تحيد : أي ما كنت منه تهرب وتجري وتفر ......
تحيد إلي الطبيب إذا جاءك خوفا من الموت ، وتحيد إلي الطعام
إذا احسست بالجوع خوفا من الموت ، وتحيد ألي الشراب إذا احسست بالظمأ خوفا من الموت ،
ثم ماذا ؟ ايها القوي الفتي ... ايها الذكي العبقري .. يا ايها الكبير ،
ويا ايها الصغير .. يا ايها الغني ويا ايها الفقير ... يا ايها الصحيح ويا ايها المريض
الكل يموت ............ الكل يموت
ويبقي الله وحده الحي الذي لا يموت
كل بــــاك سيبكـــي *****وكـــل ناع فسينعي
وكل مذخور سيفني***** وكل مذكور سينسي
ليس غير الله يبقي***** من علا فالله أعلــــــي
لقد مات رسول الله صلي الله عليه وسلم ونام علي فراش الموت
بل وذاق سكرات الموت ، فها هو محمد يدخل يده في قدح فيه ماء ، يمسح العرق عن جبينه
ويقول ( لا إله إلا الله ، ان للموت لسكرات ) حتي قالت عائشه مات رسول الله
بين حاقنتي وذاقنتي ، أو بين سحري ونحري ، فما أكره شدة الموت لأحد بعدما رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم
وها هو هارن الرشيد الذي كان يخاطب السحابة في كبد السماء ، ويقول لها : أيتها السحابه في أي مكان شئت فأمطري ، فسوف يحمل ألي خراجك ان شاء الله !!!
فمعني هذه الكلمات ؟ إنه يريد أن يبين للناس سعة ملكه
فلما نام علي فراش الموت واقترب الأجل ، وأقبلت النهاية قال (مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ{28** هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ{29**)
فأين المال اين السلطان أين الملك ضاع كل شئ
وأصر هارون الرشيد ان يحملوه ليري قبره الذي سيدفن فيه .......... بعد هذا الملك والسعه والنعيم والترف والخير ،
يريد ان يري الحفرة التي سينام فيها إلي ما شاء الله ! فحملوه ونظر هارون إلي قبره وبكي ، ثم رفع رأسه الي السماء وقال ( يا من لا يزول ملكه ، ارحم من قد زال ملكه )
يا نفس قد أزف الرحـــــــــــــــــــيل****** وأظلك الخطــــــــــب الجليـــــــــل
فتأهبي يـــــــــــا نفــــــــــــــــــــــس***** لا يـــــــلعـــب بك الأمل الطويــــــــل
فلتنزلن بمنزل ينسي الخليل به الخليل*** وليركبن عليك فيه من الثري ثقل ثقيل
قرن الفنـــــــــــــــاء بنـــــــا جميعـــا***** فمــــــا يبقي العزيــز ولا الذليـــــــل
جزاكِ الله خيراً أخيتي الطامعة في عفو الله على هذه المحطة المهمة جداً ، والتي حتماً سنمر بها في يوم من الأيام ، فنسأله سبحانه العفو والغفران وحسن الخاتمة ... اللهم آمين
النفس تبكيعلى الدنيا وقد علمتأن السلامة فيها ترك مافيها لا دار للمرء بعد الموتيسكنهاإلا التي كان قبل الموت يبنيها فإن بناها بخير طاب مسكنهوإنبناها بشر خاب بانيها أموالنا لذوي الميراث نجمعهاودورنا لخراب الدهرنبنيها أين الملوك التي كانت مسلطنحتى سقاها بكأس الموت ساقيها كم منمدائن في الأفاق قد بنيتأمست خراباً وأفنى الموت أهليها إن المكارم أخلاقمطهرةالدين أولها والعقل ثانيها والعلم ثالثها والحلم رابعهاوالجودخامسها والفضل سادسها والبر سابعها والشكر ثامنهاوالصبر تاسعها واللينباقيها لا تركنن إلى الدنيا وما فيهافالموت لا شك يفنينا ويفنيها واعمللدار غداً رضوان خازنهاوالجار أحمد والرحمن ناشيها قصورها ذهب والمسكطينتهاوالزعفران حشيش نابت فيها ..
أين المفر ؟ أين المآل؟ وأين المصير ؟. إن المصير إلى الله ،وإن المآل إلى الله ، وإن المنتهى إلى الله ، وإن المرجع
إلى الله جل وعلا.
انتبهوا اخواني في الله
هل هذه المحطه اقتربت منا كلنا نعلم اننا جميعا سنموت ولكن من منا الذي يعي تماما ويدرك انه ميت
نعم ،إنها الحقيقة الأولى في هذا الوجود. بعد وحدانية الله جل وعلا .بعد أن تقر بهذه الحقيقة
أن لا إله إلا الله
بعد ذلك تقر بالحقيقة الثانية ، ألا وهي : أن كل شيء هالك إلا وجه الله جل وعلا.
الموت من منا يفكر في الموت ؟
من منا يذكر الموت؟
من منا يستعد للموت؟
من منا عمل لهذا اللقاء؟
من منا عمل للقاء الله جل وعلا ؟
من منا استعد لسؤال الملكين؟
من منا استعد ؟ ما من يوم يمر علينا إلا ونشيع فقيدا . مامن يوم يمر علينا إلا ويموت بيننا ميت أوميتة قريب او بعيد . ولكن ، ربما ذهبنا معه إلى القبور ،وربما
رأينا الموت حقيقة أمام أعيننا ، وبين أيدينا.
وسرعان ما ننسي وننشغل بالدنيا وما هي الا حياة الغرور
ماذا تعلمنا هل اعتبرنا
نسمع عن سكرات الموت لا والله بل نري بأعيننا