بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد الصادق الأمين و على آله الطاهرين و صحابته أجمعين و على التابعين و تابعيهم بإحسان إلى يوم الدين
إن الظلم كما عرفه أهل اللغة هو وضع الشيء في غير محله و هو حرام شرعا حيث قال الله سبحانه و تعالى في الحديث القدسي : " يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا " و قال الرسول عليه الصلاة و السلام : " اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة "
أنواع الظلم :
1 - ظلم الإنسان لربه، و ذلك بكفره بالله تعالى و بالشرك في عبادته .
2 - ظلم الإنسان نفسه ، و ذلك باتباع الشهوات و إهمال الواجبات و الوقوع في الذنوب و السيئات .
3 - ظلم الإنسان لغيره من عباد الله و مخلوقاته ، و ذلك بأكل أموال الناس بالباطل و ظلمهم بالتعدي و الاستطالة عليهم .
عاقبة الظلم :
إن عاقبة الظلم وخيمة و حساب الظالم عسير و الجزاء يأتي عاجلا أم آجلا من الله سبحانه و تعالى ، يقول الله تعالى ( و لا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون . إنما يوخرهم ليوم تشخص فيه الابصار ) و يقول أيضا ( و كذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى و هي ظالمة ، إن أخذه أليم شديد ) و يقول أيضا ( و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) .
فتذكر أيها الظالم قدرة الله عليك و تذكر دعوة المظلوم فإنه ليس بينها و بين الله حجاب و تذكر وقوفك بين يدي الله يوم القيامة و تذكر قول الرسول عليه الصلاة و السلام : " لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء " فكيف بك أيها الظالم و أنت يوم القيامة تعطي حسناتك لمن ظلمتهم و تأخذ من سيئاتهم ؟
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه