اخترت لكـ ..
في عظيم كرم الله وفضله وحكمته ولطفه..
عندما تكدك آلام الحياة..وتتعبين من يأسك..
ويتعسر عليك رؤية أملك.. تفكري في هذه الكلمات...
فرغ خاطرك للهم بما أمرت به, ولا تشغله بما ضمن لك ؛ فان الرزق و الأجل قرينان مضمونان ؛ فما دام الأجل باقيا..كان الرزق آتيا
وإذا سد عليك بحكمته طريقا من طرقه .. فتح لك برحمته طريقا أنفع لك منه..
فتأمل حال الجنين يأتيه غذاؤه وهو الدم من طريق واحد وهو السرة...
فلما خرج من بطن الأم وانقطعت تلك الطريق فتح له طريقين اثنين وأجرى له فيهما رزقا أطيب وألذ من الأول..لبنا خالصا سائغا
فإذا تمت مدة الرضاع..وانقطعت الطريقان بالفطام فتح طرقا أربعة أكمل منها:
طعامان وشرابان..فالطعامان من الحيوان والنبات..
والشرابان من المياه والألبان وما يضاف إليهما من المنافع والملاذ..
فإذا مات..انقطعت عنه هذه الطرق الأربعة,, لكنه سبحانه فتح له إن كان سعيدا طرقا ثمانية..وهي أبواب الجنة الثمانية.. يدخل من أيها شاء
فهكذا الرب سبحانه, لا يمنع عبده المؤمن شيئا من الدنيا إلا ويؤتيه أفضل منه وانفع له..وليس ذلك لغير المؤمن..فانه يمنعه الحظ الأدنى الخسيس ولا يرضى له به,, ليعطيه الحظ الأعلى النفيس..
والعبد لجهله بمصالح نفسه وجهله بكرم ربه وحكمته ولطفه- لا يعرف التفاوت بين ما منع منه وبين ما ادخر له.. بل هو مولع بحب العاجل وان كان دنيئا.. وبقلة الرغبة في الآجل وان كان عليا..
ولو أنصف العبد ربه وأنى له بذلك؛ لعلم أن فضله عليه فيما منعه من الدنيا ولذاتها ونعيمها أعظم من فضله عليه فيما آتاه من ذلك
فما منعه إلا ليعطيه
ولا ابتلاه إلا ليعافيه
ولا امتحنه إلا ليصافيه
ولا أماته إلا ليحييه
ولا أخرجه إلى هذه الدار إلا ليتأهب منها للقدوم عليه وليسلك الطريق الموصلة إليه
فــ " جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا "
" وأبى الظالمون إلا كفورا "
من فوائد أبن قيم الجوزية...
.................................................. ...
.
إضاءة..
الدنيا لا تصفو لشارب .. ولا تخلو لصاحب
إن أقبلت فهي فتنه وان أدبرت فهي محنة
فاعرض عنها قبل أن تعرض عنك
واستبدل بها قبل أن تستبدل بك
أحوالها لا تزال تنتقل .. وأطوارها لا تبرح تتبدل
ليكن قلبك كصدفة بحر
كلما ازدادَ رصيدُ الإيمانِ في قلبكَ
ازدادَ منسوبُ الحبّ لله جل جلاله عندكَ
فاجهد جهدكَ لزيادة رصيدِ الإيمانِ
وراقبْ جيداً منسوبِ الحبّ باستمرار
ليكن قلبك كصدفة بحر
لا تحمل سوى لؤلؤة واحدة هي
حب الله
و تذكرْ قولَ القائل
لو كانَ حبكَ صادقاً لأطعـتهُ**إنالمحبّ لمنْ يحبُ مطيعُ
أنعم الله عليك بموهبة لست تراها في إخوانك
فلا تفسدها بالتكبر عليهم بينك وبين نفسك
وبالتحدث عنها كثيراً بينك وبينهم
فإن نصف الذكاء مع التواضع أحب إلى قلوب الناس
وأنفع من ذكاء كامل مع الغرور
######
لا تقصر في حق إخوانك اعتماداً على محبتهم
فإن الحياة أخذ وعطاء
ولا تنتظر من إخوانك أن يبادلوك معروفاً بمعروف
فإن التقصير من طبيعة الإنسان
وانتظر من ربك أن يكافئك على الخير خيراً منه
فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان
######
كن معتدلاً في أكلك ومعيشتك، وفرحك وحزنك، وعملك وراحتك
ومنعك وعطائك، وحبك وبغضك، لا تعرف المرض أبداً
قال تعالى:وكذلك جعلناكم أمة وسطا
######
عظ الناس بفعـلك ولا تعظهم بقولك
واستح من الله بقدر قربه منك ، وخفه بقدر قدرته عليك
######
تعاملنا مع الآخرين
نحتاج في تعاملنا مع الآخرين إلى الأدب أكثر من حاجتنا للثقافة