تنـبيـهات :
هذا التنبيهات المذكورة ينبغي لكلِّ حجَّام،ومُحْتَجِمٍ مراعاتها عند عمل الحجامة،وهي :
1-ينبغي للمحتجم أثناء الحجامة:أن يكون جالساً على كرسي له جـوانب،وذلك من أجل أن البعض قد يصيبه إغماء عند الحجامة .
2-المريض بضغط الدم المنخفض:يجب أن يُتعامل معه بحذر،والمراد بالحذر:
(تقليل عدد الحجامة )مع مراقبة درجة وعيه،حتى لا يحدث له إغماء من كثرة الشفط،وكذلك:يُجتنب عمل الحجامة له على الفقرات القطنية لأنها تسبب انخفاض في ضغط الدم،ومن الخاص به:أن يشـرب قبل الحجامة شيئاً من العسل،أو السكر،أو الطعام لكي تزداد عنده نسبة السعرات الحرارية .
3-في حالة الإغماء:يُنـز ع الكأس،ويوضع المريض على الأرض مع رفع قدميه،ويُعطى شيئاً سكرياً يشربه.ويُفضل أن تَتِم الحجامة له وهو مضطجع وعلى جنبه،ويدخل في هذه الاحتياطات:المريض بالأنيميا .
4-تُجتنب الحجامة للإنسان المصاب بالرشح،أو البرد مع ارتفاع درجة حرارته.
5-يجب ألاّ يُوضع كأس الحجامة على أربطة المفاصل الممزقة .
6-لا يوضع الكأس على الركبة المصابة بالماء،وكذلك الدوالي،وإنما يوضع بجوارها .
7-ينبغي تجنب الحجامة على الجلد الذي يحتوي على دمامل،أو أمراض جلدية معدية،أو التهابات جلدية شديدة .
8-الابتعاد عند الحجامة عن المواضع التي تكثر فيها الشرايين البارزة خاصةً لضعيفي البنية .
9-لا تُفعل الحجامة في الأيام الشديدة البرد .
10-لا تُحجم المرأة الحامل في أسفل البطن،و لا على الثديين،ومنطقة الصدر،خصوصاً:في الأشهر الثالثة الأولى .
11-مرضى الأنيميا:تُجرى لهم حجامة واحدة،ثم تتلوها واحدة أخرى حسب استعداد أجسامهم ،وإذا حدث إغماء،يتم نزع الكأس،ويُعطون شراباً سكرياً .
12-ينبغي أن تكون الحجامة دائماً مزدوجة،والمعنى المراد:أن تُحجم كلا اليدين،وكلا القدمين،وعلى جانبي العمود الفقري،ومن الأمام والخلف في بعض الحالات .
13-الحذر من فعل الحجامة على الجوع الشديد،أو الشبع الشديد .
14-تُجتنب الحجامة بعد الطعام،فإنْ اُضْطُرَ إليها:تُفعل بعدَ ساعتين من تناول الطعام .
15-تُجتنب الحجامة لمن بدأ في الغسيل الكلوي .
16-تُؤخَّر الحجامة لمن تبرع بالدم،إلاّ بعد أسبوع من الأيام،وذلك لأن الجسم لا يمكنه تعويض الدم المفقود إلاّ بعد مرور أسبوع من إخراج الدم .
17-تُترك الحجامة لمن بلغ الستين من العمر،وكذلك الأطفال دون سن البلوغ،فإن احتاجوا للحجامة:فليكن الشفط قليلاً .
18-مرضى سيولة الدم،والسكر لا يتم لهم التشريط،بل الوخز بإبرة فحص الدم.
19-إذا كان الإنسان مصاباً بمسٍّ من الجن،أو سحر:ينبغي له أن يحتجم عند من له دارية بأحوال الجن،وكيفية التعامل معهم عند وجود أيِّ تَصرُّفٍ طارئ .
19-تُمنع الحجامة على القلب لكلِّ من ركب جهازاً لتنظيم ضربات القلب .
لـون الـدم:
أهل العلم بصناعة الطب قديماً يرون:أنَّ خـروج الدم بصفات معيَّنة يدلُّ على نتائج عندهم،فيقولون:
أ -خروج الدم أحمرَ سائلَ:يدلُّ على سلامة العضو من العللِ .
ب-خروج الدم أسودَ سائلَ:يدلُّ على وجود أخلاطٍ ضارَّةٍ في ذلك العضو .
ج-خروج الدم أسودَ متخثراً:يدلُّ على وجود أخلاطٍ كثيرةٍ ضارَّةٍ في ذلك العضو.
أمَّا عندَ عَدَمِ خروج الدم،فيرون:أنَّ ذلك يدلُّ على سلامة العضو من العلل .
ملحوظة:توقف خروج الدم،أو خروج (البلازما)المادة الصفراء يُستفاد منه:أن الحجامة للموضع،أو المواضع قد انتهت .
فإن تواصل خروج الدم بسبب عمق التشريط:يجب التوقف بعد استفراغ كمية الدم المناسبة من ذلك العضو،وهي في الغالب تكون أقلَّ من(200 مل) وحسب موضع الحجامة!! .
5- ما يُفـعل بعد الحجـامة :
يُنصح المحتجم بعد انتهائه من الحجامة بما يأتي ذكره :
1-يجب على المحتجم:أن يخلد للراحة بعد الحجامة،ولا يجهد نفسه مدة يومين،أو ثلاثة،وذلك أنَّ عدم الالتزام بالراحة قد يتسبب في عودة الألم مرةًّ ثانية.
2-يمتنع المحتجم عن الجماع مدة 24ساعة،و12 ساعة قبل الحجامة .
قال الإمام علي الرضا-رحمه الله-:
(...ويجب في كلِّ ما ذكرناه من اخرج الدم:اجتناب النساء قبل ذلك باثنتي عشرة ساعة .. ) .
3-يجب على المحتجم ترك الطعام وخاصة:الموالح والحوامض ،مدَّة ساعتين،أو ثلاثة بعد الحجامة .
4-يمتنع المحتجم عن شرب أيِّ سوائل شديدة البرودة مدة 24ساعة .
5-إذا أراد المحتجم الاغتسالَ:فليكن ذلك بعد ساعة من الاحتجام بماء دافئ،ولا يغتسل في الحمامات البخارية .
6-يُنصح المحتجم:بأن يُغطي مكان الحجامة،ولا يعرضه للهواء البارد مدة 24ساعة .
7-قد يشعر البعض من الناس بعد الحجامة بارتفاع درجة الحرارة في الجسم،وهذا الارتفاع قد يكون في نفس يوم الحجامة،أو بعده.وهو أمرٌ طبيعي وقتيٌّ لا يُخف منه،لأنه يزول بعدَ وجوده .
قال أبو بكرٍ الرازي في(الحاوي في الطب):
(والحمى التي تأخذ بعقب الفصد والإسهال لا تخف منها،فإنها يومية ..)(1) .
8-بعض الناس قد يشعر بغثيان،أو إسهال عندما يحتجم في ظهره،وهذا أيضاً أمرٌ طبيعي لا خوف منه (2) .
الأمثال الواردة عند العرب في ذِكْرِ الحجَّام
قولهم: (أفـرغ من حجّــَام سـاباط ) .
حجام ساباط: يضرب به المثل في الفراغ ، يقال أفرغ من حجام ساباط) .
ومن خبره:أنَّه كان حجاماً ملازماً لساباط المدائن،فإذا مرَّ به جندٌ، وقد ضرب عليهم البعث،حجمهم نسيئةً بدانق واحدٍ إلى وقت قفولهم،وكان مع ذلك يمرُّ به الأسبوع والأسبوعان،ولا يدنو منه أحد، فتخرج أمه فيحجمها ليرى الناس أنَّه غير فارغ،فما زال ذلك دأبه حتى نزف دم أمه،فماتت فجأة.وصار فراغ الحجام مثلاً .
قال ابن بسام :
دارُ أبى جعفـرَ مُفـروشةٌ ما شئتَ من بُسـطٍ وأسماطِ
وبُعْدُ ما بَينكَ مـن خبزهِ كَبـعدِ بلـخ من سميســــاطِ
مطبخهُ قَفْـرٌ وطـبَّاخُــــــهُ أفرغُ من حجَّـام ســـاباطِ
وساباط المدائن: موضع في العراق .
ومن الأمثال المعاصرة،قولهم :
(حجَّـام وقـلاع ضـروس ) .
قال الأستاذ عبد الكريم الجهيمان في كتابه الأمثال الشعبية في قلب الجزيرة العربية :
(يعني أنَّه يعمل هنا وهناك .. ويعمل في اتجاهات متعددة ..
من لطائف الأخبار المنقولة عن الحجامين :
(حُكي أنّ الحجَّاجَ أمر صاحب حراسته أن يطوف بالليل،فمن وجـده بعد العشاء ضرب عنقه،فطاف ليلةً فوجد ثلاثة صبيان يتمايلون، وعليهم أثرُ الشراب،فأحاط بهم،وقال لهم:من أنتم حتى خالفتم الأمير، فقال الأول :
أنا ابنُ من دانت الرقــــابُ له مَا بيَن مخزومِهــا وهاشمهـــا
تأتيــــه بالرَّغمِ وهي صاغرةٌ فيأخذ منْ مالهــــا ومنْ دَمِها
فأمسك عن قتله وقال : لعله من أقارب أمير المؤمنين. وقال الثاني :
أنا ابنُ الذي لا يُنـزِلُ الدهرُ قِـدْرَهُ وإنْ نزلت يوماً فسوف تَعـــودُ
ترى الناسَ أفواجـاً إلى ضـوءِ نارهِ فمنـهم قيــامٌ حـولَها وقعودُ
فأمسك عن قتله وقال : لعله من أشراف العرب.وقال الثالث :
أنا ابن الذي خاض الصفوف بعزمه وقوَّمَـها بالسيـفِ حتى استقَامَتِ
ركاباه لا تنفـك رجـلاه مِنْها إذا الخيــل في يوم الكريهة ولَّتِ
فأمسك عن قتله وقال : لعله من شجعان العرب .
فلما أصبح رفع أمرهم إلى الحجاج،فأحضرهم وكشف حالهم.فإذا الأول ابن حجَّام،والثاني ابن فوال،والثالث ابن حائك.فتعـجب من فصاحتهم،وقال لجلسائه: علّـموا أولادكم الأدب،فوالله لولا فصاحتُهم لضربت أعناقَهم،ثم
أطلقهم وأنشد:
كن ابنَ من شئتَ واكتسب أدباً يُغنيـك محمُــودُه عن النسبِ
إنَّ الفـتى من يقـولُ ها أنَا ذا ليس الفــتى مَنْ يقولُ كانَ أبي
حجام لا يحب المجاملة !!ويرى العدل والإنصاف مع سائر الناس!!:
في كتاب الحيوان للجاحظ: (..وكان أهل المربد يقولون:لا نرى الإنصاف إلاَّ في حانوت فرج الحجَّام ؛ لأنه كان لا يلتفت إلى من أعطاه الكثير دون القليل،ويقدِّم الأول ثم الثاني ثم الثالث أبداً حتى يأتي على آخرهم ، على ذلك يأتيه من يأتيه؛فكان المؤخَّر لا يغضب ولا يشكوه ) .
حجام يُضجرُهُ تَشَدّقُ محتجم بغريب الكلام :
(قال أبو الحسن: مرَّ أبو علقمة النحوي ببعض طرق البصرة،وهاجت به مرّة، فوثب عليه قوم منهم،فاقبلوا يعضُّون إبهامه،ويؤذنون في أذنه،فأفلت من أيديهم فقال:مالكم تتكأكأون على كأنكم تتكأكأون على ذي جنة،افرنقعوا عني.قالوا: دعوه فإنَّ شيطانه يتكلم بالهندية !.
وقال أبو الحسن:هاج بأبي علقمة الدم،فأُتى بحجَّام،فقال للحجَّام:اشدد قصب الملازم،وأرهف ظبات المشارط،وأسرع الوضع وعجل النـزع،وليكن شرطك وخزاً،ومصك نهزاً،ولا تكرهن أبياً،ولا تردن اتياً،فوضع الحجام محاجمه في جونته وانصرف ) .
حجَّــام يعـلِّمُ إمَاماً : قال ابن خلكان في وفيات الأعيان :
(وحُكي عن وكيع؛قال:قال لي أبو حنيفة النعمان بن ثابت:أخطأتُ في خمسة أبواب من المناسك بمكة،فعلَّمنيها حجام،وذلك أني أردت أن أحلق رأسي،فقال لي:أعربيٌّ أنت؟قلت:نعم،وكنت قد قلت له:بكم تحلق رأسي؟فقال: النسك لا يُشارَطُ فيه،اجلس،فجلست منحرفاً عن القبلة،فأومأ لي باستقبال القبلة،وأردتُ أن أحلق رأسي من الجانب الأيسر،فقال:أدر شِقَّك الأيمن من رأسك؛فأدرته،وجعل يحلق رأسي وأنا ساكت،فقال لي:كَبِّر،فجعلت أكبر حتى قمتُ لأذهب،فقال:أين تريد؟فقلت:رحلي،فقال:صلِّ ركعتين ثم امض.فقلت ما ينبغي أن يكون هذا من مثل هذا الحجام إلاَّ ومعه علم.فقلت:من أين لك ما رأيتك أمرتني به؟فقال:رأيت عطاء بن أبي رباح يفعل هذا ).
فِـطْــنةُ،ودُعَابَـةُ حجَّــام :
احتاج ابن حمدون النديم( نديم الخليفة الواثق بالله ) إلى الحجامة:فطلب من غلامه أن يأتيه بحجام ، فلما جاء الحجام ، قال له ابن حمدون:
اشرط في الجانب الأيمن اثنتي عشرة شرطة،وفي الجانب الأيسر أربع عشرة شرطة،فإنَّ الدم في الجانب الأيسر أقل منه في الجانب الأيمن،لأنَّ الكبد في الأيمن والحرارة هناك أوفر ،والدم أغزر،فإذا زدت في شرط الأيمن:اعتدَل خروج الدم من الجانبين ففعل .
وهو مع ذلك ساكتٌ،فعجبت من صمته،وقلت للغلام:ادفع إليه ديناراً،فدفع إليه فردَّه،فقلت:استقله؛ولعمري إنَّ العيـون إلى مثلي مُمَدَّة،والطمع مستحكم في نديم الخليفة.فقلت للغلام:أعطه ديناراً آخر،ففعل فردَّه، وأبى أن يأخذهما،فاغتظت ،وقلت له:قبحك الله أكثر من يجلس بين يديك:يدفع إليك نصف درهم وأنت تستقل ما دفعت إليك! فقال:
والله ما رددتها استقلالاً،ولكن نحن أهل صناعة واحدة !!وأنت أحذق مني ، وما كان الله ليراني وأنا آخذ من أهل صناعتي أجرةً أبداً ؟!!! .
فلمَّا كان في العام المقبل،واحتجت إلى نقص الدم قلت للغلام:اذهب فجئنا بذلك الحجام ، فقد عرف الخدمة،وقد انصرف تلك الدفعة ولم يأخذ شيئاً،ولعله قد نسيها فيقع برؤنا منه،على حاجة منه إليه.قال:فلما جاء وحجمني أحسن حجامة،قلت له: سبحان الله من أين لك هذا الحذق بهذه الصَّنْعَة؟، فقال:ما كنتُ أحسن من هذا شيئاً،ولكن حجَّام الخليفة اجتاز بنا بهذا الوضع في العام الماضي،فتعلمت منه هذا ؟!! .
فضحكت منه وأمرت له بثلاثين ديناراً،مع ما تم له من معاريض كلامه في الدفعتين جميعاً .
منقول عن كتاب إرشاد الأنام ،،،
والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
من كتابي ( إرشاد الأنام إلى فؤاد الاحتجام )
وكتب / أبوعبد الرحمن اليوسف
السبت /8/شعبان/1429
من غرائب الاتفاق أنني ألفت هذا الكتاب قبل سنوات .. وكان تحرير مقدمته في الثامن من شهر شعبان سنة1422وها أنا ذا أنقل مختصره في هذا الموقع المبارك في الثمان من شهرشعبان ؟! سنة 1429والحمد لله على توفيقه وامتنانه ..