من بدائع الفوائد لابن قيم الجوزية رحمه الله
لحذف العامل في بسم الله فوائد عديدة .
منها أنه موطن لا ينبغي أن يتقدم فيه سوى ذكر الله ، فلو ذكرت الفعل وهو لا يستغني عن فاعله كان ذلك مناقضاً للمقصود . فكان في حذفه مشاكلة اللفظ للمعنى ليكون المبدؤ به (اسم الله)
كما نقول في الصلاة : الله أكبر ومعناه من كل شيء ، ولكن لا نقول هذا المقدر ليكون اللفظ مطابقاً لمقصود الجنان وهو أن لا يكون في القلب إلا الله وحده ، فكما تجرد ذكره في قلب المصلي تجرد ذكره في لسانه .
ومنها أن الفعل إذا حذف صح الابتداء بالتسمية في كل عمل وقول وحركة ، وليس فعل أولى بها من فعل . فكان الحذف أعم من الذكر فإن أي فعل ذكرته كان المحذوف أعم منه .
ومنها أن الحذف أبلغ ، لأن المتكلم بهذه الكلمة كأنه يدعي الاستغناء بالمشاهدة عن النطق بالفعل فكأنه لا حاجة إلى النطق به ، لأن المشاهدة والحال دالة على أن هذا وكل فعل فإنما هو باسمه تبارك وتعالى .
والحوالة على شاهد الحال أبلغ من الحوالة على شاهد النطق كما قيل : أنتهى كلامه رحمه الله
أمثله
إذا كنت تريد القرأة فتقديره بسم الله أقرأ .
وإذا كنت تريد الكتابه فتقديره بسم الله أكتب .
وإذا كنت تريد االأكل فتقديره بسم الله أكل .
وهلم جرا