أيها الأحبة، كان سَلف الأمّة يستعدون لرمضان بهممٍ عالية وعزائمَ قويةٍ وإراداتٍ ماضية؛ ليغتنموا رمضان في طاعة الله، ليجعلوه منطلقًا للخيرات ومنطلقًا إلى التوبة وإصلاح النفس والحال، ومع ذلك فإننا نجد عجبًا من بعض الناس، يستعدون لرمضان، ولكن بما يُفسد على الناس صومهم، ويهدم أخلاقهم، ويبعدهم عن تحسس واستشعار معاني الصيام والقيام، فيستعدون باللهو والعبث، وبما يفسد حرمة هذا الشهر الكريم، يستعدون لنا بالمسرحيات وبالمسلسلات وبالأفلام التي وإن لم تكن هابطة أو خالعة أو عارية ـ كما يقولون ـ فلا تعدو عن كونها مُبعِدةً للناس عن صومهم وقيامهم وعباداتهم. إنها مسلسلات جعلت هدفها الاستهزاء بسنة سيد المرسلين والسخرية بعباد الله الصالحين ومحاربة ثوابت الدين، فمرةً يغمزون اللحية والغيرة، وتارة يحتجون على المحرم للمرأة الخ... ناهيك عن تصويرهم للمستقيم على دينه المتمسك بسنة نبيه بصورة الأَبْلَه والموسوس والمتناقض، أما ظهور الفاتنات من النساء فحدّث ولا حرج.
يسبُّون دينَ الله في شهر صومهم ... فعن دينهم صاموا وبالكفر أفطروا
وبعض المفتونين يدير "الريموت" على أجساد العرايا، ففي الليلة الواحدة يدور الواحد منهم على العالم شرقًا وغربًا، يفسد صيامه بالنظر الحرام، وباللهو الحرام، وبالفعل الحرام.