لماذا نخاف ان نخبر الناس بما يوجد في داخلنا ؟؟
دعونا نفكر في المحادثات التي نستخدمها عادة ،،
لنكتشف انه ليس العديد منا يملك مهارات الاتصال.
اننا نختار كلماتنا بعناية ،
لكي نسعد الغير احيانا..
او للسيطرة ...الحماية ....الهروب من الشعور بالذنب.
ان محادثاتنا عادة ،، نابعة من مشاعرنا وافكارنا المحبطة ، واهدافنا المستترة،
وفي اكثر الآحيان ..يحركها شعورنا بعدم اهمية ذاتنا .. أو ما نطلق عليه "الخجل" !
اننا نضحك عندما نريد ان نبكي ،
ونقول اننا بخير عندما لا يكون الامر كذلك ،
نسمح أحيانا بإيذائنا واهمالنا ،
نتصرف في احيان اخرى بشكل غير لائق !
ثم نبرر ونعقل ونقوم بالتعويض عما حدث،
ثم نأخذ الجميع الى مكان لا يمكنهم الرجوع منه.
اننا ..لسنا حاسمين .
نهدد ونتوعد ...ثم نرجع فيما هددنا به
وفي بعض الاحيان ..نكذب ، ونكون عدوانيين...
واحيانا اخرى... نعتذر كثيرا ! ونشير تلميحا الى ما نريده ونحتاجه .
معظمنا لا يتميز بالصراحة .
نحن لا نقول ما نعنيه ، ولا نعني ما نقول !
وفي معظم الاحوال او جميعها .. لا نقوم بذلك عن عمد .
ولكننا نقوم بذلك ، لأننا تعلمنا التواصل بهذه الطريقة ، سواء في الطفولة او فيما بعد .
تعلمنا انه من الخطأ ان نتحدث عن المشاكل ، او نعبر عن المشاعر والآراء
كما تعلمنا انه من الخطأ ..التصريح المباشر عما نريده ونحتاجه
وتعلمنا كذلك انه من الخطأ ان نقول " لا ".
ان حقيقة شخصيتنا هي كل ما نمتلك ، ونحن نخاف ان يتم رفضنا
ولهذا نخاف من اخبار الناس عما بداخلنا !
وقد يكون سبب الخوف هو اننا غير متأكدين من انفسنا... ولا نعرف ما نريد ان نقوله.
او ان البعض يمنعهم عدد من القواعد ...الاسرية أو الاجتماعية او او......
والتي يجب ان يبقى الشخص متبعا لها لحماية نفسه ، ولكي يظل مجاريا لمن ولما حوله .
الحقيقة أنه ...
نحن - او معظمنا - نخاف عن الاخبار عما في دواخلنا ...
......لأننا لا نثق بأنفسنا ....
لا يثق العديد منا بنفسه ولا بأفكاره... كما اننا لا نثق في مشاعرنا،
ونعتقد ان آراءنا ليس لها قيمة ..وانه ليس من حقنا ان نقول " لا " ،
و لا نعرف أحيانا ما نريده او نحتاجه ،
واذا عرفنا فإننا نشعر بالذنب .....لأن لدينا مشاعر واحتياجات ..وبالتأكيد .. لن نحاول تحقيقها !
وقد نشعر بالخجل من مشاكلنا ، حيث لا يثق العديد منا حتى في قدرته على تحديد المشكلة ،
ونرغب عادة في التراجع ،،عندما يصر شخص آخر على انه لا توجد مشكلة.
ان الاتصال بالآخرين ليس امرا غامضا ..
فالكلمات التي نتحدث بها ،،، تعكس شخصيتنا وطريقة تفكيرنا واحكامنا وشعورنا بما نقدره، وما نحبه وما نكرهه ، وما نخافه ، وما نرغب فيه ، وما نأمل به ، وما نؤمن به ، وما نلتزم به.
فإذا كنا لا نشعر بأننا جديرين بالحياة ..فسوف يعكس ذلك اسلوبنا في اتصالنا بمن حولنا،
وسوف نحكم على الآخرين بأن لديهم جميع الاجابات ،
ونشعر بالغضب والجرح والخوف والذنب والاحتياج وبأن الاخرين مسيطرون علينا ....
نرغب في السيطرة على الآخرين ...
ونقدّر اسعادهم مهما كان ذلك مكلفا ،
ونخاف من الرفض والابتعاد..
نأمل في كل شيء ، ولكننا نشعر باننا لا نستحق شيئا ، ولن نحصل على شيء.
الا اذا قمنا بإجبار الاشياء على الحدوث ، والتزمنا بمسؤوليتنا تجاه مشاعر وسلوكيات الآخرين
....نحن مكتظون بالمشاعر السلبية .....
ان الكلام بصراحة ووضوح ليس صعبا ،
يجب اولا ان نعتقد ان ان مشاعرنا وافكارنا لا بأس بها !
وان آراءنا مهمة ،
وانه من الجيد ان نتحدث عن مشاكلنا،
ومن الجيد احيانا ان نقول لا ،
كما انه من الضروري ان نتوقع من الآخرين قول لا !
ولا بد من التدريب على قولها والاستجابة لها،
بدلا من قول : لا اعتقد ذلك ....ربما ...أو أي من الجمل والكلمات غير المحددة.
قل ما تعنيه واقصد كل ما تقوله ..
اذا كنت لا تعرف ما تقصده فاهدأ وفكر بالامر ، فإذا كانت الاجابة " لا اعرف " قل " لا اعرف "
تعلم ان تكون دقيقا وتوقف عن المراوغة ..واذهب مباشرة الى ما تريد قوله.
تحدث عن مشاكلك ، اننا لن نصبح خائنين لأي شخص عندما نكشف عن المشاكل التي نعاني منها !
لأن كل ما كنا نفعله هو التظاهر بما ليس فينا.
بُح ْ بأسرارك لأهل الثقة حتى لا يستخدمها ضدك ، او يجعلك تشعر بالخجل .
طبعا نحن نستطيع اتخاذ قرار مناسب بشأن من نتحدث معه ، وما نخبره به ، والوقت المناسب لذلك .
عبّر عن مشاعرك بحرية وصدق وبالشكل المناسب وبمسؤولية.
واسمح للآخرين بذات الشيء
تعلم كلمة : أشعرْ.
تعلم كيف تستمتع عندما تقوم بالاستماع ... دون ان تصلح الأمر
يمكنك اظهار تعاطفك واهتمامك ، واذا لم تكن قادرا وراغبا بالمساعدة
فليس عليك ان تصلح كل شيء !
تعلم ان تقول " هذا هو ما افكّر فيه "
قد تختلف آراؤنا عن الآخرين ، وهذا لا يعني اننا مخطئون ،
وليس علينا ان نغيّر آراءنا او ان يغيّر الآخرون آراءهم ...الا اذا رغب احدنا في ذلك طبعا .
وقد نكون جميعا مخطئين...
اننا نستطيع ان نقول ما نتوقعه دون ان نطالب الآخرين بالتغيير لكي يلائموا احتياجاتنا
ويمكن للآخرين ان يقولوا ما يتوقعون، وليس علينا ان نتغيّر لملائمتهم...اذا لم نكن نريد ذلك !
تعلم ان تقول ...." هذا ما احتاجه منك ".. " هذا ما اريده منك "
لماذا لا نقول الحقيقة !!!
ان الكذب بشأن ما نفكر فيه ، وما نشعر به ، وما نريده.
لا يُعدّ من أساليب الادب .... فهو كذب.
لا يجب ان يسيطر علينا الآخرون بما يقولونه..
ولا يجب علينا السيطرة عليهم بما نقوله ، وبما يمكننا التأثير به عليهم.
لا يجب ان يتم اشعارنا بالذنب،،
ولا ان يتم اجبارنا على اي شيء
اننا نستطيع التحدث والاهتمام بأنفسنا
تعلّم ان تقول ..." انني احبك ، ولكني أحب نفسي ايضا ، وان هذا ما احتاجه لكي اعتني بنفسي "
تعلّم ان تقول " انني لا اريد مناقشة ذلك "
اننا نستطيع تعلّم كيف نتجاهل ما نرى انه هراء،
فإن كان الامر لا يعني شيئا، فهو لا يعني شيئا .
لسنا مضطرين لاهدار وقتنا في محاولة جعله يعني شيئا !
او اقناع الطرف الآخر بأن ما يقوله لا يعني شيئا،
يمكننا ان نكون حاسمين ، وان نقف مع انفسنا دون ان نكون عدوانيين .
تعلّم ان تقول : " هذا كل ما يمكنني "
" وهذه هي حدودي "
" لن اتحمل أكثر من ذلك "
قل هذا وانت تقصد بالفعل !!
لماذا لا يمكننا ان نناقش مشاعرنا ومشاكلنا....دون ان نتوقع من الآخرين ان يقوموا بإنقاذنا !؟
لماذا لا نضع في عقولنا : " اننا نريد من يستمع الينا ، وهذا كل ما نحتاجه "
سنكتشف بالفعل ...ان كل ما نريده تقريبا هو ان يستمع الينا أحد .
تعلّم ان تستمع الى ما يقوله الناس وما لا يقولونه،
تعلّم ان تستمع الى نفسك بنبرة صوتك ، الكلمات التي تختارها ، الطريقة التي تعبر بها عن نفسك،
والافكار التي تخطر في ذهنك .
ان الكلام وسيلة ممتعة ....ونحن نتحدث للتعبير عن انفسنا ولكي يستمع الينا أحد .
و التحدث يساعدنا على فهم انفسنا وفهم الآخرين ، والحصول على الرسائل وارسالها الى الآخرين .
في بعض الاحيان نتحدث للحصول على التقارب،
وفي بعض الاحيان لا يكون بيننا شيء مشترك للحديث عنه،
ولكننا نريد طبعا ان نتواصل مع الناس ، والتخلص من هذه الفجوة،
نريد المشاركة والتقرب ،
فنحن نتحدث لكي نستمتع بأوقاتنا،
واحيانا لكي نهتم بأنفسنا،
واحيانا أخرى لكي نوضح انه لن نسمح بالاساءة الينا ،
واننا اتخذنا قرارات لأنفسنا،
واحيانا ... نتحدث لمجرد الحديث !
اننا بحاجة لتحمل مسؤولية تواصلنا مع الآخرين ...
فلندع كلماتنا تعكس مدى اعتزازنا بأنفسنا وتقديرنا للآخرين.
وهذا سيمنحك الحرية .
كن أمينا ومباشرا وصريحا .
كن رقيقا محبا عندما يكون ذلك مناسبا .
كن حازما عندما يلزم الامر
وفوق كل ذلك ....
كن نفسك، وقل ما تحتاج قوله،
قل الحقيقة ،،،،
كما تفكر فيها ...
وتشعر فيها ...
وتعرفها ..