بارك الله فيكم أخي الحبيب ( الحق مبتغاه ) ، نعم أخي الحبيب فالتاأثير واضح بالنسبة للماء المقروء عليه وهو من العوامل المساعدة على الشفاء بإذن الله عز وجل ، وهذا له أصل في السنة المطهرة ، فقد ثبت من حديث عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال : لدغت النبي صلى الله عليه وسلم عقرب وهو يصلي فلما فرغ قال لعن الله العقرب لا تدع مصليا ولا غيره ) ثم دعا بماء وملح وجعل يمسح عليها ويقرأ بـ ( قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ ) و ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ) و ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ) ( السلسلة الصحيحة 548 ) 0
قال ابن القيم - رحمه الله - في تعقيبه على هذا الحديث : ( ففي هذا الحديث العلاج بالدواء المركب من الأمرين : الطبيعي والإلهي ، فإن في سورة الإخلاص من كمال التوحيد العلمي الاعتقادي ، وإثبات الأحدية لله ، المستلزمة نفي كل شركة عنه ، وثبات الصمدية المستلزمة لإثبات كل كمال له مع كون الخلائق تصمد إليه في حوائجها ، أي : تقصده الخليقة ، وتتوجه إليه ، علويها وسفليها ، ونفي الوالد والولد ، والكفء عنه المتضمن لنفي الأصل ، والفرع والنظير ، والمائل مما اختصت به وصارت تعدل ثلث القرآن ، ففي اسمه الصمد إثبات كل الكمال ، وفي نفي الكفء التنزيه عن الشبيه والمثال 0 وفي الأحد نفي كل شريك لذي الجلال ، وهذه الأصول الثلاثة هي مجامع التوحيد 0
وأما العلاج الطبيعي فيه ، فإن في الملح نفعا لكثير من السموم ، ولا سيما لدغة العقرب ، قال صاحب ( القانون ) : يضمد به مع بزر الكتان للسع العقرب ، وذكره غيره أيضا ، وفي الملح من القوة الجاذبة المحللة ما يجذب السموم ويحللها ، ولما كان في لسعها قوة نارية تحتاج إلى تبريد وجذب وإخراج جمع بين الماء المبرد لنار اللسعة ، والملح الذي فيه جذب وإخراج ، وهذا اتم ما يكون من العلاج وأيسره وأسهله ، وفيه تنبيه على أن علاج هذا الداء بالتبريد والجذب والإخراج والله أعلم ) ( الطب النبوي - باختصار - ص 180 - 181 ) 0
مع التنبه بأن مباشرة الرقية واختلاط لعاب المعالج ومن ثم النفث في الماء والزيت والعسل هو الذي يعطي تلك الخاصية لكافة تلك المواد لمباشرتها النفث المختلط بكلام الله عز وجل 0
زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :
أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0