✨✨✨✨✨✨
ضرورة مراعاة فهم السلف الصالح للكتاب والسنة ..
قال ابن مسعود رضي الله عنه :
« مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مُتَأَسِّيًا فَلْيَتَأَسَّ بِأصْحَابِ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛
فإنَّهُمْ كانُوا أبَرَّ هَذِهِ الأمَّةِ قلوباً وأعْمَقَهَا عِلْمًا
وأَقَلَّهَا تَكَلُّفًا وأقْوَمَهَا هَدْيًا وأَحْسَنَهَا حَالا ،
قَوْمًا اخْتَارَهُمُ الله لِصُحْبَةِ نَبِيِّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
فَاعْرِفُوا لَهُمْ فَضْلَهُمْ واتَّبِعُوهُمْ فِي آثَارِهِمْ ؛
فَإِنَّهُمْ كَانُوا عَلَى الْهُدَى الـمسْتَقِيمِ » .
_ أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم .
فللصحابة الكرام فضائل لا يشاركهم فيها أحد، فقد رأوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،
وهم خير القرون بنص الحديث،
قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( خير الناس
قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) .
_ رواه البخاري ومسلم
وهم الواسطة بين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبين سائر أُمتِه، وهم الصفوة التي اختارها الله لنبيه، وهم الذين بذلوا كل غال لنشر الدين فكل خير لهم فيه نصيب .
إن كل خير وفضل وعلم وجهاد ومعروف في الشريعة إلى يوم القيامة،
فحظهم منه أكمل حظ،
وثوابهم فيه أجزل ثواب؛
لأنهم سنُّوا سُنن الهدى
و عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم :
( لا تسبوا أصحابي، فلوا أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه ) .
_ رواه البخاري ومسلم
قال الإمام النووي :
قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه )
قال أهل اللغة : النصيف النصف ،
وفيه أربع لغات : نصف بكسر النون ،
ونصف بضمها ، ونصف بفتحها ،
ونصيف بزيادة الياء ، حكاهن القاضي عياض في المشارق عن الخطابي ،
ومعناه لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ ثوابه في ذلك ثواب نفقة أحد أصحابي مدا ،
ولا نصف مد .
قال القاضي : ويؤيد هذا ما قدمناه في أول باب فضائل الصحابة عن الجمهور من تفضيل الصحابة كلهم على جميع من بعدهم .
وسبب تفضيل نفقتهم أنها كانت في وقت الضرورة وضيق الحال ، بخلاف غيرهم ،
ولأن إنفاقهم كان في نصرته صلى الله عليه وسلم وحمايته ، وذلك معدوم بعده ،
وكذا جهادهم وسائر طاعتهم ،
وقد قال الله تعالى : لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة الآية ،
هذا كله مع ما كان في أنفسهم من الشفقة والتودد والخشوع والتواضع والإيثار والجهاد في الله حق جهاده ،
وفضيلة الصحبة ، ولو لحظة لا يوازيها عمل ،
ولا تنال درجتها بشيء ،
والفضائل لا تؤخذ بقياس ،
ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ،
قال القاضي : ومن أصحاب الحديث من يقول : هذه الفضيلة مختصة بمن طالت صحبته ، وقاتل معه ، وأنفق وهاجر ونصر ،
لا لمن رآه مرة كوفود الأعراب أو صحبه آخرا بعد الفتح ، وبعد إعزاز الدين ممن لم يوجد له هجرة ، ولا أثر في الدين ومنفعة المسلمين .
قال : والصحيح هو الأول ، وعليه الأكثرون .
والله أعلم .
_ كتاب فضل الصحابة .
باب تحريم سَبّ الصحابة رضي الله عنهم .
🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴
🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴