هناك و قد أذهله المنظرو أخرسه هول الحدث
أمسك بيديها و قد سالت دموعه تخدد الخدود
بكى بحرقة إجتهد أن يكظمها في قلبه
لكن دموعه التي كان العمى قد حجبها عن عيني زوجته تمدرت عليه فسقطت ساخنة حتى لمست يديها
قال و قد تهدجت كلماته :
سنخرج من المستشفى قريبا فكل الفحوصات أثبتث سلامتك عضويا
لم يجدوا سببا طبيا واحدا يفسر اصابك
ثم أردف:
سيعود لك بصرك يا غالية
كان يريد أن يضع يده على جبينها ليقرأ عليها كما كان يفعل من قبل لكنه لم يستطع
حسرة جلجلت فهزت النفس
فما أصعب أن يعجز الطبيب و قد عرف الداء و الدواء عن العلاج
بعد سنوات خبرة و عطاء
و ما أصعب أن تواجهه الحقائق بل تصرخ في وجهه
أيها المعالج حنانيك فأنت نفسك قد أصبت
نعم لقد سحرته تلك الفتاة و أمها
جربا فيه قوة سحرهما فوقع في غفلة فأتى أكله
أينع بهدوء و أورق بعد أن قوت جذوره
و استوى على سوقه فأثمر مرا و حنظلا
سقته السحر و أطعمته منه و فرشت له به الأرض و الفضاء
نعم سحر المعالج و قد ظن أن لا يسحر
تجلت له الحقائق بعد رحلة علاج دق فيها أبواب معالج
معالج لم يستعن بغير رب الجن و الإنس
كم هو مؤلم أن خانه من اتخذه معينا و ناصحا و أمينا
خانه ذاك الجني مكرها بعد أن هدد بالقتل كما ادعى
أو راغبا كما أثبتت كثير من الأدلة و القرائن
أظل المعالج حتى وقع وقعة محكمة فذبح المسكين بغير سكين
ثم استفرد بزوجته فكان لها عاشقا
تربص بها طويلا و جرب كل حيله
فعفت عن الإستجابة
فلما استيأس لم يجد طريقا غير الإنتقام منها بطرق مختلفة
آخرها أن أصابها بالعمى
كانت تشتكي لزوجها همها فيردها خائبة
و الآن و قد صاح النذير
فلم يكن الإعتذار وحده يكفي بل كانت خطوات تسبقه و تتبعه
تعافى المعالج و زوجته من إصاباتهما بعد رحلة علاج
و كانت نهاية الراقي أن اعتزل الرقية و معالجة الناس
و لعلكم تتساءلون عمن صفع ذلك المعالج قبل وقوعه في الحرام
و انتشله من فاحشة كادت أن تهلك دينه و حرثه و نسله
إنها رحمة الله الذي لا يعلم جنوده إلا هو
فلعلها دعوة مصاب أخلص المعالج في علاجه يوما
و حمل معه همه بصدق حتى شفي
فصنائع المعروف تقي مصارع السوء
.... .... ....