61)معنى :
#لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله
ز) تتمة شرح الشيخ حمد بن إبراهيم العثمان حفظه الله على الأصول الثّلاثة وأدلتها
( ص 248 - 250 ) :
قال الإمام عبد العزيز بن عبد الله
بن باز رحمه الله
[ الدعاء أحكامه وآدابه ومحظوراته
( ص 34 - 36 ) ] :
" بيّن الله سبحانه في كتابه الكريم ،
وعلى لسان رسوله الأمين
– عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم –
أن العبادة حقُّ اللهِ ،
ليس فيها حقٌّ لغيره ،
وأن الدعاء من العبادة،
فمن قال من النّاس في أي بقعة من بقاع الأرض : يا رسول الله، أو يا نبي الله،
أو يا محمد أغثني، أو أدركني،
أو انصرني، أو اشفني، أو انصر أمتك،
أو اشفِ مرضى المسلمين،
أو اهدِ ضالهم، أو ما أشبه ذلك،
فقد جعله شريكاً لله في العبادة .
وهكذا مَن صنع مثل ذلك مع غيره من الأنبياء أو الملائكة أو الأولياء أو الجن
أو الأصنام أو غيرهم من المخلوقات،
لقول الله عز وجل : ** وما خَلَقْتُ الجِنَّ والْإِنْسَ إلا لِيَعْبُدُونِ ]
[ سورة الذاريات : 56 ] ،
وقوله سبحانه : ** يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ والَّذينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ **
[ سورة البقرة : 21 ] ،
ولقوله تعالى في سورة الفاتحة :
** إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ** ،
وقوله سبحانه : ** فادْعُوا الله مُخْلِصينَ لَهُ الدِّينَ ولَوْ كَرِهَ الكَافِرُونَ ** ،
[ سورة غافر : 14 ]
وقوله عز وجل : ** وقال رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إنّ الَّذينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرينَ ** ،
[ سورة غافر : 60 ]
فسمّى الدعاء عبادة ،
وأخبر أن من استكبر عنها سيدخل
جهنم داخراً ،
أي : صاغراً ،
وقال تعالى : ** وإذا سَأَلَكَ عِبادي عَنِّي فإنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدّاعِ إذا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ** ،
[ سورة البقرة : 186 ]
وقال سبحانه :
** وما أُمِرُوا إلا لِيَعْبُدُوا الله مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفاءَ ويُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ** ،
[ سورة البينة : 5 ]
وقال عز وجل : ** ذَلِكُمُ الله رَبُّكُمْ له الْمُلْكُ والَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ ما يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ إنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ ولَوْ سَمِعُوا ما اسْتَجَابُوا لَكُمْ ويَوْمَ القِيامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ ولا يُنَبِّئُكَ
مِثْلُ خَبِيرٍ ** ،
[ سورة فاطر : 13 - 14 ]
وقال سبحانه : ** ومَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ الله مَنْ لا يَسْتَجِيبُ له إلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غافِلُونَ وإذا حُشِرَ النَّاسُ كانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وكانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ ** ،
[ سورة الأحقاف : 5 - 6 ]
وقال تعالى: ** وأنَّ المَسَاجِدَ لِله فَلا تَدْعُوا مَعَ الله أحَدًا ** ،
[ سورة الجِنّ : 18 ]
وهذه الآيات وما جاء في معناها من الآيات والأحاديث ،
كلها تدل على أن العبادة حقُّ الله وحده، وأن الواجب تخصيصه بها ،
لكونه خَلَقَ العباد لذلك وأمرهم به،
كما تدل على أن جميع المعبودين مِن
دون الله لا يسمعون دعاء من يدعوهم،
ولو فُرضَ سماعهم لم يستجيبوا له،
كما دلت أيضا على أن المعبودين
من دون الله يتبرءون من عابديهم
يوم القيامة، وينكرون عليهم ذلك، ويخبرونهم أنهم كانوا غافلين عن عبادتهم إياهم، وتبيّن أنهم يكونون يوم القيامة
أعداءً لعابديهم من دون الله " .
يتبع -----------