تصحيح الصورة المشوهة للإسلام
حسن إسماعيل عبد الرزاق
لا يختلف اثنان على أنَّ الإسلام قد شُوِّهت صورتُه في عيون الغرب؛ فالإسلام في نظَرِهم دينٌ أرضيٌّ - لا سماويٌّ - أسَّسَهُ محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - من أساطير الأوَّلين التي اكتَتَبها، وادَّعى أنَّه مُرسَلٌ به من الله - تعالى -، وأنَّه يُكْرِه أتباعَه على اعتناقه، ويتعصَّب له مُدافعًا عنه بما يُسمِّيه أعداؤه بالحرب المقدَّسة التي تسعى إلى الإبادة، وأنَّه دِينٌ جامدٌ يُبقِي أتباعَه في عصرٍ وسيطٍ بائدٍ، ويجعَلُهم غير آهِلين للتكيُّف مع مُنجَزات العصر الحديث!.
فالمسلم - في نظَرِهم - إرهابيٌّ يجبُ مُلاحَقته، والمسلمون إرهابيُّون يجبُ إبادتهم؛ لخطَرِهم على البشريَّة، وإلا لما تحالَفتْ دُوَلُ الغرب على دُوَلِ الإسلام لكسْر شوكتها واحدةً تِلْوَ الأخرى!.
وفي السُّطور التالية يردُّ الطبيبُ الفرنسي موريس بوكاي، المعنيُّ بمقارنة ما جاء في الكتب المقدَّسة بمعطيات العِلم الحديث على تلك الدَّعاوى الباطلة، مُصحِّحًا تلك الصُّورة المشوَّهة عن الإسلام برُوحٍ مُتحرِّرة، وبموضوعيَّةٍ تامَّة، مُعترفًا بأنَّه كان جاهِلاً قبل أنْ تُعطَى له صورةٌ عن الإسلام تختلفُ تمامًا عن تلك التي تلقَّاها في الغرْب؛ وهي أنَّ الغالبيَّة العُظمَى لم تكن تتحدَّث عن المسلمين، وإنما عن المحمَّديين؛ لتأكيد الإشارة إلى أنَّ المعنيَّ به: دينٌ أسَّسَهُ رجلٌ؛ ومن ثَمَّ فهو دِينٌ عديم القِيمة تمامًا أمامَ الله!.
وكان ردُّهُ بما جاء في وثيقة مجمع أساقفة الفاتيكان من "أنَّ المسلمين الذين يُؤمنون بإبراهيم يَعبُدون معنا إلَهًا واحدًا، و"جبرية الإسلام" - وهو حُكم مُسبَقٌ واسع الانتشار - تدرسه الوثيقة مستعينةً بذِكر آياتٍ من القُرآن الكريم يجهَلُها الغربيُّون؛ كقوله - تعالى -: (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ)[البقرة: 256]، وكقوله - تعالى -: (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ)[الحج: 78].
كما تردُّ الوثيقة الفِكرةَ الشائعة عن تعصُّب الإسلام بأنَّ ما يُتَرجِمه الغربيون خطأً بالحرب المقدَّسة يُقال باللغة العربيَّة: "الجهاد في سبيل الله"؛ أي: بذْل الجهد لنشْر الإسلام والذود عنه من المعتَدِين عليه؛ فالجهاد يَسعَى إلى أنْ يمدَّ حُقوق الله وحُقوقَ الناس إلى مَناطِق جديدة.
ثم يذكُر أنَّه ليس هناك إدانةٌ للعِلم في أيِّ كتابٍ مُقدَّس من كتب أديان التوحيد، على أنَّ العُلَماء قد لاقوا مَصاعِبَ عديدة من السُّلطات الدِّينيَّة لبعض الأديان، أمَّا في الإسلام فقد كان الموقف إزاءَ العِلم مختلفًا؛ فليس هناك أوضح من الحديث الشريف الشهير: ((اطلبوا العلم ولو في الصِّين)) أو ذلك الحديث الآخَر: ((طلبُ العلم فريضةٌ على كلِّ مسلمٍ)).
ثم يُردِفُ ذلك بقوله: وعلينا أنْ نتذكَّر أنَّه في عصر عظَمَة الإسلام أُنجِزت كَميَّةٌ هائلة من الأبحاث والمُكتَشفات بالجامعات الإسلاميَّة؛ ففي قُرطبة كانت مكتبةُ الخليفة تحتوي على أربعمائة ألف مجلدٍ، وكان ابنُ رشد يعلم بها.
وبها - أيضًا - كان يتمُّ تَناقُلُ العِلم اليوناني والهندي والفارسي؛ ولهذا السبب كان الكثيرون يُسافِرون من مختلف بلاد أوروبا للدِّراسة بقُرطبة، مثلما يحدُث في عصرنا أنْ نسافر إلى الولايات المتَّحدة الأمريكيَّة؛ لتَحسِين وتَكمِيل بعض الدِّراسات.
ثم يقول: ولَكَمْ نحن مَدِينون للثَّقافة العربيَّة في الرياضيَّات؛ "فالجبر عربيٌّ"، وعلومُ الفلك والفيزياء والجيولوجيا، والنباتات والطب "لابن سينا"... إلى غير ذلك، ولقد اتَّخذ العِلم لأوَّل مرَّة صفةً عالميَّةً في جامعات العصر الوسيط الإسلاميَّة، وكان الناس أكثرَ تأثُّرًا بالرُّوح الدينيَّة ممَّا هم عليه في عَصرنا، ولكنَّ ذلك لم يمنعهم من أنْ يكونوا في آنٍ واحدٍ مؤمنين وعُلَماء؛ كان العلم تَوْءَمًا للدين
أشكر لك أختي راجية الجنة غيرتك على الإسلام
ولا تخافي أخية من عرف الإسلام حقا لا يمكن أن تشوه صورته في نظره
والدليل تزايد الإقبال على الإسلام في الغرب
واسمحي لى على المداخلة التالية :=
حديث : اطلبوا العلم ولو في الصين
أهل العلم بالحديث قد حكموا على هذا الحديث بأنه ضعيف من جميع طرقه ، وقد بسط الكلام في ذلك الشيخ إسماعيل بن
(الجزء رقم : 26، الصفحة رقم: 241)
محمد العجلوني رحمه الله في كتابه ( كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنه الناس ) في حرف الهمزة مع الطاء ، وعزاه إلى البيهقي والخطيب البغدادي وابن عبد البر والديلمي وغيرهم ، عن أنس رضي الله عنه ، وجزم بضعفه ، ونقل عن الحافظ ابن حبان صاحب الصحيح : أنه باطل ، كما نقل عن ابن الجوزي أنه ذكره في موضوعات, ونقل عن المزي أن له طرقا كثيرة ، ربما يصل بمجموعها إلى الحسن ، وعن الذهبي أنه روي من عده طرق واهية ، وبعضها صالح .
وبهذا يتضح لطالب العلم حكم هذا الحديث ، وأنه من الأحاديث الضعيفة عند جمهور أهل العلم . وقد حكم عليه ابن حبان بأنه باطل ، وابن الجوزي بأنه موضوع .
أما قول الحافظ المزي رحمه الله : إن له طرقا ربما يصل بمجموعها إلى الحسن ، فليس بجيد في هذا المقام ؛ لأن كثرة الطرق المشتملة على الكذابين والمتهمين بالوضع وأشباههم ، لا ترفع الحديث إلى الحسن .
وأما قول الحافظ الذهبي رحمه الله: إن بعض طرقه صالح ، فيحتاج إلى بيان هذا الطريق الصالح حتى ينظر في رجاله، والجرح في هذا المقام مقدم على التعديل ، والتضعيف
(الجزء رقم : 26، الصفحة رقم: 242)
مقدم على التصحيح ، حتى يتضح من الأسانيد وجه التصحيح ، وذلك بأن يكون الرواة كلهم عدولا ضابطين ، مع اتصال السند وعدم الشذوذ ، والعلة القادحة . كما نبه عليه أهل العلم في كتب المصطلح والأصول ..
من كتاب مجموع الفتاوى الامام ابن باز رحمه الله المجلد السادس والعشرون صفحة 240
تصحيح الصورة المشوهة عن الإسلام....شكرا أختي على الموضوع بارك الله فيك ,,,,يتعدى الغرب على قيمنا حينما يرون ان الإسلام يهان من طرف المسلمين أنفسهم...فلا نعلم أين نوجه اهتمامنا هل للداخل ام للخارج ..