عفوا فرسالتي هذه المرة لا أريدها لمعشر الذكور
بل أخصك أنت بعتابي أيها الرجل
أتدري لماذا ؟؟؟
لأنني لا أرض إلا أن أكون أختا للرجال
تقبل مني هذه الرسالة..و بعناية انتبه لما فيها من مقالة
أيها الرجل مالي أرى مصابيحك قد أطفئت
أظمآت أرضك حتى أقحلت
قد تكون أنت الذي تجرأت يوما فبكيت و سالت دموعك جارية على خديك
فإذا بصرخة مدوية إقتحمت عليك أنسك لتخطف قلبك بين جنبيك
أخمدت جهلا أو تجاهلا أنفاس تلك القطرت
و أورثت عنوة في القلب منك الحسرات
عندما قيل لك لا تبك فأنت رجل
و البكاء للنساء و البنات
أعلم أن سحابة في سماء قلبك قد غطته يوما بلطف مشفق و حنت عليه برفق
حركت أغصانه و هزت جذوره أنبتت أ زهارا في أرضه بثباث و عمق
و شدت عليه باحتضان محب حتى أمطرت على أرضه الخصبة النقية
بأمطارها العذبة الطاهرة فسالت دموعك الصافية الندية
فإذا بضحكات تهكم و استهزاء و نظرات سخرية تقتحم تلك الأجواء
فأذبلت أزهار قلبك التي نمت على أرضه
و أحرقتها لينتفض الرماد فيحجب الرؤيا
و يخنق الأنفاس الطاهرة في سمائه
عندما قيل لك إن الرجال لا يبكون
لا تبك و كن رجلا صلدا صلبا
قد تكون أنت ممن ربيت على أن تحرق مشاعرك
أن تجفف بحرارة و تحمل و إصطبار ينبوع دمعك
أن تجعل أرض قلبك صلبة قوية و لو بقتال نفسك
أن تنكر وجود الأزهار في أرضك
كل ذلك بدعوى الرجولة و النضج
أ سفي إن كانت أجواء عشتها و أحضانا تربيت فيها علمتك القسوة بقسوة
أخمدت العواطف و تبلدت عندك المشاعر و فقدت الإحساس بالألم
و على أيام فرح أو لحضات طاعة لم يدغدغ مشاعرك فيهما الحلم
أو حتى معصية أو دنب لم تعرف بعدهما الحسرة أوالندم
و لكن أما آن لك أن تدرك حقيقة الطريق
أما آن لك أن تفيق من سباتك العميق
أما آن لمصابيح قلبك أن تضيئ
أصبح البكاء عندك إشكالية معقدة
روح ميتة و نفس عاجزة مقعدة
أسفي أن قسا قلبك و ضاقت مذاهبك
حتى أصبحت عن حديث البكاء ثقيل السمع
و مع كل فرحة أو ترحة عصي الدمع
لم تنتهي مقالتي بل بدأت
و ما فات مما ذكرتك به قد فات
فلا يفوتنك بعد ذاك خير ما هو آت
يتبع لمن يريد ولو بكلمة أن ينتفع