كيف تعرف عيوب نفسك؟
**************
*********
****
اعلم رحمك الله أن الله تعالى اذا أراد بعبد خيرا بصَّره بعيوب نفسه فمن كانت له بصيرة لم تخف عليه عيوبه واذا عرف العيوب أمكنه العلاج ولكن أكثر الناس جاهلون بعيوبهم يرى أحدهم القذي في عين أخيه ولا يرى الجذع في عينه فمن أراد الوقوف على عيب نفسه فله في ذلك أربع طرق .
الطريقة الاولى أن تجلس بين يدي شيخ بصير بعيوب النفس يعرفه عيوب نفسه وطرق علاجها وهذا قد عز في هذا الزمان وجوده فمن وقع به فقد وقع بالطبيب الحاذق فلا ينبغى أن يفارقه.
الطريقه الثانية أن يطلب صديقا صدوقا بصيرا متدينا وينصبه رقيبا على نفسه لينبهه على المكروه من اخلاقه وافعاله وقد كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول رحم الله امرءا أهدى إلينا عيوبنا.
وسأل سليمان رضي الله عنه لما قدم عليه عن عيوبه فقال سمعت أنك جمعت بين إدامين على مائدة وان لك حلتين حلة بالليل وحلة بالنهار فقال هل بلغلك غير هذا قال لا قال أما هذا فقد كفيتها.
وكان عمر رضي الله عنه يسال حذيفة هل أنا من المنافقين وهذا لأن كل من علت متبته في اليقظة زاد اهتمامه لنفسه إلا أنه عز في هذا الزمان وجود صديق على هذه الصفة لانه قل في الاصدقاء من يترك المداهنة فيخبر بالغيب أو يترك الحسد فلا يزيد على قدر الواجب.
وقد كان السلف يحبون من ينبههم على عيوبهم ونحن الآن في الغالب أبغض الناس إلينا من يعرفنا عيوبنا. وهذا دليل على ضعف الإيمان فان الأخلاق السيئة كالعقارب ولوأن منبها نبهنا على أن تحت ثوب أحدنا عقربا لتقلدنا له منه واشتغلنا بقتلها والأخلاق الرديئة أعظم ضررا من العقرب على مالايخفى.
الطريقة الثالثة أن يستفيد معرفة عيوب نفسه من ألْسِنة أعدائه فإن عين السخط تبدي المساوء وانتفاع الانسان بعدو مشاجر يذكر عيوبه أكثر من انتفاعه بصديق مداهن يخفي عنه عيوبه.
الطريق الرابعة أن يخالط الناس فكل مايراه مذموما فيما بينهم يجتنبه.
انتهى من مختصر منهاج القاصدين