قال تعالى : ** ويَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ * قال الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ القَوْلُ رَبَّنَا هؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كما غَوَيْنَا تَبَرَّأْنَا إليك ما كانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ * وقيلَ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ ورَأَوُا الْعَذَابَ لَوْ أَنَّهُمْ كانُوا يَهْتَدُونَ **
[ سورة القصص : 62 - 64 ]
قال العلاّمة السّعدي رحمه الله في تفسيره :
هذا إخبارٌ من اللّه تعالى عما يسأل عنه الخلائق يوم القيامة ،
وأنّه يسألهم عن أصول الأشياء ؛
عن عبادة اللّه ، وإجابة رسله ،
فقال : ** ويَوْمَ يُنَادِيهِمْ ** ؛
أي : ينادي مَن أشركوا به شركاء يعبُدونهم
ويرجون نفعَهم ودفعَ الضرر عنهم ،
فيناديهم ليبيِّنَ لهم عجزها وضلالهم ،
** فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ ** : وليس للّه شريكٌ ،
ولكن ذلك بحسب زعمهم وافترائهم ،
ولهذا قال : ** الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ ** :
فأين هم بذواتهم ؟! وأين نفعهم ؟!
وأين دفعهم ؟!
ومن المعلوم أنّهم يتبيّن لهم في تلك الحال
أنّ الذي عبدوه ورَجَوْه باطلٌ مضمحلٌّ في ذاتِه
وما رجوا منه ،
فيقرُّون على أنفسهم بالضَّلالة والغواية ،
ولهذا ** قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ القَوْلُ ** :
من الرؤساء والقادة في الكفر والشرِّ ؛
مقرِّين بغوايتهم وإغوائهم :
** رَبَّنَا هَؤُلَاءِ ** : التابعون
** الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا ** ؛
أي : كلنا قد اشترك في الغِواية
وحقَّ عليه كلمة العذاب ،
** تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ ** : من عبادتهم ؛
أي : نحن بُرآءُ منهم ومن عملهم .
** ما كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ ** :
وإنّما كانوا يعبدون الشّياطين .
** وقيلَ ** لهم : ** ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ** :
على ما أمَّلْتُم فيهم من النفع ،
فأُمِروا بدعائهم في ذلك الوقت الحَرِج الذي
يضطرُّ فيه العابدُ إلى مَن عَبدَه ،
** فَدَعَوْهُمْ ** : لينفعوهم أو يدفعوا عنهم من عذاب اللّه من شيء ،
** فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ ** : فعلم الذين كفروا أنّهم كانوا كاذبين مستحقِّين للعقوبة ،
** ورَأَوُا العَذَابَ ** :
الذي سيحلُّ بهم عيانا بأبصارهم بعد ما كانوا مكذِّبين به منكرين له ؛
** لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ ** ؛
أي: لما حصل عليهم ما حصل ،
ولَهُدوا إلى صراط الجنّة كما اهْتَدوا في الدنيا، ولكن لم يَهْتدوا ، فلم يهتدوا .
( وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا )
للشيخ محمد بن عبد الله المعيوف حفظه الله
https://youtu.be/MnncPltXghM
الرد على شبهة وجود قبر النبي صلى الله عليه وسلم في مسجده
للشيخ سالم الطويل حفظه الله
https://youtu.be/jiJwrpVI5ts
التبرك المشروع والتبرك الممنوع
عند أهل السنة والجماعة
عبد الله القصير
علي المقحم
https://youtu.be/HKZ45baMMu4
الاعتدال والشباب
للشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله
https://youtu.be/t0Ar3-BSKoU
يتبع ……..