الأخ المكرم ( إدريس ) حفظه الله ورعاه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
أقدم لك أجابة سؤال مشابه لسؤالك المطروح وهي على النحو التالي :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،
بخصوص سؤالك أختي الفاضلة ( دبي ليدي ) حول موضوع الزوج الذي لا يصلي ، وقد أنكر البعث والنشور ، فاعلمي رعاك الله أن مسألة ترك الصلاة إنكاراً في وجوبها فهذا كافر خارج عن ملة الإسلام يقتل ردة ، وأما تركها تهاوناً وتكاسلاً فالمسألة فيها خلاف بين أهل العلم ، وأكثر العلماء على أنه لا يكفر ، والمشهور من مذهب الإمام أحمد أنه يكفر ، وبذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – 0
والأدلة النقلية الصريحة الصحيحة في كتاب الله وفي سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم تؤكد رأي أصحاب القول الثاني ، فقد ثبت من حديث أَبِي سُفْيَانَ قَالَ : سَمِعْتُ جَابِرًا يَقُولُا : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلَاةِ ) ( حديث صحيح - أخرجه الإمام مسلم في صحيحه – كتاب الإيمان ) ، وقد ثبت من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلَاةُ فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ ) ( حديث صحيح - رواه الإمام أحمد ، وأبو داود في سننه ، والنسائي في سننه ، والترمذي في سننه ، وقال : " حسن صحيح " ، وابن ماجه في سننه ، وابن حبان في صحيحه ، والحاكم في المستدرك ) 0
* وعَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ – رضي الله عنه - مِنَ اللَّيْلَةِ الَّتِي طُعِنَ فِيهَا فَأَيْقَظَ عُمَرَ لِصَلَاةِ الصُّبْحِ فَقَالَ عُمَرُ : ( نَعَمْ وَلَا حَظَّ فِي الْإِسْلَامِ لِمَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ ، فَصَلَّى عُمَرُ وَجُرْحُهُ يَثْعَبُ دَمًا ) ( أخرجه الإمام مالك في الموطأ – كتاب الطهارة – برقم 74 ) 0
* وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : ( من ترك الصلاة فقد كفر ) ( رواه المروزي في تعظيم قدر الصلاة ، والمنذري في الترغيب والترهيب ) 0
* وعن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال : ( من لم يصل فهو كافر ) ( رواه ابن عبد البر في " التمهيد " – 4 / 226 ، والمنذري في " الترغيب والترهيب " – 1 / 439 ) 0
* وقال عبد الله بن شقيق : ( كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرون من الأعمال شيئاً تركه كفر إلا الصلاة ) 0
قالت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء : ( من ترك الصلاة دائماً أو أياماً تهاوناً بها أو كسلاً عنها أو لعدم الاهتمام بها فهو كافر يخرجه من الإسلام والعياذ بالله ، يستتاب ، فإن تاب وأدى الصلوات الخمس في أوقاتها فالحمد لله ، وإلا قتل لردته ، وإذا كان كافراً بتركه الصلاة فلا تحل له امرأته ، بل تعتبر ردته طلاقاً لها أو فسخاً لعقدها ، وإن تاب وهي في عدتها ردت إليه بدون عقد ، ولا يدفع إليه شيء من أموال الزكاة المفروضة لأنه ليس أهلاً لها ) ( فتاوى هيئة كبار العلماء – ص 264 – أنظر مجلة الدعوة العدد 784 ) 0
سئل العلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز عن إمرأة وهي أم لأربعة أطفال وهي حامل ولا تصلي فهل يجوز أن تبقى في ذمته ؟
فأجاب رحمه الله - : ( عليك أن تفارقها ، فإن ترك الصلاة كفر أكبر ، على الصحيح من أقوال العلماء 0
فعليك أن تفارقها ، وسوف يعوضك الله خيراً منها ، فإن من ترك شيئاً لله ، عوضه الله خيراً منه ، والله – سبحانه وتعالى – يقول : ( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ) ( سورة الطلاق – الآية 2 ، 3 ) ، ويقول عز وجل : ( ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً ) ( سورة الطلاق – الآية 4 ) 0
فامرأة لا تصلي أمرها منكر ؛ لأن ترك الصلاة كفر أكبر ، من الرجال والنساء ، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ) ( سبق تخريجه ) ، وهو حديث صحيح ، رواه الإمام أحمد ، وأهل السنن بإسناد صحيح ، والأدلة في هذا كثيرة ، كلها دالة على أن ترك الصلاة كفر ، سواء كان من الرجل ، أو من المرأة 0
فعليك أن تفارقها وتبتعد عنها ، وأنت أولى بأولادك ، ومتى تابت توبة صادقة ففي إمكانك الرجوع إليها ، فقد وقع عليها طلقة ، وفي إمكانك أن تراجعها ، عندما يثبت إليك توبتها الصادقة ، والله المستعان ) ( فتاوى الطلاق الصادرة عن مفتي عام المملكة العربية السعودية الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – 1 / 273 ) 0
سئل العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين عن حكم البقاء مع زوج لا يصلي ؟
فأجاب – رحمه الله - : ( هذا الزوج لا يجوز البقاء معه ، لأنه بتركه الصلاة كان كافراً ، والكافر لا يحل للمسلمة أن تبقى معه ، قال تعالى : ( فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن ) ( سورة الممتحنة – الآية 10 ) 0 فالنكاح بينك وبينه منفسخ ، لا نكاح بينكما إلا أن يهديه الله عز وجل ويتوب ويرجع إلى الإسلام ، فحينئذ تبقى الزوجية ، والمهم أنه بالنسبة إليك يجب عليك أن تفارقي هذا الزوج وألا تبقي معه لأنه كافر وأنت مؤمنة ) ( فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين – باختصار - 2 / 776 ، 777 ) 0
سئل ( مركز الفتوى ) بإشراف الدكتور ( سعد الفقيه ) حول مسألة حكم ترك الصلاة ، فأجاب – حفظه الله – : ( الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد :
فبالنسبة لمسألة حكم تارك الصلاة ، ففيها تفصيل فإن تارك الصلاة على قسمين :
الأول : من ترك الصلاة منكراً لوجوبها ، فهذا كافر خارج عن دائرة الإسلام يقتل ردة باتفاق العلماء .
الثاني : من ترك الصلاة تهاوناً وكسلاً ، وهذا قد اختلف فيه العلماء على قولين :
القول الأول : أنه لا يكفر كفراً مخرجاً عن الإسلام ، وهو مذهب أكثر العلماء .
القول الثاني : أنه يكفر كفرأ مخرجاً عن الإسلام ، وهو المشهور من مذهب الإمام أحمد 0
من أدلة القول الأول
1)- قوله تعالى: ( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ) ( سورة النساء – الآية 47 ) ، فعموم الآية دال على أن تارك الصلاة داخل تحت المشيئة .
2)- حديث عتبان بن مالك - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ ) ( أخرجه البخاري في صحيحه – كتاب الأطعمة ) .
ومن أدلة القول الثاني :
1)- قوله تعالى: ( َإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ) ( سورة التوبة – الآية 11 ) فدلت الآية على أن تارك الصلاة ليس بأخ في الدين فيكون كافراً ، وخرجت الزكاة عن هذا الحكم ببعض النصوص 0
2)- الحديث الذي رواه أحمد والترمذي عن بريدة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة ، فمن تركها فقد كفر ) ( سبق تخريجه ) .
والذي يترجح عندنا - والله أعلم- هو أن من ترك الصلاة بالكلية فإنه كافر، لأن هذا هو الذي يصدق عليه أنه تارك للصلاة ، أما من يصلي أحياناً فلا يكفر؛ وإن كان على خطر عظيم .
لحديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( خمس صلوات كتبهن الله على العباد ، من آتى بهن لم يضيع منهن شيئاً استخفافاً بحقهن كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة ، ومن لم يأت بهن لم يكن له عند الله عهد ، إن شاء عذبه وإن شاء أدخله الجنة ) ( حديث صحيح - رواه الإمام مالك ، والإمام أحمد في مسنده ، وأبو داود في سننه ، و النسائي في سننه ، بإسناد صحيح ) .
وهذا هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ) ( موقع الشبكة الإسلامية – مركز الفتوى – بإشراف الدكتور سعد الفقيه ) .
ومن خلال تتبع الأقوال يظهر أن الصحيح من أقوال أهل العلم أن تارك الصلاة ولو كان متهاوناً يكفر ، ولكن أخية ( دبي ليدي ) فلا بد أولاً أن تحاول تلك الأخت مع هذا الزوج قدر المستطاع لعل الله أن يهديه ، ولتحاول أن تتمنع عنه ، فعقد النكاح يعتبر منفسخاً بينهما كما أشار العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - ، وتحاول إخلاص نيتها في ذلك ، أما وقد ذكرت أن الرجل منكر للبعث والنشور فهذا فلا شك أنه كافر خارج من الملة ، حيث أنه أنكر ما هو معلوم من الدين بالضرورة ، سائلاً المولى أن يوفقك ويحفظك ويبارك في عمرك 0
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 0
أخوكم / أبو البراء أسامه بن ياسين المعاني 0