لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
إحصائية العضو
آخـر
مواضيعي
،،،،،،
بارك الله فيكم أخي الحبيب ومشرفنا القدير ( المشفق ) ، وقد ذكرت حول هذا الموضوع في كتابي الموسوم ( المنهل المعين في اثبات حقيقة الحسد والعين ) ما نصه :
قال ابن القيم - رحمه الله - : ( ومن علاج ذلك أيضا والاحتراز منه ستر محاسن من يخاف عليه العين بما يردها عنه ، كما ذكر البغوي في كتاب " شرح السنة ": أن عثمان – رضي الله عنه – رأى صبيا مليحا ، فقال : دسموا نونته ، لئلا تصيبه العين ، ثم قال في تفسيره : ومعنى : دسموا نونته : أي : سودوا نونته ، والنونة : النقرة التي تكون في ذقن الصبي الصغير ) ( الطب النبوي - ص 173 ) 0
قال الخطابي في غريب الحديث له عن عثمان - رضي الله عنه - : ( أنه رأى صبياً تأخذه العين فقال : " دسّموا نونته " فقال أبو عمرو : سألت أحمد بن يحبى عنه فقال : أراد بالنونة النقرة التي في ذقنه ، والتدسيم هو التسويد ) ( نقلا عن إعجاز القرآن في علاج السحر والحسد ومسّ الشيطان – ص 108 ) 0
قال الإمام مسلم : ( قال القاضي عياض بعد ذكر حديث حسد عامر بن ربيعه لسهل بن حنيف : في هذا الحديث من الفقه ما قاله بعض العلماء أنه ينبغي إذا عرف أحد بالإصابة بالعين أن يجتنب ويتحرز منه ، وينبغي للإمام منعه من مداخلة الناس 0 ويأمره بلزوم بيته فإن كان فقيرا رزقه ما يكفيه ، ويكف أذاه عن الناس ) ( صحيح مسلم بشرح النووي - 13 ، 14 ، 15 / 173 ) 0
قال محمد بن مفلح : ( وليحترز الحسن من العين والحسد بتوحيش حسنه ) ( الآداب الشرعية – 3 / 60 ) 0
وقال أيضا : ( قال الخطابي : ومن هذا حديث عائشة أن رسول الله خطب ذات يوم وعلى رأسه عمامة دسماء ، أي سوداء ، ومن هذا أخذ الشاعر قوله :
ما كان أحوج ذا الكمال000إلى عيب يوقيه من العين
( الآداب الشرعية – 3 / 60 ) 0
سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن المبالغة في الخوف من الإصابة بالعين ، ومنع الأطفال من مخالطة الناس خوفاً عليهم من العين ؟؟؟
فأجاب – حفظه الله - : ( لا تعتبر وإنما هي من تجنب أسباب الشرور والأضرار ، وقد ورد ما يدل على الجواز في صبي جميل أمروا أن يغيروا صورته خوف العين ، كما سبق الأثر عن عثمان في قوله " دسموا نونته " أي سودوها ، وهي النقرة في أسفل الوجه ، وذلك سبب مما شرعه الله ، فقد قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ ) ( سورة النساء - الآية 71 ) وهو يعم الحذر من كل ما فيه ضرر على النفس أو المال ، وقال تعالى : ( وَخذُوا حِذْرَكُمْ ) " سورة النساء - الآية 102 " ) ( المنهل المعين في اثبات حقيقة الحسد والعين - مخطوطة بخط الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – بحوزة الشيخ علي بن حسين أبو لوز – جزء من فتوى – ص 228 ) 0
وقال – حفظه الله - : ( دسموا نونته أي غيروا وجهه وصورته حتى لا ينظر إليه بإعجاب ، فهذا من الأخذ بالأسباب ومثله التحفظ عن العائن ، وكذا الأدعية والأوراد والأذكار ونحوها 0
وأثر عثمان ذكره ابن القيم في زاد المعاد ( 4 / 173 ) وعزاه للبغوي في "شرح السنة" ، قال : والنونة : النقرة التي تكون في ذقن الصبي الصغير ، وذكر الأثر أيضاً الخطابي في غريب الحديث ( 2 / 139 ) عن أبي عمر، وعن أحمد بن يحيى الشيباني عن محمد بن زياد الأعرابي ، وقال : أراد سودوا ذلك الموقع من ذقنه ليرد العين ) ( المنهل المعين في اثبات حقيقة الحسد والعين - مخطوطة بخط الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – بحوزة الشيخ علي بن حسين أبو لوز – ص 227 ) 0
قال فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين في الرد على موقف المنكرين لأثر الإصابة بالعين : ( حكى ابن القيم – رحمه الله – في زاد المعاد أن بعض من قل نصيبهم من السمع والعقل أبطلوا أمر العين ، وادعوا أنه أوهام لا حقيقة لها ، وذلك أنهم لا يعترفون إلا بالمحسوسات التي تشاهد ببعض الحواس ، أما العين فإنهم لا يشاهدون لها أثراً يتصل بالمعين ، وبلغني عن أحد أكابر العلماء السوريين الأصل أنه أنكر الإصابة بالعين ، وقال : لو كان ذلك صحيحاً لسلطناه على اليهود في فلسطين ، ليهد بناءهم ، ويصرع شجعانهم ، وممن يظهر منه إنكار الإصابة بالعين وتأويل ما روي فيها الشيخ محمد حامد الفقي ، فقد علق على بعض الكتب ما يفهم منه إنكاره لذلك ، ككتاب " زاد المعاد " مطبعة السنة المحمدية في الجزء الثالث ص 248 وما بعدها ، فقد علق على الاستدلال بقوله تعالى : ( وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ ) ما يصرفها عن أن المراد الإصابة بالعين ، وعلى ص 251 ما يدل على إنكاره لكتابة الآيات ثم غسلها وشربها من العين ، ولعسر الولادة ، وعلى أثر عثمان في قوله " دسموا نونته " بقوله : ما سند هذا الحديث ، وما منزلته من الصحة ؟ وعلى قصة العائن الذي قرئ عليه " حبس حابس 000 الخ " ، بقوله : هذا من جنس كلام الكهان ، ولا شك أن هذا إنكار للعيان ، ولعل سبب ذلك أنهم نشأوا في مدن كبيرة تقل فيها الإصابة بالعين حيث أن العائن لا يتوجه نظره إلى شيء يعجبه إلا ويرى أكبر منه فتتفرق نفسه ويتحير ، فتضعف إصابة عينه ، بخلاف القرى والبوادي ، فإنه لا يرى إلا شيئاً موحدا تتوجه إليه نفسه ، فتحدث الإصابة بإذن الله تعالى ) ( المنهل المعين في اثبات حقيقة الحسد والعين - مخطوطة بخط الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – بحوزة الشيخ علي بن حسين أبو لوز – ص 216 ) 0
قال فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - : ( والتحرز من العين مقدما لا بأس به ولا ينافي التوكل بل هو التوكل لأن التوكل الاعتماد على الله سبحانه مع فعل الأسباب التي أباحها أو أمر بها وقد كان النبي يعوذ الحسن والحسين ويقول :" أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة ويقول : هكذا كان إبراهيم يعوذ اسحق واسماعيل عليهما السلام " " أخرجه الإمام البخاري في صحيحه - كتاب الأنبياء ( 10 ) - برقم 3371 " ) ( فتاوى العلاج بالقرآن والسنة - ص 41 - 42 ) 0
قال الشيخ عطية محمد سالم - رحمه الله - : ( تقدم أن العين هي النظر إلى المعيون بشيء من الحسد والتعجب منه ومن هنا قالوا إن من الوقاية من العين حجب عوامل الإعجاب في كل ما تخشى عليه العين ، أو تقليل عوامل ذلك الإعجاب ) ( العين والرقية والاستشفاء من القرآن والسنة - ص 41 ) 0
وقال - رحمه الله - : ( وينبغي التنبيه هنا على ضرورة سلامة المعتقد من أن شيئا من ذلك لا يرد العين بذاته ، بل إنها مجرد أخذ بالأسباب والواقي حقيقة هو الله تعالى ) ( العين والرقية والاستشفاء من القرآن والسنة - ص 42 ) 0
ومن خلال نقولات أهل العلم يتبين جلياً أن من علاج هذه الآفة عدم اظهار عوامل الاعجاب التي قد تكون سبباً في حصول الاصابة بداء العين أو الحسد ، والله تعالى أعلم 0
هذا ما تيسر لي بخصوص هذه المسألة ، زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :
ونتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم.
وفقكم الله لما يحبه ويرضاه ، وجنبكم مايبغضه ويأباه .
مع أمنياتي لكم بالتوفيق
وفيكم بارك الله أخيتي الفاضلة ( ميمار ) ، وحياكم الله وبياكم في منتداكم ( منتدى الرقية الشرعية ) ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :