بسم الله , والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله , وبعد :
لما ننعم به في هذه الأيام من موسم تتساقط فيه الأمطار , أوصي إخوتي وأخواتي من المرضى بالاستشفاء بماء المطر وذلك بالاغتسال به مباشرة أو بطريقة تجميعه لما في ذلك من النفع العظيم وقد وقفنا على مثل ذلك , وليس غريباً أن نجد القرآن يحدثنا عن هذه الخصائص بشكل واضح في قوله تعالى:
(وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ).فهذه الآية تتحدث عن ماء المطر من خلال قوله تعالى: (مِنَ السَّمَاءِ مَاءً) وقد تحدث العلماء عن خاصية التطهير الموجودة في هذا الماء .
وذكر أن الماء النازل من السماء وهو ماء المطر يعتبر ماء مقطراً مئة بالمئة فهو ناتج عن تبخر الماء من البحار وتكثفه على شكل غيوم ثم ينزل مطراً. لذلك هو ماء نقي تماماً. ماء المطر يستطيع نزع الأوساخ من على جلد الإنسان أكثر من الماء العادي، لذلك يعتبر هذا الماء مادة معقمة ومطهرة تستخدم في الطب ايضاً . وهو خالٍ من الفيروسات والبكتريا، وهو أيضاً ماء يمتلك خاصية امتصاص المعادن والغازات والغبار وأي مادة تصادفه بنسبة كبيرة، لذلك هو مادة مطهرة للجوّ أيضاً , ولكن هنالك صفة جديدة لهذا الماء يحدثنا عنها العلماء وهي أنه ماء يستطيع أن يجدد الخلايا في الجسم بشكل أكبر من الماء العادي. أما علماء الطاقة فيؤكدون أن ماء المطر يمتلك كمية أكبر من الطاقة، وهذا ما ينعكس إيجابياً على الحالة النفسية للإنسان ..
وأما ما جاء في السنة
فـعن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: أصابنا مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مطر .
قال: فحسر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن ثوبه حتى أصابه من المطر ،
فقلنا: يا رسول الله! لم صنعت هذا؟ قال : (لأنه حديث عهد بربه)
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في الشرح الممتع
" ويسن أن يقف في أول المطر "
السنة في اصطلاح الفقهاء: هي ما يثاب فاعله امتثالاً، ولا يعاقب تاركه.
قوله: "أن يقف" ، أي: أن يقف قائماً أول ما ينزل المطر.
قوله: "وإخراج رحله وثيابه ليصيبهما المطر" ، أي:
متاعه الذي في بيته، أو في خيمته إن كان في البر، وكذلك ثيابه يخرجها؛ لأن هذا
روي عن ابن عباس -. والثابت من سنّة النبي صلى الله عليه وسلم:
"أنه إذا نزل المطر حسر ثوبه"
أي: رفعه حتى يصيب المطر بدنه،
ويقول: " إنه كان حديث عهد بربه وهذه السنّة ثابتة في الصحيح،
وعليه فيقوم الإِنسان ويخرج شيئاً من بدنه إما من ساقه، أو من ذراعه، أو من
رأسه حتى يصيبه المطر إتباعا لسنّة النبي صلى الله عليه وسلم
وقوله في الحديث: "إنه كان حديث عهد بربه"، لأن الله خلقه الآن،
فهو حديث عهد بخلق الله. أهـ
وقد وردت عدة أذكار استحب ذكرها عند نزوله و منها :
أ-قـول "اللهم صيبًا نافعًا" فعن عائشة –رضي الله عنها- أن رسـول الله –صلى الله عليه وسلم- كان إذا رأى المطر قال: "صيبًا نافعًا" رواه البخـاري
ب – قول "رحمة " لحديث عائشة –رضي الله عنها- أن النبي –صلى الله عليه وسلم- كان يقول إذا رأى المطر "رحمة" رواه مسلم
ج- قول "مطرنا برحمة الله وبرزق الله وبفضل الله" كما في حديث خالد بن زيد –رضي الله عنه- رواه البخاري
الدعاء العام عند نزول المطر :
فهو من مواطن استجابة الدعاء، كما في الحديث الذي أخرجه الحاكم (2/114) وصححه، وانظر: مجموع الفتاوى (7/129 ).
وبعد مجمل ما ذكر ادعو الأخوة والأخوات الاستشفاء بهذا الماء المبارك ولما فيه من فوائد الدين والدنيا.وفق الله الجميع لما يحب ويرضى