1) ما هو الإرجاء ومن هم المرجئة ؟؟؟
لقد سُئل العلاّمة ابن عثيمين
عن العلاّمة الألباني رحمهما الله تعالى
هل هو مرجيء !!!؟؟؟ فقال رحمه الله
الذي يتهم الألباني بأنه مرجيء !!!
فإما أنه لا يعرف الإرجاء أو أنه لا يعرف
الألباني .....
هكذا كان جوابه رحمهما الله تعالى
ومن منطلق جهل الكثيرين بالإرجاء
وبناء عليه يمكنهم اعتناق هذا المذهب
أوالحكم على أبرياء بالإرجاء
فأحببت أن أقدم هذه النبذة عن الإرجاء ..
ومن منطلق قول الصحابي الجليل
حذيفة بن اليمان رضي الله عنه :
« كان الناسُ يسألونَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عن الخيرِ ، وكنتُ أسألُهُ عن الشرِّ مخافةَ أن يُدركني ... » .
_ صحيح البخاري .
وقبل ذلك كله وكمدخل للموضوع
لا بد أن نعلم ماهو تعريف
الإيمان عند أهل السنة والجماعة ،
حتى نتمكن من التمييز بين المذهبين
وإدراك أين الخلل .
* قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
أثناء بيانه حقيقة الإيمان وحكم مرتكب الكبيرة
في العقيدة الواسطية :
ومن أصول أهل السنة والجماعة أن الدين والإيمان قول وعمل، قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح.وأن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية .
وهم مع ذلك لا يكفرون أهل القبلة بمطلق المعاصي والكبائر كما يفعله الخوارج بل الأخوة الإيمانية ثابتة مع المعاصي ....
ونقول هو مؤمن ناقص الإيمان أو مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته فلا يعطي الاسم المطلق ولا يسلب مطلق الاسم .
~ وقال العلاّمة صالح الفوزان حفظه الله
أثناء شرحه للعقيدة الواسطية :
قوله : ( ومن أصول أهل السنة والجماعة )
أي : القواعد التي بنيت عليها عقيدتهم
( أن الدين ) هو لغة : الذل والانقياد،
وشرعا : هو ما أمر الله به
( والإيمان ) لغة : التصديق
وشرعا : هو ما ذكره الشيخ
بقوله : ( قول وعمل : قول القلب واللسان،
وعمل القلب واللسان والجوارح ) هذا هو تعريف الإيمان عند أهل السنة والجماعة :
أنه قول وعمل ـ فالقول قسمان :
قول القلب وهو الاعتقاد وقول اللسان
وهو التكلم بكلمة الإسلام،
والعمل قسمان : عمل القلب وهو نية
وإخلاص، وعمل الجوارح ـ أي الأعضاء ـ كالصلاة والحج والجهاد،
والفرق بين أقوال القلب وأعماله :
أن أقواله هي العقائد التي يعترف بها ويعتقدها وأما أعمال القلب فهي حركته التي يحبها الله ورسوله وهي محبة الخير وإرادته الجازمة وكراهية الشر والعزم على تركه،
وأعمال القلب تنشأ عنها أعمال الجوارح وأقوال اللسان، ومن ثم صارت أقوال اللسان وأعمال الجوارح من الإيمان . اهـ
* قال البربهاري رحمه الله :
« والإيمان بأنّ الإيمان قولٌ ، ونية ،
يزيد وينقص ، يزيد ما شاء الله
وينقص حتّى لا يبقى منه شيء » .
~ قال الشيخ أحمد النجمي رحمه الله قوله :
« ونؤمن بأن الإيمان قول وعمل ونية ..الخ »
أي : قولٌ باللسان وعملٌ بالجوارح
وتصديق بالقلب ،
هذه الفقرة فيها ردُّ على المرجئة الذين
يقولون :
أنّ الإيمان هو التصديق بالقلب فقط ،
وبعضهم يدخل في ذلك النطق بالشّهادتين
دون غيرهما ،
وبعضهم لا يدخله كلَّه ، وكلُّهم مخطئون
فأخفَّ أهل الإرجاء الذين لا يدخلون العمل في مسمَّى الإيمان ,
وهذا ما يسمّى بإرجاء الفقهاء .
أمّا أهل السنّة والجماعة فإنّهم يقولون :
لابدّ أن يتظافر القلب ، واللسان
والأعمال فالقلب يعتقد ،واللسان ينطق ،
والجوارح تعمل ...
- إلى أن قال - :
.. وبهذا تعلم أنّ الإيمان لا يكون إيماناً حقّا
حتى يجتمع عليه القلب واللسان والجوارح
فإن لم تجتمع هذه الثلاثة فلا إيمان ،
ونقول كما قال السلف :
الإيمان قول وعمل ونية يزيد بالطاعة وينقص بالمعاصي ...
- إلى أن قال - :
فمن قال أنَّ الإيمان لا يزيد ولا ينقص ،
وأنّ إيمانه وإيمان جبريل واحد ،
فقد كذَب وافترى
وعليه أن يتوب إلى الله عزّ وجل ،
وأن يقلع عن هذه المقالة .
الطاعة تزيد الإيمان وتنميه ،
والمعصية تنقصه ،
وكلّ ما ازدادت المعاصي زاد الإيمان نقصاً
وكلماً ازدادت الطاعات زاد الإيمان كمالاً ،
وبالله التوفيق .
_ إرشاد السّاري في شرح السّنة للبربهاري
شرح الشّيخ أحمد بن يحي النجمي
رحمهما الله تعالى ( ص 89 - 90 )
* قال الآجري اعلموا رحمنا الله تعالى وإياكم : أن الذي عليه علماء المسلمين :
أن الإيمان واجب على جميع الخلق ،
وهو تصديق بالقلب ، وإقرار باللسان ،
وعمل بالجوارح .
ثم اعلموا : أنه لا تجزىء المعرفة بالقلب ، والتصديق ، إلا أن يكون معه الإيمان باللسان نطقاً ، ولا تجزىء معرفة بالقلب ، ونطق باللسان ، حتى يكون عمل بالجوارح ، فإذا كملت فيه هذه الخصال الثلاث : كان مؤمناً .
_ كتاب الشريعة .
* وقال الإمام القحطاني في نونيته :
إيمــاننا بالله بين ثلاثـــة
_______ عمــل وقـــولواعتقـاد جنان
ويزيد بالتقوى وينقص بالردى
______ وكلاهما في القلب يعتلجان
______ ____ ___ _
* قال الشهرستانى رحمه الله :
الإرجاء على معنيين :
أحدهما بمعنى التأخير كما في
قوله تعالى : ** قالوا أرجه وأخاه **
سورة الشعراء 36
أي : أمهله وأخره
والثانى : إعطاء الرجاء وقد اطلق عليهم لأنهم كانوا يؤخرون العمل عن النية والعقد .
وأما بالمعنى الثانى فظاهر،
فإنهم كانوا يقولون :
لا تضر مع الإيمان معصية
كما لا تنفع مع الكفر طاعة،
وقيل : الإرجاء تأخير حكم صاحب الكبيرة إلى يوم القيامة، فلا يقضى عليه بحكم ما في الدنيا من كونه من أهل الجنة أو من أهل النار .
_ الملل والنحل ( 1 / 139 )
_ مقالات الأشعري ( 1 / 213 ) .
* إن الأساس الذي قام عليه مذهب الإرجاء
هو الخلاف في حقيقة الإيمان ومما يتألف، وتحديد معناه وما يتبع ذلك من أبحاث،
وهل الإيمان فعل القلب فقط...
أو فعل اللسان،
أو هو فعل القلب واللسان معاً
والعمل غير داخل في حقيقته ...
وبالتالي لا يزيد الإيمان ولا ينقص
إذ التصديق واحد لا يختلف أهله فيه . اهـ
_ فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام
لغالب بن علي عواجي
مكتبة لينة الطبعة الأولى / مصر .
* الأصل الذي بني عليه هذا المذهب هو :
أن الإيمان كلٌ لا يتجزأ
إذا زال جزء منه زال باقيه .
وأنه لا يجتمع طاعة ومعصية،
وإيمان وكفر في إنسان واحد .
وأن الإيمان لا يزيد ولا ينقص،
لا يتبعض ولا يتفاضل
لأن التصديق بالشئ والجزم به
لا يدخله زيادة ولا نقصان .
وقالوا : كل من آمن بوحدانية الله
لا يمكن الحكم عليه بالكفر,
لأن الحكم عليه موكول إلى الله تعالى وحده يوم القيامة, مهما كانت الذنوب التي اقترفها .
وأن أصحاب المعاصى مؤمنون كاملو الإيمان بكمال تصديقهم ،
وأنهم حتماً لا يدخلون النار في الآخرة .
وهم بخلاف الخوارج الذين يحكمون
على مرتكبي الكبائر
الذين يموتون قبل توبتهم ،
بالكفر والخلود في النار .
وقد خالف المرجئة رأي الخوارج
وكذلك أهل السنة في مرتكب الكبيرة
وغيرها من مسائل العقيدة،
ويعرف المرجئة الإيمان بأنه التصديق
أو المعرفة بالقلب أو الإقرار.
وأن العمل ليس داخلاً في حقيقة الإيمان،
ولا هو جزء منه،
مع أنهم لا يغفلون منزلة العمل من الإيمان تماماً إلا عند الجهم ومن تبعه في غلوه .
ومن جملة عقائدهم أن الكفر بالله هو الجهل به
- وهو قول الجهم بن صفوان -
وأن الإيمان هو المعرفة بالله فقط
وأنه لا يتبعض، ومنها أن الجنة والنار تفنيان وتبيدان ويفنى أهلهما ولا خلود لأحد فيهما .
وهم يحرمون الاستثناء في الإيمان
ويمنعونه كقول : أنا مؤمن إن شاء الله .
* والصواب أنه إن أراد المستثني الشّك
في أصل إيمانه فإنه يحرم عليه الاستثناء،
وإن كان قصده أنه لم يقم بجميع ما وجب عليه ولم يترك جميع ما نهي عنه ،
أو أنه لا يدري على ما يموت عليه ،
أو يستثني خوفاً من تزكيته لنفسه ، فهذا جائز وهو الذي دلت عليه الأدلة من الكتاب والسنة وأقوال السلف .
* المرجئة
http://www.al-tawhed.net/ferq/ShowCat.aspx?ID=7
* ولهم اعتقادات أخرى :
كالقول بأن الإنسان يخلق فعله،
وأن الله لا يرى في الآخرة،
وقد تأثروا في هذه الآراء بالمعتزلة،
وكذا رأيهم في أن الإمامة ليست واجبة،
فإن كان ولا بد فمن أى جنس كان
ولو كان غير قرشى،
* وهم يقولون لا يمكن الحكم على أحد من المسلمين بالكفر مهما عظم ذنبه،
لأن الذنب مهما عظم لا يمكن أن يذهب بالإيمان، والأمر يرجأ إلى يوم القيامة وإلى الله مرجعه.
* فرق المرجئة مُجْمِعَةٌ على عدم دخول الأعمال
في مسمى الإيمان،
لذلك نجدهم يجمعون النصوص الدالة على أن الإيمان أو الكفر محله القلب أو اللسان على اختلاف مذاهبهم في ذلك .
رغم أن الأدلة تفيد أن الأعمال
داخلة في مسمى الإيمان .
مثل ?قوله تعالى : ** قد أفلح المؤمنون الذين
هم في صلاتهم خاشعون.. ** الآية،
وقوله تعالى : ** وما كان الله ليضيع إيمانكم **
والمقصود بالإيمان هنا الصلاة .
وهم لا يقولون بزيادة الإيمان ونقصانه
وتفاضله
~ وقد فنّد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
دعواهم هذه وردها من سبعة وجوه
وبين فيها تفاضل الإيمان الذي في القلب
كما يَتَفاضَلُ في الأقوال والأعمال .
_ انظر الفتاوى ( 7 / 562 - 574 )
~ قال محمد بن علي بن الحسن،
سمعت الفضيل بن عياض يقول :
أهل الإرجاء يقولون :
الإيمان قول بلا عمل .
وتقول الجهمية :
الإيمان المعرفة بلا قول ولا عمل
ويقول أهل السنة :
الإيمان المعرفة والقول والعمل .
_ رواه عبد الله بن أحمد ( 1 / 347 ) .
______ _____ ____ ___ __ _
* أثر تعريف المرجئة للإيمان
~ موقع معالي الشيخ صالح بن فوزان
الفوزان حفظه الله تعالى
http://www.alfawzan.af.org.sa/node/9529
~ قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
وزيادَةُ الإيمَانِ الّذي أَمَرَ اللهُ بِهِ والّذي يَكونُ مِنْ عِبادِهِ المؤمِنين يُعْرَفُ مِنْ وُجُوهٍ :
أحَدُها :
الإجْمالُ والتّفْصيلُ فيما أُمِرُوا به فإنّهُ وإنْ وَجَبَ على جَميعِ الخَلْقِ الإيمانُ بالله ورسولِهِ وَوَجَبَ على كُلِّ أُمّةٍ التِزامُ ما يأْمُرُ به رَسولُهُمْ مُجْمَلًا فَمَعْلُومٌ أنّهُ لَا يَجبُ فِي أوّلِ الأمرِ ما وَجَبَ بَعْدَ نُزُولِ القُرْآنِ كُلّهِ ولا يَجِبُ على كلّ عَبْدٍ مِنْ الإيمانِ المفَصّلِ مِمّا أخْبَرَ به الرّسولُ ما يَجِبُ على
مَنْ بَلَغَهُ غَيْرُهُ .....
الوجه الثاني :
..... فَكُلَّما عَلمَ القَلْبُ ما أخْبَرَ بِهِ الرّسولُ فَصَدّقَهُ وما أُمِرَ به فالتَزَمَهُ ؛ كانَ ذلك زِيادَةً في إيمانِهِ عَلى مَنْ لَمْ يَحْصُلْ لَهُ ذلك ؛
وإنْ كان مَعَهُ التِزامٌ عامٌّ وإقْرَارٌ عَامٌّ .
وكذلك مَنْ عَرَفَ أسْماءَ الله ومَعانيَهَا فآمَنَ بها ؛ كان إيمانُهُ أكْمَلَ مِمّنْ لَمْ
يَعْرِفْ تلك الأسْماءَ بَلْ آمَنَ بها إيمانًا مُجْمَلًا أو
عَرَفَ بَعْضَها ؛
وكُلّما ازْدادَ الإِنسانُ مَعْرِفَةً بأسْماءِ اللهِ وصِفاتِهِ وآياتِهِ كان إيمانُهُ به أكْمَلَ .
الثّالِثُ :
أنّ العِلْمَ والتَّصْديقَ نَفْسَهُ يَكُونُ بَعْضُهُ أقْوَى مِنْ بَعْضٍ وأَثْبَتَ وأبْعَدَ عَنْ الشَّكِّ والرَّيْبِ ،
وهذا أمْرٌ يَشْهَدُهُ كُلُّ أحَدٍ مِنْ نَفْسِهِ ؛
كما أنّ الحِسّ الظّاهِرَ بالشّيْءِ الواحِدِ مِثْلَ رُؤْيَةِ النّاسِ لِلْهِلَالِ وإنْ اشْتَرَكُوا فيها فَبَعْضُهُمْ تَكُونُ رُؤْيَتُهُ أَتَمّ مِنْ بَعْضٍ ؛
إلى أن قال :
فَكذلك مَعْرِفَةُ القَلْب وتَصْديقُهُ يَتَفاضَلُ أعْظَمَ مِنْ ذَلِكَ مِنْ وُجُوهٍ مُتَعَدّدَةٍ !
والمعاني الّتي يُؤْمِنُ بها مِنْ مَعانِي أسْمَاءِ الرَّبّ وكلَامُهُ ، يَتَفاضَلُ النّاسُ في مَعْرِفَتِها أعْظَمَ مِنْ تَفاضُلِهِمْ في مَعْرِفَةِ غَيْرِها .
الرّابِعُ :
أَنّ التّصْديقَ المسْتَلْزِمَ لِعَمَلِ القَلْبِ أكْمَلُ مِنْ التّصْديقِ الّذي لَا يَسْتَلْزِمُ عَمَلَهُ ؛
فَالعِلْمُ الّذي يَعْمَلُ به صاحِبُهُ أكْمَلُ مِنْ العِلْمِ
الّذي لَا يَعْمَلُ به ،
وإذا كان شَخْصان يَعْلَمانِ أنّ الله حَقٌّ ورَسُولَهُ حَقٌّ والجَنّةَ حَقٌّ والنّارَ حَقٌّ
وهذا عِلْمُهُ أوْجَبَ لَهُ مَحَبَّةَ اللهِ وخَشْيَتَهُ والرَّغْبَةَ فِي الجَنّةِ والهَرَبَ مِنْ النّارِ
والآخَرُ عِلْمُهُ لَمْ يُوجِبْ ذَلِكَ ؛
فَعِلْمُ الأوّلِ أكْمَل .....
الخامِسُ :
أنّ أعْمَالَ القُلُوبِ مِثْلَ مَحَبّةِ الل ورَسُولِهِ
وخَشْيَةِ اللهِ تَعالى ورَجائِهِ ونَحْوِ ذَلِكَ
هي كُلُّها مِنْ الإِيمانِ كما دَلّ على ذَلِكَ الكِتابُ والسُّنّةُ واتّفاقُ السّلَفِ ؛
وهذه يَتَفاضَلُ النّاسُ فِيها تَفاضُلًا عَظيمًا .
السّادِسُ :
أنّ الأعْمالَ الظَّاهِرَةَ مع الباطِنَةِ هي أيْضًا مِنْ الإيمانِ والنّاسُ يَتَفاضَلُونَ فيها .
السّابِعُ :
ذِكْرُ الإنسانِ بِقَلْبِهِ ما أمَرَهُ اللهُ به
واسْتِحْضارُهُ لِذَلك بِحَيْثُ لا يكون غافِلًا عَنْهُ ؛
أَكْمَلُ مِمّنْ صَدّقَ به وغَفَلَ عنه ؛
فإنّ الغَفْلَةَ تُضادُّ كَمالَ العِلْمِ ؛
والتّصْديقُ والذّكْرُ والِاسْتِحْضارُ
يُكْمِلُ العِلْمَ واليَقين ؛ ...
إلى أن قال رحمه الله :
... وهذا مَوْجُودٌ في كُلِّ مَنْ قَرَأ القُرْآنَ
بِتَدَبّرِ بِخِلَافِ مَنْ قَرَأهُ مع الغَفْلَةِ عَنْهُ
ثُمّ كُلّما فَعَلَ شَيْئًا مِمّا أُمِرَ بِهِ
اسْتَحْضَرَ أنّهُ أُمِرَ بِهِ فَصَدّقَ الأمْرَ
فَحَصَلَ لَهُ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ مِنْ التَّصْدِيقِ فِي قَلْبِهِ مَا كان غافِلًا عَنْهُ وإنْ لَمْ يَكُنْ مُكَذّبًا مُنْكِرًا .
الوَجْهُ الثّامِنُ :
أنّ الإنسانَ قَدْ يَكُونُ مُكَذّبًا ومُنْكِرًا لِأُمُورِ
لَا يَعْلَمُ أنّ الرّسُولَ أخْبَرَ بها وأمَرَ بها
ولَوْ عَلِمَ ذلك لَمْ يَكْذِب ولَمْ يُنْكِرْ .
بَلْ قَلْبُهُ جازِمٌ بأنّهُ لا يُخْبِرُ إلّا بِصِدْقِ
ولا يَأْمُرُ إلّا بِحَقّ .
ثُمّ يَسْمَعُ الآيَةَ أو الحَديثَ أو يَتَدَبّرُ ذلك
أو يُفَسِّرُ لَهُ مَعْناهُ ، أو يَظْهَرُ لَهُ ذلك بِوَجْهِ
مِنْ الوُجُوهِ ، فَيُصَدِّقُ بما كان مُكَذّبًا به
ويَعْرِفُ ما كان مُنْكِرًا ،
وهذا تَصْديقٌ جَديدٌ وإيمانٌ جَديدٌ
ازْدادَ به إيمَانُهُ
ولمْ يَكُنْ قَبْلَ ذلك كافِرًا بَلْ جاهِلًا .....
_ الفتاوى ( 7 / 232 - 237 )
* مجلة البحوث الإسلامية
بعض فرق المرجئة
http://www.alifta.net/Fatawa/fatawaD...eNo=1&BookID=2
~ قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
وأمّا قَوْلُ القائِلِ :
إنَّ الإيمَانَ إذا ذَهَبَ بَعْضُهُ ذَهَبَ كُلُّهُ .
فَهَذَا مَمْنُوعٌ .
وهَذا هُو الأصْلُ الَّذِي تَفَرَّعَتْ عَنْهُ الْبِدَعُ فِي الْإِيمَانِ فَإِنَّهُمْ ظَنُّوا أَنَّهُ مَتَى ذَهَبَ بَعْضُهُ ذَهَبَ كُلُّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْهُ شَيْءٌ .
ثُمَّ قَالَتْ « الْخَوَارِجُ وَالْمُعْتَزِلَةُ » : هُوَ مَجْمُوعُ مَا أمَرَ اللهُ بِهِ وَرَسُولُهُ وَهُوَ الْإِيمَانُ الْمُطْلَقُ كَمَا قَالَهُ أَهْلُ الْحَدِيثِ ؛
قَالُوا : فَإِذَا ذَهَبَ شَيْءٌ مِنْهُ لَمْ يَبْقَ مَعَ صَاحِبِهِ مِنْ الْإِيمَانِ شَيْءٌ فَيُخَلَّدُ فِي النَّارِ
وَقَالَتْ « الْمُرْجِئَةُ » عَلَى اخْتِلَافِ فِرَقِهِمْ :
لَا تُذْهِبُ الكَبَائِرُ وتَرْكُ الوَاجِبَاتِ الظَّاهِرَةِ شَيْئًا مِنْ الإيمَانِ إذْ لَوْ ذَهَبَ شَيْءٌ مِنْهُ لَمْ يَبْقَ مِنْهُ شَيْءٌ فَيَكُونُ شَيْئًا وَاحِدًا يَسْتَوِي فِيهِ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ
وَنُصُوصُ الرَّسُولِ وَأَصْحَابِهِ تَدُلُّ عَلَى ذَهَابِ بَعْضِهِ وَبَقَاءِ بَعْضِهِ ؛
كَقَوْلِهِ : ( يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إيمَانٍ ) .
وَلِهَذَا كَانَ « أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْحَدِيثِ »
عَلَى أَنَّهُ يَتَفَاضَلُ وَجُمْهُورُهُمْ يَقُولُونَ :
يَزِيدُ وَيَنْقُصُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ :
يَزِيدُ وَلَا يَقُولُ : يَنْقُصُ كَمَا رُوِيَ عَنْ مَالِكٍ فِي إحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ
ومِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ :
يَتَفاضَلُ كَعَبْدِ الله بنِ المُبارَكِ وقَدْ ثَبَتَ لَفْظُ الزِّيَادَةِ والنُّقْصَانِ مِنْهُ عَنْ الصّحابَةِ ولَمْ يُعْرَفْ فيهِ مُخالِفٌ مِنْ الصّحابَةِ ؛
فَرَوَى النّاسُ مِنْ وُجُوهٍ كَثيرَةٍ مَشْهُورَةٍ :
عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ جَدّهِ عُمَيْرِ بنِ حَبِيبٍ الخطمي ؛ وهُوَ مِنْ أَصْحَابِ
رَسُولِ الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلّمَ قَالَ :
الْإِيمَانُ يَزيدُ ويَنْقُصُ ؛
قيل لَهُ : وما زيادَتُهُ وما نُقْصانُهُ ؟
قال : إذا ذَكَرْنا اللهَ وحَمِدْناهُ وسَبّحْناهُ فَتِلْكَ زيادَتُهُ ؛ وإذا غَفَلْنا وَنَسِينَا فذلكَ نُقْصانُهُ .
وَرَوَى إسْمَاعِيلُ بْنُ عَيّاشٍ عَنْ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ الْحَارِثِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ :
الْإِيمَانُ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ .
وقالَ أَحْمَد بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنا يَزِيدُ حَدَّثَنَا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ :
سَمِعْت أَشْياخَنا أَوْ بَعْضَ أَشْيَاخِنَا
أَنّ أبا الدّرْداءِ قال : إنّ مِنْ فِقْهِ العَبْدِ أنْ يَتَعاهَدَ إيمانَهُ وما نَقَصَ مَعَهُ وَمِنْ فِقْهِ الْعَبْدِ أنْ يَعْلَمَ أَيزْدَادُ الْإِيمَانُ أَمْ يَنْقُصُ ؟
وَإنَّ مِنْ فِقْهِ الرَّجُلِ أَنْ يَعْلَمَ نَزَغَاتِ الشَّيْطَانِ
أَنَّى تَأْتِيهِ .
وَرَوَى إسْمَاعِيلُ بْنُ عَيّاش عَنْ صَفْوانَ بن عَمْرٍو عَنْ عبد الله بن رَبيعَةَ الحَضْرَمِيّ عَنْ أبي هريرةَ قال : الإيمانُ يَزيدُ ويَنْقُصُ .
_ الفتاوى ( 7 / 223 - 224 )
____ ___ __ _
* قال عبد الله بن المبارك رحمه الله :
أصل اثنتين وسبعين هوى : أربعة أهواء ،
فمن هذه الأربعة الأهواء تعبت الاثنتان
وسبعون هوى ، القدرية ، والمرجئة ،
والشيعة ، والخوارج ....
_ السنة للبربهاري بواسطة إرشاد الساري
* فرق المرجئة :
~ قال الشهرستاني رحمه الله :
« والمرجئة أربعة أصناف : مرجئة الخوارج، ومرجئة القدرية، ومرجئة الجبرية، والمرجئة الخالصة » .
_ الملل والنحل ( 1 / 162 )
~ وقال أبو المظفر الإسفرائيني رحمه الله :
« وثلاث فرق هم المرجئة فريق منهم يجمعون بين الإرجاء في الإيمان وبين القول بالقدر كأبي شمر ومحمد بن شبيب البصري والخالدية فهؤلاء مرجئون قدريون
وفريق منهم يجمعون القول في الإيمان وبين قول جهم كما سنذكره فيما بعد ،
هؤلاء هم مرجئون جهميوم ، وفريق جوزوا القول
بالإرجاء ولا يقولون بالجبر ولا بقدر وهم بينهم
خمس فرق : اليونسية والغسانية والنويانية
والتومية والمريسية فصارت المرجئة على هذا الفصل سبع فرق » .
_ التبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية عن الفرق الهالكين ( ص 24 )
وقال أيضا :
وجملة المرجئة ثلاث فرق يقولون بالإرجاء
في الإيمان .
غير أن فريقا منهم وافقوا القدرية في القول
بالقدر مثل غيلان الدمشقي وأبي شمر المرجئ ومحمد بن شبيب البصري، وهؤلاء داخلون في قول النبي إن القدرية والمرجئة لعنتا على لسان سبعين نبيا .
فيستحقون اللعن من وجهين من جهة القول بالإرجاء ومن جهة القول بالقدر. ووافق فريق منهم الجهمية في القول بالجبر فجمعوا بين دعوى الجبر والإرجاء .
وانفرد فريق منهم بالإرجاء المحض لا يقولون بالجبر ولا بالقدر .
واعلم أن الإرجاء في اللغة هو التأخير وإنما سموا مرجئة لأنهم يؤخرون العمل من الإيمان على معنى أنهم يقولون لا تضر المعصية مع الإيمان كما لا تنفع الطاعة مع الكفر. وقولهم بالإرجاء خلاف قول المسلمين قبلهم .
وهؤلاء افترقوا خمس فرق :
الفرقة الأولى اليونسية :
اليونسية وهم أتباع يونس بن عون وكان يقول إن الإيمان في القلب وفي اللسان وحقيقته المعرفة بالله سبحانه والمحبة له والخضوع له والتصديق لرسله وكتبه .
قال : ومعرفتها في الجملة إيمان فكأن كل خصلة من خصال الإيمان ليس بإيمان ولا بعض إيمان وجملتها إيمان .
الفرقة الثانية الغسانية :
منهم الغسانية وهم أتباع غسان المرجئ
الذي كان يقول الإيمان إقرار بالله
ومحبة لله تعالى وتعظيم له وهو يقبل الزيادة
ولا يقبل النقصان .....
الفرقة الثالثة التومنية :
منهم التومنية أصحاب أبي معاذ التومني
الذي كان يقول الإيمان ما وقاك عن الكفر وإن الإيمان اسم يقع على خصال كثيرة كل من ترك خصلة منها كفر والخصلة الواحدة منها لا تسمى إيمانا ولا بعض إيمان .
وكان يقول لو ترك فريضة مما تعد في الإيمان عنده يقال فيه فسق ولا يقال إنه فاسق .
وكان يقول إن الفاسق على الإطلاق من ترك جميع خصال الإيمان وأنكرها كلها .
الفرقة الرابعة الثوبانية :
منهم الثوبانية أصحاب أبي ثوبان المرجئ
الذي كان يقول الإيمان إقرار ومعرفة بالله وبرسله وبكل شيء يقدر وجوده في العقل،
فزاد هذا القائل القول بالواجبات العقلية
بخلاف الفرق الباقية .
الفرقة الخامسة المريسية :
منهم المريسية أصحاب بشر المريسي .
ومرجئة بغداد من أتباعه وكان يتكلم بالفقه على مذهب أبي يوسف القاضي
ولكنه خالفه بقوله إن القرآن مخلوق .
وكان مهجورا من الفريقين وهو الذي ناظر الشافعي رضي الله عنه في أيامه .
_ التبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية عن الفرق الهالكين ( ص 97 - 99 )
* وهذا هنا كتاب :
التبصير في الدين و تمييز الفرقة الناجية عن الفرق الهالكين / لأبي المظفر الإسفرائيني .
لمن أراد المزيد خاصة أنه يتميز بالعبارة الموجزة
https://archive.org/stream/Tabsir_Fi...e/n97/mode/1up
~ قال الفضيل بن عياض رحمه الله :
« أهـل الإرجاء - إرجاء الفقهاء - يقولون :
الإيمان قول بلا عمل،
وتقول الجهمية :
الإيمان المعرفة بلا قول ولا عمل،
ويقول أهل السنة :
الإيمان المعرفة والقول والعمل »
~ وقال كيع بن الجراح رحمه الله :
« ليس بين كلام الجهمية والمرجئة كبير فرق؛
قالت الجهمية : الإيمان المعرفة بالقـلـب ،
و قال المرجئة : الإقـرار باللسان »
_ تهذيب الآثار الطبري ( 2 / 182 ).
* وغلاة المرجئة هم :
الجهم بن صفوان، وأبو الحسين الصالحى، ويونس السمرى، وأبو ثوبان، والحسين بن محمد النجار، وغيلان، ومحمد بن شبيب، وأبو معاذ التومنى، وبشر المريسى، ومحمد بن كرام،
ومقاتل بن سليمان المشبه لله عز وجل بخلقه،
ومثله الجواربى وهما من غلاة المشبهة .
_ مقالات الإسلاميين ( 1 / 213 )
* مرجئة الفقهاء : يقولون الإيمان هو :
تصديق القلب وقول اللسان .
وغلطهم من وجوه :
1 _ ظنهم أن الإيمان الذي فرضه الله على العباد
متماثل في حق العباد ، وأن الإيمان الذي يجب
على شخص يجب مثله على كل شخص .
_ قولهم : إن الله فرق بين الإيمان والعمل في مواضع
_ والصحيح أن الإيمان إذا أطلق أدخل الله
ورسوله فيه الأعمال المأمور بها..
لأن أصل الإيمان هو ما في القلب والأعمال الظاهرة لازمة لذلك ...
2_ ظنهم أن ما في القلب من الإيمان ليس
إلا التصديق دون أعمال القلوب .
3_ ظنهم أن الإيمان الذي في القلب يكون تاماً
بدون شيء من الأعمال ولهذا يجعلون الأعمال
ثمرة الإيمان ومقتضاه ..
_ والصحيح أن إيمان القلب التام يستلزم العمل
الظاهر بحسبه لا محالة ويمتنع أن يقوم بالقلب
إيمان تام بدون عمل ظاهر ..
_ انظر الفتاوى ( 7 / 195 - 198 )
____ ___ __ _
فهؤلاء غلطوا في أصلين
- يقصد مرجئة المتكلمين -
أحدهما : ظنهم أن الإيمان مجرد تصديق وعلم فقط ، ليس معه عمل ،وحال ،وحركة ،وإرادة ،
ومحبة ،وخشية في القلب ،
وهذا من أعظم غلط المرجئة مطلقا ....
الثاني : ظنهم أن كل من حكم الشارع بأنه كافر مخلد في النار ، فإنما ذاك لأنه لم يكن في قلبه
شيء من العلم والتصديق .
وهذا أمر خالفوا به الحس والعقل والشرع ..
_ الفتاوى ( 7 / 190 - 191 )
~ قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله :
والمرجئة - الفقهاء - الذين قالوا : الإيمان تصديق القلب ، وقول اللسان ، والأعمال ليست منه ،
كان منهم طائفة من فقهاء الكوفة وعبادها ،
ولم يكن قولهم مثل قول جهم ،
فعرفوا أن الإنسان لا يكون مؤمنا إن لم يتكلم
بالإيمان مع قدرته عليه ،
وعرفوا أن إبليس وفرعون وغيرهما كفار مع تصديق قلوبهم ...
وعندهم أن إيمان الناس كلهم سواء ، إيمان السابقين الأولين كأبي بكر وعمر ، وإيمان أفجر
الناس كالحجاج وأبي مسلم الخرساني وغيرهما
_ الفتاوى ( 7 / 194 )
*مرجئة المتكلمين :
الجهمية : يجعلون الإيمان هو تصديق القلب
فلا تكون الشهادتان ولا الصلاة ولا الزكاة
ولا غيرهن من الإيمان .
_ الفتاوى ( 7 / 154 )
قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله :
ومن هنا يظهر خطأ قول جهم بن صفوان
ومن اتبعه حيث ظنوا أن الإيمان مجرد تصديق
القلب وعلمه ولم يجعلوا أعمال القلب من الإيمان
وظنوا أنه قد يكون الإنسان مؤمنا كامل الإيمان
بقلبه ، وهو مع هذا يسب الله ورسوله ويعادي
الله ورسوله ويعادي أولياء الله، ويوالي أعداء
الله ويقال الأنبياء ويهدم المساجد ، ويهين المصاحف ، ويكرم الكفار غاية الكرامة ،
ويهين المؤمنين غاية الإهانة ،
وقالوا وهذه كلها معاص لا تنافي الإيمان
الذي في قلبه....
الفتاوى ( 7 / 188 )
* لقد ورد في كلام السلف الصالح
وصف الخوارج بأنهم مرجئة ،
ووصف المرجئة بأنهم خوارج ،
ومنهم الشبيبية وبعض فرق الصفرية
الذين توقفوا في حكم مرتكب الكبيرة .
_ مقالات الإسلاميين ( 1 / 202 )
_ الملل والنحل للشهرستاني ( 1 / 148 )
قال الإمام أحمد رحمهُ اللهُ تعالى :
« وأما الخوارج فإنهم يسمون أهل السنة والجماعة مرجئة ،
وكذبت الخوارج في قولهم بل هم المرجئة ،
يزعمون أنهم على إيمان وحق دون الناس ومن خالفهم كافر »
_ طبقات الحنابلة ( 1 / 36 ) .
وقال أيضا : « إن الخوارج هم المرجئة »
_ السنة ( ص 74 ) .
يوصف الخوارج بأنهم مرجئة لأنهم يشهدون لأنفسهم بأنهم على إيمان تامٍّ وحق كامل،
ومن خالفهم فهو خالٍ من الإيمان والحق
" كافر " .
وأبرزهم في عصرنا هذا سيد قطب تكفيري جلد ومع ذلك يعرف الإيمان بتعريف المرجئة ..
ومن المعلوم أن قول الشخص بأنه مؤمن حقاً فهو مبتدع وهذا من أقوال المرجئة ..
* غلاة القدرية :
فالقدرية ينفون القدر ويقولون :
إن الأمر أُنُف،
يعني : أنه لم يسبق به القلم،
بل إن الله جل وعلا لا يعلم الأمر مما يعمله العباد إلا بعد عملهم له .
يقول شيخ الإسلام رحمه الله تعالى
في بيان هذه الصلة : ولهذا يقرنون القدرية بالمرجئة؛ لأن المرجئة تضعف أمر الإيمان والوعيد، وكذلك هؤلاء تضعف أمر الله بالإيمان
والتقوى ووعيده .
*مرجئة القدرية : الذين تزعمهم غيلان الدمشقي، وهم الغيلانية .
من هو القدرى ؟!
قال الشافعي رحمه الله : القدري :
الذي يقول :
إن الله لم يخلق الشر حتى عمل به .
_ رواه أبو نعيم في الحلية .
* مرجئة الكرامية : هم أصحاب محمد بن كرام
وهم الذين يزعمون أن الإيمان هو الإقرار والتصديق باللسان دون القلب.
~ قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله :
فعلم أن قول الكرامية في الإيمان وإن كان
باطلا مبتدعا لم يسبقهم إليه أحد ،
فقول الجهمية أبطل منه ...
_ الفتاوى ( 7 / 140 )
~ قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله :
الكرامية عندهم الإيمان هو مجرد قول اللسان
ولا يعرف هذا القول لغيرهم .
_ الفتاوى ( 7 / 195 )
* مرجئة الجبرية :
أصل قولهم من الجهم بن صفوان ،
وأن فعل العبد بمنزلة طوله ولونه !
لأنهم لا يجزمون بشيء من الوعد والوعيد .
وهم أتباع جهم بن صفوان،
وهم الذين اكتفوا بالمعرفة القلبية وأن المعاصي
لا أثر لها في الإيمان، وأن الإقرار
والعمل ليس من الإيمان .
اكتفوا بالمعرفة القلبية فقط .
*مرجئة الأشاعرة :
وهم بين المرجئة التي تقول يكفي النطق بالشهادتين دون العمل لصحة الإيمان ،
وبين الجهمية التي تقول
يكفي التصديق القلبي .
وقد رد عليهم شيخ الاسلام ابن تيمية
رحمه الله : ( 7 / 143 - 153 )
____ ___ __ _
* عظم فتنة المرجئة :
وقد حدث الآجري عن الزهري أنه قال :
ما ابتدعت في الإسلام بدعة أضر على الملة من هذه يعني : أهل الإرجاء .
~ عن المغيرة بن عتيبة عن سعيد بن جبير
قال : المرجئة يهود القبلة .
_ رواه اللالكائي ( 5 / 1061 ) .
~ عن أبي حمزة التمار قال :
قلت لإبراهيم النخعي :
ما ترى في رأي المرجئة ؟
فقال : أوّه، لفقوا قولا فأنا أخافهم على الأمة، والشر منهم كثير فإياك وإياهم .
_ رواه الآجري ( 3 / 678 ) .
~ عن الأوزاعي قال :
كان يحيى وقتادة يقولان : ليس من الأهواء شيء أخوف عندهم على الأمة من الإرجاء .
_ الآجري ( 3 / 682 )
و اللالكائي ( 5 / 1064 ) .
~ عن إبراهيم بن المغيرة قال :
سألت سفيان الثوري :
أصلي خلف من يقول الإيمان قول بلا عمل ؟
قال : لا، ولا كرامة .
_ رواه اللالكائي ( 5 / 1064 ) .
~ حدث الحميدي عن معن بن عيسى أن رجلا بالمدينة يقال له أبو الجورية يرى الإرجاء
فقال مالك بن أنس : لا تناكحوه .
_ رواه اللالكائي ( 5 / 1067 ) .
~ عن حرب بن إسماعيل قال سمعت إسحاق
وسأله رجل قال :
الرجل يقول أنا مؤمن حقا ؟
قال : هو كافر حقا .
_ رواه الخلال ( 3 / 569 ) .
~ روى الخلال عن أبي داوود قال: قلت لأحمد: يُصلى خلف المرجئ ؟
قال : إذا كان داعية فلا تصلي خلفه .
_ المسائل والرسائل ( 2 / 370 ) .
~ قال وكيع بن الجراح : أَحْدَثُوا هؤلاء المرجئة الجهمية، الجهمية كفار والمريسي جهمي،
وقد علمتم كيف كفروا ! :
قالوا يكفيك المعرفة وهذا كفر،
والمرجئة يقولون :
الإيمان قول بلا فعل وهذا بدعة .
_ رواه البخاري في خلق أفعال العباد .
وقال رحمه الله : قالت المرجئة :
الإقرار بما جاء من عند الله عز وجل يجزئ من العمل، وقالت الجهمية المعرفة بالقلب بما جاء من عند الله يجزئ من القول والعمل وهذا كفر .
_ رواه ابن بطة ( 1 / 385 ) .
يتبع ...........