ذو لسان ذرب .. عذب .. لاتمل سماعة.
هو بحق من يتكلم في الصحة النفسية بكل روعة واتقان.
من المهتمين بالاسره والتربيه تحديدا
ومن اهم الدورات اللي يقدمها
مشكلات الاطفال السلوكيه
التعامل الناجح مع الازواج والزوجات
مهارات التعبير عن الذات
ويكتب في جريدة عكاظ كل اسبوع من يوم الجمعة..
انه الدكتور :ميسرة طاهر.
هذه
احدى المقالات التي كتبها في جريدة عكاظ..
وقد نقلتها لكم لتعم الفائدة..
****
سؤال مهم طالما طرحه الكثيرون ومعه سؤال آخر:كيف نكوّن في نفوسنا ونفوس أولادنا هذه العادة ؟
والأمر ليس صعباً، وللبرهان على ذلك أذكر مثالا رأته عيناي تمثل في سلوك معلم في إحدى المدارس الابتدائية في مكة المكرمة
منذ حوالى أربعة وعشرين عاماً، لازلت كلما ذكرته دعوت له بخير، وربما من حقه علي أن أذكر اسمه
فهو الأستاذ أحمد الغامدي الذي يستحق أن يسمع باسمه الناس وهذا أقل مكافأة أزجيها له على جهوده التي لن يثيبه عليها
حق المثوبة إلا رب العالمين. كان هذا الأخ الكريم يقوم بتدريس أطفال الصف الأول الابتدائي، وكلما وجد من أحد التلاميذ
تقدماً وأراد أن يثيبه قدم له قصة صغيرة كلماتها قليلة وصورها كثيرة، وأسر في أذنه بأن ذلك مكافأة له فيشعر التلميذ بأهمية
هدية معلمه له، ثم يطلب منه أن يقرأها في داره، وفي اليوم التالي يسأله إن كان قد قرأها،
عندها يعلن المعلم أمام بقية التلاميذ بأنه مسرور من فلان، وأنه سيترك له القصة يوماً آخر كي يقرأها على والديه،
وإذا جاء اليوم الثالث طلب منه قراءتها أمام زملائه، وعندها يحصل الطفل على ثناء عطر منه .
ولم يكتف بذلك وإنما وفي لحظة مكافأة التلميذ على حسن قراءته للقصة يعلن أن سروره من ذلك التلميذ سرور عظيم
ولأجل ذلك فقد قرر أن يترك له القصة كي يكتبها في دفتر خاص. لقد نجح هذا المعلم الفاضل في تحبيب القراءة والكتابة
إلى نفوس تلاميذه ونجح في أن يجعل من كتابة القصة نوعاً من الثواب لا شكلاً من أشكال العقاب كما يفعل بعض المعلمين .
وإذا تساءل البعض عن ثمار هذه الطريقة فيكفي أن أقول لكم أن واحداً من طلابه هو أحد أبنائي الذين
أنهوا دراستهم الجامعية وممن نجح هذا المعلم في زرع حب القراءة في نفسه، ومنذ أيام كان يحدثني أنه كان يقرأ في تسعة
مراجع لمادة طلب منه أن يقرأها من مرجع واحد .هذا مثال على ما يمكن أن يفعله معلم في المدرسة الابتدائية .
ولو أضفنا النصيحتين التاليتين لما سبق ذكره ربما كان فيهما ما يفيد المعلمين وطلابهم إن شاء الله
:1.احرص أيها المعلم أن تجعل لطلابك أهدافاً لا يستطيعون الوصول إليها إلا من خلال القراءة
.2.للوصول إلى ذلك لا تجعل طريقة تدريسك الوحيدة هي طريقة الإلقاء والمحاضرة فهناك طرق عدة منها ما يفيد في تشكيل
هذه العادة وهي ما يسمى بطريقة المشروعات، وتتلخص هذه الطريقة بأن تطلب من طلابك إعداد مقالات أو أبحاث حسب
مستواهم الدراسي تتطلب العودة إلى كتب عدة، واحرص أن تكون هذه الموضوعات ذات صلة بحياتهم ومستقبلهم .
ودعونا نرفع الشعار التالي: من أجل قراءة مثمرة،ولجعل هذا الشعار ذا مضمون لابد من القيام بسلسلة من الإجراءات
بعضها يقع على كاهل القارئ نفسه، والبعض تتحمله جهات أخرى .أما ما يخص القارئ فيمكن حصر المهم منه في الآتي
:1.اقرأ مقدمة الكتاب وفهرسه كي تتعرف على مضمونه وبعد ذلك يسهل عليك اتخاذ القرار بالقراءة أو عدمها.
2.اجلس في مكان هادئ وبجلسة مريحة حتى لا يكون الجو غير المريح سببا لنفورك من الكتاب،
3.لا ترغم نفسك على قراءة ما لا تحب
4.خذ من أي كتاب ما يهمك ودع ما لا يهمك أو لا تشعر بفائدته
5.إذا قرأت في كتاب ولم يعجبك فلا تستمر في قراءته
6.حاول التعرف على هيكل كل فصل من فصول الكتاب وعلى أهم الأفكار فيه.
7.إذا قرأت ولم تفهم استمر قليلا فإذا شعرت أنك لم تفهم أيضا فتأكد أنك اخترت كتابا فوق قدرتك على الفهم ربما
لبعد موضوع الكتاب عن دائرة تخصصك أو معرفتك، والحل أن تدع مثل هذا الكتاب.
8.إذا مرت بك كلمة ولم تفهمها عد إلى معاجم اللغة لاستيضاح معناها لأن ذلك سيسهل عليك فهم ما ترتب على هذه
الكلمة من أفكار.
9.ضع خطا تحت ما يعجبك من الأفكار ودون ملاحظاتك على الهامش أو على بطاقات خاصة بهذا الغرض.
10.حذار من عدم احترام الكتاب كأن يستخدم مسندا لشيء آخر، أو توضع عليه السندويتشات وصواني القهوة والشاي،
لأن التعامل مع الكتاب بالتقدير اللازم يزيد من احترامنا له، ولا أنس أن آباءنا قد علمونا في صغرنا حينما كنا نعثر على
كسرة خبز أن نرفعها من الأرض ثم نقبلها ونضعها في مكان عال خشية أن تدوسها الأقدام، لأن من يربى على تقدير
النعمة سيكون أكثر حفاظا عليها .وقياسا على ذلك فإن من يربي نفسه على احترام الكتاب سيكون أكثر حرصا على
الاستفادة منه.هذا ما ينبغي على القارئ فعله.أما الجهات الأخرى كالمدارس مثلا فيمكنها المساعدة من خلال تنظيم مسابقات
بين طلبتها في تلخيص الكتب بعد تحديدها وأن تكون المسابقات معتمدة على الحديث الشفهي مع السماح باستخدام
ما كتب في الأوراق في أضيق الحدود كي نعود طلابنا الاعتماد على أنفسهم في التلخيص والإلقاء،
ولاشك أن هذا سيدفع المعلمين والطلاب للقراءة، أما وسائل الإعلام من إذاعة وتلفزيون وصحف ومجلات فيمكنها
أن تخصص للكتاب والتعريف به والحوار ونقاش أفكاره حيزا مكانيا في الصحف والمجلات وحيزا زمانيا في الإذاعة
والتلفزيون بما يحقق هدف التعريف بالكتب القيمة سواء منها الجديد أم القديم، كما يلعب النقاد وما يمكن أن يثيروه من
أفكار عن الكتب دورا مهما في تنمية روح القراءة الناقدة لدى شبابنا، وتستطيع معارض الكتب التي يمكن للجامعات
وغيرها أن تنظمها أن تلعب دورا عظيما في شد انتباه الناس للكتاب، ولا ننس أن للهدايا دور في ترويج الكتاب،
فلنقدم للمريض باقة من الورد مع الكتاب، ولاشك أن الورد سيذبل ويبقى الكتاب، ولنقدم في مناسبات الفرح بعض
الحلوى مع الكتاب لأن الحلوى ستذوب وتهضم ويبقى الكتاب،كما يستطيع الأصدقاء والأهل أن يخصصوا في سهراتهم
بعض الوقت للحديث عن كتاب قرأوه وأفكار أعجبتهم به وجعلوا للحوار دورا في ذلك كله.
لم يبق لي وأنا أتحدث عن طرق الخروج من أزمة القراءة إلا أن أذكر بحقيقة أثبتتها التجربة ويستطيع كل منا التأكد
من صدقها وهي: أن كلا منا يستطيع أن يقرأ في الدقيقة 300 كلمة في المتوسط أي ما يعادل 15 صفحة خلال عشر دقائق.
ولو خصصنا 10 دقائق كل يوم فسيكون بمقدور كل منا أن يقرأ كتابا متوسط الحجم كل أسبوع،
ونستطيع أن نقرأ ما يعادل 20 كتابا كل سنة من أحجام مختلفة.
والسؤال الأخير لو فعلنا ذلك كم عدد الكتب التي يمكن أن يكون كل منا قد قرأها بعد تخرجه من الجامعة أو حتى بعد تخرجه من الثانوية العامة؟
بوركت أخيتي الكريمة سمارة
سبحان الله
مازلت أذكر معلمتي بخير رحمها الله حية أو ميتة
فقد انتهجت نفس النهج
و كانت تحفزنا على القراءة بطرق مشابهة جدا لما ذكر