
الأخ الفاضل / أبو نامي .... وفقكم الله لما يحبه ويرضاه
حياكم الله وبياكم في منتداكم ( منتدى الرقية الشرعية ) فـــ
ومرحبا بكم .
أخي الفاضل / اعلم أنك لست الوحيد في هذا الأمر ... فمن منا لا يخاف الموت !!!
وسبحان الله بل أصبح ذكر الموت من الأمور التي يكرهها الناس في هذا الزمن ، بل وإن كنت في جلسة ما وذكر أحدهم الموت فغالبا ما يغير الناس الموضوع أو يخرجون من المكان نفسه ، لا لشيء ، إلا لأنهم لا يريدون ذكر هذا الأمر ، فسبحان الله ...
ولكني هنا أذكر ما قاله أنس بن مالك – رضي الله عنه - أن رسول الله مر بمجلس وهم يضحكون فقال:** أكثروا ذكر هاذم اللذات **، أحسبه قال: ** فإنه ما ذكره أحد في ضيق من العيش إلا وسعه، ولا في سعة إلا ضيقه عليه **
أخي الكريم / نتذكر جميعا قوله تعالى: {كل نفس ذائقة الموت**... فمن خلال هذه الآية علينا أن نتعلم جميعا أن الموت حقيقة لا بد منها ، وأنه لا يوجد أحد مخلد في هذه الدنيا، كما أن الموت قادم لا محالة، ولا تعلم نفس أين سوف تموت ؟ ولا متى ؟ لقوله تعالى : (وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي ارض تموت ) ، لذلك علينا أن نعلم أن المرض ليس إشارة إلى قرب الموت؛ فكم من المرضى عاشوا سنوات طويلة، كما أن كثيرا ممن يتمتعون بصحة جيدة أخذهم الموت بغتة، فهذا في علم الغيب.
عليك بتقوى الله ان كنت غافلا ***يأتيك بالأرزاق من حيث لا تدري
فكيف تخاف الفقر والله رازقا **** فقد رزق الطير والحوت في البحر
ومن ظن أن الرزق يأتي بقوة **** ما أكل العصفور شيئا مع النسر
تزول عن الدنيا فإنك لا تدري *** إذا جن عليك الليل هل تعيش إلى الفجر
فكم من صحيح مات من غير علة ***وكم من سقيم عاش حينا من الدهر
وكم من فتى أمسى وأصبح ضاحكا ***وأكفانه في الغيب تنسج وهو لا يدري
فمن عاش ألفا وألفين *****فلا بد من يوم يسير إلى القبر
لذلك أن تذكر الموت واجب على كل مسلم، ليس لكي يحزن وييأس من الحياة، ولكن لكي يعمل عملاً صادقاً يرضي ربه، ويجتنب الأعمال التي فيها معصية الله عز وجل ، ولا يخفى عليك أن تذكر الموت له فوائد عظيمة ، منها على سبيل المثال لا الحصر ، أنه يهوّن على العبد مصائب الدنيا ...
أخي الفاضل / لعل وسوسة الشيطان أيضا أحد الأسباب التي تؤدي إلى الخوف من هذا الموضوع ، بحيث يقول الشيطان للإنسان : (إنه لا فائدة من عمل أي شيء، ونحن ربما سنموت بعد قليل) أو ( لماذا نعمل ونجتهد ونحن نهايتنا الموت ؟) وكثير جدا من هذه الوسوسة التي تقيد الإنسان وتجعله رهنا لها ، فيكره بذلك الحياة وتسود الدنيا بعيناه ، وتضيق عليه الدنيا بما رحبت ، فالإنسان العاقل يجب أن لا يسلم نفسه لهذه الوسوسة ، فقد جاء في الأثر: (اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً)، وقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل".
فيا أخي الفاضل / لا يمنعك تذكر الموت من القيام بواجباتك والاستمتاع بحياتك في حدود ما لا يغضب ربك.
وفي الختام أسأل الله لي ولك وللمسلمين أجمعين العفو والعافية في الدنيا والآخرة.