في هذه اللحظة ....
علمت أن لدي مشكلة بالسمع وليست المشكلة بالاجهزة الصوتية التي حولي ...!
فدق ناقوس الخطر عندي ...ورجعت بي الذاكرة إلى أول مرة اكتشفت فيها أني فاقد للسمع في الأذن اليسرى ...
وعلى الفور بدأت بمراجعة الأطباء المختصين بالسمع ...
وبعد ســلســلة فحوصات ...
أكدوا لي المعلومة القديمة ...فقد للسمع كامل في الأذن اليسرى ...
لكنهم أضافوا عليها معلومة جديدة ...أحدثت لي زلزالاً داخلياً لولا رحمة الله وتثبيته ...
ضعف بدرجة عشرين بالمئة (مع احتمال بالزيادة) بعصب الأذن اليمنى ...
مع طنين مزعج...
لا يمكن تحديد أسبابه علمياً بشكل قاطع ....
فقلت : يا الله ...
أتيت لأسأل عن الطنين والتشويش ...
لأفاجئ بأن عصب اليمنى بدأ يضعف ...
فلا حول ولاقوة إلا بالله ...
أصابني حزن كبير ...
وبدأ شبح الصمم يظهر أمامي ...
نعم ...
لأني لم أعد أستطع سماع صوت أولادي بشكل واضح ...وإذا سمعته لا أتحمل سماعه أحياناً ...فهناك ألم في الأذن يصاحب الصوت حين اسمعه ...
لا أستطيع سماع التلاوات المباركة بأصوات المقرئين الذين أحب اصواتهم ...فأي صوت عبر وسائط يكون مصحوباً بأزيز ...
الأخبار التي أتابعها يومياً ...أصبحت أكتفي بقراءة الشريط أسفل الشاشة ...
حتى صوتي أصبح غريباً علي...فيه صدى داخلي ...
وبعض الناس أصوتهم تتحول كأنها أصوت صادرة من رجال آليون (الريبوت) ...
وفي بعض الاجتماعات العملية...أو أثناء تقدمي لبعض الدورات ...
لا أستطيع سماع المتحدث بسبب الطنين وضعف السمع ...
فجأة ...تغير كل شيء في حياتي ...
وصرت كأني في عالم جديد ...
سألت الأطباء الذين راجعتهم ...وكلهم على مستوى عال من التخصص ...
ما الحل كيف السبيل لإنقاذ العصب ...وإزالة الطنين المزعج ...
كانت إجاباتهم متنوعة...
- تقليل التوتر و الابتعاد عن المثيرات العصبية ...
ولذلك قمت ببعض الاجراءات التي تساعد في هذا....
ومنها تخفيف الالتزامات العملية والتطوعية ( في أكثر من جهة ) التي كانت تجعل نسبة التوتر عندي عالية بحكم حرصي على أداء الامانة على أكمل وجه ....
وكم كانت لحظات مؤلمة أن أعتذر لمن أحب....
عن ترك ما أحب ...
لكني كنت....
أشبه بعداء يجري بسرعة ...ويحقق الأهداف
تلو الأخرى ...
وفجأة ...
سقط وأصيب بنزيف حاد ...
فهو لا يسمع ولا يرى ولا ينشغل سوى بإيقاف النزيف ....
- الالزام بكورس معين من الادوية ....
وفعلاً تناولت مجموعة من الادوية وذهب الطنين ثم عاد وهكذا بين مد وجزر ...
لكنني الآن أفضل بحمد الله ...
وأما العصب فقد طلب الاطباء أن أقوم بعمل فحص كل 3-6 شهور للاطمئنان على أن العصب كما هو إن لم يتحسن ...
وغالب الأمر ...
أن ما يذهب لا يعود ....
من الأعصاب السمعية ...هكذا فهمت منهم ...
و الخطة العلاجية ترتكز... على المحافظة على البقية المتبقية من عصب السمع ....
- وضع سماعة وفي رواية (طبية أخرى) اثنتين !!!
وسماعة واحدة أمر متوقع لكن اثنتين وفي حالتي ...
هذه قصة وحدها ....
أختصرها لكم بالتالي ...
في حالة السماعتين فإن واحدة تكون بمقام اللاقط (المكروفون) وتوضع على اليسرى ...
وتوصل بسماعة توضع على اليمنى ....
ودور السماعة على اليمنى أن تستقبل الأصوات القادمة من الجهة اليمنى ....
كما تستقبل الأصوات القادمة من الجهة اليسرى...عن طريق السماعة (اللاقطة)....
الغريب في الأمر أني كنت في السابق أقترح على بعض الأطباء هذه الفكرة لأنها تعالج مشكلتي ....فيسخروا منها ....
وكأنها ضرب من الخيال ...!!!
ولكني فوجئت بأن فكرة السماعة اللاقط التي تنقل الأصوات لسماعة أخرى موجودة منذ سنين عديدة ...!!
وهي خاصة لمن فقد السمع في أّذن واحدة ....سواء كانت اليمنى أو اليسرى ...
ولكن بعض الاطباء هداهم الله ...بدل أن يقولوا لا علم لنا بصناعات الاجهزة السمعية ....ويستروا جهلهم ...كانوا يسخرون من الفكرة نفسها !!!
ولو تركوا الجواب للمختصين من الأطباء الفنين في مجال صناعة السماعات لكان خيراً لهم...و لنا ...
ولكن قدر الله وماشاء فعل ...
المهم ...بالنسبة لي ليس سهلاً أن أعتاد على وضع شيء في أذني طوال الوقت...
بل طوال حياتي ...تماماً كالذي يلبس النظارة لضعف البصر ...
كما أني أحتاج ن أسأل عن الأنواع والأسعار والفائدة المرجوة لوضع السماعة ...
فبالنسبة للانواع ...
هناك أصناف عديدة حسب حاجة المريض لكن الغريب أن ارخصها سعره ...
600 دولار ....للسماعة الواحدة فقط ...!!!
وهذا المبلغ قد يعادل راتب شهر لوظيفة محترمة لشخص يعيل أسرة في بعض الدول العربية ...
بل كيف بالفقراء الذين لا يملكون مايغطي نفقاتهم ....كيف سيوفرون هذا المبلغ لشراء سماعة واحدة ...لأحد ابنائهم ...فكيف إذا احتاج سماعتين ...وكيف إذا احتاج لتخطيط دقيق بالسمع بشكل دوري قد تصل تكلفته ....لــ120 دولار ...
هنا ...
شعرت أكثر بأخواني الصم ...
الذين قد لا يجدون قوتهم بسبب الفقر ...فكيف يوفرون لأنفسهم الاجهزة السمعية ....
وللأسف فإن الخدمات والميزات الحكومية ....( التي تقدم للمعاقين في بعض الدول وليس كلها )...
تكون غالباً ...عبر إجراءات روتينة معقدة ...قد تصل لعدة شهور....
كما أنها تكون مقتصرة على المواطنين وأما غيرهم فلا تنطبق عليهم قوانين المعاقين التي تمنحق حق الامتيازات....
ولذلك وكناشط في مجال حقوق الإنسان من منظور إسلامي ...
أرى أن على الدول معاملة كل معاق على أرضها مقيم بصورة قانونية ...معاملة المواطن ...او على الأقل منحه امتيازات ودعم عن طريق صندوق وقفي متخصص ....
فقط كان الوقف عبر التاريخ يعتني بابن السبيل ...
ويوفر الخدمات الكاملة للمرضى ...بل ويهتم بالطيور المريضة فكيف ....بأخواننا المعاقين ....
فالإعاقة لا تعرف لونا أو جنساً ...بل هي بلاء عظيم لا سيما الإعاقات الحركية ...وتحتاج من الجميع التضافر والمساندة ...
والحمد لله في مؤسستنا الخاصة بالصم ...وفقنا الله...وبعد جهود حثيثة من أخوة وأخوات عملوا معنا منذ التأسيس .... أن نعامل كل أصم مواطن أو مقيم ...نفس المعاملة....من حيث المكافآت التشجيعية والخدمات المقدمة ... لكل منتسب ...
ومن الأمور التي تأثرت بها حتى كتابة هذه السطور أني سألت أحد الطلاب المتميزين لدينا ... وكان لديه ضعف سمع شديد كما يبدوا ...
فقلت له : كيف حال السماعة معك ...وماذا تشعر حينما ترفعها عن أذنك ...؟
فـأجاب : السماعة هامة جداً بالنسبة لي ...وإذا رفعت السماعة عن أذني للحظات فقط ...
أشعر بهدير ثلاث مكائن مزعجة داخل أذني ....وكل مكينة لها صوت مزعج يختلف عن الآخر ...
أمر لا يمكن أن يطاق !!!
فقلت سبحان الله ....
ودعوت الله أن يعينه على هذا البلاء ...
- تجنب الحديث عبر الهاتف النقال ...
بسبب ما صدؤه من موجات وذبذبات قوية ...
والمشكلة أني كل اتصالاتي وعلاقتي بل وأعمالي عبر الهاتف النقال ...فكان أمراً صعباً أن أبدا بتغير هذه الأمر ...
ولكني بدأت ...
والعجيب أن المختصين قالوا لي :
أن من الأشياء الخطرة التي يتساهل بها الناس ...سماعة (البلوتوث) ...
فهي وسيلة مدمرة للأذن والناس تتهافت عليها تهافت الفراش على النار ...
كما أن بعضهم ودون معلومات رسمية مؤكدة حذروني من....
أبراج الاتصالات الهاتفية وما أكثرها في مناطقنا ...
بل في حدائقنا العامة ...
وإليكم بعض ما قراته في هذا السياق الخطير ...
رداً على سؤل لـ«أوان» ....
حول أضرار ابراج الاتصالات والبث والتقوية على الصحة العامة قال الدكتور سعود الرشيد مدير ادارة رصد تلوث الهواء في الهيئة العامة للبيئة إن :
«هناك معايير ينبغي اتباعها اثناء اقامة ابراج الاتصالات وتطبيق الشروط الوقائية ، وأبسطها مسافات الامان، واما التأثيرات على الصحة العامة فهي غير مباشرة وتختلف من مكان الى آخر حسب قوتها وتأثيرها وتبعاً لشدتها، ويمكن ان تترك تأثيراً على الجسم والجلد والمخ والأعصاب، وقد تسبب أمراضاً سرطانية على المدى الطويل بعد فترة لا تقل عن 15 أو 20 عاماً، واذا كانت الجرعة الاشعاعية التي يتعرض لها الانسان عالية فمن الممكن أن تسرع في الاصابة بالسرطان على المدى الطويل».
- تجنب الأصوات العالية لا سيما من السماعات الكبيرة ...
وهنا أتأمل حال بعض أخواني الشباب الذين يتسابقون لوضع أقوى أنواع السماعات في سياراتهم ...ليشغلوا ...بها الأغاني الأجنبية (التي لا يفهمونها غالباً !!) ويسيرون بها في الطرقات ويتمايلون يمينا وشمالاً ...
وإذا مر بك أحدهم تشعر وكأن زلزلاً أصاب الارض... من شدة وقوة الموجات الصوتية التي تصدر من سياراتهم ...
ولا يعلمون أنهم يغضبون الله... أولاً ...
ويؤذون أسماعم ثانيا ...ولا حول ولاقوة إلا بالله ...
- تجنب بعض الادوية المضرة بالعصب كالأسبرين ...
- مراجعة الطبيب فورا عد حدوث أي خلل إضافي بالمسع أو شعور بعدم الاتزان ....
وحالياً لا زلت أسير ...في اتجاه التأكد من التوصيف الدقيق لما حدث لي ...وعلاجه الصحيح ...وهل المفروض فعلاً أن أضع سماعة ...أم أن في الأمر متسع للعلاج ....
فالحقيقة المعلومات التي لدي حول السماعة متضاربة ...وتحتاج لرؤية واضحة قبل وضعها على الأذن ...
لكني خرجت بخلاصة ....بل بحقيقة لا خلاف عليها ...
في رحلتي هذه ...
وهي أن السمع نعمة وأي نعمة...
فهي الحاسة التي لا تنام ولا تستريح ....
وهي الحاسة التي ندرك من خلالها ما يجري حولنا ...
ومن دونها نعيش في صمت مطبق ....
وعالم صامت حزين.... جامد بلا روح ...
ساكن كالميت بلاحراك ...
ولو خيرنا بين مال الدنيا ....ونعمة السمع....لا خترنا السمع ....
فكم نحن مقصرون أخواني في شكر الله على نعمة السمع ...
بل على نعم الله ظاهرة وباطنة ...
وكم منا يستخدمها في معصية الله ...والله قادر في لحظة أن يسلبها منه ....
اللهم متعنا والقارئين ...
بأسماعنا وابصارنا وعافنا واعف عنا إنك أنت الغفور الرحيم ...
""""
شكراً ...
لكل ...
من تابع معنا هذه الحلقات ...وتفاعل معنا بالقراءة
أو الكتابة ...
لكل ...
أخ كريم أو أخت فاضلة أرسل لي مباشرة أو بشكل غير مباشر ...برسالة ...يدعو لنا ويواسينا بها أو يعرض علينا خدماته الكريمة علينا ...
ولا نملك إلا أن نقول للجميع ....جزاكم الله خيرا وبارك فيكم ...والحمد لله أمورنا بخير ...وقد كان للخاطرة أهدافها وأهمها التذكير بنعمة الله ...
ولعلها تحققت بتوفيق الله ومنه وكرمه ...
وعلى كل حال ...هذا ليس غريباًً عليكم جميعاً ...
وأنتم عزوتنا عن الشدائد...
فالعود لا يخرج منه إلا الطيب ...وأصحاب المعادن الأصيلة
لا يصدر منهم إلا مواقف الشهامة والمرؤة ....
وتقبلوا مني التقدير والاحترام
أخوكم الداعي لكم بخير / بوراشد