إصابة الرضع بإيذاء الجن والشياطين
إن تسلط الشيطان على الذرية أمر قطعي جزم به كتاب الله عز وجل،
قال تعالى : ( قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَـذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إَلاَّ قَلِيلاً ) (الإسراء: 62)
فليس أدل على ذلك من مشاركته لنا في الأموال والأولاد كما في قوله تعالى : ( وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ ) [الإسراء: 64]
وقد ثبت في الكتاب والسنة تعويذ الأطفال من الشيطان الرجيم، مما يؤكد إمكان إصابة الأطفال بالمس، وقد عوذت امرأة عمران ابنتها مريم عليهما السلام وذريتها من الشيطان قال تعالى : ( فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ )
[آل عمران: 36]
ولتعويذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين، ولإبراهيم لإسماعيل وإسحاق من كل شيطان وهامة فيه دلالة قوية على إمكان تعرض الشيطان للأطفال والصغار بالأذى حتى الأنبياء والصالحين منهم، فعن ابن عباس رضى الله عنهما قال: كان النبى صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين ويقول : ( إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق : أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة )
لكن حسب منتهى علمي لم يرد أمامي نص يثبت إصابة الرضع ومن لم يفطموا بعد بتسلط الشيطان عليهم بالمس والصرع، هذا عدا نص واحد بشأن نخس الشيطان للوليد حين ولادته، وعليه يقاس إمكان إصابة الرضع بالمس .
فعن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ما من مولود يولد إلا والشيطان يمسه حين يولد فيستهل صارخا من مس الشيطان إياه إلا مريم وابنها )،
ثم يقول أبو هريرة : واقرءوا إن شئتم ( وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتِهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ )
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( كل بني آدم يطعن الشيطان فى جنبيه بإصبعه حين يولد، غير عيسى ابن مريم، ذهب يطعن فطعن فى الحجاب )
منقول