51)معنى :
#لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله
ب) تتمة شرح الشيخ حمد بن إبراهيم العثمان حفظه الله على الأصول الثّلاثة وأدلتها ( ص 209 - 211 ) :
قال ابن القيم رحمه الله موضحاً دلالة
سورة الفاتحة على التوحيد
[ مدارج السالكين ( ص 10 ) ] :
" هذه السورة اشتملت على أُمّهات
المطالب العالية أتمَّ اشتمال ،
وتضمّنتها أكْمَل تضمن .
فاشتملت على التعريف بالمعبود
تبارك وتعالى بثلاثة أسماء ،
مرجعُ الأسماء الحسنى
والصفات العليا إليها ،
ومدارها عليها ، وهي
[ الله ، والربُّ ، والرحمن ]
وبُنيت السورة على الإلهية ، والربوبية ،
والرحمة .
فـ ** إيّاك نعبد ** مبنيٌّ على الإلهية ،
** وإيّاك نستعين ** على الربوبية ،
وطلب الهداية إلى صراطه المستقيم
بصفة الرحمة .
والحَمْدُ يتضمن الأمور الثلاثة ،
فهو المحمود في إلهيته وربوبيته ورحمته ،
والثناء والمجد كمالان لحمده .
وتضمنت إثبات المعاد ،
وجزاء العباد بأعمالهم ، حسنها وسيئها ،
وتفرُّد الربّ تعالى بالحكم إذ ذاك بين الخلائق ، وكونَ حكمه بالعدل ،
وكلّ هذا تحت قوله :
** مالك يوم الدِّين ** الفاتحة : 4 " .
وقال ابن القيم رحمه الله
[ مدارج السالكين ( ص 945 ) ] :
" إن كل آية في القرآن فهي متضمنة للتوحيد ، شاهدة به ، داعية إليه ،
فإن القرآن : إما خبر عن الله ،
وأسمائه وصفاته وأفعاله ،
فهو التوحيد العلمي الخيري .
وإِمَّا دعوة إلى عبادته وحده لا شريك له ،
وخلع كل ما يُعبد من دونه ،
فهو التوحيد الإرادي الطلبي .
وإِمَّا أمر ونهي وإلزام بطاعته في نهيه
وأمره ، فهي حقوق التوحيد ومكملاته .
وإِما خبر عن كرامة الله لأهل توحيده وطاعته ، وما فعل بهم في الدُّنيا ،
وما يكرمهم به في الآخرة ،
فهو جزاء توحيده ،
وإِمَّا خبر عن أهل الشّرك ،
وما فعل بهم في الدُّنيا من النكال ،
وما يحل بهم في العقبى من العذاب ،
فهو خبر عمن خَرجَ عن حكم التوحيد .
فالقرآن كله في التوحيد وحقوقه وجزائه ،
وفي شأن الشّرك وأهله وجزائهم ،
فـ ** الحمد لله ** توحيد ،
** رَبِّ العالمين ** توحيد ،
** الرّحمن الرّحيم ** توحيد ،
و ** مالك يوم الدِّين ** توحيد ،
و{ إيّاك نعبد ** توحيد ،
** وإيّاك نستعين ** توحيد ،
و{ اهدنا الصِّرَاط المستقيم **
توحيد متضمن لسؤال الهداية إلى طريق أهل التوحيد الَّذينَ أنعم الله عليهم ،
** غير المغضوب عليهم ولا الضَّالِّين **
الَّذينَ فارقوا التوحيد " .
فحقيقة دعوة الرسل هي الدعوة إلى
توحيد الله وعبوديته وطاعته ،
قال تعالى :
** وما أرسلنا من قبلك من رّسول إلَّا نوحي إليه أنَّهُ لا إلَهَ إلَّا أنا فاعبدون **
[ سورة الأنبياء : 25 ] ،
وقال تعالى : ** ولَقَدْ بعثنا في كلِّ أُمّة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطَّاغُوت **
[ سورة النحل : 36 ] ،
والأوامر الإلهية هي من حقوق كلمة التوحيد وتفصيل لها .
[ بدائع التفسير ( 5 / 243 ) ] .
قال شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه الله
[ قاعدة جامعة في توحيد الله وإخلاص الوجه والعمل له عبادة واستعانة
( ص 93 ) ] :
" وهذا قد عرّفه الله عِبَادَه برسله وكتبه ،
علموهم وزكُّوهم وأمروهم بما ينفعهم
ونهوهم عمّا يضرهم ، وبيّنوا لهم أن مطلوبهم ومقصودهم ومعبودهم يجب أن يكون هو الله وحده لا شريك له ،
كما أنَّهُ هو ربّهم وخالقهم ،
وأنّهم إن تركوا عبادته أو أشركوا به غيره خسروا خسرانا مبينا ،
وضلوا ضلالا بعيدا " .
والعقل والفطرة يتعاضدان مع الشّرع في تقرير التوحيد وحقوقه من شرائع الإسلام .
يتبع -----------