بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله
بداية أصبحت أشعر بالتردد في الكتابة في (منتديات الرقية) حول مواضيع الرقية و الجن و السحر أقول لعل الناس قد سئموا كل ذلك .. أو لعلهم بحاجة إلى مواضيع مفرحة و كتابات فيها تفريج للهموم و تسلية للقلوب ... فالدوران في هذه الحلقة المفرغة جن سحر عين .. أقول لعلها بلغت من القراء كل مبلغ و ما عاد الأمر يروق لهم ...
لكن أرجع و أقول تبقى في هذه المنتديات المتخصصة للرقية .. مساحة ما .. تتقبل بعض خواطر الرقاة و إن كانت المواضيع مكررة و الأفكار سيامية ..
.................................
تفكرت أنه من الممكن بل من الشائع أن يتعرض المعالج أو الإنسان بشكل عام لأذى الجن و الشياطين ..
و قد يتمثل الأذى بالتمريض أو العركسة في الأمور ... الخ
الشيء السلبي في هذه الحقيقة .. أن الظن له حيز كبير في تصور أسباب المرض أو العركسة أو عموم الأذى .... فيقول أحدنا هذا من فعل الشياطين ... و قد يكون فعلا من أفعالهم .. و قد لا يكون ...لكن المفروض الواحد يشوش على نفسه و يبعد عن عقله تصور أن الشياطين عندها قدرة على الأذى .. فهذا يحبط الشيطان أكثر ..
و يتعدى الأمر بالبعض الآخر إلى تصور مؤامرة شيطانية سحرية تحيق بالكل و تسير الكل ..
و يصير يفسر كل الوقائع و الظواهر على هذا الأساس ... فإذا عجز عن النوم قال أسهرني الشيطان .. و إذا فشل قال الشيطان فعل هذا .. و يترك الصلوات و يقع في المحرمات و يقول هذا من الشيطان ( سحر معصية ) !! .. و أحينا يتضخم الأمر فيعزو إليه الزلازل و انهيار الدول و حتى قد ينسب اليه اختراع القنابل الفتاكة ..
وإنه من المعلوم أن الشيطان يعظم سلطانه إذا ما عُظم من شأنه ويضعف كيده إذا ما حُقر شأنه روى أبي داود عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ عَنْ رَجُلٍ قَالَ كُنْتُ رَدِيفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَعَثَرَتْ دَابَّةٌ فَقُلْتُ تَعِسَ الشَّيْطَانُ فَقَالَ لا تَقلْ تَعِسَ الشَّيْطَانُ فَإِنَّكَ إِذَا قُلْتَ ذَلِكَ تَعَاظَمَ حَتَّى يَكُونَ مِثْلَ الْبَيْتِ وَيَقُولُ بِقُوَّتِي وَلَكِنْ قُلْ بِسْمِ اللَّهِ فَإِنَّكَ إِذَا قُلْتَ ذَلِكَ تَصَاغَرَ حَتَّى يَكُونَ مِثْلَ الذُّبَابِ . وفي رواية عند أحمد في المسند عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيِّ عَمَّنْ كَانَ رَدِيفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ كُنْتُ رَدِيفَهُ عَلَى حِمَارٍ فَعَثَرَ الْحِمَارُ فَقُلْتُ تَعِسَ الشَّيْطَانُ فَقَالَ لِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لا تَقلْ تَعِسَ الشَّيْطَانُ فَإِنَّكَ إِذَا قُلْتَ تَعِسَ الشَّيْطَانُ تَعَاظَمَ الشَّيْطَانُ فِي نَفْسِهِ وَقَالَ صَرَعْتُهُ بِقُوَّتِي فَإِذَا قُلْتَ بِسْمِ اللَّهِ تَصَاغَرَتْ إِلَيْهِ نَفْسُهُ حَتَّى يَكُونَ أَصْغَرَ مِنْ ذُبَابٍ .
و في هذا التصور الخاطيء عن قدرة الشيطان على الأذى تعظيم لشأن الشيطان .. و الله قد حقر من كيده ...
و في هذا أيضا عزو التصريف إلى السحر و فعل الشياطين و هذا هو روح كلمة ( تعس الشيطان ) المنهي عنها .
و الأصل أن الخير و الشر كله بيد الله ... فيتوجه إليه .. و يتجاهل فعل الشياطين الا بالطريق الشرعي المعتدل ... من وسوسة لا تقهر الانسان على فعل و إنما تزينه له .
و أيضا علينا ألا نعظم شأن الشيطان بدعوى فهم آلية سحره و دعوى الدراسات حوله .. فقد نجا من سبقنا بغير هذه الدراسات و خير القرون مرت و لم تحتج لمثل هذا ... و لنقل ( بسم الله ) .