رَسائلٌ لن تَصل أبداً ..
فليسَ هُناك ساعِ بريد يستطيعُ الوصولَ إليهم..
و لا يعترفون بـ التكنولوجيا ..
وَ لم يُخلقُ حمامٌ زاجل يقتحمُ القبور لـ تصل لهم رسائلي ..
:
وَ أنا أُنثى يُحرمُ عَلي زيارةُ القبور ..
:
فـ هاهي رسائلي الّتي لا تَصل ..
لا تَصل ابداً
..
(1)
سيدتي ..
السلامُ عَليكِ وَ رحمة الله ..
أعلمي يقيناً أنّي ما زلتُ أُقبلُ ملامحكِ
ألتي حصلتُ عليها بـ " السرقة " !
فقد دَرجتُ لـ صندوقكِ المخفي بين حاجياتِ أمي ..
فراودتني نفسي الهائمةُ بذكراك ..
وَ مددت يدي و روحي لـ أقتنيكِ دون أن يعلمون !
جدتي ..
ثقي أنّي أشتاقُ لـ كل شيءٍ فيكِ
قصصك / عينيك وَ الحنان الّذي يسكنهما / تجاعيدُ وجهكِ
و ضفائركِ وَ شفتيكِ ..
سيدتي أشتقتُ كثيراً لـ عصاكِ
الّتي لطالما أمتدت لـي ..
أشتقتُ لـ ذاك الخوف الّذي يسكنني حين تحصرين النظر
فيّ ! ..
وَ يمينكِ تقبضُ العصا بـ قوة ..
أشتقتُ لـ هروبي .. و أنفاسي المتسارعة
خوفاً من وقوعي في شركك ..
و إتمام العقوبة ..
جدتي .. أشتقتُ لكِ .. وَ أشتقتُ لي في حياتكِ ..
سيدتي ..
سؤال واحد ..
لِمَ رَحلتي .. وَ نحنُ في لجةِ الدنيا ..
لِمَ غربت شمسكِ مُبكراً
فأنا نبتةٌ لم يمدها ضوءكِ كفاية ..
لِمَ استسلمتي ؟
لماذا لم تستدعيني لـ ألثمكِ قُبيل الرحيل ؟
لماذا تُلحقين الأذى بـ شفتي الّتي تُعاتبني ..
على عدمِ تقبيلكِ آخر مرة ؟؟؟
أيتها الطاهرة ..
أختمُ لكِ بـ شيءٍ من نبضي
وَ الدُعاءُ الصادق .
::
::
(2)
إليكَ ..
أنت الرُجل الّذي كُنتَ عزيزاً في حياتك
وَ بتّ تحت الترابِ عزيزاً ..
وَ من بَعدِ موتك !
حاولوا أولئكَ الحاقدين أن يهينُوك وَ أبى الله
إلّا أن يُعزكَ .. كثيراً كثيراً .
وَ يُعزنـا بكَ أكثر ..
ستظلَ أنت الفخر وَ العزة
ليسَ لـ أحفادكَ فقط ..
بل لكُلِ من تسيدتهم ذات " حياة " !
وَ من مواقفكَ تُستمدُ العزّة وَ الشهامة وَ " الكـرم " ..
" جـديّ "
كُنتَ عظيماً وَ متّ عظيماً
وَ خلدوا بأيديهم عظمتكـ .. !
رحمة الله عليك .
(3)
إمرأة متفردة
أحببتُكِ كثيراً
رَغم طفولتي .. إلّا أني أستشعرت حكمتك
وَ جمال روحكِ .. وَ عطاؤكِ ..
بكيت على رحيلكِ طويلاً
وَ كأنكِ جزء مني ..
:
صورٌ قليلة تلك الّتي أحفظُها عنكِ
وَ لكن بُكاءُ أمي وَ حُبها العظيم لكِ
أشعرُ به ..
أحُسه ..
كُلما تحدثت عنكِ
رأيتُكِ المرأة الأكثر صدقاً وَ حناناً
وَ سحابةُ طيبه وَ طُهر ..
أخلاقُكِ أبقتكِ رمزاً في ذاكرتي ..
وَ في ذاكرةِ كُل أحبابك .!
" رحمةُ الله عليك "
(4)
صغيري ..
إليكَ أكتبُ أحرفاً باكية ..
فللحظة مازلتُ أذكرُ لهونا ..
سباقاتُنا في شوارعِ القرية ..
ما زلتُ أذكر برائتنا ..
:
رَغم صِغرك إلّا أنك كُنت قريباً لـ قلبي ..
رُبما لأن أسُمك كـ أسمِ أبي !!
لا أعلم حقيقة ..
لكن كُل ما أعرفه
إنّي ما زلتُ أذكُرك وَ كأنك مُتّ غريقاً
بـ الأمس القريب !
مُتّ طاهراً , طفلاً , شهيداً
وَ بلا ذنوب !
" أشتقتُ إليكَ وَ ربي "
رَحمة الله عليك .. ..
:
(5)
:
(6)
:
(10)
:
(76)
:
(100000)
الراحلون كُثر ..!!
بَعد أن كانوا هنا ..
رَحلوا
وَ سيأتي يوم وَ أمتطي دابتهم
وَ أسكُن مسكنهم ..
فهل سيذكرني ذاكر ؟!
وَ إن رَحلتم هل سـ تُذكرون ؟!
* صاحبة قلم ( الإسلام اليوم ) *