ثم حفظت القران في سنة كانت هي من أخطر السنوات حيث الخيالات تملأ الغرفة والاصوات والنداء والعيون في كل مكان ...
والاخطر من ذلك الوساوس العقدية وكراهية الأب والام والإخوة..
كرهت كل شيء إلا حفظ القران..!!
لم تكن كراهية عادية ولم يكن حبي للقران إلا لحكمة وهدف ولأعرف أن الله إن أرادا الابتلاء
لم يرده عبثا فكل شيء في الحياة يتحرك بقضاء الله وقدره فلايظن ظان أن الجن يؤذونه دون قيود
أو ان حركتهم في جسده أو عقله أو رأسه هو أمر يحددونه أو يرغبون فيه دون أن يريد الله ذلك..
كانت أمي تقول لي أن الظالم يظلم وقد اعطاه الله حدودا يتحرك فيها ...مثل الشخص المربوط الذي ربطه شخص آخر بحبل متين طوله 10 أمتار مثلا ثم يقول له تحرك في هذا المدى فقط فإن أراد ان يتحرك أبعد من العشرة امتار لم يستطع سبحان الله..!!
لماذا ؟؟
لأنه مربوط بهذا الحبل
ولله المثل الاعلى لاتتسلط علينا الشياطين من الإنس والجن إلا بقدر ماكتب الله لنا وأقول لنا لأننا من سيكسب في النهاية ولأن البلاء رفعة لنا وحسنات وتمحيص واصطفاء بينما يبقى للمعتدين الوعيد والتهديد والحرب من الله ورسوله والمؤمنين...
أمر آخر أود أن اذكره بخصوص المرضى ال******ين عامة وحالتي خاصة وهو وضع المنزل
ولن أقول هنا أننا على دين والتزام
بل سأقول أن الله وفقنا لنكون كذلك...
لأن الأمر توفيق من الله وهداية وفضل ومن منه تعالي ةليس منا بالطبع..
سأقول أن اهلي أهل طيبة وخير واستقامة
ولم نسمع في بيتنا شيئا من المعازف والغناء كذلك لانرى القنوات الهابطة ولانتابع المسلسلات..ولله الحمد
لانذكر أحدا في بيتنا بغيبة أو نميمة ولم أرى ذلك في أفراد أسرتي وأهلي ولله الحمد ملتزمون بصلاة الجماعة
والأهم من ذلك حبهم الخير للناس وطبيعة التسامح التي تربينا عليها جميعنا
لانكره الخير لأحد ولانفرح بمعاناة أحد وإن آذانا وتسلط علينا..
سأعود وأقول أن هذا توفيق من الله ومنة وفضل
وأتمنى أن يفكر الجميع بإصلاح نفسه وقلبه قبل أن يفكر في عمل الزيت والماء والرقية...
فبالتأكيد هي الحافظ الأول..من الله
أن تكون النفس طيبة والقلب صاف كبير متسامح ويحب الخير للجميع..
ولايعني أن هذا أننا لسنا بشر !!
فما زلت حتى الآن أراجع نفسي وأتفحص قلبي دائما خشية أن يكون دخله حقد أو كره أو سخط
وبالتأكيد هذه الأحاسيس السامة يفهمها من يقرأ موضوعي من المرضى...فهذا والله هو البلاء الكبير
عندما ترى غيرك يؤذيك وهو ينعم بالسعادة ..وترى غيرك يسعى لإفساد حياتك وتحطيمها والله يعطيه من الدنيا ويغدق عليه من النعيم ويعطيه الزوجة والولد والمال..
نعم والله هذه هي الفتنة ..!!
فلاتسقطوا فيها...فتكرهوا حياتكم وتخسروا علاقتكم مع الله بالسخط وعدم الرضا...
ولنتذكر جميعا أن ماهم فيه زائل وفان ولادوام له...
أقول هذاا وقد شهدته في نفسي وأنا اعاني أشد المعاناة حتى أفاجأ ذات يوم بموت ذلك الظالم
فسبحان الله حين يقهر الله عباده بالموت..
وتنتهي الملذات والنعيم ولايبقى إلا السيئات وحقوق العباد يحملها لحفرة ضيقة...!!
خلاصة القول أن يتذكر الجميع أن الفرج قريب إن بدأنا الإصلاح من الداخل
وأن حقيقة الابتلاء هي العودة للنفس لتجديد العهد ومراجعة الحسابات...وبناء علاقة حقيقية جديدة مع الله..
فهذا الأمر هو الأساس ...
وهو الذي بسببه لايمكن للسحر أو العين أو الحسد أن يعمل عمله فيصل لمبتغاه..
نعم قد تتأذى وقد تعاني لكن لن يصل للهدف الرئيسي الذي ارسل من أجله حتى تنتابه الامراض والخور والعجز فيقتل في جسدك فتكون في مقام المجاهدين الذين يقتلون أهل الباطل ويخلصون المسلمين من شرهم
أو يخرج من جسدك عليلا ضعيفا مريضا منكسرا..
ولنتذكر أن الغرض من البلاء هو إعداد نفس قوية لاتخاف الناس ولاتخشى غير الله
لاتلجأ لغير الله ..لاتثبت إلا على منهج الله...
فإن اعدنا صياغتها رفع البلاء إن شاء الله..
وأحمد الله تعالى مازال عقلي في مكانه وأبشركم فأنا الان طالبة علم شرعي ...
وستسألون منذ متى؟؟
وساأقول منذ مرضت ولله الحمد!!
فأهلا حينها بمرض يقربني من الله ويريني حقيقة الدنيا ويجعلني أحبه وحده وأصرف قلبي له وحده
ولامرحبا بحياة ممتعة باذخة ..أعيش فيها من أجل المأكل والمشرب أظلم غيري وآخذ فيها حق غيري .
والحمد لله أولا وآخرا...
أسأل الله لنا حياة هنيئة برضاه
وأسأل الله لي ولكم العفو والعافية
في الدنيا والآخرة
لنبدأ بالداخل أولا
إن أردنا الشفاء..
والله ولينا وناصرنا بإذن الله