8- اختصاصُهُ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - بأنَّ ما بين بيتِهِ ومِنْبرِهِ رَوضةٌ من رِياضِ الجَنَّةِ:
عن عبد الله بن زيد المازني-رَضيَ اللهُ عنهُ- أن رسول الله-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- قال: (ما بين بيتي ومنبري رَوضةٌ من رِياض الجَنَّة) البُخاريّ- الفتح (3/84) رقم الحديث (1195), كتاب فضائل الصلاة في مسجد مكة والمدينة- باب فضل مابين القبر والمنبر.
وعن أبي هُرَيْرة -رَضيَ اللهُ عنهُ- عن النَّبيِّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ قال( ما بين بيتي ومنبري روضةً من رياض الجَنَّة’ ومنبري على حوضي) البُخاريّ – الفتح (3/84) رقم الحديث (1196) كتاب فضائل الصلاة في مسجد مكة والمدينة – باب فضل مابين القبر والمنبر.
فائدة: ورد هذا الحديث بلفظ : (ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجَنَّة), وبلفظ : (ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجَنَّة)
قال الشيخ الألباني -رَحِمهُ اللهُ- في كتابه (تحذير الساجد): هذا اللفظ الصحيح (بيتي) وأما اللفظ المشهور على الألسنة (قبري) فهو خطأ من بعض الرواة ,كما جزم به القرطبيُّ وابنُ تيمية والعسقلانيُّ، وغيرُهم ,ولذلك لم يُخرَّج في شيءٍ من الصِّحاحِ، و ورودُه في بعض الرِّوايات لا يُصيِّره صحيحاً؛ لأنه روايةٌ بالمعنى , قال شيخُ الإسلامِ ابنُ تيمية في "القاعدة الجليلة" (ص74)- بعد أن ذكر الحديث: "هذا هو الثابت الصحيح، ولكن بعضهم رواه بالمعنى, فقال (قبري), وهو-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -حين قال هذا القول لم يكن قد قُبِرَ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-،ولهذا لم يحتجَّ بهذا أحدٌ من الصحابة، حينما تنازعُوا في موضعِ دفنِهِ، ولو كان هذا عندهم لكان نصَّاً في محلِّ النِّزاعِ، ولكن دُفِنَ في حُجْرةِ عائشةَ، في الموضعِ الذي ماتَ فيه-بأبي هو وأمي-صلوات الله وسلامه عليه".
تنبيه: ومن أوهام العلماء أنَّ الإمامَ النَّوويَّ -رَحِمهُ اللهُ- في (المجموع) عزا الحديثَ للشيخينِ بلفظ (قبري), ولا أصلَ له عندهما بهذا اللفظِ ,فاقتضى التنبيه.
راجع: " تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد"للشيخ المحدث مُحمَّد ناصر الدين الألباني/
نقلاً من حاشية الكتاب (ص135-136).
يتبع بإذن الله