بسم الله الرحمن الرحيم
لن اصور لكم واشرح مقدار الحزن والاسى وحر المصيبه التى دخلت بها الوالده ......وتلك الصدمه العظيمه وذلك اليوم المؤساوى الذى غير تلك الافراح والهدوء الى حزن والى تغيير جذرى لحيات تلك الاسره .....
لم اكتب هذا الموضوع لاخوض بتلك التفاصيل ..كما انه يكفينا اسى وحزن ....
اما ان اردتم تصور لمقدار ذلك الحزن الذى طرا على هذه الام ....الصابره ...
وللاسف الشديد ذاكرتى القويه كما انها تتذكر تفاصيل كل شىءبما فيها حبا كبيرا وسابقا فانها تتذكر ايضا تفاصيل الحزن والاسى الذى يفطر القلب ,نعم كنت طفلا ولا اعى مدى حراره تلك الدموع والاسى وقد احزن وابكى لبكائها فقط بكاء طفل يرى امه تبكى بتجرد كبير عن الحزن وحر المصيبه .......تلك هى افات الذاكره ....
ولكن لاحقا ....وباجترار التفاصيل ....تعيش فى اسى وحزن داخلى مما تتذكر ولا حول ولا قوه الا بالله .....
اقول فقط لتصوركم مقدار حب هذه الام لابو اولا دها الاتى ......
اتذكر اننى لاكثر من عشر سنوات بعد وفات والدى
كان طعم الطعام لدينا به طعما للدموع !!!....
لاننى اتذكر جيدا اننى خلال عشره سنوات لم اتذكر يوما دخلت به الى المطبخ ووالدتى به تقوم بعمل الاكل او الغسل الا ورايت دمعها يتساقط .............
يغسل مع الماء الاوانى ...ويدخل كالملح بالاكل والشرب بدون صوت ...تبكى من الداخل ودموعها تذرف .....ونادرا ما كنت اسمع صوتها يجهش بالبكاء ...على الاقل بوجود اطفالها لانها تخشى على مشاعرهم .....رحمها الله .
وهناك شىء اخر بذاكرتى لا انساه ولم اكن اعلم معناه ....حتى بعدما كبرت وبلغت واصبحت اعى ما حولى ....ولكن مهما وعيت لم اكن لاعى حجم المصيبه على هذه السيده .....
اتذكر غير مره انها كانت تقول حين احادثها بعد تلك العشر سنوات عن صفات والدى .....
فتقول والدمعه بعينها .....
يا امى ....هذا ما قدره الله ولله الحمد ولكن اعلم انه كان اسهل على ولعله افضل ....لو متم جميعا يا ابنائى وبقى والدكم !!!!!!!!.............
فانتم سيعوضنا الله بغيركم ...واما هو ...لن يعوضه شىء !!
الحقيقه لا اخفيكم اننى كنت ارى قساوه فى هذا المنطق واقول ان امى بتلك العباره كانت قاسيه ومخطئه ....وعشت كثيرا لا اعرف معنى ما كانت تقول ....ولكن بعد ان كبرنا وتعلمنا ..واصبحنى نعى ما هى الحياه ....كنت اعذرها بما تقول وافهمه ....نعم هو ليس من قلبها ما تقول ولكن من منطق العقل .....لاننى اعلم انها كانت ممكن ان تقدم حياتها لاجل اى طفل من ابنائها .
ولكننى علمت انها لم تكن دموعها تسقط ....بسبب صعوبه العيش ....او مسؤوليه تربيتها للاطفال ...او مواجهه الحياه وحدها ....او بسبب انها لا زالت فى بدايه الثلاثين من عمرها وفقدت من هو فى بدايه الاربعين اى فى منتصف طريق الهناء والاستقرار ......
ولكن كانت دموعها على من فقدت ....ليس الا ....!!!
حسنا .....لم اكن ان اريد اطغاء اى حزن عليك ايها القارىء لا والله ...وكل ما اردت من هذا التقديم هو وضع تصور لتلك الحياه التى بدات بها تلك العائله بخيرها وشرها .....كما اريدك ان تعى جيدا نقطه مهمه جدا .....ان السعاده والهناء او حر المصيبه مهما بلغت حين تكون مباشره من عند الله وقدريه .....فهى تمر باذن الله لتعطيك معنى هذه الحياه القصيره حياه الكبد والتعب على الانسان .....ولكن كل ذلك يهون بما انه قدر من عند الله ....واما ان بدات اقدارك تتهجم عليها انواع اخرى من البشر ليتداخلو بهذه الحياه بعد ان كسر الطوق وكسر ذلك الباب ....
هو ما لا تطيقه ....وسبحان الله ....كم ظلم الانسان اخيه الانسان !!