سيجزى المرء ما عملا
صَحا مِن سُكره وسلا
وفارق ذاك وانقفلا
وشدَّ مطية التقوى
برَحلِ الحزمِ وارتحلا
وجانب موبقاتِ الغي
لما شابَ واكتهلا
وكانَ العذلُ يُكرِثهُ
وقد يُسقى به العسَلا
وذاكَ لطيفُ صُنعِ الله
جل إلهنا وعَلا
ومَا قال النبي له
سيجزى المرءُ ما عَمِلا
وَلَيس الله تارِكَ أن
يُجازي الخلقَ ما فَعَلا
فيجزي مُحسِناً حُسنى
ويجزي الزلة الزللا
ولما أن رَأى اللهُ
البرية أكثروا الخطلا
وَحادوا عَن سَبيل الرشد
أوضَحَ فيهمُ السُبُلا
وختم أحمدَ المختار
أكرمَ خلقِه الرُسُلا
فبشرهم وأنذرهم
وأكثر فيهم الجدلا
وأعلمهُم بأن كانوا
جميعاً مَعشراً ضُلُلا
عُكوفُهُم على الأصنام
لَم يَرضَوا بها بدلا
ولا عَدَلوا عن الدُنيا
الى العليا كَمَن عدلا
ولا وَصَلوا من التقوى
إلى حظٍ كَمَن وَصَلا
فما إن زال يدعوهُم
ويعمِلُ فيهمُ الحيلا
فقالوا الحربُ أيسرُ مِن
وفاقٍ قَصَّر الأملا
فَلَم تبصر سواءَ الخيل
فيها تحملُ الأسَلا
وأبيضَ في يَدَي رجلٍ
يُعالج تحتهُ رَجُلا
ولم تُبصِر سوى بطلٍ
يُنازع دارعاً بطلا
فما إن زال بالإسلام
حتى تمَّ أو كَمُلا
وَوُفّي المسلمون بما
نبيهم لهم كَفِلا
وكم مِن مُشرِكٍ في النار
يُغشى الغُل والكبلا
فأظفر كل ذي أملٍ
يُسرُّ به بما أمَلا
وقوم آخَرونَ غوَوا
لقوا مِن غَيّهم نَكَلا
فَيَنَعمُ ذا بمحصول
ويكرهُ ذاكَ ما حَصَلا
أبو بكر الصديق رضي الله عنه