بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الأمين و على آله الطاهرين و صحابته أجمعين و على من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
يقول الله تعالى : ( لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ، و من يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما ) و يقول أيضا : ( إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم ، و اتقوا الله لعلكم ترحمون ) و يقول أيضا : ( و الصلح خير ) و يقول الرسول عليه الصلاة و السلام : " ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام و الصلاة و الصدقة ؟ قالوا : بلى ، قال : إصلاح ذات البين ، فإن فساد ذات البين هي الحالقة " و يقول أيضا : " المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا " .
إن الإصلاح بين الناس يعود على الفرد و المجتمع بالخير ، لأنه مبعث الأمن و الاستقرار و الألفة و المحبة ، و لو أن كل واحد منا قام بهذا الواجب العظيم لهدأ البال و أصلح الحال و لاطمأنت النفوس و استراحت القلوب و لكثر الخير و قل الشر في جميع ميادين الحياة ، لذا علينا أن نعلم أن كل إصلاح هو لأنفسنا و عائد علينا بالخير ، و أن كل دعوة للخير هي تجاوب مع رغبة الإنسان في طلب المصلحة و دفع المضرة ، لأن الخير من مقومات حياتنا و الشر من أسباب الفساد و يعود علينا و على المجتمع بالضرر الكبير .