من سنن وآداب السفر والسياحة
--------------------------------------------------------------------------------
إخواني وأخواتي الكرام مع بدء الصيف وموسم الإجازات يستعد الكثير
منا الى شد الرحال والسفر للترفيه عن نفسه والإسلام لا يقف حجر
عثرة في وجه كل من رغب في التنزه والترفيه لكنه يوجهنا و يأمرنا أن
نستعمل ما وهبنا من نعمة المال فيما أباح لنا ووفق الضوابط الشرعية
التي تكفل للمسلم وأسرته السلامة في دينه ودنياه ولنا في هذا الموقف
الكثير من العبر ..
قال حنظلة الأسيدي رضي الله عنه :
( لقيني أبو بكر وقال : كيف أنت يا حنظلة ؟
قلت : نافق حنظلة
قال : سبحان الله ، ما تقول ؟
قلت : نكون عند رسول الله يذكرنا بالنار والجنة حتى كأنا رأي عين
فإذا خرجنا من عنده عافسنا " خالطنا " الأزواج والأولاد والضيعات
فنسينا كثيرا .
فقال أبو بكر : فوالله إنا لنلقى مثل هذا.
قال حنظلة : فانطلقت أنا وأبو بكر حتى دخلنا على رسول الله
قلت : نافق حنظلة يا رسول الله
فقال : " وما ذاك ؟ "
قلت : يا رسول الله ، نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة كأنا رأي عين ،
فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات ونسينا كثيرا.
فقال رسول الله : " والذي نفسي بيده لو تدومون على ما تكونون عندي
وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم ولكن يا حنظلة
ساعة وساعة وكررها ثلاثا "
إن المفهوم الصحيح لقول النبي صلى الله عليه وسلم ساعة وساعة هو
ساعة لطاعة الله عز وجل , وساعة يلهو بلهو مباح كما هو ظاهر الحديث
والذي يوافق الشريعة الإسلامية كما قال تعالى :
(( وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن
كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين ))
لذلك هناك سنن نبوية وآداب إسلامية للسفر أحببت أن أذكر نفسي
وأذكركم بها .. منها :
- إذا وُجدت النية للسفر فتستحب الإستخارة له ولغيره ، كما ينبغي للمسلم
عموما وللمسافر خصوصا أن يكتب ويدون وصية إذا كان له شيء يوصي
به وينبغي أيضا أن يسدد ديونه.
- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب أن يخرج يوم الخميس ، وكان
إذا وضع قدمه في الركاب استعدادا للركوب قال : " بسم الله "
فإذا استوى على ظهرها قال : " الحمد لله " ثلاثا و " الله أكبر "
ثلاثا ، ثم يقول :
" سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنِين * وإِنا إِلى ربنا لمنقلبون "
ثم يقول :
" اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ، ومن العمل ما ترضى ،
اللهم هون علينا سفرنا هذا ، واطو عنا بعده ، اللهم أنت الصاحب في السفر ،
والخليفة في الأهل ، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر ، وكآبة المنظر ،
وسوء المنقلب في المال والأهل "
وإذا رجع من السفر قالهن وزاد فيهن :
" آيبون ، تائبون ، عابدون ، حامدون ، لربنا ساجدون ، صدق الله وعده ،
ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده "
- وكان صلى الله عليه وسلم إذا رأى قرية يريد دخولها ، قال حين
يراها :
" اللهم رب السموات السبع وما أظللن ، ورب الأرضين السبع وما أقللن ،
ورب الشياطين وما أضللن ، ورب الرياح وما ذرين ، إنا نسألك خيرهذه
القرية وخير أهلها ، ونعوذ بك من شرها وشر ما فيها "
وورد عنه أنه كان إذا غزا أو سافر ، فأدركه الليل قال :
" يا أرض ربي وربك الله أعوذ بالله من شرك وشر ما فيك ، وشر ما خلق
فيك ، وشر ما دب عليك ، أعوذ بالله من شر كل أسد وأسود ، وحية وعقرب ،
ومن شر ساكن البلد ، ومن شر والد وما ولد "
وهذه وصايا لمن لزمه السفر إلى بلاد يقل فيها الإلتزام بالإسلام
أو ينعدم :
1- أن يعلم المسافر أن الله تعالى مالك الملك كله ، وخالق السموات والأرض
جميعا ، وهو تعالى مطلع عليه في أي زمان ومكان .
2- أن يعلم المسافر أنه قد تنتهي حياته في أية لحظة ، فلا بد من الحذر من
سوء الخاتمة.
3 - أن يحذر المسافر من الازدواجية الرديئة في الشخصية ، فلا يكون إنسانا
صالحا في زمان أو مكان ، وإنسانا منحرفا غافلا في زمان أو مكان آخر.
4 - أنه بدلا من أن يغفل المسافر تقليدا للغافلين يجب عليه أن يأخذ العبرة من
حياة الغافلين ويشفق عليهم ويرحمهم.
5- أن يضاعف المسافر الحرص على أداء حقوق الله تعالى عندما يجد نفسه
في بيئة لاهية غافلة ، لكي لا يتأثر بالغافلين.
6- عدم الانخداع ببعض المظاهر البراقة في حياة الغافلين ، فلو فتش الإنسان عما
وراءها لوجد المعاناة الكثيرة والمشكلات الخطيرة في حياتهم.
7 - أن يعلم المسافر أن الآخرين عندما يعلمون بأنه مسلم وعربي ، فإنهم يعتبرونه
ممثلا وسفيرا للإسلام وللعرب وللجنسية التي يحملها ، فهل يرضى الإنسان لنفسه
أن يكون مفسدا لسمعة دينه وعروبته وجنسيته ؟
تمنياتي للجميع بسفرا سعيدا وعودا حميدا
منقول