السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رأيت من البلاء أن المؤمن يدعو فلا يجاب
فيكرر الدعاء و تطول المدة ، و لا يرى أثراً للإجابة
فينبغي له أن يعلم أن هذا من البلاء الذي يحتاج إلى الصبر . و ما يعرض للنفس من الوسواس في تأخير الجواب مرض يحتاج إلى طب والجواب أنه لو لم يكن في تأخير الإجابة إلا أن يبلوك المقدر في محاربة العدو لكفي في الحكمة وقد يكون التأخير مصلحة
و الاستعجال مضرة
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم(( لا يزال العبد في خير ما لم يستعجل ، يقول دعوت فلم يستجب لي))
وقد يكون امتناع الإجابة لآفة فيك فربما يكون في مأكولك شبهة
أوقلبك وقت الدعاء في غفلة
وربما كان في حصول مقصودك زيادة إثم ، أو تأخير عن مرتبة خير ، فكان المنع أصلح .
و قد روي عن بعض السلف أنه كان يسأل الله الغزو ، فهتف به هاتف : [ إنك إن غزوت أسرت ، و إن أسرت تنصرت ] .
و ربما كان فقد ما فقدته سبباً للوقوف على الباب و اللجأ و حصوله سبباً للاشتغال به عن المسؤول .
وهذا الظاهر بدليل أنه لولا هذه النازلة ما رأيناك على باب اللجأ .
فالحق عز وجل رأى من الخلق اشتغالهم بالغير عنه فلذعهم في خلال النعم بعوارض تدفعهم إلى بابه ، يستغيثون به ، فهذا من النعم في طي البلاء .و إنما البلاء المحض ، ما يشغلك عنه ، فأما ما يقيمك بين يديه ، ففيه جمالك .
و قد حكي عن يحي البكاء أنه رأى ربه عز وجل في المنام ، فقال :يارب كم أدعوك و لا تجيبني ؟ فقال : يا يحي إني أحب أن أسمع صوتك .و إذا تدبرت هذه الأشياء ، تشاغلت بما هو أنفع لك ، من حصول ما فاتك من رفع خلل ، أو اعتزار من زلل ، أو وقوف على الباب إلى رب الأرباب . صيد الخاطرالجزء : 1 الصفحة :66
الموضوع للشيخ شاكر الرويلي
حفظه الله