قوله : وقال الخليل عليه السلام :
** واجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ ** .
الصنم : ما كان منحوتًا على صورة البشر .
والوثن : ما كان منحوتًا على غير ذلك .
ذكره الطبري عن مجاهد .
والظاهر أن الصنم ما كان مصورًا على أي صورة ، والوثن بخلافه كالحجر والبنية ،
وإن كان الوثن قد يطلق على الصنم ،
ذكر معناه غير واحد ،
ويروى عن بعض السلف ما يدل عليه .
وقوله : ** واجْنُبْنِي ** ، أي : اجعلني وَبَنِيَّ في جانب عن عبادة الأصنام،
وباعد بيني وبينها .
إلى أن قال :
وإنّما دعا إبراهيم عليه السلام بذلك ،
لأنّ كثيرًا من النّاس افتتنوا بها ،
كما قال :
** رَبِّ إنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ **
سورة إبراهيم 36
فخاف من ذلك ودعا الله أن يعافيه وبنيه من عبادتها ،
فإذا كان إبراهيم عليه السلام يسأل الله أن يجنبه ويجنب بنيه عبادة الأصنام ،
فما ظنك بغيره ؟
كما قال إبراهيم التيمي :
ومَن يأمن من البلاء بعد إبراهيم ؟!
رواه ابن جرير ، وابن أبي حاتم ،
وهذا يوجب للقلب الحي أن يخاف من الشرك، لا كما يقول الجهال :
إن الشرك لا يقع في هذه الأمة ،
ولهذا أمنوا الشرك فوقعوا فيه ... ،
[ قال الشيخ العلاّمة عبد العزيز بن عبد الله
الرّاجحيّ حفظه الله : ويستدلون بحديث :
( إنّ الشيطان يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ) ، وهذا لا حجة فيه لأنّ الشيطان
يئس لما رأى ظهور الإسلام وانتشاره ودخول النّاس فيه فظن أنّه لا يحصل الشرك وليس التيئيس من الله بل هو ظن من الشيطان وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الشرك يقع في هذه الأمة وأنّه لا تقوم الساعة حتى يلحق حيٌّ من هذه الأمة بالمشركين ،
وحتى تعبد فئام من هذه الأمة الأوثان ،
وأنّه لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء درس عند ذي الخلصة ] .
تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد
تأليف العلاّمة سليمان بن عبد الله بن محمد
بن عبد الوهاب رحمهم الله
تعليق العلاّمة عبد العزيز بن عبد الله الرّاجحي
حفظه الله ( ص 100 - 101 )
ط / الدار الأثرية للنشر والتوزيع .
�� جديد .. فيديو
يا أخ صلاح أبو عرفة لا تدعو على نفسك
https://youtu.be/6LA2jyuzfRA
للشيخ سالم بن سعد الطويل
ليلة الجمعة
29 جمادى الأولى 1439
الموافق 15 / 2 / 2018