السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب (أبو أنس)
هذه الرقية لم ترد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا أنها لم تخرج عن الضوابط المجمع عليها في أصول الرقية الشرعية، فأنت تعلم ولا يخفى عليك أن هناك شرطا مقيدا للرقية أنه لا بأس بها ما لم تكن شركا، وان أحد الصحابة رقى بالفاتحة وقد ألقي في روعه أنها رقية، وعلى هذا لم أخرج خارج نطاق الشرعية سواء في الاجتهاد أو في مشروعية نص الرقية.
ومفردات هذه الرقية مأخوذة من أصل شرعي ثابت في فضل آية الكرسي في أنها تحفظ من الشيطان، والآذان يفر منه الشيطان، أما سورة الزلزلة فكلماتها تفيد معنى الإخراج، وعلى هذا فمن جهة المصدر فهي لا تحمل شركا بل تحمل كلام الله تبارك وتعالى، وعلى هذا فهي غير محرمة.
وبالنسبة لرقية الحمام فأنت تعلم أن له عمارا من الشياطين لأن هذه الححشوش محتضرة، وأنه مدخل عظيم إلى كل بيت، وهذه رقية وترية في أعدادها، الغرض منها غلق الحمام ومنع الدخول إليه والخروج منه. وهذه أيضا من كتاب الله ولا حرمة في هذا.
أما أن المعالجين لا يعملون بمثل هذه الطريقة، فهذا ليس مقياس يحكم به على مشروعية الرقية من عدمها، ولكن فيها مؤشر إلى أن هناك أمرا أدركه البعض ولم يقف عليه البعض الآخر، وهذا ما أملته علي خبرتي وتجاربي، وهذه الرقية مؤثرة وتفيد طوال فترة العلاج، أما بعد ذلك فلا حاجة لها.
وبكل تأكيد لم أستوحي هذه الطريقة من الجن، ولكنها متداولة بين المعالجين هنا في مصر، ولا نبدأ عملنا قبل تماما التحصين، ولكنهم يتبعونها بطريقة مختلفة عن طريقتي التي وضعتها بعد دراسة متأنية، فربما هي طريقة غير متداولة في بلادكم، لكنها معروفة هنا وشائعة ولم أعلم أن أحدا من أهل العلم عقب عليها.
والذي ذكره الجن عنها أن الجدران تتحول إلى كتل نارية، فلا يستطيع جن أن يدخل أو يخرج، ما عدا الجن المسلم فقط الذي يدخل للقتال والجهاد في سبيل الله فلا تؤثر فيهم البتة، إلا أنه من الممكن اختراقها بالسحر في بعض الأحيان، فلا يوجد تحصين كامل بمعنى الكلمة، لذلك تحتاج للتجديد باستمرار، وقد زكاها الجن المسلمين الصالحين ونصحوا بها، بدليل أن أحد الجن نصحك بها، بل قبل إتمامها يكون الجن حاضرا على الجسد جاهزا للتعامل معه في أكثر الأحيان خاصة عند ترديد الآذان.
والنظرية في الرقية التي وضعتها أنني أعيد بناء جوانب البيت بالتحصين بآية الكرسي، على أن أترك جانبا بغير تحصين حتى أطرد أي شيطان عابث في المكان بترديد الآذان مرة واحدة، ثم أرتل سورة الزلزلة لصرف اي عمار من المكان نساءا أو أطفالا قبل بدأ المعركة حتى لا يؤسر أحد منهم أو يتعرض لأذى، ثم بعد ذلك ارقي الجانب المفتوح بآية الكرسي فيتم غلق المكان بفضل الله تعالى، ونفس الكلام ينطبق على الحمام.