنه قد علم الاسم الأعظم الذي كتمه، قال: وكيف علمته؟ فأخبره بما صنع، قال: أي ابن أخي قد أصبته فأمسك على نفسك، وما أظن أن تفعل، فجعل ابن الثامر إذا دخل نجران لم يلق أحدا به ضر إلا قال: يا عبد الله أتوحد الله وتدخل في ديني وأدعو الله فيعافيك مما أنت فيه من البلاء؟ فيقول: نعم فيدعو له بالاسم الأعظم فيشفى ([5]) .
والثابت الصحيح في هذه القصة ما رواه مسلم من حديث صُهَيْبٍ الرومي رضي الله عنه عن النبي أن الغلام قال: ( الْيَوْمَ أَعْلَمُ آلسَّاحِرُ أَفْضَلُ أَمِ الرَّاهِبُ أَفْضَلُ؟ فَأَخَذَ حَجَرًا فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ أَمْرُ الرَّاهِبِ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ أَمْرِ السَّاحِرِ فَاقْتُلْ هَذِهِ الدَّابَّةَ حَتَّى يَمْضِىَ النَّاسُ، فَرَمَاهَا فَقَتَلَهَا وَمَضَى النَّاسُ فَأَتَى الرَّاهِبَ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ لَهُ الرَّاهِبُ: أَي بُنَىَّ أَنْتَ الْيَوْمَ أَفْضَلُ مِنِّى، قَدْ بَلَغَ مِنْ أَمْرِكَ مَا أَرَى وَإِنَّكَ سَتُبْتَلَى فَإِنِ ابْتُلِيتَ فَلاَ تَدُلَّ عَلَىَّ، وكان الغلام يبرئ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَيُدَاوِي النَّاسَ مِنْ سَائِرِ الأَدْوَاءِ فَسَمِعَ جَلِيسٌ لِلمَلِكِ كَانَ قَدْ عَمِيَ، فَأَتَاهُ بِهَدَايَا كَثِيرَةٍ، فَقَالَ: مَا هٰهُنَا لَكَ أَجْمَعُ إِنْ أَنْتَ شَفَيْتَنِي، فَقَالَ إِنِّي لاَ أَشْفِي أَحَداً، إِنَّمَا يَشْفِي الله، فَإِنْ أَنْتَ آمَنْتَ بِاللهِ دَعَوْتُ اللهَ فَشَفَاكَ، فَآمَنَ بِاللهِ فَشَفَاهُ الله ) ([6])، فالرسول بين أن دعاء الغلام كان مجابا وأنه الله جعله ابتلاء للملك الذي ادعى الربوبية لنفسه، وليس في كلامه ذكر الاسم الأعظم ولا طرح الأسماء الحسنى في النار كفكرة لمعرفته؟
والقصد أن أسماء الله أجل من أن تكون محورا لمثل هذه القصص الواهية التي انتشرت بين المسلمين كقصص مشوقة وحكايات عن الأمم السابقة دون تثبت من النقل أو إعمال للعقل يميز بين ما ثبت بالدليل وما هو من قبيل التخييل، فالعلم له ثوابته التي لا يصح المساس بها .

1. انظر تفسير القرطبي 2/52، وتفسير ابن جرير الطبري 1/457، وتفسير الثعالبي 1/93، وانظر كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس لإسماعيل بن محمد العجلوني 2/439، وكتاب القول المسدد في الذب عن المسند للإمام أحمد لأبي الفضل أحمد بن علي العسقلاني ص39، انظر تعليق ابن حزم على هذه القصة في الفصل 4/26، والإحكام في أصول الأحكام 5/154 .

2. انظر تفسير ابن كثير 1/142، وضعيف الترغيب والترهيب (1416)، قال الشيخ الألباني في رفع هذه الرواية: حديث منكر، وقال أيضا: حديث باطل، انظر السلسلة الضعيفة 2/313 (912) .

3. انظر تفسير ابن جرير الطبري 9/ 126، وانظر أيضا البداية والنهاية 1/322، وانظر تعليق ابن حزم على هذه القصة في الفصل 1/140 .

4. القدح هنا بمعنى قطعة الحجر المصقول، انظر المغرب في ترتيب المعرب للمطرزي 2/159.

5. انظر السيرة النبوية 1/149، وتاريخ لابن جرير 1/435، وتفسير القرطبي 19/291 .

6. مسلم في الزهد والرقائق، باب قصة أصحاب الأخدود والساحر والراهب والغلام 4/2299 (3005) .

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 13-06-2014, 09:13 PM   #3
معلومات العضو
حكيـــمة
مشرفة عامة لمنتدى الرقية الشرعية

Icon42 الروايات الثابتة في الاسم الأعظم

الروايات الثابتة في الاسم الأعظم
العظمة في أسماء الله تعالى تكون باعتبار كل اسم على انفراده أو باعتبار جمعه إلى غيره؛ فيحصل بجمع الاسم إلى الآخر كمال فوق كمال، والأعلى في الكمال هو الأعظم على هذا الاعتبار، ومن هنا تحمل الروايات التي ثبتت عن النبي e في ذكر الاسم الأعظم، روى ابن ماجة وحسنه الشيخ الألباني من حديث أسماء بنت يزيد رضي الله عنها أن رسول الله قال: ( اسْمُ اللهِ الأَعْظَمُ فِي هَاتَيْنِ الآيَتَيْنِ: ** وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ **، وَفَاتِحَةِ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ ) ([1]) .
وعند ابن ماجة من حديث أبي عبد الرحمن القاسم عن أبي أمامة t أن النبي قال: ( اسْمُ اللهِ الأَعْظَمُ الذِي إِذَا دُعِي بِهِ أَجَابَ في سُوَرٍ ثَلاثٍ، البَقَرَةِ وَآلِ عِمْرَانَ وَطه ) ([2])، قال القاسم: فالتمستها، إنه الحي القيوم: ** اللهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ ** [البقرة:255]، ** اللهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ ** [آل عمران:2] ** وَعَنَتِ الوُجُوهُ لِلحَيِّ القَيُّومِ ** [طه:111] ([3]) .
وعند الترمذي واللفظ له وابن ماجة وصححه الألباني من حديث عبد الله بن بريدة الأسلمي عن أبيه t قال: ( سَمِعَ النَّبِي رَجُلاً يَدْعُو وَهُوَ يَقُولُ: اللهمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ الله، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ الأَحَدُ الصَّمَدُ، الذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ، فَقَالَ e : وَالذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ سَأَلَ الله بِاسْمِهِ الأَعْظَمِ الذِي إِذَا دُعِي بِهِ أَجَابَ وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى ) ([4]) .
وعند أبي داود وابن ماجة وصححه الشيخ الألباني من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أنه كان مع رسول الله e جالسا ورجل يصلي ثم دعا: ( اللهمَّ إني أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ الْمَنَّانُ، بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ يَا حي يَا قَيُّومُ، فَقَالَ النبي : لَقَدْ دَعَا الله بِاسْمِهِ الْعَظِيمِ الذي إِذَا دعي بِهِ أَجَابَ وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى ) ([5]) .
أما بيان اعتبارات العظمة في الأسماء الحسنى التي ذكرها العلماء، واستندوا فيها إلى الروايات السابقة، فيمكن ترتيبه على النحو التالي:
1- الاسم الأعظم هو الله جل جلاله: وأكثر أهل العلم على ذلك، وهذا القول صحيح من عدة أوجه، منها أنه ورد ذكره في الأحاديث السابق، ومنها أنه يدل على جميع الأسماء الحسنى والصفات العليا بالدلالات الثلاث، المطابقة والتضمن واللزوم؛ فإنه دال على إلهيته سبحانه المتضمنة لثبوت صفات الإلهية له مع نفي أضدادها عنه، وصفات الإلهية هي التي يستحق بها أن يعبد وأن تتعلق به القلوب خوفا ورجاء وتوكلا والتجاء، وهي صفات الكمال المنزهة عن التشبيه والمثال وعن النقائص والعيوب، ولهذا يضيف الله تعالى سائر الأسماء الحسنى إلى هذا الاسم كقوله تعالى: ** وَلله الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ** [الأعراف:180]، وكذلك ورد قول رسول الله e : ( إِنَّ للهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمَا مِائَةً إِلاَّ وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ) ([6])، فلفظ الجلالة يكمل المائة والتسعة والتسعون مضافة إليه .
كما أنه يقال الرحمن والرحيم والقدوس والسلام والعزيز والحكيم من أسماء الله ولا يقال الله من أسماء الرحمن ولا من أسماء العزيز ونحو ذلك، فعلم أن اسمه الله مستلزم لجميع معاني الأسماء الحسنى دال عليها بالإجمال، والأسماء الحسنى تفصيل وتبيين لصفات الإلهية التي اشتق منها اسم الله .
واسم الله تعالى أيضا دال على كونه مألوها معبودا تألهه الخلائق محبة وتعظيما وخضوعا وفزعا إليه في الحوائج والنوائب، وذلك مستلزم لكمال ربوبيته ورحمته المتضمنين لكمال الملك والحمد، وإلهيته وربوبيته ورحمانيته وملكه مستلزم لجميع صفات كماله إذ يستحيل ثبوت ذلك لمن ليس بحي ولا سميع ولا بصير ولا قادر ولا متكلم ولا فعال لما يريد ولا حكيم في أفعاله، كما أن صفات الجلال والجمال أخص باسم الله U، وصفات الفعل والقدرة، والتفرد بالضر والنفع والعطاء والمنع، ونفوذ المشيئة وكمال القوة وتدبير أمر الخليقة أخص باسم الرب، وصفات الإحسان واللطف والجود والرأفة والبر والمنة أخص باسم الرحمن ([7]) .
فهذا الاسم هو الأصل في إسناد الأسماء الحسنى إليه، قال تعالى: ** قُلِ ادْعُوا الله أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ** [الإسراء:110]، وقد ذكر الرازي في شرحه لهذه الآية أن الله تعالى خص هذين الاسمين بالذكر، وذلك يدل على أنهما أشرف من غيرهما، ثم إن اسم الله أشرف من اسم الرحمن؛ لأنه قدمه في الذكر من جهة، ومن جهة أخرى أنه أعظم في الدلالة على الصفات من دلالة الرحمن، فاسم الرحمن يدل على كمال الرحمة، بينما اسم الله يدل على كل الصفات اللازمة لكمال الذات الإلهية كمالا مطلقا ([8]) .
ومما ذكره الرازي أيضا أن هذا الاسم ما أُطلق على غير الله تعالى؛ فالعرب كانوا يسمون الأوثان آلهة إلا هذا الاسم؛ فإنهم ما كانوا يطلقونه على غير الله U كما قال سبحانه: ** وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ لَيَقُولُنَّ الله ** [لقمان:25]، كما أن هذا الاسم له خاصية غير حاصلة في سائر الأسماء، وهي أن سائر الأسماء والصفات إذا دخل عليها النداء أسقط عنه الألف واللام، ولهذا لا يجوز أن يقال: يا الرحمن يا الرحيم، بل يقال: يا رحمن يا رحيم، أما هذا الاسم فإنه يحتمل هذا المعنى فيصح أن يقال: يا الله، فالألف واللام للتعريف، فعدم سقوطها عن هذا الاسم يدل على أن هذه المعرفة لا تزول عنه البتة ([9]) .
2- الاسم الأعظم هو الرحمن الرحيم: وهو صحيح باعتبار عدة أوجه دلت على كمال مخصوص فوق كمال الاسم المنفرد، فالرحمن كما ذكر ابن القيم هو من اتصف بالرحمة العامة الشاملة، والرحيم هو الراحم لعباده، ولم يجيء رحمن بعباده ولا رحمن بالمؤمنين مع ما في اسم الرحمن الذي هو على وزن فعلان من سعة هذا الوصف وثبوت جميع معناه الموصوف به، ألا ترى أنهم يقولون غضبان للممتلئ غضبا، وندمان وحيران وسكران ولهفان لمن مليء بذلك؛ فبناء فعلان للسعة والشمول، ولهذا يقرن الله سبحانه وتعالى استواءه على العرش بهذا الاسم كثيرا كقوله U: ** الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ** [طه:5]، وكقوله تعالى أيضا: ** ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً ** [الفرقان:59]، فاستوى على عرشه باسمه الرحمن لأن العرش محيط بالمخلوقات وقد وسعها والرحمة محيطة بالخلق واسعة لهم على اختلاف أنواعهم كما قال: ** وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُل شَيْءٍ ** [الأعراف:156]، فاستوى على أوسع المخلوقات بأوسع الصفات ومن ثم وسعت رحمته كل شيء .
وعند البخاري من حديث أبي هريرة t أن رسول الله قال: ( لَمَّا قَضَى اللهُ الْخَلْقَ كَتَبَ في كِتَابِهِ فَهْوَ عِنْدَهُ فَوْقَ الْعَرْشِ إِنَّ رحمتي غَلَبَتْ غَضَبِى ) ([10])، فتأمل اختصاص هذا الكتاب بذكر الرحمة ووضعه عنده على العرش، وطابق بين ذلك وبين قوله تعالى: ** الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ** [طه:5]، وقوله: ** ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً ** [الفرقان:59]، ينفتح لك باب عظيم من معرفة الرب تبارك وتعالى، إن لم يغلقه عنك التعطيل والتجهم ([11]) .
قال أبو علي الفارسي: ( الرحمن اسم عام في جميع أنواع الرحمة يختص به الله تعالى والرحيم إنما هو خاص بالمؤمنين، قال تعالى: ** هُوَ الذِي يُصَلّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالمُؤْمِنِينَ رَحِيما ** [الأحزاب:43] ) ([12])، وقال ابن عباس t: ( هما اسمان رقيقان أحدهما أرق من الآخر ) ([13]) .
وقال القرطبي: ( الرحمن خاص الاسم عام الفعل، والرحيم عام الاسم خاص الفعل وهذا قول الجمهور ) ([14]) .
وقد ذكر الله تعالى استواءه على عرشه مقرونا باسمه الرحمن ليعم جميع الخلائق على اختلاف أنواعها برحمته، ولولا هذه الرحمة ما اتسعت الدنيا لكافر لحظة، فالرحمة هنا أظهرت عظمة الحكمة بجلال الأسماء وظهور الآلاء؛ ليتعظ من يتقلب في نعمته وهو غافل عن رحمته وحكمته، قال تعالى: ** فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ** [الرحمن:13] .
كما أن الله تعالى خص المؤمنين باسمه الرحيم فقال سبحانه: ** وَكَانَ بِالمُؤْمِنِينَ رَحِيماً ** [الأحزاب:43]، وذلك ليميز بينهم وبين الكافرين، فالكافر سيعامل بعدله والمؤمن سيعامل بفضله، وهذان الاسمان كلاهما عليهما مدار الحكمة في الدنيا والآخرة .
وما أجمل قول ابن القيم: ( وأما الرحمة فهي التعلق والسبب الذي بين الله وبين عباده، فالتأليه منهم له والربوبية منه لهم، والرحمة سبب واصل بينه وبين عباده، بها أرسل إليهم رسله، وأنزل عليهم كتبه، وبها هداهم، وبها أسكنهم دار ثوابه، وبها رزقهم وعافاهم وأنعم عليهم، فبينهم وبينه سبب العبودية، وبينه وبينهم سبب الرحمة، واقتران ربوبيته برحمته كاقتران استوائه على عرشه برحمته فقوله تعالى: ** الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ** [طه:5]، مطابق لقوله: ** رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ** [الفاتحة:2/3]، فإن شمول الربوبية وسعتها بحيث لا يخرج شيء عنها أقصى شمول الرحمة وسعتها، فوسع كل شيء برحمته وربوبيته ) ([15])، وعلى ذلك فإن الرحمن الرحيم هما اسم الله الأعظم على اعتبار علوهما عن غيرهما في الدلالة على معاني الكمال والحكمة .
3- الاسم الأعظم هو الحي القيوم: وهو صحيح باعتبار عدة أوجه دلت على كمال مخصوص فوق جميع الأسماء، فهذان الاسمان عند اجتماعهما يختصان عن باقي الأسماء الحسنى بما فيهما من أبعاد اعتقاديه ويعطيان من معاني الكمال ما ليس لغيرهما؛ فجميع الأسماء الحسنى والصفات العليا تدل باللزوم على أن الله تعالى حي قيوم، فالحياة وصف ذاته ومن أجلها كملت جميع أسمائه وصفاته، فلا يمكن أن يكون سميعا بصيرا عليما قديرا إلا إذا كان حيا، ولا يمكن أن يكون ملكا عزيزا قويا غنيا إلا إذا كان حيا، ولا يمكن أن يكون رحيما رءوفا مهيمنا عظيما إلا إذا كان حيا، ولا يمكن أن يكون جبارا متكبرا خالقا بارئا مصورا إلا إذا كان حيا .
ومن ثم فجميع أسماء الله تعالى تدل على صفة الحياة التي تضمنها اسمه الحي، وهذه قضية عقلية نقلية بينها الله في القرآن بأفضل بيان وأجمل برهان، قال تعالى عن آلة المشركين: ** إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ القِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ ** [فاطر:14]، فمعبوداتهم لا تستجيب لكونها موتى، والميت تزول صفاته بزوال ذاته؛ فلا يقال عالم وهو ميت، بل يقال كان عالما ولا يقال غني قوي وهو ميت، بل يقال كان غنيا قويا، ولا يقال ملك وهو ميت بل يقال كان ملكا عادلا أو ظالما .
كما أن ملكية الشيء أو حق التملك، إما أن يكون سببه اختراع الأشياء وإيجادها أو دوام الحياة وكمالها؛ فالمخترع له براءة الاختراع والمؤلف له حق الطبع والنشر، وعند البخاري قال عمر رضي اللعه عنه: ( مَنْ أَحْيَا أَرْضًا مَيِّتَةً فَهِيَ لهُ ) ([16])، ومن المعلوم أن أي ملك في الدنيا لا يمكن أن يؤسس ملكه بمفرده بل يساعده خاصته وقرابته، ويسانده حزبه وجماعته، أما رب العزة فهو الحي قبل وجود الأحياء، وهو الإله الحق الذي انفرد بإنشاء الخلق وإقامة الملك، قال تعالى: ** مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلا خَلقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ المُضِلينَ عَضُداً ** [الكهف:51] .
ولما كان دوام الحياة وكمالها يؤدي إلى انتقال الملكية وثبوتها؛ فإن الحياة والقيومية أساس الربوبية وكمال العظمة والملكية، قال تعالى: ** كُلُّ مَنْ عَليْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الجَلال والإكرام ** [الرحمن:27]، وقال تعالى: ** وَللهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ** [آل عمران:180]، والله U لما ذكر هذا الاسم الأعظم في أعظم آية قرآنية فقال: ** اللهُ لا إِلهَ إِلا هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ ** [البقرة:255]، قال سبحانه بعدها مبينا التفرد بالملك والملكية: ** لهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ ** [البقرة:255] .
والقيم في اللغة هو السيد الذي يسوس الأمور ويدبرها، فقيم البلدة سيدها وأمينها ومدبرها، واسم الله القيوم تقدير فعله قام اللازم وأقام المتعدي، قام بذاته فلا يحتاج إلى غيره، وأقام غيره لافتقاره إليه، والله U هو القائم بنفسه الذي بلغ مطلق الكمال في وصفه، وهو الباقي بجلاله وكماله على الدوام دون تأثر أو تغيير؛ لأن الحي من البشر قد يكون موصوفا بالسمع لكن سمعه يتأثر بمرور الوقت فيفتقر إلى وسيلة للسماع، وقد يكون بصيرا لكنه يتأثر بعد مدة فيضع عدسة يستعين بها على الإبصار، فالحي قد يكون متصفا بالصفات لكنه يتأثر بالسنة والغفلة والنوم، ولو كان قائما دائما لكملت حياته وبقيت صفاته .
ولذلك فإن الله تعالى أثبت الحياة والقيومية اللازمة لكمال أسمائه وصفاته بطريق الإثبات والنفي المتضمن لكمال المقابل، وهذه أبلغ طرق المدح التي اتبعها السلف الصالح في مدح ربهم ([17])، فمدار أوصاف الكمال وجميع الأسماء الحسنى تدل باللزوم على أن الله عز وجل حي قيوم، ومن ثم جعلهما النبي e اسم الله الأعظم على هذا الاعتبار ([18]) .
قال ابن القيم: ( صفة الحياة متضمنة لجميع صفات الكمال مستلزمة لها، وصفة القيومية متضمنة لجميع صفات الأفعال، ولهذا كان اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى هو اسم الحي القيوم، والحياة التامة تضاد جميع الأسقام والآلام، ولهذا لما كملت حياة أهل الجنة؛ لم يلحقهم هم ولا غم ولا حزن ولا شيء من الآفات، ونقصان الحياة يضر بالأفعال وينافي القيومية؛ فكمال القيومية لكمال الحياة؛ فالحي المطلق التام لا يفوته صفة الكمال البتة، والقيوم لا يتعذر عليه فعل ممكن البتة ) ([19]) .
4- الاسم الأعظم هو الأحد الصمد: وهو صحيح على اعتبار أن الاسمين معا يدلان على كمال مخصوص يلازم جميع الأسماء والصفات، فالأحد دل على أنه سبحانه المنفرد بأسمائه وصفاته وأفعاله عن كل ما سواه، فالأحدية هي الانفراد ونفي الشريك والشبيه والمثلية، كما أن الصمدية تعني السيادة المطلقة في كل وصف على حدة فالصمد هو السيد الذي له الكمال المطلق في كل شيء، وهو المستغني عن كل شيء وكل من سواه مفتقر إليه، يصمد إليه ويعتمد عليه، وهو الكامل في جميع صفاته وأفعاله وليس فوقه أحد في كماله، وهو الذي يصمد إليه الناس في حوائجهم وسائر أمورهم فالأمور أصمدت إليه، وقيامها وبقاؤها عليه، لا يقضي فيها غيره، وهو المقصود إليه في الرغائب والمستغاث به عند المصائب، الذي يطعم ولا يَطعَم ولم يلد ولم يولد .
أما كمال الوصف المخصوص عند اجتماع الأحدية والصمدية، فيمكن القول إن الله تعالى لما فطر النفوس على أن تلجأ إلى قوة عليا عند ضعفها، وتطلب غينا أعلى عند فقرها، وعليما خبيرا عند جهلها، ورءوفا شافيا عند مرضها، ومن كملت أوصافه عند اضطرارها، فإن الله تعالى هو المستحق لأن يكون هو الصمد دون ما سواه، والمخلوق وإن كان صمدا من بعض الوجوه؛ فإن حقيقة الصمدية منتفية عنه لأنه يقبل التفرق والزوال والتجزئة والانحلال، ويتقسم ويتبعض فينفصل بعضه من بعض، وهو أيضا مفتقر إلى ما سواه، وكل ما سوى الله مفتقر إليه من كل وجه فليس أحد يصمد إليه كل شيء ولا يصمد هو إلى شيء إلا الله تبارك وتعالى؛ لأنه لا يجري عليه شيء من ذلك، بل حقيقة الصمدية وكمالها له وحده، ولا يمكن انعدامها بوجه من الوجوه، كما لا يمكن تثنية أحديته أيضا بوجه من الوجوه، فهو أحد لا يماثله شيء من الأشياء كما قال تعالى: ** وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ** [الإخلاص:4]، وقد استعملت الأحدية هنا في النفي، أي ليس شيء من الأشياء كفوا له في شيء من الأشياء لأنه أحد، وعند أبي داود وصححه الألباني من حديث عبد الله بن الشخير رضي الله عنه لما قال وفد بني عامر للرسول : ( أَنْتَ سَيِّدُنا، فقَالَ: السَّيِّدُ الله ) ([20]) .
كما أن هذا الاسم الأعظم أو الأحد الصمد دل على أن الله لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، فإن الصمد هو الذي لا جوف له ولا أحشاء، فلا يدخل فيه شيء، ولا يأكل ولا يشرب، سبحانه وتعالى كما قال: ** قُلْ أَغَيْرَ اللهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ ** [الأنعام:14]، وفي قراءة الأعمش وغيره ولا يطعم بالفتح ([21])، وقال تعالى: ** وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ ** [الذريات:56/57]، ومن مخلوقاته الملائكة وهم صمد لا يأكلون ولا يشربون؛ فالخالق لهم جل جلاله أحق بكل غنى وكمال جعله لبعض مخلوقاته ([22]) .
وقد فسر بعض السلف الصمد بأنه الذي لا يأكل ولا يشرب، وأن الصمد هو المصمد الذي لا جوف له؛ فلا يخرج منه عين من الأعيان ولا يلد، وهو كلام صحيح على معنى أنه لا يفارقه شيء منه، ولهذا امتنع عليه أن يلد وأن يولد، وذلك أن الولادة والتولد، وكل ما يكون من هذه الألفاظ لا يكون إلا من أصلين، وما كان من المتولد عينا قائمة بنفسها فلابد لها من مادة خرج منها، وقد نفى الله ذلك بقوله: ** قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ** [الإخلاص:1]، فإن الأحد هو الذي لا كفؤ له ولا نظير فيمتنع أن تكون له صاحبة، والتولد إنما يكون بين شيئين، قال تعالى: ** أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُل شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ** [الأنعام:101]، فنفى سبحانه الولد بامتناع لازمه عليه؛ فإن انتفاء اللازم يدل على انتفاء الملزوم، وبأنه خالق كل شيء وكل ما سواه مخلوق له، ليس فيه شيء مولود له، فهو سبحانه غني بذاته، يمتنع في حقه أن يكون والدا وأن يكون مولودا ([23]) .
وقد ذكر ابن القيم أن سورة الإخلاص فيها كمال التوحيد العلمي الاعتقادي وإثبات الأحدية لله المستلزمة نفي كل شركة عنه، وإثبات الصمدية المستلزمة لإثبات كل كمال له، هذا مع كون الخلائق تصمد إليه في حوائجها وتقصده الخليقة وتتوجه إليه، وفيها أيضا نفي الوالد والولد والكف عن طلبه، وهذا متضمن لنفي الأصل والفرع والنظير والمماثل، ولذلك صارت هذه السورة تعدل ثلث القرآن، ففي اسمه الصمد إثبات كل الكمال، وفي نفي الكفء التنزيه عن الشبيه والمثال، وفي الأحد نفى كل شريك لرب العزة والجلال، وهذه الأصول الثلاثة هي مجامع التوحيد ([24]) .
قال ابن تيمية: ( كذلك فإن هذين الاسمين يستلزمان سائر أسماء الله الحسنى وما فيها من التوحيد كله قولا وعملا، والنبي e ذكر هذين الاسمين فقال: ( الله الواحد الصمد تعدل ثلث القرآن ) ([25])، وذلك أن كونه أحدا وكونه الصمد يتضمن أنه الذي يقصده كل شيء لذاته ولما يطلب منه، وأنه مستغن بنفسه عن كل شيء، وأنه بحيث لا يجوز عليه التفرق والفناء، وأنه لا نظير له في شيء من صفاته، ونحو ذلك مما ينافي الصمدية، وهذا يوجب أن يكون حيا عالما قديرا ملكا قدوسا سلاما مهيمنا عزيزا جبارا متكبرا ) ([26]) .
ومن ثم فإن اجتماع اسم الأحد مع الصمد يضيفان من معاني الجلال والعظمة ما ليس لغيرهما، ولذلك ذكرهما النبي e على أنهما اسم الله الأعظم، فهو سبحانه متوحد صمد، سيد كمل في سؤدده وفي جميع أوصافه وعظمته، وحلمه ورحمته، وعلمه وحكمته، وهذه صفته لا تنبغي لأحد إلا له .


1. ابن ماجة في فضائل القرآن والأدعية والأذكار، باب اسم الله الأعظم 2/1267 (3855)، وانظر صحيح ابن ماجة (3845)، وصحيح أبي داود (1343) .

2. ابن ماجة في الموضع السابق 2/1267 (3856)، وصحيح ابن ماجة (3846)، وانظر أيضا صحيح أبي داود (1327)، والسلسلة الصحيحة 2/371 (746) .

3. قال الشيخ الألباني: ( قول القاسم إن الاسم الأعظم في آية: ( وعنت الوجوه للحي القيوم ) من سورة طه لم أجد في المرفوع ما يؤيده، فالأقرب عندي أنه في قوله في أول السورة ( إني أنا الله لا إله إلا أنا .. ) فإنه الموافق لبعض الأحاديث الصحيحة فانظر الفتح 225/11) السلسلة الصحيحة 2/371 (746) .

4. ابن ماجة في الدعاء، باب اسم الله الأعظم 2/1267 (3857)، وانظر صحيح أبي داود (1341) .

5. أبو داود في الوتر، باب الدعاء 2/79 (1495)، وانظر صحيح ابن ماجة 2/329 (3112) .

6. أخرجه البخاري في الشروط، باب إن لله مائة اسم إلا واحدا 6/2691 (6957) .

7. مدارج السالكين لابن القيم 1/32 بتصرف، وانظر تفسير أسماء الله للزجاج ص24 .

8. شرح أسماء الله الحسنى ص 91 .

9. السابق ص 93 وما بعدها .

10. البخاري في بدء الخلق، باب ما جاء في قوله تعالى وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده 3/1166(3022) .

11. مدارج السالكين 1/33 بتصرف .

12. الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 1/105.

13. انظر فتح الباري شرح صحيح البخاري13/359 .

14. الجامع لأحكام القرآن 1/105.

a. مدارج السالكين 1/35 .

15. البخاري في المزارعة، باب من أحيا أرضا مواتا 2/283 (2210) .

16. انظر هذه المسألة في تفسير آية الكرسي للمؤلف، تحت الطبع .

17. انظر مجموع الفتاوى 18/311 .

18. الطب النبوي ص159.

19. صحيح أبي داود 3/912(4021)، وانظر مجموع الفتاوى 17/239 بتصرف .

20. انظر البرهان في علوم القرآن 1/341، والتبيان في إعراب القرآن 1/237 .

21. مجموع الفتاوى 17/239 بتصرف .

22. السابق 17/220 بتصرف .

23. الطب النبوي ص141بتصرف .

24. رواه البخاري من حديث أبي سعيد الخدري t ولفظه: ( قَالَ النَّبِىُّ Sلأَصْحَابِهِ: أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ في لَيْلَةٍ؟ فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ وَقَالُوا: أَيُّنَا يُطِيقُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ: اللَّهُ الْوَاحِدُ الصَّمَدُ ثُلُثُ الْقُرْآنِ ) انظر كتاب فضائل القرآن، باب فضل قل هو الله أحد 4/1916 (4727) .

25. بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية 2/459 .

26. مفتاح دار السعادة 1/287 بتصرف .

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 16-06-2014, 10:58 AM   #4
معلومات العضو
رجائي في ربي
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي

جزلك الله خيرا أختي حكيمة على الموضوع القيم،
دمت متميــــــــــــــــــــــزة

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 17-06-2014, 04:29 PM   #5
معلومات العضو
حكيـــمة
مشرفة عامة لمنتدى الرقية الشرعية

افتراضي

جزاني الله و إياك أختي رجائي

نسيت أن أذكر المصدر :

نقلته لكم من كتاب أسماء الله الحسنى للشيخ محمود عبد الرازق الرضواني

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 20-06-2014, 01:53 PM   #6
معلومات العضو
خريف أيلول

افتراضي

جزاك الله خيرا ... لقد افدتنا بالعلم ...

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 20-06-2014, 04:51 PM   #7
معلومات العضو
حكيـــمة
مشرفة عامة لمنتدى الرقية الشرعية

افتراضي

جزاني الله و إياك أختي خريف أيلور

سعيدة جدا بانتفاعك ... تسلمي

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 16-01-2015, 12:15 PM   #8
معلومات العضو
أم نوران

افتراضي

جزاك الله كل خير

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 16-01-2015, 05:24 PM   #10
معلومات العضو
كلمات نافعة
مشرفة الساحات العامة

افتراضي

سبحان الله العظيم

شرح وافٍ وكلام منطقي وكثير تصادفنا مثل تلك القصص والروايات وأغلبها من الاسرائيليات التي لا يتميز صدقها من كذبها

جزاك الله خيراً

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


بحث عن:


الساعة الآن 05:11 AM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com