بسم الله الرحمن الرحيم
الأخطاء الجلية لمعالجي الرقية الشرعية
إعداد عبد الرحيم عبده محمد الحوري
جهة العمل: وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية
الأهداف :
1- وخدمة علم الرقية وإظهاره بصورة جلية وصافية نقية ليعم نفعه المسلمين .
2-التكاتف والتآزر للحد من فتح باب للتكلم على الرقية والمعالجين والتشكيك فيهم .
3-مراعاة مصلحة المرضى والمصابين النفسية والبدنية وتحمل الأمانة من أجل الوصول لحل مشاكلهم وأمراضهم بطرق سليمة ونزيهة وصحيحة موافقة للكتاب والسنة وسلف الأمة دون العبث بهم .
4- الحاجة الشديدة في الآونة الأخيرة لتنظيم الرقية وتأصيلهابعد اتساع مجالها وتشعبه .
5-تصحيح الاتجاهات المنحرفة لدى كثير من المعالجين في الوسائل المتبعة فى العلاج .
منهج البحث:
1- استقيت مادة هذا البحث من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة،، وكتب التفسير .
2- الاعتماد على النصوص الإسلامية من الآثار الصحيحة وأقوال التابعين وسلف هذه الأمة، وكذلك إيراد أقوال المتمرسين في مجال الرقية الشرعية وعالم الجن والشياطين.
3- عزو الآيات القرآنية إلى السور، وتخريج الأحاديث النبوية، وعزو كل قائل لقائله.
بسم الله الرحمن الرحيم
• مقدمة
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله إمام المتقين والمبعوث رحمةً للعالمين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد،،،
فاستجابة لكم بكتابة أحد المواضيع المذكورة فى رسالتكم الموقرة ليعرض على لجنة المؤتمر الذى أسأل الله تعالى أن يتممه على
خير وأن ينفع به الإسلام والمسلمين ، فإنه يسعدنى ويشرفنى أن أقدم لكم هذه السطور وأن أحظى بالقبول لحضور هذا المؤتمر الموقر ، وهذا الصرح الشامخ بإذن الله تعالى لكى أستقي بعض المعلومات والخبرات والدراسات من خلال لقائى معكم والإستفادة من القراء والمعالجين وتبادل الخبرات والنصائح والإرشادات وتصحيح بعض المعتقدات والأخطاء لدينا لكى نخرج بنتائج مثمرة بإذن الله تعالى .
ونظرا لانتشار هذا العمل العظيم وهذا الصرح فى انحاء العالم صرح الرقية الشرعية ، فقد اتسعت وكثرت الأخطاء لدى المعالجين فى الاعتقاد والعمل ، مما أثر سلبا على الرقية نفسها وعلى القراء والمعالجين ، وبدت الصورة قاتمة ومشوهه واختلط الحق بالباطل والخير بالشر ، وأصبح عند البعض عمله شبيها بأعمال السحرة والمشعوذين من حيث لا يدرى ولا يشعر وأتي المعالجين والرقية من هذا الباب ، وأصبحت الأخطاء مدخلا لكل متكلم حاسد وحاقد ومحارب وساخط ، وهذا قد حصل عند البعض وإن كان من باب حسن النية ، ولكن بسبب الجهل وقلة العلم الشرعى وعدم التواصل مع الإخوان وتبادل الخبرات وقع فيما وقع فيه وأوقع غيره .
وقد جاء هذا المؤتمر في وقته ليدق أجراس الخطر مما آلت إليه الظاهرة من بدع وضلالات على مستوى الممارسة الواقعية العملية الحاصلة من كثير ممن إشتغل بالرقية الشرعية فاختلط فيها الحق بالباطل والخطأ بالصواب وإنطلاقاً من قول الرسول صلى الله عليه وسلم (كل ابن أدم خطاء وخير الخطآين التوابين ) .
والشىء الجميل والملفت في هذا المؤتمر أنه يلتقى فيه القراء والأطباء لمناقشة المسائل الخلافية بينهم كل فى تخصصه ، مناقشة شرعية وطبية ليصلوا إلى نقطة توافق بدلا من تمسك كل من الآخر بعلمه ومنهجه وأسلوبه وإلقاء اللوم على الطرف الآخر دون جدية فى البحث عن الحقائق ومراعاة مصلحة المرضى .
وفي النهاية إحقاقاً للحق نقول:أن بعض المعالجين قد خلطوا عملاً صالحاً وأخر سيئاً فوقعوا في صور من التوسع والمخالفات ولكن هذا لا يمنع أن هناك من الطيبين من المعالجين من يتحرى الحق ويحرص على الخير ويحذر الوقوع في البدع والمحرمات ؛
فجاء هذا المؤتمر ولسان حاله إن شاء الله ( إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب ) .
إن لكل فن وعلم صرح يلتقى فيه أصحابه ومنتسبيه للدراسات ومناقشة المستجدات للوصول إلى تقارب فى الآراء والخبرات والنتائج بل وحتى الإجماع عبى بعض المسائل ، من ذلك الاطباء والمهندسين والمفكرين وعلماء الشريعة ، فكان الأجدر والأولى بنا أن نحذو هذا الطريق وأن يكون لنا ملتقى نلتقي فيه ، لكي نظهر صورة الرقية والمعالجين بصورة جليه واضحة ونقية صافية لا لبس فيها وغبش ، ولكى لا نفتح المجال للتكلم والنقد فيها ، فكان هذا المؤتمر بغية كل معالج بإذن الله ، والذى أسال الله أن ينفع به الاسلام والمسلمين وأن يتممه على خير وأن يجزى القائمين عليه خير الجزاء آمين آمين .
&&الأخطاء الجلية لمعالجي الرقية الشرعية&&
إنه في عصر اختلطت فيه الأمور بين الحق و الباطل و غلب فيه الباطل عـلى الحق , والشر على الخير وخاصة أننا نتحدث عن أمر أختلط فيه الحابل بالنابل , وحيث أن الرقية الشرعية تعتبر من هـذا التشريع الذي سنه لنا رسول الله صلـى الله عليه و سلم , فكان لزاما علينا أن نبحث في بعض مستجدات الرقية ومسائلها .
ولما أصبحت الرقية الشرعية منتشرة انتشارا عظيما على مستوى العالم الإسلامي بل العالم اجمع , و حيث أنه أصبح كثير من المعالجين و المتحدثين يدلى بدلوه دون الرجوع الى الأصل في كثير من الأحيان, وعندنا الأصل كتاب الله و سنة نبيه محمدr .
من هذا المنطلق أحببنا أن نوصل الى أحبتنـا وأخواننا فى الأسلام ما كتبه أهل العلم , وماأصله السلف الصالح الذي فيه قدوتنـا النبي محمد r و ما أخبرنا به عن الله ليقودنا جميعا الـى الله . فعندما نتمعن الرقى في هذا الزمان و في غيره من الأزمنة و ما أدخل فيها وما أضيف اليها, نجد أن كثيرا من الأمور لم تكن في عهد النبي r , و لا في عهد الصحابة رضوان الله عليهم, و لا في عهد التابعين من بعده فكان على الراقي لزاماً أن لا يتعدى حدود الشرع ،وأن يكون وسطاً لا إفراط ولا تفريط وأن يأخذ بالكتاب والسنة وأن يعض عليهما بالنواجذ
المبحث الأول : أخطاء تتعلق بالعقيدة والاعتقاد وفيه مسائل :
إن من بعض الذين دخلوا في علاج الناس بالرقية الشرعية يمارسون أمورا خطيرة تتعلق بالعقيدة والاعتقاد ومنها :
1ـ إن كثيرا من المعالجين وللأسف الشديد يرجمون بالغيب من حيث يعلمون أو لا يعلمون وهذه مسألة خطيرة تتعلق بالاعتقاد كأن يقولوا للمريض أنت مصاب بعين ، أو بسحر ، أو بمس والمس أبكم لا يتكلم وهذا استخفاف بالعقول والتكلم بغير علم بل هو الكذب وأكثر من ذلك فهو الرجم بالغيب ، وهنا السؤال كيف عرف هذا المعالج أن هذا جني أبكم ؟
أما البعض الآخر من المعالجين فيأخذ بكلام الجن ويصدقهم في كل أمر كأن يقول الجني أنا دخلت بواسطة العشق أو أرسلني فلان، فيقوم هؤلاء المعالجين بأخذ الأمر بكل الجدية ومن هنا تثار الفتن بين الناس .
2ـ الإستعانة بالجان :
فعندما ينطق الجن يسأله عن أحوال بقية المرضي الموجودين فيتكلم الجني فيقول هذا عنده عين وهذا عنده سحر وغير ذلك و كما هو معلوم إن الجن في غالب أحوالهم الكذب و مثله مثل الساحر أو العراف الذي يطلب من الجان الاستخبار لهم في ما لا يرى و هو رجم بالغيب، وكيف ترجو النصيحة من عدو لك وأنت تحاربه ؟ .
* ومن الاستعانة أيضا بالجان بأن يتحدث المعالج مع هذا الجان الصارع ببعثه إلى مكان معين ليكتشف به مكان وضع السحر للأشخاص الموجودين في المجلس ، و في بعض الأحيان يقوم هذا الجني نفسه بوضع شيء ما في مكان معين و هو ليس بسحر فهذا يكون من نوع الاستعانة المحرمة التي نهى عنها الشارع وقد وجد بأن بعض المعالجين قد اتفق مع جني أن يساعده في العلاج لبعض الحالات المستعصية , فيناديه بألفاظ متفق عليها , أو يرافقه الجني في رحلات العلاج , ثم يأمره بالدخول في بدن المصروع ليخرج الجني الآخر إن كان اضعف منه.
3 – التجاوز في الدعاء واستحداث بعض الأدعيه التي ماأنزل الله بها من سلطان :
فقد جاء هؤلاء المعالجون بأدعية لم تكن على عهد رسول الله و لا عهد سلفنا الصالح فهم تجاوزوا أسلوب الدعاء كقولهم ( اللهم أبطل سحر العجائز ) و يكررون كلمة العجائز مرات وكذلك ( اللهم أبطل سحر المغرب و سحر السودان وغير ذلك).
4ـ تعلق بعض قلوب المرضى بالراقي من دون الله :
لقد انتشر كثيرا في بلاد الإسلام أن يتفق المعالج مع بعض العطارين فيقرأ على كراتين الماء بكميات كبيرة و يضعها عند هذا العطار ليبيعها باسمه فيأتي قارئ آخر و يتفق مع عطار آخر و يقرأ على كميات كبيرة من كراتين الماء و يضعها عنده لتباع باسمه حتى يكون عند كل عطار ماء مخصصا لشيخ معين و الحصيلة أن كل هذا الماء قد قرأ عليه القرآن و نفث فيه ، فيأتي المريض إلى العطارين فيسأله من الذي قرأ على هذا الماء فيجيبه العطار هذا ماء الشيخ فلان فيجيبه المشتري أنا أريد ماء الشيخ فلان ، أي الشيخ الذي يعالجه و بهذه الطريقة يكون هؤلاء المعالجون قد علقوا قلوب المرضى بهم شخصيا و بمائهم و هذا خطر كبير على عقيدة كل مسلم يريد أن يستشفي بالرقية الشرعية .
يتبع >>>