نتطرق بفضل الله و عونه و لو باختصار إلى لفتات سريعة و جوانب بسيطة من النوع الثاني و هو الأهم عندي 
و هو السحر الأبيض 
لماذا سمي كذلك ؟
لا شك و أن النفوس جبلت على حب اللون الأبيض و هذا لأنه يعكس الأنوار و الأضواء 
و يظهر فيه النقاء و الصفاء عكس اللون القاتم الذي يرمز للظلماء
و هو يعمل للخير مطلقا يقوم بعمله أصحاب القلوب البيضاء الصافية النقية عند أمثالهم من السحرة و الذين يطلقون على أنفسهم في الغالب بال******ين و هم أصحاب الخير و الكرامات و يكرهون غالبا تسميتهم بالسحرة و المشعوذين 
 و من هنا نستطيع أن نتعرف على أغراض هذا السحر و هو جملة يعمل لنشر الخير و زرعه و  بين الناس بل في العالم أجمع 
و نمر مرورا على أول نوع يدخل تحت جناح السحر الأبيض 
سحر العطف أو سحر المحبة 
 
و هذا أكثر الأنواع تواجدا وشيوعا  
و هذا السحر يعمل للجمع بين قلوب المتباعدين أو المتباغضين أو المتنافرين 
أو حتى الذين لم تكن بينهم علاقة من بعيد أو قريب 
و يعمل على حسب طلب الذي يريد عمله  
و هو عكس سحر الصرف 
و أكثر ما يكون عمله للأزواج 
يعمل للأبناء و الأباء و عطف بعضهم عن بعض 
و للأبناء بعضهم مع بعض 
للأقارب و الأصدقاء
للجيران و الزملاء (سواء زملاء العمل أو الدراسة )
يعمل للخدم و أخادمات
يعمل للأطفال  
كذلك وجب الإشارة إلى انه يعمل للرجل و المرأة حتى و إن لم يكن بينهما رباط الزواج 
أعراض هذا السحر 
1: تغير الحال فجأة من بغض أو كره أو نفور إلى محبة و شوق و ....
2: الإنقياد الكامل للمحبوب دون تفكير بل و التكيف معه في كل الحالات و الأوضاع 
3: حب كل ما يحبه المحبوب و الإنجذاب لقوله و فعله و تصرفاته و جميع إنفعالاته 
4: حب الأماكن التي يحبها المحبوب و الأنس و الإستئناس عند التواجد بها 
5: رؤية المحبوب بشكل قد يخالف الطبيعة التي هو عليها و هذا برؤيته  في أجمل صورة و أروعها 
6: كره ما يكره المحبوب كرها أعمى و السعي لأذيته من يكرههم إن مكن له ذلك 
و الآن بعد هذه الإشارات البسيطة نريد أن نكشف اللثام على حقيقة هذا السحر
 و الذي تخفى و خفيت على الكثير من الناس 
أولا :
من أطلق عليه و سماه بالسحر الأبيض 
 قد يكون أول من أطلق عليه هذه التسمية علماء الإجتماع و لكن هذه التسمية خدمت السحرة و خدمتهم كثيرا لترويج أعمالهم و بضائعهم السحرية 
 و هذا التسمية كمن يضع السم في قالب العسل 
فظاهره لا شك أنه للخير و باطنه من قبله العذاب 
 فيه من الشر و الخطورة ما قد يخفى و يَغفل و يُغَفَل عنه الكثير 
و لنا قصص كثيرة الذكر في ذلك نكتبها لاحقا 
ثانيا : المواد التي تستخدم لهذا الغرض 
 
يقال أن السحر الأسود يعمل بالنجاسات و أما هذا السحر (الأبيض)  فلا تدخل النجاسات في عمله 
و هذه من الأكاذيب التي روجها السحرة و تم نشرها بين الناس 
فهذا السحر يعمل بالنجاسات أيضا و لذلك أمثلة 
تستخدم الدماء منها   (دم الحيض أو النفاس ) في هذا العمل 
و عادة يطلب من دم المرأة التي تريد سحر الرجل 
وكذلك  يستخدم ماء الرجل أيضا 
كما تستخدم النجاسات في هذا السحر و خاصة سحر الخادمات 
(تستخدم الفضلات أجلكم الله و أعز قدركم كسحر و تضاف للطعام و الشراب) 
تستخدم الحيوانات لهذا النوع من السحر كالطيور و الدواجن ومخ الضباع و القردة ....و المعروف أن مخ الضبع هو أغلى و أثمن ما يستخدمه الساحر لهذا النوع من السحر
كما نود الإشارة إلى أن البخور  يستخدم لهذا النوع من السحر بكثرة ملفتة للنظر 
و كثيرا ما يعطى لتهدئة أوضاع الأسرة التي تكثر بها المشاكل و النزاعات و إبدال ذلك بالأنس و الألفة و ....
رابعا : مناسبات يكثر فيها إنتشار هذا النوع من السحر  
من العجب أن إستغلال المناسبات الدينية لعمل هذا النوع من السحر قد وجد عند رواده و مريديه رواجا كبير ففي رمضان و خاصة في العشر الأواخر من الشهر الفضيل يكثر رواج بضائع السحرة و مريديهم و كذلك في موسم الحج و في عاشوراء ....و يعتقد أن الأرواح الطيبة تنزل في تلك الأيام و هي من يعينهم على إتمام رغباتهم الخيرة (كما يعتقدون ) و تحقيها 
خامسا : لا تتعجب إن قلنا أنه قد يوضع هذا السحر و يخبأ في أماكن و دور العبادة و هذا منتشر بكثرة في الكنائس و المعابد ...خاصة تمائم وعقود و خيوط المحبة ...
سادسا : ما يقال و يشاع عن هذا النوع من السحر أن الذي تدخل في عمله هم من الأرواح الطيبة من الطبقة العلوية من الجن و خدام السحرة و هؤلاء لا يقومون إلا بعمل الخير و الصلاح 
و ما جعلني أكتب عن هذا النوع الذي يسمونه سحرا أبيضا هو كثرة إنتشاره بين الناس 
بل و العجب العجاب أن فئة من الذين يصلون و يصومون و يتجنبون المعاصي  يؤمنون بذلك و لا حول و لا قوة إلا بالله 
و لنا عودة للمتابعة