موقع الشيخ بن باز


 

  لتحميل حلقة الرقية الشرعية للشيخ أبو البراء اضغط هنا


ruqya

Icon36 صفحة المرئيات الخاصة بموقع الرقية الشرعية

الموقع الرسمي للشيخ خالد الحبشي | العلاج بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة

الأخوة و الأخوات الكرام أعضاء منتدنا الغالي نرحب بكم أجمل ترحيب و أنتم محل إهتمام و تقدير و محبة ..نعتذر عن أي تأخير في الرد على أسئلتكم و إستفساراتكم الكريمة و دائماً يكون حسب الأقدمية من تاريخ الكتابة و أي تأخر في الرد هو لأسباب خارجة عن إرادتنا نظراً للظروف و الإلتزامات المختلفة

 
العودة   منتدى الرقية الشرعية > الساحات العامة والقصص الواقعية > العلاقات الأسرية الناجحة وكل ما يهم الأسرة المسلمة

الملاحظات

صفحة الرقية الشرعية على الفيس بوك

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع
New Page 2
 
 

قديم 21-05-2012, 12:38 PM   #1
معلومات العضو
شذى الاسلام
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي هل المهر القليل يقلل من مكانة الزوجة ؟

هل المهر القليل يقلل من مكانة الزوجة ؟
--------------------------------


لايخفى على الجميع بأن المهر هو المال الذي تتسلمه الزوجة من الزوج قبل الزواج .. وهذا شي طبيعي يحدث دائماً قبل كل كتب كتاب بين العريس والعروس....

والآن ما هي نظرة الزوج والناس لهذا المهر؟ ..
-هل المهر القليل يقلل من مكانة الزوجة وكرامتها بين الناس ؟
-هل المهر القليل سوف يجعل الزوج لا يحترم الزوجة وينظر لها نظرة قليلة المستوى ، وبأنها يوم قبلت بالمهرالقليل فهذا يعنى ان بها عيب ؟
-هل المهر القليل يساهم فى بناء وانجاح الزواج والحصول على التقدير والاحترام من الزوج ، ام يُصور على انه عيب وعار ومستحيل ؟
الآن سؤال إلى المهر الكبير ..
هل المهر الكثير يساهم ويجعل البنت محترمة وكبيرة وغالية بين الناس ؟
هل المهر الكثير يجعل الزوج يحترم ويقدس الزوجة بحكم انه دفع فيها مهر كبير ؟؟
هل المهر الكبير يساهم فى إنجاح الزواج وضمان ان ( الرجال ما يلعب بذيله ) كما نقول ؟ هل المهر الكبير ضروري ؟.. وخصوصا ان بعض الفتيات شفاهن الله يتباهين بكثرة المهر ونسين قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( اعظم النساء بركة ايسرهن مؤونة ) وكفى بنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم .


بعد هذة التساؤلات اقول لكم واحب ان ابين معلومة بسطية ولكم الاختيار
المــهر

قال تعالى:**وآتوا النساء صدقاتهن نحلة فإن طبن لكم عن شيء منه نفساً فكلوه هنيئاً مريئاً** [النساء:4].

لقد كرم الإسلام المرأة وفرض المهر على من أراد الزواج بها، و لم يضع الإسلام حداً لهذا المهر بل ترك الأمر للطرفين يتفقان عليه حسب المقدرة. ورغب في يسره، وعدم المغالاة في طلبه، لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من يمن المرأة تيسير خطبتها وتيسير صداقها وتيسير رحمها)) [رواه أحمد والطبراني].

وعنها رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( أعظم النساء بركة أيسرهن مؤونة " [رواه أحمد والحاكم].

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره المغالاة في المهور، ولقد استنكر النبي صلى الله عليه وسلم موقف أحد الصحابة حينما فرض على نفسه مهراً لا يطيقه ثم جاءه يطلب المساعدة ففي رواية للإمام مسلم: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: إني تزوجت امرأة من الأنصار فقال له صلى الله عليه وسلم: (هل نظرت إليها فإن في أعين الأنصار شيئاً) قال: قد نظرت إليها، فقال صلى الله عليه وسلم: " على كم تزوجتها؟ " قال: على أربع أواق، فقال صلى الله عليه وسلم: " على أربع أواق؟ كأنكم تنحتون الفضة من عرض هذا الجبل، ما عندنا ما نعطيك، ولكن عسى أن نبعثك في بعث تصيب منه )).

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على تيسير أمر الزواج بأقل المهور؟ فقد زوج أحد الصحابة بما تيسر معه من القرآن. روى البخاري وغيره أن امرأة جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: جئت أهب لك نفسي فنظر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فصعد النظر وصوبه، ثم طأطأ رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه، فلما رأت المرأة أنه لم يقض فيها شيئاً جلست، فقام رجل من أصحابه فقال: يا رسول الله إن لم يكن لك بها حاجة فزوجينها فقال صلى الله عليه وسلم: " هل عندك شيء تصدقها إياه؟ " قال: لا والله يا رسول الله. فقال صلى الله عليه وسلم: " اذهب إلى أهلك فانظر هل تجد شيئاً؟ " فذهب الرجل ثم رجع فقال: لا والله يا رسول الله، ما وجدت شيئاً، فقال صلى الله عليه وسلم: " انظر ولو خاتماً من حديد " فذهب ثم رجع فقال: لا والله يا رسول الله، ولا خاتماً من حديد، ولكن هذا إزاري فلها نصفه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما تصنع بإزارك؟ إن لبتته لم يكن عليها منه شيء، وإن لبسته لم يكن عليك منه شيء)) فجلس الرجل حتى إذا طال مجلسه قام، فرآه رسول الله مولياً فأمر به فدعي فلما جاء قال له: " ماذا معك من القرآن؟ " قال معي سورة كذا وسورة كذا، قال: " وتقرأهن عن ظهر قلب؟ " قال: نعم قال: " اذهب فقد ملكتكها بما معك من القرآن " [رواه الخمسة واللفظ للبخاري].

وعن عامر بن ربيعة أن امرأة من بني فزارة تزوجت على نعلين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أرضيت عن نفسك ومالك بنعلين؟ " فقالت: نعم فأجازه [رواه أحمد وابن ماجه والترمذي وصححه].

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم خير وأعظم قدوة لنا في هذا الأمر، فلم يزد صداق نسائه وبناته على خمسمائة درهم عدا أم حبيبة رضي الله عنها فقد كان صداقها أربعمائة دينار، دفعها النجاشي عن النبي صلى الله عليه وسلم إكراماً له.

وكان الصحابة رضوان الله عليهم يلتزمون اليسر والبساطة في تزويج بناتهن فكانت زيجاتهن أعظم بركة.

وكان الفاروق عمر رضي الله عنه ينادي بعدم المغالاة في صداق النساء، فقد خطب في الناس يوماً فقال: (يا أيها الناس لا تغالوا في صدق النساء فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى عند الله لكان أولاكم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم... ما أصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من نسائه، ولا أصدقت امرأة من بناته أكثر من اثنتي عشرة أوقية. وإن كان الرجل ليبتلى بصدقة امرأته حتى يكون لها عداوة في نفسه، وحتى يقول: كلفت إليك علق القربة) علق القربة: الجبل الذي تعلق

ولقد لجأ كثير من الناس في هذا العصر إلى المغالاة في المهور، معتقدين أن غلاء المهور يزيد من تمسك الزوج بزوجته، حريصين على حب الظهور والتفاخر أمام الناس بالمهور الكبيرة، مما أدى ذلك إلى عرقلة سنة الزواج التي هي من أسمى سنن الحياة، مما أدى إلى انتشار الفساد بين الشباب، وقلة البركة بين المتزوجين، وكثرة المشاكل الزوجية، وتضاعفت حالات الطلاق عما كانت عليه في العصور الإسلامية السابقة. فلو أنهم اتبعوا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته في فرض المهور لما وصلت العلاقات الزوجية إلى ما وصلت إليه الآن.

فالرحمة الرحمة أيها الآباء في طلب المهور تحصيناً لشبابكم وعفة لبناتكم، وكونوا كمن قال الله تعالى فيهم: (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم )الآية [الفتح:29].
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 21-05-2012, 12:51 PM   #2
معلومات العضو
شذى الاسلام
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي

الخطبة الأولى.

إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له.

وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.



** يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ** [آل عمران: 102].


{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ** [النساء:1 ].


{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71)** [ سورة : الأحزاب].





أما بعد أيها الأحبة:

لئن اشتدّ حرّ الصيف, فإن هناك يومٌ أشدّ حرًّا.

ولسوف يجمع الله الأولين والآخرين وتدنو الشمس من الرؤوس, ويعظم العرق, ويشتد الهول والكرب؛ فأعدوا - رحمكم الله -


فأعدوا - رحمكم الله - لهذا اليوم.

كيف يرجو النجاة, من لا يرحم عباد الله !!

ولا يشفق على خلق الله !!!


النجاة ... النجاة.

النجاة ... النجاة.


فإن نار جهنم حرها شديد, وقعرها بعيد.

فأعدوا تقوى الله للنجاة من هذا اليوم.

قال - جل وعلا - بعد أن أخبر أن الناس جميعًا سيردون على النار؛ قال ** ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا**[ مريم: 72].

فاتقوا الله - رحمكم الله -

أيهــا الأحبة ...

الزواج سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن رغب عن سنته فليس منه - صلوات ربي وسلامه عليه -

خلق الله - جل وعلا - آدم ثم خلق حواء.


قال - جل وعلا - ** هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ...** [ الأعراف: 189].

فالسكن بين الزوجين, يسكن إليها وليس عندها.

نعم هو يسكن عندها, ولكن اللطيفة في السكن بين الزوجين ** لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا **.

لابد أن تُلبى حاجة الجسد بالزواج, ولابد أيضا أن يحصل التكاثر والتناسل بالزواج, ولابد أن يكون به عمارة الكون.

لذا جاءت آيات الله - جل وعلا في كتابه وأحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - في سنته, حاثّة على الزواج.

قال - جل وعلا - {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ **[ النور: 32].

وأنكحوا : فعل أمر.

والأيامى: جمع أيّم, وهي المرأة التي لا زوج لها.

{وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ **.

هذا شرع الله ودين الله, جاء بالتيسير في شتى نواحي الحياة.

والنبي - صلى الله عليه وسلم - يجلس مع الصحابه - رضوان الله عليهم -, في معشر من الصحابة من سنّ الشباب.

عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - كان واحدًا ممن حضروا هذا اللقاء؛ يقول كما ثبت عنه في الصحيحين وغيرهما:

قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم
- " يا معشر الشباب, من استطاع منكم الباءة فليتزوج, فإنه أغضّ للبصر وأحصن للفرج"

فوصى النبي - صلى الله عليه وسلم - الشباب بالزواج, "ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء"(1).

ولذا كانوا يقولون لمن لم يتزوج: إنه إما غير مستطيع, وإما أنه رجلٌ فاجر - عياذًا بالله من ذلك -

( من استطاع منكم الباءة فليتزوج)

فلم يكن هناك للمستطيع غير الزواج.

وحثّ شرع الله - جل وعلا - على تيسير المهور, وتقليلها, والنظر بعدلٍ وتوسطٍ في هذا الأمر.

فلا تُظلم المرأة حقها, فلا تُعطى مهرًا أبدًا... فهذا حرام.

ولا يجوز أن تتزوج امرأة في الدنيا على شرع الله بدون مهر.


قال الله تعالى {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً** [ النساء: 4]

فهذا حق أوجبه الله, ولا يجوز أن تُزوَّج امرأة في الدنيا بلا مهر.

إلا أن الله أجاز هذا للنبي - صلى الله عليه وسلم - خاصة - صلوات ربي وسلامه عليه -

فيجوز أن تهب امرأة نفسها لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -


قال الله تعالى ** وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ **[ الأحزاب: 33].

فهذه خاصة بالنبي - صلى الله عليه وسلم -

وأما القاعدة العامة.

فلا يجوز أن تتزوج أن تتزوج امرأة بدون مهر. ولا يجوز ظلمها في مهرها, ولا منع مهرها عنها.

{وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا **.

إن طابت المرأة عن شئ من مهرها بمحض إرادتها, وراضية نفسًا بهذا؛ فكلوه هنيئًا مريئًا.

وأما إذا لم يكن؛ فلا وألف لا.


{وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً**.

فلا بد من المهر ... هذه النظرة الأولى.

واعتدال النظرة, ألا يُغالى في المهر, فلا يرتفع إلى مبالغ طائلة, وأرقام خرافية.

النبي - صلى الله عليه وسلم - وضع لنا الضابط, " إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه"(2) الحديث عن الترمذي في سننه وابن ماجة ورواه الحاكم أيضا بسندٍ صحيح.

" إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه"

فهذا هو المعيار.

نعم ... ينبغي ان يكون هناك تكافؤ, فلا تُزوج بنت الأمير لعاملٍ من العمال لا يستطيع أن يُنفق عليها... فليس هذا تكافؤ.

ولكن أن يكون الأمر متقاربًا.

الرجل أغنى قليلاً, أو أفقر قليلاً ... لا حرج.

فالنظرة للدين والخلق, فتنظر إلى الكريم دينًا وخلقًا, فتعطيه ابنتك

التي هي بُضعةً منك حتى يصونها ويحفظها, ويحميها ويعش معها محبًا لها, ويحافظ عليها.

لكن أن تُغالي في رفع المهر؛ فتعضل ابنتك ولا تزوجها.


وأحيانًا يأتيها الكفؤ فلا تزوجها, ثم تظل البنت بلا زواج فترة طويلة, وإن تزوجت رجلاً بهذه المواصفات ( بالمهر العالي )؛

يصبح الرجل يكرهها, كلما حدث نزاع تذكر كم دفع من أجلها,

فيتألم وتثور المشكل وتتفجر وتتهدم.


وكم سمعنا من قضايا طلاق !!

والباحثون يثبتون أن غلاء المهور هو عامل كبير في نسب الطلاق التي تقع في المجتمع.

لو كان غلاء المهر مكرمة لكان لواحدة من الكُمّل من النساء –

والكُمّل في النساء قليل-

نعم .. في النساء فاضلات كثيرات عبر التاريخ وعبر القرون, لكن

أن تصل امرأة إلى مرتبة الكُمّل؛ فلم يصل إليها إلا أربع نساء.

قال - صلى الله عليه وسلم - " كمُلَ من الرجال كثير ولم يكمُل من النساء إلا أربع, مريم بنت عمران, وآسية بنت مزاحم, وخديجة, وفاطمة بنت محمد, - رضي الله عنهن جميعًا -, وفضل عائشة على النساء, كفضل الثريد على سائر الطعام".


فأي واحدة من هؤلاء الكُمّل, لم تتزوج بهذا المهر العالي.

واحدة من هؤلاء وهي فاطمة بنت محمد - صلى الله عليه وسلم - بنت خير خلق الله.

فاطمة التي ملأ حبُها قلب أبيها - صلوت ربي وسلامه عليه-

كانت فاطمة تأتي تمشي, النبي - صلى الله عليه وسلم - جالس فيقوم لها.

وكان يزورها في بيت زوجها, كان يحبها حبًا جمًا حتى لحظات وفاته - صلى الله عليه وسلم -؛ لم يخبر أحدًا غيرها؛ بل أسرّ إليها وحدها وفقط.

أسرّ إليها بالسرّ, فخصها بالسرِّ من دون العالمين, لا رجل ولا امرأة عرف هذا السرّ إلا فاطمة - حبيبته -


ومع هذا زوَّجها - صلى الله عليه وسلم - لابن عمه عليّ بدرع.

الدرع: هو الثوب الذي تلبسه المرأة.

هذا مهر واحدة من الكمّل من النساء, هذا مهر بنت خير خلق الله.

والنبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتأثر إذا سمع المغالاة في المهور.


في بداية الهجرة للمدينة, انظــــر ...

النبي - صلى الله عليه وسلم - مشغول بتأسيس دولة الإسلام في أول خطوة في المدينة؛

ويرى النبي - صلى الله عليه وسلم - عبد الله بن عوف- طبعًا عبد الرحمن الرجل الكريم الذي عرض عليه نصف المال من غني؛

فرفض, وقال دلوني على السوق, فذهب وتاجر, حتى أصبح عنده مال في بداية وجود المسلمين في المدينة -

فيرى النبي - صلى الله عليه وسلم - عبد الرحمن بن عوف عليه أثر صفرة.



والصفرة هذه:
علامة الزواج, من الطيب أو الزعفران أو شئ من هذا مما يُصنع في الزواج .

فيرى أثر الصفرة عليه, فيقول له " مَهْيَم ..

مَهْيَم: أي ما هذا.

فيقول: تزوجت يا رسول الله, تزوجت امرأة من الأنصار.

انظــــر إلى المربي والمعلم, والإمام والقدوة يقول:

كم دفعت لها ؟؟

يقول: قدر نواة من ذهب.

( نواة من ذهب... هذا هو المهر )

فيقول النبي - صلى الله عليه وسلم - بارك الله لكما..." أولم ولو بشاة"(3).

الوليمة؛ سنة الزواج.

لكن الذي نستفيده من الحديث, حرص النبي - صلى الله عليه وسلم–

على أن يبقى المهر خفيفًا يستطيع الرجل دفعه, وتستقر الحياة,

وتستقيم الأمور, ونسد باب الفاحشة وباب الفتنة.

يأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بتيسير المهور وتخفيفها.


ولما يأتيه رجل من أصحابه يريد مال للزواج, فالنبي - صلى الله عليه وسلم - كم تريد من مال.

فيقول: أربع أواقٍ.

أواقٍ: جمع أوقية... تريد أربع أواقٍ من ذهبٍ ؟؟!!

يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - " كأنما تنحتون الذهب من عرض هذا الجبل"(4)

أي كأنكم تجدون الذهب في الجبال بدون قيمة !!!


الرجل جاء يريد تسع أواقٍ حتى يدفع مهر امرأة, فالنبي - صلى الله

عليه وسلم - لم يقل: اذهب, ما عندنا لنعطيك.

وهذه فاطمة, زُوجت بدرع, وعاشت سعيدة مع علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -

عاشت عيشة البساطة, وتأتي أباها وتسأله خادمًا يخدمها, لأن علي فقير.

عليّ, الخليفة الراشد, ابن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

فالنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول لها " أوَلا أدلكم على خير من خادم ؟

انظـــر؛ كيف تُبنى البيوت, ليست المادة كل شئ, ليست الدراهم الدنانير كل شئ.

يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -
" أوَلا أدلكم على خير مما سألتما, إذا أويتما إلى فراشكما فسبحا ثلاثًا وثلاثين, واحمدا ثلاثًا وثلاثين, وكبرا أربعًا وثلاثين " فهذا أفضل من خادم"(5).

جرب وسترى إن شاء الله.

يقول عليّ - رضي الله عنه - : فما تركتهن أبدًا منذ سمعتهن من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

يقول له السائل: ولا يوم النهراوان ؟ ( ليلة المعركة ).

يقول عليّ - رضي الله عنه - : ولا ليلة النهراوان.


ولا ليلة المعركة نسي هذا.

عاش سعيدًا وعاشت فاطمة معه سعيدة - رضي الله عن الجميع- في ظل هذه الحياة الأسرية التي بناها الإسلام.

ولقد كان الصحابي يبحث لابنته عن صاحب الدين والخلق, بغض النظر عما معه من المال.

ف
هذا عمر - رضي الله عنه - لما تأيّمت حفصة ابنته؛ جاء إلى أبي بكر - رضي الله عنه - وعرض عليه ابنته للزواج, ثم عرضها على عثمان, وكان عمر كأنه يجد في نفسه شئ.. لماذا لم يُجيبوا !!


انظـــر الأب الكريم الذي يبحث لابنته عن الزواج ويبحث لها عن الرجل الصالح, فيظل يعرضها على أبي بكر وعلى عثمان, فلا يجيبوه بشئ.

والصواب أن الله اختار هذه المرأة الفاضلة, لتكون زوجة لرسول رب العالمين - صلوات ربي وسلامه عليه -

فلأجل أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يذكرها بمحضر أبي بكر لم يفشِ أبو بكرٍ السرّ, بل سكت.

لتكون حفصة بعد ذلك زوجة للنبي - صلى الله عليه وسلم - وأمًا للمؤمنين.


هكذا كان يصنع الآباء الأفاضل في البحث لبناتهم عن أزواج صالحين.

وأختم بهذه القصة الشهيرة ...

القصة التي حصلت مع الإمام العالم سعيد بن المسيب - من علماء التابعين - رضي الله عنه -

سعيد بن المسيب كان عنده طالب علم, صاحب دين وخلق اسمه أبو وداعة.

انظــر إلى العالم كيف يختار الزوج لابنته.


في يوم من الأيام يأتي أبو وداعة ( التلميذ ) إلى مجلس الشيخ.

فيقول له شيخه وأستاذه سعيد بن المسيب: يا أبا وداعة, ما أخرك عنا ؟ (لماذا لم تحضر دروسنا قبل ذلك؟).

قال: توفيت زوجتي؛ فاشتغلت بها.

أي اشتغل بتكفينها ودفنها.

قال له: هل أحدث زوجة ؟؟ (يعني وجدت زوجة أخرى).



سبحان الله !!!


الرجل الكريم يشتري رجلاً لابنته, فالرجل لا يُقدّر بمال.

قال: ومن يُزوجني, وما عندي غير درهمين أو ثلاثة ؟

قال سعيد: إن فعلتُ تفعل ؟

( أي: إن أنا زوجتك .. تتزوج ؟؟ )

فمدّ يده, فحمد الله وأثنى عليه, وذكر خطبة العقد, وقال زوجتك ابنتي بما معك.

درهمين أوثلاثة... يكفيني هذا منك.

انتهى المجلس, وذهب أبو وداعة إلى البيت, والدنيا أصبحت ليل.


والباب يُطرَق على أبي وداعة بعد أن ماتت زوجته وهو الوحيد في البيت والباب يُقرع عليه.

فيقول من ؟

قال: سعيد.

قال أبو وداعة: ففكرتُ في أي رجل اسمه سعيد إلا سعيد بن المسيب.

فسعيد بن المسيب, لم يُرَ إلا في حلقة العلم, أو ذاهبًا إلى بيته, أو من بيته إلى المسجد, أو من المسجد إلى البيت.

معقول يكون سعيد بن المسيب !!

يقول: فكرتُ في أي رجل اسمه سعيد إلا سعيد بن المسيب.

ففتحتُ الباب فإذ بسعيد بن المسيب واقف عند الباب.

يقول أبو وداعة: ظننتُ أنه يريد أن يرجع في العقد, ظننتُ أنه بدا له شئ فجاء يقول طلق المرأة.


لا ...

قال سعيد بن المسيب لتلميذه أبي وداعة: رأيتك رجلاً عزبًا فكرهتُ أن تبيت الليلة وحدك, هذه زوجتك.

فدفعها وردّ الباب.

بقي أن تعرفوا يا أحبة أن هذه البنت - بنت سعيد بن المسيب -

خطبها ابن أمير المؤمنين, ولم يُزوجها سعيد؛ إنما اختار لها رجلاً يصونها ويحفظها.

أقول قولي هذا واستغفر الله.



الخطبة الثانية.


الحمد لله, يُعطي الكثير على العمل اليسير, ويزيد ربي ويبارك.

وأصلي وأسلم على خير خلق الله, محمد بن عبد الله.

بعثه ربه هاديًا ومبشرًا ونذيرًا, وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا.

فأنار الدنيا كلها - صلوات ربي وسلامه عليه-

اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسول محمد, وارضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين, وعمن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.


أما بعد أيها الأحبة...


فإن بلدنا هذا ( الإمارات العربية المتحدة ) تعيش بفضل الله - جل وعلا- نعمة القيادة الحكيمة.

التي تنظر في مصالح أبناء بلدها ووطنها, فتنظر في هذه المصالح, ولا تدخر وسعًا في ذلك.

نحسب ولاة أمرنا كذلك, ولا نزكي على الله أحدًا.


وإنما مبادرة سمو رئيس الدولة بتحديد المهور, ومنع الغلاء فيها, لهُوَ أمرٌ طيبٌ وجيدٌ وعظيمٌ.

إذ أن هذا الأمر يُيسر على الشباب, ويمنع رفع المهور والمغالاة فيها, وتحديدها إلى سقفٍ لا تتعداه.

ويجب الالتزام بهذا شرعًا, لأن لولي الأمر سنُّ القوانين التي تحدد مصالح البلاد والعباد بما فيها من خير للناس بشرط ألا تقع في الحرام,

ولاحرام في هذا؛ أن يُحدد المهر؛ بل هو أمر حسنٌ وطيبٌ,

ألا يُغالى في المهر ولا يُرفع فيه, حتى نصل إلى مرحلة نجد فيها كثيرًا من الفتيات لم يتزوجن, وكثير من الشباب لم يتزوجوا بسبب هذا الأمر.

وإن على المسلم أن يتقِ الله - عز وجل - فلا يغالي في مهر ابنته ويلتزم هدي النبي - صلى الله عليه وسلم -

فهو أكمل الهدي, وخير الهدي, ويلزم شرع الله بأمر الله لنا جميعًا بطاعة وليّ الأمر.

قال الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا **[ النساء: 59].

فالخير كله في شرع الله, ألا يُغالى في المهر.

وإن تنازعنا في غلاء المهر, فمرده إلى الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -

ولا ينبغي أبدًا الزيادة في مهور النساء, وتعديتها إلى ما حدده وليّ الأمر, بل يجب الالتزام بهذا.

ثم يجب شكر النعمة, أن هيأ الله ولاة أمرٍ يحرصوا على مصلحة البلاد والعباد.


وذلك فإن قرينة هذه المكرمة, ما يحصل من شان صندوق الزواج - جزى الله القائمين عليه خير الجزاء -

حين يعطون للشباب المال الذي يبدءون به حياتهم.

فهذا المبلغ الذي هو( السبعين ألف درهم) هذا يساعد الشباب وييسر عليهم.

كل ذلك حتى تستمر الحياة, ونحني أبناءنا ومجتمعنا ووطننا مما قد ينتشر - لا قدر الله - إذا تساهلنا في هذا الأمر.

فهذا أمر عظيم, علينا أن نلتزم به وأن نتقِ الله - عز وجل - وأن نسمع ونطيع.



اللهم إنا ندعوك وأنت أحق من دُعي, ونرجوك وأنت خير من رُجي.

اللهم اغفر لنا ذنوبنا كلها, دقها وجلها.

يا رب فرج هم المهمومين من المسلمين, ونفس كرب المكروبين, واقضِ الدين عن المدينين,

وفك أسر المأسورين, وأصلح جميع أحوال المسلمين.

اللهم لا تدع لنا في جمعنا هذا حاجة إلا قضيتها.

اللهم اقضِ لنا حاجاتنا بمنّك وكرمك يا أكرم الأكرمين.

اللهم آمِنَّا في أوطاننا, وأصلح من وليته أمرنا, وولِّ علينا خيارنا.

ووفق وليّ أمرنا لما تحب وترضى.

اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد,

وارضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين وعمن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.



(( الهوامش ))


(1) صحيح البخاري/ كتاب النكاح/ باب: من استطاع منكم الباءة فليتزوج/ رقم4778.
* صحيح مسلم/ كتاب النكاح/ باب: استحباب النكاح لمن تاقت نفسه إليه ووجد مؤنة، واشتغال من عجز عن المؤن بالصوم/ رقم 1.
* سنن أبي داوود/ كتاب النكاح/ باب: التحريض على النكاح/ رقم 2046.
* سنن النسائي/ كتاب النكاح.
* سنن الترمذي/ كتاب: النكاح عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم -/ باب: ما جاء في فضل التزويج والحث عليه./ رقم: 1087.
* سنن ابن ماجة/ كتاب النكاح/ باب: ما جاء في فضل النكاح/ رقم 1845.


(2) سنن ابن ماجة/ كتاب النكاح/ باب:الأكفاء/ رقم: 1967.
* سنن الترمذي/ كتاب: النكاح عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم -/ باب: ما جاء فيمن ترضون دينه فزوجوه./ رقم 1091.
* مستدرك الحاكم/ كتاب النكاح/ رقم: 2695.
* وحسنه الشيخ الألباني في الصحيح الجامع برقم 270.


(3) صحيح البخاري/ كتاب: النكاح / باب: تزويج المعسر الذي معه القرآن والإسلام./ رقم: 4785.
* سنن أبي داوود/ كتاب النكاح/ باب: قلة المهر/ رقم: 2109.
* سنن النسائي/ كتاب النكاح.


(4) صحيح مسلم/ كتاب النكاح/ باب: ندب النظر إلى وجه المرأة وكفيها لمن يريد تزوجها/ رقم: 1424.


(5) صحيح البخاري/ كتاب الدعوات/ باب: التكبير والتسبيح عند المنام./ رقم 5959.
* مسند الإمام احمد / مسند عليّ بن أب طالب – رضي الله عنه -



    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 21-05-2012, 12:52 PM   #3
معلومات العضو
شذى الاسلام
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي

عَنِ ابْنِ أَبِي وَدَاعَةَ -يَعْنِي: كَثِيْراً- قَالَ:


كُنْتُ أُجَالِسُ سَعِيْدَ بنَ المُسَيِّبِ، فَفَقَدَنِي أَيَّاماً، فَلَمَّا جِئْتُهُ، قَالَ: أَيْنَ كُنْتَ؟


قُلْتُ: تُوُفِّيَتْ أَهْلِي، فَاشْتَغَلْتُ بِهَا.


فَقَالَ: أَلاَ أَخْبَرْتَنَا، فَشَهِدْنَاهَا.


ثُمَّ قَالَ: هَلِ اسْتَحْدَثْتَ امْرَأَةً؟


فَقُلْتُ: يَرْحَمُكَ اللهُ، وَمَنْ يُزَوِّجُنِي وَمَا أَمْلِكُ إِلاَّ دِرْهَمَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةً؟


قَالَ: أَنَا.


فَقُلْتُ: وَتَفْعَلُ؟


قَالَ: نَعَمْ.


ثُمَّ تَحَمَّدَ، وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَزَوَّجَنِي عَلَى دِرْهَمَيْنِ -أَوْ قَالَ: ثَلاَثَةٍ-


فَقُمْتُ، وَمَا أَدْرِي مَا أَصْنَعُ مِنَ الفَرَحِ، فَصِرْتُ إِلَى مَنْزِلِي، وَجَعَلْتُ أَتَفَكَّرُ فِيْمَنْ أَسْتدِيْنُ.


فَصَلَّيْتُ المَغْرِبَ، وَرَجَعْتُ إِلَى مَنْزِلِي، وَكُنْتُ وَحْدِي صَائِماً، فَقَدَّمْتُ عَشَائِي أُفْطِرُ، وَكَانَ خُبْزاً


وَزَيْتاً، فَإِذَا بَابِي يُقْرَعُ.


فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟


فَقَالَ: سَعِيْدٌ.


فَأَفْكَرْتُ فِي كُلِّ مَنِ اسْمُهُ سَعِيْدٌ إِلاَّ ابْنَ المُسَيِّبِ، فَإِنَّهُ لَمْ يُرَ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً إِلاَّ بَيْنَ بَيْتِهِ وَالمَسْجِدِ، فَخَرَجْتُ، فَإِذَا سَعِيْدٌ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ قَدْ بَدَا لَهُ.


فَقُلْتُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، أَلاَ أَرْسَلْتَ إِلَيَّ فَآتِيَكَ؟ (4/234)


قَالَ: لاَ، أَنْتَ أَحَقُّ أَنْ تُؤْتَى، إِنَّكَ كُنْتَ رَجُلاً عَزَباً، فَتَزَوَّجْتَ، فَكَرِهْتُ أَنْ تَبِيْتَ اللَّيْلَةَ وَحْدَكَ، وَهَذِهِ امْرَأَتُكَ.


فَإِذَا هِيَ قَائِمَةٌ مِنْ خَلْفِهِ فِي طُوْلِهِ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِهَا، فَدَفَعَهَا فِي البَابِ، وَرَدَّ البَابَ.


فَسَقَطَتِ المَرْأَةُ مِنَ الحِيَاءِ، فَاسْتَوْثَقْتُ مِنَ البَابِ، ثُمَّ وَضَعْتُ القَصْعَةَ فِي ظِلِّ السِّرَاجِ لَكِي لاَ


تَرَاهُ، ثُمَّ صَعِدْتُ السَّطْحَ، فَرَمَيْتُ الجِيْرَانَ، فَجَاؤُوْنِي، فَقَالُوا: مَا شَأْنُكَ؟


فَأَخْبَرْتُهُم، وَنَزَلُوا إِلَيْهَا، وَبَلَغَ أُمِّي، فَجَاءتْ، وَقَالَتْ:

وَجْهِي مِنْ وَجْهِكَ حَرَامٌ إِنْ مَسَسْتَهَا قَبْلَ أَنْ أُصْلِحَهَا إِلَى ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ.


فَأَقَمْتُ ثَلاَثاً، ثُمَّ دَخَلْتُ بِهَا، فَإِذَا هِيَ مِنْ أَجْمَلِ النَّاسِ، وَأَحْفَظِ النَّاسِ لِكِتَابِ اللهِ، وَأَعْلَمِهِم


بِسُنَّةِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَعْرَفِهِم بِحَقِّ زَوْجٍ.


فَمَكَثْتُ شَهْراً لاَ آتِي سَعِيْدَ بنَ المُسَيِّبِ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ وَهُوَ فِي حَلْقَتِهِ، فَسَلَّمْتُ، فَرَدَّ عَلَيَّ السَّلاَمَ،


وَلَمْ يُكَلِّمْنِي حَتَّى تَقَوَّضَ المَجْلِسُ.


فَلَمَّا لَمْ يَبْقَ غَيْرِي، قَالَ: مَا حَالُ ذَلِكَ الإِنْسَانِ؟


قُلْتُ: خَيْرٌ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، عَلَى مَا يُحِبُّ الصَّدِيْقُ، وَيَكْرَهُ العَدُوُّ.


قَالَ: إِنْ رَابَكَ شَيْءٌ، فَالعَصَا.


فَانْصَرَفْتُ إِلَى مَنْزِلِي، فَوَجَّهَ إِلَيَّ بِعِشْرِيْنَ أَلْفَ دِرْهَمٍ.


قَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي دَاوُدَ: ابْنُ أَبِي وَدَاعَةَ هُوَ كَثِيْرُ بنُ المُطَّلِبِ بنِ أَبِي وَدَاعَةَ.


قُلْتُ: هُوَ سَهْمِيٌّ، مَكِيٌّ.

رَوَى عَنْ: أَبِيْهِ المُطَّلِبِ؛ أَحَدِ مُسْلِمَةِ الفَتْحِ.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 21-05-2012, 01:20 PM   #4
معلومات العضو
فاديا
القلم الماسي
 
الصورة الرمزية فاديا
 

 

افتراضي

هذه الأيام الأهل يتساهلون في المهر حتى يبقى المركب سائرا
واحيانا يكتبون فقط في العقد ان كان الزوج لا يملك حاليا ، ولا يحصل تسليم ولا تعويض
وأكثر الأزواج يطنشون هذه الجزئية ويظنون انه بعد الزواج انتهى امر المهر
ولكنهم مطالبون به أمام الله مهما امتدّ الزمن
والعاقل من يعي حقوق غيره وان لم يطلبوها ، حتى لا تلاحقه فتنغص عليه وتقلل بركة امواله وصحته ، وتمتدّ معه الى آخرته .

أشكرك شذى الإسلام مواضيع في قمة الفائدة والمنفعة
لا حرمنا الله منكِ

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 21-05-2012, 04:38 PM   #5
معلومات العضو
(أبو أحمد)

إحصائية العضو






(أبو أحمد) غير متواجد حالياً

الجنس: male

اسم الدولة mexico

 

 
آخـر مواضيعي

 

افتراضي

الآن إن أراد الرجل أن يطلق زوجته

يجعل حياتها جحيما وذلك حتى تطلب هي الطلاق

فيرتاح حضرته من دفع المتأخر
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 21-05-2012, 07:52 PM   #7
معلومات العضو
الزمرد*
اشراقة ادارة متجددة
 
الصورة الرمزية الزمرد*
 

 

إحصائية العضو






الزمرد* غير متواجد حالياً

الجنس: female

اسم الدولة algeria

 

 
آخـر مواضيعي

 

افتراضي

لا يقلل المهر ان كان قليلا على المراة لكن حاليا المراة لا تتخلى عليه تحرزا لا غير
كما ان احيانا ان زن الاحباب على المراة كفيل بهته الامور
ولا ننسى ان الرجل احيانا يتمادى على المراة التي لم تطلب المهر ويحتقرها لانه في ظنه انها لن ينقضها الا هو وربما يتكل عليها في الماضي
واعرف فتاة عن قرب ساعدت الرجل في كل شيء حتى البيت هي من اجرته وهو الذي زف اليها بالمعنى لكن تعود على الاتكال عليها في كل شيء رغم انا المسكينة تعمل يكد لقوت يومها لكن هو لا مبالي
يعني ان تعي المراة لمن تخفض المهر لمن عرفت دينه وخلق وليس الى كل من هب ودب

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 21-05-2012, 08:23 PM   #8
معلومات العضو
فاديا
القلم الماسي
 
الصورة الرمزية فاديا
 

 

افتراضي

أختي ضياء ..صدقتِ....والأصل الا تتزوج اصلا من هبّ ودبّ
قبل ان نتحدث عن المهر
فالمادة هي أسخف ما نخسر من زواجات فاشلة
بل النفس التي تتبعثر اجزاءها من معايشة فرد من فصيلة " من هبّ ودب ّ "
وكم يلزم من الوقت والخسائر لإعادة لملمتها
والله المستعان

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 22-05-2012, 09:50 PM   #9
معلومات العضو
شذى الاسلام
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاديا
   هذه الأيام الأهل يتساهلون في المهر حتى يبقى المركب سائرا
واحيانا يكتبون فقط في العقد ان كان الزوج لا يملك حاليا ، ولا يحصل تسليم ولا تعويض
وأكثر الأزواج يطنشون هذه الجزئية ويظنون انه بعد الزواج انتهى امر المهر
ولكنهم مطالبون به أمام الله مهما امتدّ الزمن
والعاقل من يعي حقوق غيره وان لم يطلبوها ، حتى لا تلاحقه فتنغص عليه وتقلل بركة امواله وصحته ، وتمتدّ معه الى آخرته .

أشكرك شذى الإسلام مواضيع في قمة الفائدة والمنفعة
لا حرمنا الله منكِ

حياك الله اختي فاديا ..وما يزيد من جمالية الموضوع هي مداخلاتكِ القيمة المفيدة وتعقيبكِ السلس ..بارك الله فيك وعليكِ

التعديل الأخير تم بواسطة شذى الاسلام ; 23-10-2012 الساعة 08:39 AM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 18-08-2012, 03:29 AM   #10
معلومات العضو
لحن الحياه

افتراضي

تعقيبي ذكر في درر اخواتي ضيا وفاديا وكذلك تعقيب اخي ابو احمد


بووركت اختي في طرحكك

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


بحث عن:


الساعة الآن 11:39 PM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com