تنادي المجتمعات العربية والغربية وجنوب شرق اسيا والعالم اجمع إلى تداول واستعمال الطب البديل او الطب الشعبي كمسار نافذ يلوح في الأفق لفتح ابواب واسعة من الأمل والفأل الحسن لدى المرضى وأهاليهم للتطبب بالأعشاب والعلاج التقليدي والخالي من التعقيدات للأدوية الكيميائية التي يتخوف منها المرضى أن الحقيقة تكمن في انتشار وشيوع هذه العلاجات غير المقننة وغير معروفة مكوناتها وطريقة تحضيرها وعادة انها تحضر بطرق غير صحية وبدائية وعشوائية من ثم تستعمل وتحفظ في معلبات غير معقمة أو تعبأ في كبسولات ويتكاثر نمو البكتيريا عليها بطرق متسارعة داخل هذه العبوات، وتساعد على انتشار هذه الاعشاب التقليدية في اوساط المجتمع والمد الإعلاني المتنامي من خلال القنوات الدعائية والإعلامية المتعددة. ظهور حالات وتفاقم الأمراض بعد الاستعمال العشوائي لهذه التطببات العشبية غير المدروسة حتى ان هذه الأمراض استعصت وصعب علاجها وحار الأطباء بعلاجها وظهر في المجتمعات أشباه المعالجين والدجالين ومن الذين اثروا ثراء فاحشاً وتاجروا بأرواح المرضى البسطاء فاقدين الأمل بالشفاء ومما يؤسف له ان هذه المنتجات العشبية تجد رواجاً متناهيا لا مثيل له وتوزع بكميات تفوق الخيال وتعبأ في عبوات جذابة حتى انها تنافس عبوات شركات الأدوية الأوروبية والأمريكية لذلك على مستعملي هذه الأدوية المغشوشة الحذر والتنبه من جعل اجسامهم انابيب اختبار قد ينتج عنها تلف لاحد اعضائهم مثل الفشل الكبدي او الكلوي أو تلف المخ أو لأعصاب.
ان انتشار استخدام الاعشاب الطبية التقليدية لدينا في العقود الأخيرة ليس امرا مستغرب الانتشار لان الأعشاب الطبية واستخداماتها امر شائع في جميع مناطق العالم حتى الدول الغربية المتحضرة لسهولة الحصول على الاعشاب الدعائية المتنامية اعلامياً لهذه الاعشاب في جميع قنوات العالم الإعلانية وسهولة الحصول على الأعشاب التقليدية ولرخص ثمنها مقارنة بالأدوية الحديثة أو أنها كما يدعي مروجوها انها تعالج الأمراض المستعصية التي عجز الطب الحديث عن شفائها مثل امراض السرطان والتهابات المفاصل والروماتيزم وكما ذكرنا سابقا ان كثيرا ممن يفضل استخدام الاعشاب يظن خطأ ان هذه الاعشاب إذا لم تنفع فهي لا تضر وهذه الظنون والافتراءات ليس لها اساس من الصحة فغالباً ما احدثت هذه الأعشاب الامراض السرطانية أو امراض الجهاز الهضمي او الجهاز الدموي او احدثت الاعاقة للاجنة وضمور المخ والعضلات وسببت تفاقم الشفاء للمرضى وتسببت هذه الاعشاب التقليدية تداخلات مع العلاج الطبي والذي يصرف عن طريق المراكز الطبية فقد تؤخر الشفاء او تحدث امراضاً أخرى لم تكون موجودة وخاصة ان هذه الخلطات قد اضيفت لها مواد كيماوية صيدلانية غير مذكورة على العبوات او قد تكون مواد كيماوية منع استخدامها طبياً لخطورتها على صحة الانسان مثلاً تسبب السرطان او اتلاف الاعضاء للانسان ومنع تداولها. هذه الاعشاب تغلف في عبوات جذابة ويلحق معها نشرات دعائية مغلوطة ليس لها اساس من الصحة علمياً وبحثياً وهذا يظهر جلياً عند تحليل هذه العبوات العشبية بالأجهزة الحديثة والتي تشير هذه الاجهزة أنها قد تكون ملوثة بالرصاص او الزرنيخ او الكادميوم او الزئبق وهي معادن سامة وخطيرة على المستخدم لهذه الأعشاب وخاصة إذا استخدمتها امرأة حامل فتوثر على الجنين وتسبب له الاعاقة المستديمة. ان نتائج تحليل هذه الخلطات العشبية والمتداولة بين افراد المجتمع ولم يصرح ببيعها وغالباً لا تباع الا بخفية وبعيداً عن انظار الهيئات المعنية والوزارات المختصة والتي يجب عليهم ملاحقة هؤلاء الموزعين والموردين لهذه الخلطات الضارة والسامة والمحدثة للامراض. صحيح ان القائمين على الأمور والمنفذين الصحيين يعلمون تمام العلم ويدركون تمام الادراك بما يحدث ويجري من تجاوزات في الشأن طب الاعشاب ويحرصون على مكافحة الغش وضبط الأمور ويتنبهون لما يحدث من تزوير ويحاولون بذل الجهد للتحكم به وتوقيفه وعلى المريض المتداوي بالأعشاب التقليدية او الطب البديل أياً كان أن ينأى بنفسة عن شراء او زيارة هذه المحلات والعيادات.
تحوي مركبات كيميائية لم يصرح بها على المغلف
والتأكد ان ما يأخذه من علاج شعبي مصرح به رسمياً من قبل الهيئات والوزارات المعنية وحتى الصيادلة والموزعين غير مخولين صحياً بوصف علاجات الطب البديل للمرضى دون الرجوع لذوي الاختصاص في المراكز الاستشارية والمختصة بالطب والعلاج.
ان هذه الخلطات مصدر خطر وضرر على المستخدمين والمتداولين لهذه الخلطات والتي يظهر خطرها على اعضاء الجسم المختلفة بعد فترة عندما تستخدم لفترات طويلة او تستخدم بجرعات عالية.
ومن هذه الاعشاب المتداولة والتي ينتج عند تحليلها بالأجهزة العلمية الحديثة أنها غشت وخلطت بمركبات كيميائية اما ان تكون ممنوعة منذ فتره لثبوت خطورتها علمياً لانه نتج عنها أمراض سرطانية وامراض على الكبد والكلى وجهاز المناعة او الجهاز الدموي او المخ والأعصاب، او انها ادوية كيميائية علاجية خلطت بنسب وبجرعات كبيرة او صغيرة اي جرعات غير علاجية قد يكون من قلتها عدم فائدتها او يكون من زيادتها اتلافها لاعضاء الجسم الأخرى. ومن هذه الخلطات العشبية المغشوشة كبسولات “Antanan” (انتانان) والتي تحوي مركبات كيميائية لم يصرح بها على المغلف مثل الاسيتوامينوفين وهو مركب مسكن للألم سمح بتداوله ويستعمل في جرعات معينة ومركب الامينوبايرين Aminopyrene ولم يصرح على البطاقة الا نسب من الاعشاب فقط وحيث ان المغلفات غير دستورية ومختلفة المكونات بالرغم ان شكل المغلفات متشابهة حيث تحوي هذه المغلفات كلورفينارمين وهو مركب لعلاج الحساسية والتي قد يسببها فينايل بيتازون والموجود في الخلطة العشبية وهو مركب سام وتسبب اليرقان والتهابات الكبد الصفراوية الفيروسية ويؤثر على نخاع العظم وهو قد منع من اكثر من ثلاثين سنة لتسببه بسرطان نخاع العظم ووجد
مركب الدايبارون Dipyrone وهو النوفالجين وقد منع تداوله في الاسواق لتأثيره الضار السرطاني على الجسم وهذه أدوية ازيلت من دساتير الأدوية ومنع تداولها في اوروبا وامريكا والسعودية ولها تأثيرات مسكنة للألم قوية ومنع لخطورة تأثيراته وقد وصلت إلى المختبرات التحليل الكيميائي نفس الكبسولات ويدعي مصنعوها انها اشعاب طبية تقليدية وخالية من المواد الكيمائية ووجد انها تحوي الامينو بايريدن وهي مادة مسكنة وحمض البنزويك وهي مادة حافضة علماً ان الامينوباريدن تسبب تهيج للعيون والأنف والحلق ويسبب الصداع وارتفاع الضغط للدم ومشاكل للجهاز التنفسي ويسبب الغثيان وبالرغم من تشابه المغلفات والكبسولات الا ان المكونات مختلفة وهذا يدل على الغش التجاري والصناعي والصحي ولم يكتشف الغش الا الاجهزة الحديثة والتعرف على المكونات.
ويدعي مصنعوها انها اعشاب طبية تقليدية
ويتداول بعض افراد المجتمع مركب “Labalk Uric Acid Capsule” (لوباك يورك اسيد) والذي ذكر انه اعشاب طبية تعالج مرضى النقرس وصنع في شرق اسيا ويحوي 500 ملجم اعشاب وبعد التحليل بالاجهزة الحديثة وجد انه يحوي مركب فينايل بيتازون وهو المركب الاساسي والمركب من مجموعة مضادات الالتهابات غير السترودية وهو محرم استعماله على الإنسان لسميته العالية وفينايل بيتازون يؤثر سلباً على وظائف نخاع العظم والكبد والكلى وتواجد كلورفينارمين وهو مضاد للحساسية ومضاد للهيستامين وهو من المركبات التي تباع بدون رقابة صحية وهذه المركبات الخطيرة والسامة لم تذكر ضمن بطاقة المحتويات.
وقد وصلت المختبرات عينات من المغلفات الحمراء RAM VAN Berkhasiat (ling, Wian) Asam Urat, Flu Tulag Remetik (زيان لانق) وهي وصلت على شكل كبسولات او بودرة او على شكل حبوب ويدعي مروجوها وموزعوها انها اعشاب طبية آمنة الاستخدام وخالية من الاضرار ونافعة جداً لعلاج الروماتيزم ومسكن جيد للآلام. وبعد التحاليل وجد ان هذه البودرة او الكبسولات تحوي بالإضافة للأعشاب مركبات كيميائية غير معروفة التركيز وهذه المركبات الاسيتامينوفين. والأمينو بايريدين والاسيتومينوفين مسكن قوي مضاد للالتهابات غير ستيرويدي ويؤخذ بجرعات معروفة اما الامينوبايريدين مركب ممنوع استخدامه لان له تأثيرات جانبية سبق ان ذكرناها سابقاً وقد شاع استخدام هذ المغلف ظناً ان من استعملها انها اعشاب خالية من المواد الكيمائية ولكن فحص المختبر اظهر حقيقة هذه المركبات المغشوشة وكشف زيف هذه الشركات الصناعية وكذلك زيف الموزعين الذين يدعون بيع اعشاب وهي مركبات دوائية منع استخدامها وخلطات مجهولة وعلى الانسان المريض وافراد المجتمع والذي يرغب التداوي والذي يطلب العافية والشفاء ان يبتعد كل البعد عن ارضاء صانعي وموزعي ومروجي الغش التجاري والطبي والصحي وعليهم الابتعاد عن هذه المراكز الصحية غير المرخصة وكذلك محلات التوزيع غير المرخصة.