مما لا شك فيه أنَّ السلبية تقود صاحبها إلى الانطواء والعزلة، وتَتَطَوَّر إلى أن تؤدي به إلى الانهزاميَّة؛ لذلك يجدر بِمَن يراها في نفسه أن يتعَلَّم كيف يتخَلَّص مِن سلبيته، ويتغلَّب عليها، ويحَوِّلها إلى إبداع، وعمل، ونجاح.منَ الخُطُورة أنَّ السلبية حين تُوَطِّن نفسك عليها تصير بها ضعيفَ الشخصية، وقد تستسلم لهذا الضعف، حتى تصيرَ السلبيةُ هي المسيطرةَ عليك، وقد يتَطَوَّر الأمرُ إلى أن تكره نفسك، وتنسحبَ من الحياة، فلا ترغب في أن يطْلع عليك نهارٌ، وأنت الإنسان العاقل الذي لا ينبغي له أن يصلَ إلى هذه المرحلة؛ لأن الله فطرك على
الإيجابيَّة، والرجولة، والعطاء.
قال الله - عز وجل -: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ
والتفريط في المسؤوليات،فالسلبية تظل مع السلبي حتى يصير منبوذًا مِن أهلِه، وأصدقائه، وجيرانه.إنَّ الإبداع بالتحوُّل يعني الإرادة القوية، والهمة العالية التي تصل بصاحبها إلى التفكير المتوازن، والتغيير نحو الأفضل؛كي تنضج ملكاتُه
الفكرية والتنموية باستمرار.
وقد يظن بعضُ الناس أنَّ السلبية علة لا يُمكن الخلاص منها، لكن هناك حلولاً كثيرة يُمكن الأخْذ بها، وهذه بعضُ النَّصائح التي يُمكن أن تحول سلبيتك إلى إبداع ونجاح:
• حافظ على الصلاة في جماعة، وداوِم على أذكار الصباح والمساء؛ كي يطيب قلبُك بذكر الله، فذكر الله - عز وجل - يسعدك، يريحك من الضغوط النفسية.
• خطِّط لحياتك؛ فالتخطيط يُعين على اتِّساع مساحة الأمل عندك، ويعينك على مواصلة طريقك.
• أحبَّ للناس ما تُحب لنفسك، فالحبُّ يساعدك على التخلُّص من مشاعرك السلبية.
• ألْق السلام على مَن عرفت، ومَن لَمْ تعرِف.
• الشيطانُ يُحب أن يراك سلبيًّا دائمًا ليخلط الأمور عليك، فحاوِل الانتصار عليه.
• حاوِل أن تنسى كل ما كان له تأثير سلبي عليك، فنحن أبناء الحاضر والمستقبل مثلما كنا أبناء الماضي.
• حاوِر ذاتك، وعاهدْها أن تخطو بها نحو ما ينفعها ويقويها.
• اجتهِدْ أن تقبلَ النصيحة، ولا تكنْ كمَن قال الله تعالى عنه: {وَإِذَا قِيلَ لَهُ
• تعامَلْ مع الأمور ببساطة شديدة، لا تُكثِر الشكوى أو السخط، ولا تستسلم
لمشاكلك وتعقيداتها، ولا تتردَّد في التحول عنها إلى الأفضل.
• حاربِ الفراغ الذي يحيط بك، واجعله عدوَّك الذي لا بد وأن تنتصر عليه.
• تَحَلَّ بالمرح والسرور والتفاؤل، وشارِكِ الناس أفراحَهم وأحزانهم، ودَعْ
عنك الضيقَ والتشاؤم؛ فمع مطلع كل نهار يلمع ضوءٌ جديد، ومع سطوع ضوء الشمس ينتشر الدفء، وينبعث السرور.
• حوِّل عاداتِك السيئةَ إلى عادات حسنة، ولو على مراحلَ تدريجيةٍ.
• ابدأ في السير نحو أهدافك متسلِّحًا بقوة الإرادة، وتميُّز الشخصية؛ لتتحقّق
لك الشخصية الاستقلالية التي لا تتحرَّك تبعًا لقيد التقليد والتبعية.
• ألزِمْ نفسَك بتحقيق بعض الإنجازات الحيوية، ووظِّف لها ما تستطيع من طاقة وإمكانات، ولا تقف في منتصف الطريق، أو تتكاسل وتتراجع، حتى ترى ثمرةَ تعبك؛ لتشعر بالسعادة والراحة.
• إذا كانت الإنجازات العظيمة لا يصنعها إلا تصبُّبُ العرق، واحتراقُ الدم في العروق، فتأكَّد أن الخير لن يحيط بك إلا بتوفيق من الله - عز وجل.
• حدِّد هدفًا غاليًا لحياتك في المستقبل، وأخلِصْ نيَّتَك، وتأكد أنه لن يثنيَك عن طريقك شيءٌ؛ لأنك تعمل مع الحق، ومن أجله.