--------------------------------------------------------------------------------
1- استحباب البشارة والتهنئة عند الولادة:
يستحب للمسلم أن يبادر إلى مسرة أخيه المسلم إذا ولد له مولود وذلك ببشارته وإدخال السرور عليه, وفي ذلك تقوية للأواصر, وتمتين للروابط, ونشر لأجنحة المحبة والألفة بين العوائل المسلمة, فإن فاتته البشارة استحب له تهنئته بالدعاء له ولطفله الوليد عسى الله أن يتقبل ويستجيب. وينبغي أن تشمل البشارة والتهنئة لـكل مولود سواء كان
ذكراً أم أنثى. كذلك ينبغي أن يُدعي للمولود بالبركة لحديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم " كان يؤتى بالصبيان فيدعو لهم بالبركة.." صحيح مسلم
2- استحباب حلق رأس المولود الذكر فقط " ولا حلق على الإناث في شيء من الشريعة"
3- تسمية المولود:
حقيقة الاسم للمولود: هو التعريف به وعنونته بما يميزه على وجه يليق بكرامته آدمياً مسلماً, فالاسم هو أول ما يواجه المولود إذا خرج من ظلمات الأرحام.
والمولود يعرف من اسمه في معتقده ووجهته بل اعتقاد من اختار له هذا الاسم ومدي بصيرته وتصوره.
فاسم المولود وعاء له وعنوان عليه فهو مرتبط به, وحسن الاختيار يدل على أكثر من معنى, فهو يدل علي مدى ارتباط الأب المسلم بهدي النبي عليه الصلاة والسلام ومدى سلامة تفكيره من أي مؤثر يصرفه عن طريق الرشد والاستقامة والإحسان إلى المولود بالاسم الحسن. ومن الدارج في كلام الناس "من اسمك أعرف أباك"
وقت التسميـــــــــة
===========
جاءت السُنة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في ذلك على ثلاثة وجوه:
1- تسمية المولود يوم ولادته.
2- تسميته إلى ثلاثة أيام من ولادته.
3- تسميته يوم سابعه.
وهذا اختلاف تنويع يدل علي أن في الأمر سعة.
التسمية حقٌ للأب:
============
لا خلاف في أن الأب أحق بتسمية المولود وليس للأم حق منازعته, فإذا تنازعا فهي للأب. وبناء على ذلك فعلى الوالدة عدم المشادة والمنازعة, فإن في التشاور بين الوالدين ميدان فسيح للتراضي والألفة وتوفيق حبال الصلة بينهما.
حسن الاختيار:
========= يجب على الأب اختيار الاسم الحسن في اللفظ والمعنى في قالب النظر الشرعي واللسان العربي فيكون حسناً, عذباً في اللسان, مقبولاً للأسماع, يحمل معنى شريفاً كريماً ووصفاً صادقاً خالياً مما دلت الشريعة على تحريمه أو كراهته.
مراتب الأسماء استحباباً وجوازاً:
===================
1 - استحباب التسمية بهذين الاسمين: عبد الله وعبد الرحمن وهما أحب الأسماء إلى الله تعالى.
2- استحباب التسمية بالتعبيد لأي من أسماء الله الحسنى مثل: عبد العزيز وعبد الملك, مع العلم أن أسماء الله توقيفية بدليل من كتاب أو سُنة. وأما ما يروى " خير الأسماء ما عبِّد و حمِّد " فلا يصح حديثاً عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
3- التسمية بأسماء أنبياء الله ورسله لأنهم سادات بني آدم, وأخلاقهم أشرف الأخلاق, وأعمالهم أزكي الأعمال.
4- التسمية بأسماء الصالحين من المسلمين وصحابة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم هم رأس الصالحين في هذه الأمة وهكذا من تبعهم بإحسان إلي يوم الدين.
5- ثم يأتي من الأسماء ما كان وصفاً صادقاً للإنسان بشروطه وآدابه وإليكِ بيانها:
شروط التسمية وآدابها:
***************
يكتسب اسم المولود الصفة الشرعية متي توفر فيه هذان الشرطان: 1- أن يكون عربياً, فيخرج بهذا كل اسم أعجمي دخيل علي لسان العرب.
2- أن يكون حسن المبنى لغة وشرعاً يخرج بهذا كل اسم محرم أو مكروه, أما في لفظه ومعناه أو فيهما كليهما.
آداب التسمية:
========
1- الحرص على اختيار الاسم الأحب فالمحبوب كما سبق.
2- مراعاة خفة النطق به علي الألسن.
3- مراعاة التسمية بما يَسْرُعُ تمكنه من سمع السامع.
4- مراعاة الملائمة فلا يكون الاسم خارجاً عن أسماء طبقته وملته وأهل مرتبته.
الأسماء المحرمة:
==========
1- كل اسم معبد لغير الله تعالى مثل" عبد الرسول, عبد النبي " والصحيح في عبد المطلب " المنع".
2- التسمي بالأسماء الأعجمية ( تركية, فارسية, أو بربرية, أو غيرها) ومنها:
" ناريمان - شيرهان - نيفين - شيرين- شادي، بمعنى القرد عندهم، جهان".
أما ما ختم بالتاء مثل حكمت, عصمت, رأفت فهي عربية في أصلها لكن ختمت بالتاء الطويلة المفتوحة أو بالتاء المربوطة تتريك لها أخرجها عن عربيتها, لهذا لا يكون الوقف عليها بالهاء.
كذلك المكتوبة بالياء مثل رمزي, حسني, رشدي, حقي, مجدي, رجائي هي عربية في أصلها لكن تتريكها بالياء في آخرها منع من عربيتها بهذا المعني.
3- التسمية باسم من أسماء الله تبارك وتعالى، فلا تجوز التسمية باسم يختص به الرب سبحانه مثل" الرحمن, الرحيم, الخالق, البارئ"
4- التسمية بالأسماء الأعجمية المولدة للكافرين الخاصة بهم. وقد عظمت الفتنة بها في زماننا، فيُلتقط اسم الكافر من أوروبا وأمريكا وغيرهما، وهاذ من أشد مواطن الإثم وأسباب الخذلان، ومنها: بطرس، جرجس، جورج، ديانا، روز، سوزان..
5- كل اسم فيه دعوى ما ليس للمسمى، فيحمل من الدعوى والتزكية والكذب ما لا يقبل بحال مثل: سلطان السلاطين, حاكم الحكام, شاهنشاه, قاضي القضاة ومثل سيد الناس, سيد الكل, سيد السادات, ست النساء.
الأسماء المكروهة:
===========
1- تكره التسمية بما تنفر منه القلوب, لمعانيها أو ألفاظها أو لأحدهما لما تثيره من سخرية وإحراج لأصحابها وتأثير عليهم, فضلاً عن مخالفة هدي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بتحسين الأسماء ومنها:
حرب, مُرة, فاضح
ومنها: هُيام, سُهام, رُحاب ولكل منها معنى قبيح.
2- ويكره التسمي بأسماء فيها معانٍ رخوة شهوانية وهذا في تسمية البنات كثير ومنها "أحلام, أريج, غادة (وهي التي تتثني تيها ودلالاً), فتنة, نهاد, وصال, فاتن، شادية، شادي (وهما بمعنى المغنية).
3- يكره تعمد التسمي بأسماء العشاق والماجنين من الممثلين والمطربين وعُمار خشبات المسارح باللهو الباطل.
4- يكره التسمية بكل اسم مضاف من اسم أو مصدر أو صفة مشبهة مضافة إلى لفظ ( الدين) و (الإسلام) مثل ضياء الدين وسيف الإسلام ونور الإسلام وذلك لعظمة منزلة هذين اللفظين( الدين والإسلام)
وكان النووي رحمه الله تعالى يكره تلقيبه بمحي الدين، وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يكره تلقيبه تقي الدين ويقول" لكن أهلي لقبوني بذلك فاشتهر".
5- وتكره التسمية بالأسماء المركبة مثل: محمد أحمد, محمد سعيد, ..وهي مدعاة إلى الاشتباه والالتباس ويلحق بها المضافة إلى لفظ الجلالة ( الله) مثل حسب الله, رحمة الله, منة الله. أما عبد الله فهو من أحب الأسماء إلى الله.
6- كره جماعة من العلماء التسمي بأسماء الملائكة عليهم السلام, أما تسمية النساء بأسماء الملائكة فظاهرُ الحرمة لأن فيها مضاهاة للمشركين في جعلهم الملائكة بنات الله تعالى وقريب من هذا تسمية البنت ملاك, ملكة.
المخرج من الأسماء المحرمــــــــة:
====================
المخرج هو: تغييرها واستبدالها باسم مستحب شرعاً أو جائز وطلب التغيير يكو ن من الوليِّ الشرعيّ على القاصر أو من المسمي بعد بلوغه ورشده.
وظاهر من هدي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في تحويل الأسماء مراعاة القرب في النطق كتغيير شهاب إلى هشام وعبد النبي إلى عبد الغني وعبد الرسول إلى عبد الغفور. المهم تحويل الاسم إلى مستحب أو جائز.
باختصار [من كتاب الشيخ / بكر بن عبد الله أبو زيد: تسمية المولود آداب وأحكام]