ومضات من كتاب لذة الطاعة وعقوبة المعصية للشيخ سالم العجمي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه: أما بعد ،، فهذه ومضات أنقلها من كتاب/ لذة الطاعة وعقوبة المعصية
للشيخ: سالم العجمي "حفظه الله".
أولها: كلمات تكتب بماء الذهب ينقلها "ابن القيم" عليه رحمة الله عن شيخه"شيخ الإسلام ابن تيمية"رحمه الله رحمة واسعة فيقول:
((سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية -قدس الله روحه- يقول : (إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة).
وقال لي مرة: (ما يصنع أعدائي بي؟ أنا جنتي وبستاني في صدري...)-الإيمان واليقين والعلم-... إن رحت فهي معي لا تفارقني إن حبسي خلوة وقتلي شهادة وإخراجي من بلدي سياحة؛ وكان يقول في محبسه في القلعة... –لما سجن في آخر حياته - :لو بذلت ملء هذه القلعة ذهبا ما عدل عندي شكر هذه النعمة).
وكان في سجوده يقول- وهو محبوس- : اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك- ما شاء الله أن يردد هذه الكلمة-.
وقال لي مرة المحبوس من حبس قلبه عن ربه والمأسور من أسره هواه ،ولما دخل إلى القلعة وصار داخل سورها نظر إليه وقال: (فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب).
وعلم الله ما رأيت أحدا أطيب عيشا منه قط؛ مع كل ما هو فيه من ضيق العيش وخلاف الرفاهية والنعيم؛ ومع ما كان فيه من الحبس والتهديد والإرهاق؛ وهو مع ذلك من أطيب الناس عيشا؛ وأشرحهم صدرا وأقواهم قلبا؛ وأسرهم نفسا؛ تلوح نظرة النعيم في وجهه؛ وكنا إذا اشتد بنا الخوف أتيناه؛ فما هو إلا أن نراه ونسمع كلامه حتى يذهب ذالك كله؛ وينقلب انشراحا وقوة ويقينا وطمأنينة.
وقال"ابن القيم" عليه رحمة الله:" إن في القلب خلة- يعني فراغا - لا يسدها إلا ذكر الله عز وجل".
وقال بعض السلف" إن في الدنيا جنة من لم يذقها لم يذق جنة الآخرة".
وقال الأخر " مساكين أهل الدنيا خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها ،قيل : ما أطيب ما فيها ؟ قال : محبة الله ومعرفته و ذكره.
وقال غيره" إنه لتمر بي أوقات أقول : إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش رغيد ".
و أما الفضيل بن عياض" رحمه الله" فقد كان يقول " إني لأعرف شؤم معصيتي في خلق زوجتي ودابتي".
وجاء رجل إلى ابن مسعود فقال له: إني لا أصلي الفجر.قال :" كثرت ذنوبك فانظر من أين أتيت".
وقال ابن عباس رضي الله عنهما:" إن للحسنة نورا في القلب،وزينة في الوجه،وقوة في البدن،وسعة في الرزق،ومحبة في قلوب الخلق،وإن للسيئة ظلمة في القلب،وشينا في الوجه، ووهنا في البدن، ونقصا في الرزق،وبغضة في قلوب الخلق".
وهذا أبوالدرداء رضي الله عنه يقول" ليحذر امرئ أن تلعنه قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر، أتدري مم هذا؟ قال: إن العبد إذا عمل بمعصية الله ألقى الله بغضه في قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر".
ونسأل الله أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه وأن يعزنا بطاعته ولا يذلنا بمعصيته وأن يجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولامضلين.
ومضات من كتاب لذة الطاعة وعقوبة المعصية للشيخ سالم العجمي
