هذه المرحلة الأولى التي في أغلب الأحيان يمر بها الإنسان قبل موته ، نعم إنها مرحلة المرض ، وإن تعددت الأسباب فالموت واحد ، لذلك وجب علينا جميعا أن نتخيل أنفسنا وجميع أهلنا وأحبائنا في هذا الموقف ، وياله من موقف يحتاج منا جميعا إلى التحلي بالصبروالرضا بقضاء الله وقدره ، وبالتالي وجب علينا معرفة بعض الأمور المتعلقة بهذه المرحلة حتى لا نقع في أي محذور شرعي
ماذا يجب على المريض ؟
1- الصبر والرضا
فقد قال رسول الله : (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ؛ إن أصابته سرّاء شكر ؛ فكان خيراً له ، وإن أصابته ضرّاء صبر ؛ فكان خيراً له ) . رواه مسلم .
2- أن يكون على حالة بين الخوف والرجاء
عن أنس أن النبي دخل على شاب وهو بالموت ، فقال : ( كيف تجدك ؟ قال : والله يا رسول الله إني أرجو الله ، وإني أخاف ذنوبي ، فقال رسول الله ص : ( لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن ، إلا أعطاه الله ما يرجو ، وأمنه مما يخاف )
وعن جابر رضي الله عنه أنه سمع رسول الله قبل موته بثلاث أيام يقول : ( لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عزوجل )
3- ومهما اشتد به المرض فلا يجوز له أن يتمنى الموت
لحديث أم فضل أن النبي دخل على العباس وهو يشتكي فتمنى الموت فقال له رسول الله : ( يا عم ! لا تتمن الموت ، فإنك إن كنت محسنا ، فأن تؤخر تزداد إحسانا إلى إحسانك خير لك ، وإن كنت مسيئا فأن تؤخر فتستعتب من إساءتك خير لك ، فلا تتمن الموت )
وعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله : (( لا يتمنين أحدكم الموت لضرً أصابهُ، فإن كان لابد فاعلاً، فليقل : اللهم أحينى ما كانت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي))
4- أداء الحقوق إن تيسر له ذلك وإلا أوصى بذلك
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله : (من كانت له مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء فليتحلل منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم ان كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته وان لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه )
5- الاستعجال في كتابة الوصية
عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله قال : (ما حق امرئ مسلم له شيء يريد أن يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده)
ولما كان الغالب على كثير من الناس في هذا الزمان الابتداع في دينهم ، ولا سيما فيما يتعلق بالجنائز ، كان من الواجب أن يوصي المسلم بأن يجهز ويدفن على السنة وقد فعله سلف الأمة
فقد أوصى أبو موسى حين حضره الموت فقال : (إذا انطلقتم بجنازتي فأسرعوا المشي، ولا يتبعني مُجمَر، ولا تجعلوا في لحدي شيئاً يحولُ بيني وبين التراب، ولا تجعلوا على قبري بناءً وأشهدكم أنني بري من كل حالقة أو سالقة أو خارقة ، قالوا أو سمعت فيه شيئا ، قال : نعم من رسول الله صلى الله عليه وسلم )
الحالقة : التي تحلق رأسها عند المصيبة السالقة : التي ترفع صوتها عند المصيبة الخارقة : التي تقطع ثوبها عند المصيبة
وعن عامر بن سعد بن أبي وقاص أن أباه قال في مرضه الذي مات فيه : ( ألحدوا لي لحدا، وانصبوا على اللبن نصبا ، كما صنع برسول الله صلى الله عليه وسلم )
لذلك يستحب له استحبابا مؤكدا أن يؤكد الإنسان أهله باجتناب ما جرت به العادة من البدع في الجنائز ويؤكد العهد بذلك كما قال النووي
ما واجبنا نحو المرض ؟
1- المداواة
فقد أمر رسول الله بالتداوي ، فعن أسامة بن شريك قال : قالت الأعراب يا رسول الله ألا نتداوى قال :( نعم يا عباد الله تداووا يا عباد الله فإن الله لم يضع داءً إلا وضع له شفاء إلا داءً واحداً ، قالوا : يا رسول الله وما هو ؟ ، قال : الهرم )
2- زيارته
وهذا من حقوق المسلم على أخيه روى البخاري ومسلم حديثا رواه أبو هريرة عن رسول الله أنه قال :**حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس **
فعن ابن عباس أن النبي عاد رجلا فقال : ( ما تشتهي ؟ قال : اشتهي خبز بر ، قال النبي : من كان عنده خبز بر فليبعث إلى أخيه ) ثم قال : ( إذا اشتهى مريض أحدكم شيئا فليطعمه )
4- الدعاء له
وهذا من مواضع الإجابة فعلينا أن نغتنمها في الدعاء بالخير لأنفسنا وللمرض وللمؤمنين والمؤمنات ، فعن أم سلمة قالت قال رسول الله : ( إذا حضرتم المريض أو الميت فقولوا خيرا فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون )
** ومن أقوال الرسول (صلى الله عليه وسلم ) عند المريض **
* لا بأس طهور إن شاء الله
* اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدوا ، أو يمشي لك إلى جنازة
* وما من عبد مسلم يعود مريضا لم يحضر أجله فيقول 7 مرات ( اسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يشفيك إلا عوفي )
* بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ، من شر كل نفس ، وعين حاسدة بسم الله أرقيك ، والله يشفيك
* اللهم رب الناس اذهب البأس واشف أنت الشافي ، لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما
سنقلب دون حراك ... ( مرحلة المرض )
: (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ؛ إن أصابته سرّاء شكر ؛ فكان خيراً له ، وإن أصابته ضرّاء صبر ؛ فكان خيراً له ) . رواه مسلم .
