إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله.
{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون**{يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا** ** يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما**
أما بعد :
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
نبدأ اولا بمن منع الاستعانة
ومن زامبيا ورد إلى اللجنة الدائمة للإفتاء السؤال التالي :
س: أفيدكم علما بأن في زامبيا رجلا مسلما يدعي أن عنده جنا والناس يأتون إليه ويسألون الدواء لأمراضهم، وهذا الجن يحدد الدواء لهم وهل يجوز هذا؟ وأنا قلت للناس هذا ما يجوز والناس يغضبون علي فأرجو من سماحتكم التكرم بإرسال الفتوى في أقرب وقت ؟.
وكان الجواب كما يلي:
لا يجوز لذلك الرجل أن يستخدم الجن، ولا يجوز للناس أن يذهبوا إليه طلبا لعلاج الأمراض عن طريق ما يستخدمه من الجن ولا لقضاء المصالح عن ذلك الطريق، وفي العلاج عن طريق الأطباء من الإنس بالأدوية المباحة مندوحة وغنية عن ذلك مع السلامة من كهانة الكهان.
وقد صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة رواه مسلم في صحيحه وخرج أهل السنن الأربعة والحاكم وصححه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد وهذا الرجل وأصحابه من الجن يعتبرون من العرافين والكهنة فلا يجوز سؤالهم ولا تصديقهم. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد, وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبد الله بن غديان عبد الرزاق عفيفي عبد العزيز بن عبد الله بن باز
السؤال الثلاثون من الفتوى رقم (6505)
ومن هذا القبيل ما ورد في سؤال قدم للجنة الدائمة للإفتاء عن مشعوذ في الباكستان يدعي معرفة الجن الصالحين فقدم السؤال إلى اللجنة الدائمة للإفتاء برئاسة الشيخ ابن باز رحمة الله تعالى:
** شيخ في الباكستان ظاهره الصلاح ، والله أعلم يقول إنه يعرف الجن الصالحين ويكلمهم عن طريق أحد الأشخاص ممن كان بهم مرض الصرع وعولجوا . وهم يساعدون في إخراج الجن من المصروعين ويقول إنه يملك سجنا ليعاقب الجن المذنبين عن طريق الجن الصالحين وهم لا يساعدونه في الأعمال الدنيوية الملموسة للإنسان وقال إنه يملك إجازة لتعليم العرب فمن أراد أن يتعلم يعطيه الأذكار التالية :{آمنت بالله العظيم وكفرت بالجبت والطاغوت واستمسكت بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها والله سميع عليم**هذا بعد كل صلاة سبع مرات قبل أن يتحرك من مكانه . وقبل النوم ينفث بيده {الصلاة الإبراهيمية ثلاث مرات وسورة الكافرون والإخلاص والفلق والناس وأول خمس آيات من سورة البقرة والصلاة الإبراهيمية ثلاث مرات ويمسح جسمه ** وهذا لمدة واحد وأربعين يوما.. وإذا أخطأ أعاد من البداية ثم بعد أن ينتهي يرجع للشيخ فيطلب له جماعة من الجن مكونة من عشرة نساء وعشرة رجال يبقون في صحبته وهذه الجماعة يطلبها من مكة المكرمة وهو لا يراها ولا يسمع صوتها ولكنهم يأتمرون بأمره ولا يطيعونه في أعمال الإنسان الدنيوية مثل إحضار شيء أو رفعه أو ما شابه ذلك فقط يحرسونه من الجن وإذا صادف مريضا بالصرع من الجن يقبضون على الجني الذي يصرعه . ويقول أنه إذا أسلم أحد من السجناء عنده يبعثه إلى مكة المكرمة مع جماعة من الجن فإذا كان صادقا يدخل مكة وإذا كان كاذبا لا يدخلها لأن هناك ملائكة تقف عند أبواب مكة تمنع الجن الكفار من دخولها ..
فما هو رأي سماحتكم بهذا بالتفصيل؟. وما هو رأي الدين بالزواج من الجنية ؟.وهل الآية{فانكحوا ما طاب لكم من النساء..** خاصة بنساء الإنس ، لأن الله سمى رجال الجن رجال فهم داخلون في المعنى فهل تكون كلمة نساء أيضا للجن والإنس معا؟.وجزاكم الله خيرا؟**.
فكان الجواب:
وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بأن هذا الرجل الذي ذكرتم يعتبر من الكهان والعرافين الذين نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن إتيانهم وسؤالهم وتصديقهم وإن أظهر الصلاح والعبادة فالواجب نصيحته وتحذيره من عمله وأمره بالتوبة إلى الله من ذلك وتحذير الناس من المجيء إليه وسؤاله وتصديقه عملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم **{من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة**** رواه مسلم في صحيحه وقوله:**** من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد **** رواه الأربعة والحاكم وقال صحيح على شرطهما وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث عمران{{ليس منا من تطير أو تطير له أو تكهن أو تكهن له أو سحر أو سحر له ومن أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم**** رواه البزار بإسناد جيد...
** فتاوى اللجنة الدائمة .. فتوى رقم:10774**.
رقم (10626):
يوجد عندنا بقريتنا بعض الناس يأخذون علاجا من عند طبيب ويسألونه عن سبب هذا المرض الذي أصيب الشخص به ويقول لهم سببه كذا وكذا، فهل ذلك شرك بالله أم لا؟ أفيدونا أفادكم الله.؟.
وكانت الإجابة بما يلي
مراجعة الطبيب الذي يعالج بالأدوية العربية جائز إلا إذا كان كاهنا فلا يجوز الذهاب إليه ولا العلاج عنده، وهو الذي يدعي علم الغيب أو الاستعانة بالجن. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد, وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو نائب رئيس اللجنة الرئيس
عبد الله بن غديان عبد الرزاق عفيفي عبد العزيز بن عبد الله بن باز
سؤال : ما حكم التعامل مع الجن؟. فأجاب بهذه النصيحة و نصها:
[[ التعامل مع الجن ضلالة عصرية]]
فلم نكن نسمع من قبل ‘ قبل هذا الزمان ‘ تعامل الإنس مع الجن ، ذلك أمر طبيعي جدا إذ لا يمكن تعامل الإنس مع الجن لاختلاف الطبيعتين، قال عليه الصلاة والسلام تأكيدا لما جاء في القرآن :** خلق الجان من مارج من نار **وزيادة على ما في القرآن قال عليه الصلاة والسلام:{خُلقت الملائكة من نور وخلق الجان من نار وخلق آدم مما وصف لكم** .
فإذا البشر خلقوا من طين والجان خلقوا من نار ، أنا أعتقد أن من يقول بإمكان التعامل مع الجن مع هذا التفاوت في أصل الخلقة مثله عندي كمثل من قد يقول وما سمعنا بعد من يقول ، ماذا؟. تعامل الإنس مع الملائكة، هل يمكن أن نقول أن الإنس بإمكانهم التعامل مع الملائكة ؟. الجواب:لا.لماذا؟. نفس الجواب : خلقت الملائكة من نور ،وخلق آدم مما وصف لكم.أي من تراب فهذا الذي خلق من تراب لا يمكنه أن يتعامل مع الذي خلق من نور ، كذلك أنا أقول لا يمكن للإنسي أن يتعامل مع الجني ، بمعنى التعامل المعهود بيننا نحن البشر ، نعم يمكن أن يكون هناك نوع من التعامل بين الإنسي والجني كما يمكن أن يكون هناك نوع من التعامل بين الإنسي والملائكة أيضا لكن هذا نادر ، نادر جدا جدا ولا يمكن ذلك مع الندرة إلا إذا شاء الملك وشاء الجان ، أما أن يشاء الإنس أن يتعامل معاملة ما مع ملك ما فهذا مستحيل ، وأما أن يشاء الإنس أن يتعامل مع الجن رغم أنف الجن فهذا مستحيل.
لأن هذا كان معجزة لسليمان عليه الصلاة والسلام ولذلك جاء في الحديث الصحيح في البخاري أو مسلم أو في كليهما معا أن النبي صلى الله عليه وسلم قام يصلي يوما بالناس إماما وإذا هم يرونه كأنه يهجم على شيء ويقبض عليه ، ولما سلم قالوا له يا رسول الله رأيناك فعلت كذا وكذا ؟. قال :{نعم ذاك الشيطان هجم أو قال عليه السلام هذا المعنى وفي يده شعلة من نار يريد أن يقطع علي صلاتي فأخذت بعنقه حتى وجدت برد لعابه في يدي ولولا دعوة أخي سليمان عليه السلام : {رب هب لي ملكا لاينبغي لأحد من بعدي**لولا هذه الدعوة لكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ربطه ، لكنه لم يفعل ، وأطلق سبيله بالرغم أنه أراد أن يقطع عليه صلاته.
فالآن ما يشاع هذا الزمان من تخاطب الأنس مع الجن أو الإنسي المتخصص في هذه المهنة.. زعم.. أن يتخاطب مع الجني أو يتفاهم معه وأن يسأله عن داء هذا المصاب وهذا المريض وعلاجه، فهذا في حدود معينة يمكن ، يمكن واقعيا ، لكن لا يمكن شرعا، لأن ليس ما هو يمكن واقعا يمكن أو يجوز شرعا ، فيمكن للمسلم أن ينال رزقه بالحرام كما ابتلي المسلمون اليوم بالتعامل بالربا ، معاملات كثيرة وكثيرة جدا يمكن هذا ، ولكن لايمكن شرعا فهذا لا يجوز شرعا ، فما كل ما يجوز واقعا يجوز شرعا.
لذلك نحن ننصح الذين ابتلوا بإرقاء المصروعين: من الإنس بالجن أن لا يحيدوا أو أن لا يزيدوا على تلاوة القرآن على هذا المصروع أو ذاك في سبيل تخليص هذا الأنس الصريع من ذاك الجن الصريع {الصريع اسم مفعول واسم فاعل**ففي هذه الحدود فقط يجوز ، وما سوى ذلك فيه تنبيه لنا في القرآن الكريم على أنه لا يجوز بشهادة الجن الذين آمنوا بالله ورسوله وقالوا كما حكا ربنا عز وجل في القرآن{وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا**وكانت الاستعاذة على أنواع والآن ما في حاجة للتعرض لها، المهم أن الاستعانة بالجن سبب من الأسباب لإضلال الأنس ، لأن الجن ما يخدم الإنسي لوجه الله وإنما ليتمكن منه لقضاء وطره منه بطريقة أو بأخرى.
لقد كنا في زمن مضى ابتلينا بضلالة لم تكن معروفة من قبل وهي ضلالة التنويم المغناطيسي فكانوا يضللون الناس بشيء اسمه التنويم المغناطيسي ، يسلطون بصر شخص معين على شخص عنده استعداد لينام ثم يتكلم بأمور غيبية .زعم. ومضى على هذه الضلالة ما شاء الله عز وجل من السنين تقديرا ثم حل محلها ضلالة جديدة وهي استحضار الأرواح ولا نزال نسمع إلى الآن شيئا عنها ولكن ليس كما كنا نسمع من قبل ذلك لأنه حل محلها الآن الاتصال بالجن مباشرة ، لكن من طائفة معينين وهم الذين دخلوا في باب الاتصال بالجن بسم الدين ، وهذا أخطر من الذي قبل ، التنويم المغناطيسي لم يكن بسم الدين وإنما كان بسم العلم واستحضار الأرواح لم يكن بسم الدين وإنما كان بسم العلم أيضا ، أما الآن فبعض المسلمين وقعوا في ضلالة الاستعانة بالجن بسم الدين ، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم ثبت عنه أنه قرأ بعض الآيات على بعض الناس الذين كانوا يصرعون من الجن فشفاهم الله فهذا صحيح .. لكن هؤلاء ؟. بدأوا من هذه النقطة ثم وسعوا الدائرة إلى الكلام : هل أنت مسلم؟. لا ماني مسلم . شو دينك؟. نصراني ، يهودي ، بوذي. وبعدين بيتكلموا معه: أسلم تسلم ..كلام. بيقول: أشهد أن لا إله إلا اله وأن محمدا رسول الله .. وآمنوا الإنس بكلام الجني وهم لا يرونه ولا يحسون به إطلاقا .
نحن نعيش اليوم سنين طويلة ونتعامل مع بني جنسنا ، إنس مع إنس ، سنين ، وبعد كل هذه السنين يتبين أن هذا كان غاشا لك ، فكيف بدك تتعامل مع رجل من الجن لا تعرف حقيقته ، هو بيقول لك أسلمت . يقول لك سلفا أنا مؤمن ، أنا ترى في خدمتك ، شو بدك مني أنا حاضر .فهذا نسمعه كثيرا ، سبحان الله .. من هنا يدخل الضلال على المسلمين وكما يقال وما معظم النار إلا من مستصغر الشرر ، بدأنا مهنة نتعاطاها باستخراج الجن من الإنس وتوسعنا فيها حتى صارت علاقات ، وأخيرا جاء هذا السؤال :هل يمكن التعامل مع الجن؟؟.
والجواب:لا ، لا يمكن إلا بما ذكرته من آنفا من التفصيل
والنصيحة: {كما قلت آنفا أنه لا يجوز للمسلم أن يزيد على الرقية في معالجة الإنسي الذي صرعه الجني فيقرأ عليه ما شاء الله من كتاب الله ومن أدعية رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيحة وكفى .**.
أما الزيادة على ذلك فبعضهم يستخدم أشياء عجيبة جدا فهذا كله توهيم على الناس ومحاولة الانفراد بهذه المهنة عن كل الناس لأنه لو بقيت القضية على تلاوة آيات من القرآن فكل أحد يتسنى له أن يقرأ بعض آيات وإذا بالجني يخرج ولكنهم يحيطونها بشيء من التمويه والسرية زعموا حتى تكون مخصصة في طائفة دون طائفة ، وأذكر بقول الله تعالى:{وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا**.
نسأل الله عز وجل أن يحفضنا عن أن يصرفنا إلى الاستعانة بالجن . انتهى كلامه رحمه الله تعالى.
مفرغ من شريط حكم التعامل مع الجن
وقد سُئل الشيخ صالح الفوزان حفظه الله تعالى: هل أثر عن السلف علاج المسحورين؟
قال السائل :أناس يعالجون بالقرآن وقد وجد بعض الناس نتائج مرضية عند هؤلاء فهل في عمل هؤلاء محذور شرعي ؟وهل يأثم من ذهب إليهم؟ وما الشروط التي ترون أنها ينبغي أنها تكون موجودة فيمن يعالج بالقرآن ؟ وهل أثر عن بعض السلف علاج المسحورين و المصروعين وغيرهم بالقرآن؟.
فأجاب بما يلي
لا بأس بالعلاج بالقرآن وذلك ما يسمى بالرقية بأن يقرأ القارئ وينفث على المصاب فإن الرقية بالقرآن وبالأدعية المشروعة جائزة ، وإنما الممنوع الرقية الشركية :{وهي التي فيها دعاء لغير الله واستعانة بالجن والشياطين كعمل المشعوذين والدجالين أو بأسماء مجهولة**.
أما الرقية بالقرآن والأدعية الواردة فهي مشروعة وقد جعل الله القرآن شفاء للأمراض الحسية والمعنوية من أمراض القلوب وأمراض الأبدان لكن بشرط إخلاص النية من الراقي والمرقي وأن يعتقد كل منهما أن الشفاء من عند الله وأن الرقية بكلام الله سبب من الأسباب النافعة ولا بأس بالذهاب إلى الذين يعالجون بالقرآن إذا عرفوا بالاستقامة وسلامة العقيدة وعرف عنهم أنهم يعملون بالرقية الشرعية.
والعلاج بالرقية القرآنية من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وعمل السلف فقد كانوا يعالجون بها المصاب بالعين والصرع والسحر وسائر الأمراض ويعتقدون أنها من الأسباب النافعة المباحة وأن الشافي هو الله وحده.
ولابد من التنبيه :على أن بعض المشعوذين والسحرة قد يذكرون شيئا من القرآن أو الأدعية لكنهم يخلطون ذلك بالشرك والاستعانة بالجن والشياطين ، فيسمعهم بعض الجهال ويظن أنهم يعالجون بالقرآن وهذا من الخداع الذي يجب التنبه له والحذر منه . {المنتقى من فتاوى الشيخ الفوزان**..
وأيضا:ـــــ وفي شريط الرقية الشرعية سُئل فضيلته عن الذين يستخدمون الجان المسلمين في العلاج وهل يجوز هذا العمل؟. فأجاب بما يلي:
الاستعانة بالجن لا تجوز ولو أدعى أنهم مسلمون وما الذي يدريه أنهم مسلمون ، هذا من التدجيل والكذب فلا يجوز الاستعانة بالجن ،فقد نص الله سبحانه وتعالى في القرآن على تحريم هذا:{وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا. .**. فقال من الجن مطلقة ، لا كفار الجن ،بل قال من الجن وقال سبحانه وتعالى :
{ويوم نحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكترثم من الإنس و قال أوليائهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون ** .
لا تجوز الاستعانة بالجن ولو أدعى أنهم مسلمون،وما الذي يدرينا أنهم مسلمون ؟. و حتى لو كانوا مسلمون ما الدليل على أنه يُستعان بالجن والقرآن أطلق الإنكار في هذا والجن من عالم الغيب لا نراهم...انتهى..
كثيرا ما يخدعون الناس بالتظاهر بالصلاح
قد تقدم من نقل فتوى اللجنة الدائمة والحكم على المشعوذ الباكستاني بأنه كاهن ، كذلك قد نصت الفتوى على التحذير منه ومن أعماله الشيطانية ونصيحته بالتوبة إلى الله من ذلك المنكر الذي هو عليه وأنه يلبس على الناس وغرهم بما هو عليه من الادعاء الكاذب ، وكذلك انظر إلى هذه المسألة حتى لا يغرك حال هؤلاء الأدعياء
ففي الفتوى رقم (6505)قدم سؤال إلى اللجنة الدائمة ونصه: (أحيانا نفقد بعض المال أو الذهب من المنزل ونعتقد أنه سرق ونذهب لأحد الأشخاص ويعرف بالمخبر نشرح له ذلك ويوعدنا خيرا وأحيانا تسترجع المفقود وأحيانا لا، فما حكم ذهابنا لهؤلاء الأشخاص؟
فكانت الإجابة
لا يجوز ذهابكم إليه؛ لأنه كاهن، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي عن إتيان الكهان ونحوهم وسؤالهم وتصديقهم. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد, وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبد الله بن قعود عبد الله بن غديان عبد الرزاق عفيفي عبد العزيز بن عبد الله بن باز
انظر رجمني الله وإياك فرغم إجابة السؤال الواضحة إلا أن السائل لا يزال شاكا والسبب هو تظاهر هؤلاء بالنسك وكثرة العبادة وقراءة القرآن فأعاد السائل السؤال على اللجنة الدائمة كما سيأتي من السؤال التاسع عشر من الفتوى رقم (6914): س 19: قلتم في سؤال سابق لي وجوابه رقم (30) في الفتوى رقم 6505 وتاريخ 19/12/1403هـ صفحة (4): إن الذهاب إلى المخبر لا يجوز؛ لأنه كاهن.
أود أن أشير هنا أن الأشخاص الذين نذهب لهم معروفون بتمسكهم بتعاليم الدين الحنيف ولا يقرءون غير القرآن والأحاديث الشريفة في مثل تلك المسائل التي ذكرتها في سؤالي، فما حكم ذهابنا لهم؟
فكانت الإجابة كما يلي: ج 19: مجرد قراءة القرآن والأحاديث لا يعرف به مكان المفقود ولا يسترجع به، ومن ذهب إلى من يدعي معرفة مكان المفقود بمجرد قراءة القرآن والأحاديث فهو ملتجئ إلى كاهن دجال ولو ادعى أنه صالح متمسك بالدين، وقد يتظاهرون بقراءة القرآن والحديث الشريف للتضليل والتلبيس وهم في الباطن من الكهنة والعرافين.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد, وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو عضو نائب رئيس اللجنة الرئيس
عبد الله بن قعود عبد الله بن غديان عبد الرزاق عفيفي عبد العزيز بن عبد الله بن باز
الفتوى رقم (6914)
الشيخ عبد الكريم الخضير حفظه الله
في محاضرة بعنوان (احفظ الله يحفظك) وقد كان تعرض بالشرح لحديث ابن عباس والذي فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم يا غلاماحفظ الله يحفظك)فقال في معرض حديثه ما نصه:
[[والاستعانة: طلب هذه الإعانة عند الحاجة إليها (وإذا استعنت فاستعن بالله) نسأل كثيرا عن الاستعانة بما يُدعي أنهم من صالحي الجن ؟. فبعض من يرقي الناس إذا تكلم الجني سأله عن بعض أشياء ويُكثر السؤال عنها ويخبره ويحضر له بعض الأمور، ويُفهم من بعض كلام شيخ الإسلام على عير وجهه أنه يدل على هذا....
والصواب{ المنع ** لأن:
• الإفادة منهم من خواص سليمان عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، والنبي عليه الصلاة والسلام لما أراد أن يربط الجني لكي يراه صبيان المدينة قال تذكرت دعوة أخي سليمان... فهي من خواص سليمان عليه السلام.
• وأيضا فإن فتح هذا الباب بفتح شرا عظيما وبابا كبيرا من أبواب الشرك بحيث لا يُستطاع سده فيما بعد، وسد الذريعة الموصلة إلى مثل هذا أمر مطلوب شرعا.
• والأمر الثالث أنهم من يصدقهم أنهم صالحون؟ هؤلاء غيب ، وكثير منهم يكذب أنت لا تراه ولا يمكن أن تستدل على صلاحه إلا بدلائل وقرائن ، ومجرد كونه يدعي الصلاح ، لو كان صالحا ما ابتلى المسلم وما دخل فيه وأذاه.
• الأمر الرابع من يستعين بهم فيما يُظن أنهم يقدرون عليه قد يستدرجونه فيخدمونه في أول الأمر بدون مقابل ثم بعد ذلك إذا استدرج ومشي في هذا الطريق وعرفه الناس بهذا الأمر قطعت هذه الإعانة ، وتقطع بعد ما ألفها وعرفه الناس بها .. فلابد أن يقدم ، وقد حصل ، بعض من يرقي الناس في أول الأمر يتعامل معهم ولا يطلبون منه شيئا حتى إذا تورط ومشى على يده على حد زعمه سبعون مقعدا وأحرق كذا مملكة جن على ما يقول وتورط ، طلب منه حينئذِ أن يقدم .. ولا يرضى أن يرجع لا شيء بعد أن كان شيئا ..
فالذي يتجه منع وسد هذا الباب بالكلية، وأن الذي يرقي الناس يكتفي بإخراج هذا الجن وتخليص المسلم منه.. . انتهى كلامه رحمه الله تعالى...
ــــ الشيخ الشتري حفظه الله
وقد سئل فضيلته في سؤال على الهاتف هل يجوز الاستعانة بالجن ؟.
فأجاب بما يلي:
لا يجوز لمسلم أن يستعين بالجن أو يطلب منهم عونا على قضاء حوائجه سواء كانت متعلقة بأمور أخروية أو أمور دنيوية وسواء كانت من كشف مواطن السحر أو في بيان عائن، أو في الإعانة على نوع من أي الأعمال . والدليل على هذا:ـ
• الدليل الأول قول الله عز وجل : ويوم نحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أوليائهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجانا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها ..) فذم الله أولئك الإنس الذين استمتعوا بالجن بمعنى أنهم أخذوا منهم شيئا من حوائجهم وتمتعوا بشيء من قدراتهم.
• ويدل على هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد آمن به الجن في زمانه ومع ذلك لم يطلب منهم العون على شيء من حوائجه مع وجود الحاجة لذلك سواء في كشف السحر الذي أصيب به أو في الإعانة على عدوهم من المشركين أو غير ذلك .
• ويدل على هذا أن الجن لا يعينون الإنس إلا بنوع ذل وخضوع من الإنس لهم والذل والخضوع لهم من الأمور المحرمة المخالفة للشريعة.
ولذلك فالاستعانة بالجن على أي أمر سواء كان من الطاعات أو من المعاصي أو في كشف السحر أو في غير ذلك من المحرمات ومن الأفعال المحرمة شرعا، وقد قرر العلماء أنه إذا وجدت الحاجة وإذا كانت الحاجة داعية لفعل في عهد النبوة فلم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم دل ذلك على عدم مشروعيته فلا يشرع للمؤمن أن يستعين بالجن على طاعة أو على فعل قربة أو على كشف ضر أو على انتصار على مشرك أو غير ذلك لعدم فعل النبي صلى الله عليه وسلم له..أ.ه.
فقال السائل : يا شيخ هل صحيح هناك كلام لشيخ الإسلام؟.
فأجاب الشيخ قائلا:
إذا جاءت النصوص الشرعية لم نلتفت إلى قول أحد من الناس كائنا من كان ، على أن الكلام الذي ينسبونه إلى الشيخ فهموه خطأ فالشيخ لم يستعن بهم ولم يرد لأحد أن يستعين بهم وإنما قال :إذا هم ابتدءوا بأنفسهم فأعانوا المسلم بدون طلب من المسلم الإنسي لهم فلا حرج عليهم في تقبل انتفاعه بهم أما أن يطلب الإنسي من الجني شيئا من النفع فهذا لا يجيزه شيخ الإسلام .أ.ه.
ـــــ الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله:
وقد سئل فضيلته : هل يجوز الذهاب للعلاج عند من يزعم أنه يعالج بمساعدة جن مسلمين؟ وهل هذه المساعدة من الجن للقارئ من الاستعانة الجائزة أو المحرمة؟.
فأجاب بما يلي:
{الاستعانة بالجن سواء أكانوا مسلمين أم غير مسلمين وسيلة من وسائل الشرك **.
ثم قال: والاستعانة معناها : طلب الإعانة ، ولهذا فمن المتقرر عند أهل العلم إنه لا يجوز طلب الإعانة من مسلمي الجن لأن الصحابة رضوان الله عليهم لم يطلبوا ذلك منهم وهم أولى أن تخدمهم الجن وأن تعينهم.
وأصل الاستعانة بالجن : من أسباب إغراء الإنسي بالتوسل إلى الجني وبرفعة مقامه وبالاستمتاع به وقد قال عز وجل :{ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا **الأنعام .. فحصل الاستمتاع كما قال المفسرون : من الجني بالإنسي . بأن الإنسي يتقرب إليه ويخضع له وغير ذلك ويكون في حاجته ويحصل الاستمتاع من الإنسي بالجني بأن يخدمه الجني وقد يكون مع ذلك الاستمتاع ذبح من الإنسي للجني وتقرب بأنواع العبادات أو بالكفر بالله جل وعلى والعياذ بالله بإهانة المصحف أو بامتهانه أو نحو ذلك ولهذا نقول إن تلك الاستعانة بجميع أنواعها لا تجوز فمنها ما هو شرك كالأستعانه بشياطين الجن يعني: الكفار ومنها ما هو وسيلة إلى الشرك كالاستعانة بمسلمي الجن .
وبعض أهل العلم كشيخ الإسلام ابن تيمية يقول: إن الجن قد تخدم الأنس وهذا المقام فيه نظر وتفصيل ذلك أنه رحمه الله ذكر في آخر كتاب النبوات أن أولياء الله لا يستخدمون الجن إلا بما فعله معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن أمرهم ونهاهم أي : بالأوامر والنواهي الشرعية . أما طلب خدمتهم وطلب إعانتهم : فإنه ليس من سجايا أولياء الله ولا من أفعالهم . قال مع أنه قد تنفع الجن الأنس وقد تقدم له بعض الخدمة ونحو ذلك وهذا صحيح من حيث الواقع .
فالحاصل أن المقام فيه تفصيل : فإذا كان الاستخدام بطلب الخدمة من الجن المسلم فهذا وسيلة إلى الشرك.
ولا يجوز أن يعالج عند أحد يعرف منه أنه يستخدم الجن المسلمين وإذا كانت الجن تخدم بعض الناس بدون طلبه فإن هذا قد يحصل لكن لم يكن هذا من خلق أولياء الله ولا مما سخره الله جل وعلا لخاصة عباده فلا يسلم من هذا حاله من نوع خلل جعلت الجن تكثر من خدمته وإخباره بالأمور ونحو ذلك فالحاصل :
إن هذه الخدمة إذا كانت بطلب منه فإنها لا تجوز وهي نوع من أنواع المحرمات لأنه نوع استمتاع وإذا كانت بغير طلب منه فينبغي له أن يستعيذ بالله من الشياطين ويستعيذ بالله من شر مردة الجن لأنه قد يؤدي قبول خبرهم واعتماده إلى حصول الأنس بهم وقد يقوده ذلك الاستخدام إلى التوسل بهم والتوجه إليهم والعياذ بالله ..
فإذا تبين ذلك فإن خبر الجن عند أهل العلم ضعيف لا يجوز الاحتجاج به هند أهل الحديث وذكر ذلك أيضا الفقهاء وهذا صحيح لأن البناء على الخبر وقبوله : هو فرع من تعديل المخبر والجني غائب وعدالته غير معروفة وغير معلومة عند السامع فإذا بني الخبر عمن جاءه به من الجن وهو لم يره ولم يتحقق عدالتهم إلا بما سمع من خطابهم وهي لا تكفي فإنه يكون قد قبل خبر من يحتمل أنه فاسق ولهذا قال الله جل وعلا :
{يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ** الحجرات..
والذين يقبلون أخبار الجن وإعلام الجن لهم ببعض الحوادث تحصل منهم مفاسد متنوعة كثرة منها هنا جزمهم بصحة ما أخبرتهم به الجن فربما حصل بسبب ذلك مفاسد عظيمة من الناس الذين أخبروا بذلك فيكثر القيل والقال وقد تفرقت بعض البيوت من جراء خبر قارئ جاهل يزعم أن الذي فعل هذا هو فلان باعتبار الخبر الذي جاءه ويكون الخبر الذي جاءه من الجن خبرا كاذبا فيكون قد أعتمد على نبأ هذا الذي لا يعلم عدالته وبنا عليه وأخبر به فيحصل من جراءه فرقة واختلاف وتفرق وشتات في البيوت ونعلم أنه قد ثبت في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم رحمه الله تعالى أن إبليس ينصب عرشه على الماء ويبعث سراياه فيكون أحب جنوده إليه من يقول له فرقت بين المرأة وزوجها . وهذا من جملة التفريق الذي يسعى إليه عدو الله . بل الغالب أنه يكون من هذه الجهة فأحب ما يكون إلى عدو الله أن يفرق بين المؤمنين ولهذا جاء في الحديث الصحيح الذي رواه أيضا مسلم وغيره أن النبي صلى الله عليه مسلم قال: إن الشيطان أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم .
فهذه المسألة:
يجب على طلاب العلم أن يسعوا في إنكارها وبذل الجهد في إقامة الحجة على من يستخدم الجن ويتذرع بأن بعض العلماء أباح ذلك والواقع أن هذا العمل وسيلة من وسائل الشرك بالله جل وعلا..
واقرءوا أول كتاب تاريخ نجد لابن يشر حيث قال :** إن سبب دخول الشرك إلى قرى نجد أنه كان بعض البادية إذا أتى وقت الحصاد أو أتى وقت خرف النخيل فإنهم يقطنون بجانب تلك القرى ومعهم بعض الأدوية والأعشاب فإذا كانوا كذلك فربما سألهم بعض جهلة تلك القرى حتى حببوا إليهم بعض تلك الأفعال المحرمة من جراء سؤالهم وحببوا إليهم بعض الشركيات أو بعض البدع حتى فشي ذلك بينهم فبسبب هؤلاء المتطببين الجهلة والقراء المشعوذين انتشر الشرك قديما في الديار النجدية وما حولها كما ذكر ابن غنام..
وقد حصل أن : [ بعض مستخدمي الجن كثر عنده الناس فلما رأى من ذلك صار يعالج علاجا نافعا فزاد تسخر الجن له حتى ضعف تأثيره فلما ضعف تأثيره ولم يستطيع مع الحالات التي تأتيه للقراءة أو للعلاج شيئا : صار تعلقه بالجن أكثر ولازال ينحدر ما في قلبه من قوة اليقين وعدم الاعتماد بقلبه على الجن حتى اعتمد عليهم شيئا فشيئا ثم حرفوه والعياذ بالله عن السنة وعما يجب أن يكون في القلب من توحيد الله وإعظامه وعدم استخدام الجن في الأغراض الشركية فجعلوه يستخدم الجن في أغراض شركية وأغراض لا تجوز بالاتفاق ].
فهذا الباب مما يجب وسده وكذلك يجب إنكار وسائل الشرك والغواية..
{وحكم من يستخدم الجن ويعلن ذلك ويطلب خدمتهم لمعرفة الإخبار فهذا جاهل بحقيقة الشرع وجاهل بوسائل الشرك وما يصلح المجتمعات وما يفسدها والله المستعان.**.انتهى كلامه رحمه الله تعالى
** التمهيد لشرح كتاب التوحيد ص:615..619**..
وقال فضيلته في شرح نفس الكتاب: في باب ما جاء في الكهان ونحوهم:
واعلم أن أصناف الكهانة كثيرة جدا وجامعها الذي يجمعها :
(( أن الكاهن يستخدم وسيلة ظاهرة عنده ليقنع السائل بأنه وصل إليه العلم عن طريق أمور ظاهرة كالنجوم أو عن طريق الخط أو عن طريق الطرق أو عن طريق الودع أو عن طريق الفنجان أو عن طريق الكف أو عن طريق النظر في الحصى أو عن طريق الخشب ونحو ذلك وهذه كلها وسائل يغر بها الكاهن من يأتيه.
وهي في الحقيقة وسائل لا تحصل العلم ولكن العلم جاءه عن طريق الجن وما هذه الوسيلة إلا لخداع الناس ولكي يضن الضان أنها تؤدي إلى العلم وأن هؤلاء أصحاب علم وفن بهذه الأمور، وفي الواقع هو لا يتحصل على العلم الغيبي عن طريق الخط أو عن طريق فنجان أو عن طريق النظر في البروج أو نحو ذلك وإنما يأتيه العلم عن طريق الجن وهو يظهر هذه الأشياء حتى يحصل على المقصود كي يصدق الناس أنه لا يستخدم الجن وأنه ولي من الأولياء وإلا كيف يستنتج المغيبات من هذه الأمور الظاهرة .
ويوجد في بعض البلاد كغرب أفريقيا وبعض شمالها وفي الشرق من يتعاطى بهذه الأشياء ويزعم أنه من الأولياء ويقول : إن الملائكة تخبره بكذا فهو لا يفعل الفعل إلا بإرشاد من الملائكة فالذي يفعل هذه الأفعال من الأمور السحرية أو الكهنية يعتبر في تلك البلاد من الأولياء ولهذا ترى بعض الشراح يذكر في مقدمة هذه الأبواب أن أولياء الله تعالى لا يتعاطون الشرك ولا يتعاطون مثل هذه الأمور ، فأولياء الله : مقيدون بالشرع وليسوا من أولياء الجن.. انتهى كلامه رحمه الله تعالى.. {ص :325التمهيد لشرح كتاب التوحيد**.
نأمل التفصيل في مسألة الاستعانة بصالحي الجن ؟
الاستعانة بالجن ذكر شيخ الإسلام رحمه الله أن اتصال الجن بالإنس له ثلاث حالات :
الحالة الأولى: أن يدعوهم إلى الله ويأمرهم بالمعروف، وينهاهم عن المنكر هذا مطلوب، الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر مطلوب للإنس والجن وهذا يكون إذا قدر أنه كلم أو كذا أو ما أشبه ذلك يدعوه إلى الله، ويأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر فقط ما يزيد على هذا، فهذا مطلوب، قد يحصل هذا، قد يوجد بعض الجن الصالحين يحضرون بعض الحلقات قد يكون يكلمون بعض الناس، هذا إذا دعاهم إلى الله وأمرهم بالمعروف هذا مشروع.
الحالة الثانية: أن يستعين بهم في أمور مباحة كأن يستعين بهم في إصلاح سيارته أو إصلاح مزرعته أو بناء بيته . يقول شيخ الإسلام : الأصل فيه الإباحة .
ولكن بكل حال لا ينبغي للإنسان أن يتمادى مع الجن حتى في الأمور المباحة لأن الجن لا نراها ولا نعلم صدقهم من كذبهم، والجن أضعف عقولا من الإنس ولا يصدقون، وقد يجرونه إلى ما لا تحمد عقباه وإذا كان الله قال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا هذا فاسق من الإنس فالجن أشد .
بعض القراء يتمادون في مثل هذا، بعضهم يقول: أنا أتكلم مع الجني وأطلب منه كذا وكذا، وأخبرني عن كذا وكذا , وأخبرني عن السحر الفلاني أين هو ؟ وكذا وكذا . وبعضهم يقولون: إنه مسلم، نقول : من أخبرك ؟ هل تعلم حاله ؟ هل يُصدق هذا هو الآن فاسق , اعتدى على هذا الإنسي فيكون فاسقا لا يقبل كلامه ولا خبره، فلا ينبغي لك أن تقبل خبره ولا أن تستعين به، إنما تدعوه إلى الله، أو تقرأ عليه، وتطلب منه أن يخرج من هذا المسلم ولا يؤذيه .
أما كون بعض الناس يقول : أنا أطلب منه كذا وكذا وأخبرني عن كذا , وعن السحر الفلاني ويجلس معه ساعات . والجني يكذب عليه فكيف يثق بكلامه ؟ وكيف يعلم أنه صحيح ثم أنهم قد يجرونه إلى ما لا تحمد عقباه حتى في الأمور المباحة لأنه قد تتدرج بهم الحال حتى يوقعوه في الشرك.
http://shrajhi.com/?Cat=1&Fatawa=669
ثانيا اقوال اهل العلم بالجواز الاستعانة بالجان
مكتبة الفتاوى : فتاوى نور على الدرب (نصية) : التوحيد والعقيدة
السؤال: أيضاً يقلن من كان به مرضٌ ودُلّ على شخصٍ يتلو على المريض ويعطي له دواء على حسب ما يراه حيث يقول إن فلان به كذا وعُمِل له كذا أو طاح على مكانٍ به جنٌ فما هو الحكم في ذلك؟
الجواب
الشيخ: إذا كان الرجل الذي ذهب إليه من الصالحين المعروفين بالاستقامة والثبات والأمانة فإنه لا بأس أن يذهب إليه ليقرأ عليه الأدعية المشروعة ويعطيه من الأدوية المباحة ما ينتفع به وأما إخباره بما جرى على الشخص فهذا لا بأس به أيضاً إذا كان الرجل المخبر من المعروفين بالصدق والإيمان والتقوى لأنه قد يكون له صاحبٌ من الجن يخبره بما حصل والشيء المحرم الذي لا يجوز تصديقه إذا أخبر بشيءٍ مستقبل فإن هذا لا يجوز لأنه من الكهانة والكهانة حرام التصديق بها (ومن أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم) فالشيء الماضي ليس غيباً لأنه مشاهدٌ معلوم ولكنه قد يكون غيباً بالنسبة لأحدٍ دون أحد ولا يمتنع أن يعلم به أحدٌ من الجن فيخبر به صاحبه هذا
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_694.shtml
يقول تعالى : ( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَامَعْشَرَ الْجِنِّ قَدْ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنْ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنْ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِى أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ) ( سورة الأنعام – الآية 128 )
فهذا استمتاع محرم كما هو فى الاية !
الجواب :
الشيخ ابن عثيمين يرد على هذا الدليل على هذا الرابط
http://www.tntup.com/audio/view.php?...c371192627e72b
حيث قال :
نقول " هذا لايدل على امتناع الاستعانة بالجن على وجه جائز لأنه قال بعد الآية ** وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ** فدل ذلك على أنه إذا كان هناك ظلم تعاون عليه الإنس والجن فهذا هو الحرام أما إذا ( كلمة غير مفهومة ) ظلم وفيه مصلحة فلابأس إن شاء الله " اهــ
الشيخ المحدث مقبل الوادعي رحمه الله
هل يجوز التعاون والاستغاثة بالجن المسلمين فيما يقدرون عليه؟
الجواب: أما مسألة التعاون فإن الله عز وجل يقول: ﴿وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان﴾(31)، فيجوز التعاون معهم لكن الذي ينبغي أن تعرفه أن تتأكد أنه ليس بشيطان يستدرجك ثم يأمرك بالمعاصي وبمخالفة دين الله، وقد وجد غير واحد من العلماء الأفاضل الذين يخدمهم الجن.
http://www.muqbel.net/files.php?file_id=5&item_index=19#dFoot31
.
ومن قرأ هذا الموضوع فعليه ان يعرف الحق الان الحق ظاهر
والله لم أكتب هذا الموضوع الا تبين الحق لا غير الحق وكل مسؤل يوم القيمة علي كلمه أمام الله عز وجل
فوالله ان هناك اناس معهم من الجان ويظنونهم من الصالحين والله أعلم وهم سلفيين نعرفهم علي صلاح ودين
من اراد ان يضيف شئ في الموضوع او ان ينصحني بشئ ما فليتفضل مشكورا