الرد على الإستدلال بفعل عمر وجمعه الناس لصلاة التراويح على مشروعية المولد
الرد على الإستدلال بفعل عمر وجمعه الناس لصلاة التراويح على مشروعية المولد
🔻 للعلامة الإمام 🔻
محمد بن صالح بن عثيمين
🔹رحمه الله
السؤال:
يقول هؤلاء الذين يحتفلون بمولده - صلى الله عليه وسلم -: إن لهم في ذلك أصلًا! يقولون: «من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها»، ويقولون أيضًا: إن عمر بن الخطاب سَن سُنة صلاة التراويح؛ فكيف نرد على هؤلاء؟
الجواب:
نقول: صدقوا «من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة»، لكن «إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة»؛ ولهذا قال الرسول: «من سن في الإسلام سنة حسنة ..»، والمراد بقول: «من سن سنة حسنة» أحد أمرين:
١- إما أن يكون المعنى من إبتدر العمل بها، كما يدل على ذلك سبب الحديث.
٢- وإما أن المعنى من أحياها بعد أن ماتت،
وليس المعنى أن ينشئ عبادة من جديد، هذا لا يمكن؛ لأن سبب هذا الحديث: أن الرسول - عليه الصلاة والسلام - حث على الصدقة، فأتى رجل من الأنصار بصُرَّةٍ قد أثقلت يده، ووضعها بين يدي النبي -صلى الله عليه وسلم -، فقال: «من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة»،
ولا يمكن أن تكون البدعة حسنة أبدًا، والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: «كل بدعة ضلالة».
أما بالنسبة لفعل عمر، فعمر ما ابتدع صلاة الجماعة في القيام أبدًا،
أول من سن الجماعة في قيام رمضان النبي - صلى الله عليه وسلم -، صلّى بأصحابه ثلاث ليال، ثم تخلف في الرابعة، وقال: «إني خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها»، ثم تُركت وهُجرت في أيام أبي بكر - رضي الله عنه -
في زمان عمر خرج ذات يوم ووجد الناس يصلون أوزاعًا؛ يصلي الرجل مع الرجل والرجل مع الرجلين، متفرقين، فقال: لو جمعتهم على إمام واحد.
فأمر تميمًا الداري و اُبي بن كعب أن يقوما للناس على إمام واحد،
فيكون عمر لم يُحدث هذه البدعة ولكنه أحياها بعد أن تركت.